أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - الثورة العربية الكبرى - فى المسألة الليبية ( الصحراوية )















المزيد.....

الثورة العربية الكبرى - فى المسألة الليبية ( الصحراوية )


محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3315 - 2011 / 3 / 24 - 08:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد إنجاز سقوط النظام فى كل من تونس ومصر تدحرجت كرة الثلج نحو ليبا واليمن والبحرين وعمان بمعنى أن شعار سقوط النظام الإستبدادى العربى شعارا أصبح ملحا فى تحقيقه وأن تدحرج هذه الكرة سوف يشمل كافة الأنظمة الإستبدادية والعميلة للنظام الإمبرايلى العالمى وأن الفضل يعود على الإنجاز الكبير الذى تحقق بثورة المعلومات وأن العالم أصبح قرية صغيرة تستطيع أن تلم بأخبار هذه القرية العالمية فى ظرف دقائق معدودة .
وإذا كانت هذه الكلمات القلائل قد شملت الحديث عن ثورة ضد طغيان أنظمة عربية مستبدة وشملت أيضا الحديث عن ثورة للمعلومات فإن الحديث يجرنا عن الربط بين الثورات الشعبية التى تجتاح العالم العربى وبين ثورة التكنولوجية المعلوماتية والتى تم إستخدامها فى التواصل بين الثوريين .
فإذا كانت الثورة التكنولوجية المعلوماتية هى تطورا فى قوى الإنتاج العالمية فإن هذا التطور يلزمه تطورا فى علاقات الإنتاج الإجتماعية والتى لابد لها وبالضرورة من متابعة التطور فى هذه القوى الإنتاجية وإستيعابها وهذا التطور فى العلاقات الإنتاجية يتبعه بالضرورة تطورا فى البنية الأيديولوجية والتى لابد لها أن ترقى على مستوى الفكر الإنسانى لتستوعب هذا التطور هذا الإستيعاب لابد له من وضع آلية إجتماعية مستلهمة هذا التطور هذه الآلية لابد وأن تشمل نظاما فى التعليم يكون على مستوى هذا التطور كذلك نظم الإدارة والنظم القانونية التى تتلاءم مع هذا التطور والتىتحدد فى النهاية الشكل السياسى للدولة بمعنى طبيعة السلطة الحاكمة والتى تحدد من خلال نمط الإنتاج المتبع طبقا لتطور قوى الإنتاج فى المجتمع ففى المجتمعات الصحراوية تحددت قوى الإنتاج من خلال نمط الإنتاج الرعوى وقوى الإنتاج هنا هى عبارة وسيلة الإنتناج التى تتمثل فى الإبل والأغنام مع الرعاه الذين يرعون هذه الوسائل والتى تحدد بعد ذلك علاقة الإنتاج التى تربط بين مالك وسائل الإنتاج وبين الرعاه الذين يعملون عنده ولما كانت الصحراء شاسعة ومناطق الرعى فيها محدودة ومحددة طبقا للأمطار التى تنمى الكلأ وهذا الأمر يرتبط إرتباطا وثيقا بالصراع بين الإنسان والطبيعة هذا الصراع الذى جعل المجتمع الرعوى فى حالة تنقل مستمر بحثا عن مناطق الرعى ومن هنا تكونت القبائل والعشائر والتى تصارعت فيما بينها على المناطق الرعوية الأمر الذى أنشأ بعد ذلك ونتيجة لهذا الصراع إرتباط النظام الرعوى بالنظام العبودى فعندما تغير قبيلة على أخرى ينتج عن ذلك إعمال القتل والسلب للقبيلة الأضعف ثم يتم أسر النساء وباقى رجال القبيلة والذين يتحولون إلى عبيد لدى الطرف الآخر طبعا يختلف هذا الأمر بالنسبة للمجتمعات النهرية والتى تحددفيها الصراع بين الإنسان والطبيعة فى الصراع بين البشر والنهر هذا النهر الذى أملى إرادته على هذه المجتمعات بإكتشاف الزراعة وبهذا الإكتشاف تغيرت قوى الإنتاج نتيجة تغير وسائل الإنتاج والتى تحددت بالأرض الزراعية والفلاح الذى يستزرع هذه الأرض وأيضا يقوم بترويض الحيوانات الأليفة والداجنة هذا الإختلاف من المنشأ هو الذى يحدد الإختلاف بينم الثورة التونسية والمصرية والتى نشأتا فى مجتمعات فلاحية حضرية وبين الثورات التى مازالت مستمرة فى المجتمعات القبلية كالمجتمع الليبى ومجتمع الجزيرة العربية وهذا أيضا هو العامل المحدد لإزدهار الحضارة المصرية والحضارة التونسية قديما كحضارة متقدمة يماثلها الحضارات الأسيوية النهرية كالحضارة الصينية وهذه الحضارات التى تميزت بنمط إنتاج حضارى فى العصر ما قبل الرأسمالى وهو نمط الإنتاج النهرى أو نمط الإنتاج الأسيوى والذى تحدد ملامحة الفلاحية بالحكومات المركزية التى تتولى مركزيا عملية السيطرة على النهر وتنظيم مياهه الأمر الذى إرتبطت به هذه الحكومات المركزية بمسألة تنظيم الرى .
نستطيع القول أن هناك فى الوطن العربى تلازم نمطين إنتاجيين نمط فى الصحراء وهونمط رعوى عبودى ونمط فى الحضر أو فى البلاد النهرية وهو ما عرف بنمط الإنتاج الأسيوى وهذا النمط كان دوما حضاريا فى علاقات الإنتاج الخاصة به حتى عن نمط الإنتاج الإقطاعى الأوربى .
نجد أيضا أن هناك تأثيرا وتأثرا بين النمطين وهو فى نزوح بعض القبائل العربية فى شبه الجزيرة العربية وراء الكلأ كما حدث من نزوح بعض القبائل فى جزيرة العرب إلى تونس الخضراء وقيام حضارة قديمة فى تونس ، أيضا نجد أن الدولة الإسلامية الأولى سرعان ما نزحت من الجزيرة العربية إلى سوريا ( بلاد الشام ) ثم العراق لتكون دمشق وبغداد حاضرتين للدولة الإسلامية طوال عهد هذه الدولة والتى أستكملت فيما بعد بدولة الأندلس
لقد كانت مصر الفرعونية المثال الحق وبإمتياز لنمط الإنتاج الأسيوى أو النهرى ففى صراع البشر مع الطبيعة النهرية التى تفيض أحيانا وتشح أحيانا أخرى تكونت الحكومات المركزية لتكون قادرة على تصريف أمور العباد مع النهر هذه الحكومات التى تكونت لديها ثقافة ومخزون معلوماتى من متابعة النهر فى حركة سريان المياه ومتابعة الفيضانات والشح للنهر هذه المعلومات والمعارف والتى إعتمدت فى الأصل على العمل العقلى قد كون تقدما فى قوى الإنتاج للمجتمع المصرى وكذا تقدما فى علاقات الإنتاج والتى تميزت بقدر كبير من المنتوج الفكرى حتى وصل الأمر إلى إضافة هالة على الحكومات المركزية ورئاسة هذه الحكومات من الفراعنة أو من يحل محلهم فمخزونهم الفكرى والمعلوماتى كان يحفظ فى المعابد وعلى جدران الحجر وفى البرديات التى كانت تحفظ بعيدا عن العبث هذه الثقافة التى كونت قدرا كبيرا من إحترام الحاكم المستبد وقدرا كبيرا من ثقافة التسامح والتى تولدت أساسا من التسامح مع طغيان النهر الذى لايرحم فقد تكونت ثقافة التعامل مع هذا الطغيان الكاسح .
هذه الثقافة التى تحدث عنها الرئيس المخلوع فى رده على الرئيس الأمريكى أوباما بإتهامه لهذا الرئيس أنه لايعرف الثقافة المصرية والحقيقة هى أن الغرب المتقدم حضاريا بواسطةالحضارة الرأسمالية هو الذى إكتشف هذه الثقافات وأخذ يعيد إنتاجها فى البلدان المتخلفة حتى تصبح هذه البلدان أسيرة ثقافتها التى تم تجاوزها بالحضارة الرأسمالية والتى أطلقت الزمام للقدرات العقلية الثورية تجاه التقدم فى المعارف حيث تم تجميع المعارف الإنسانية للحضارات الإنسانية سواء كانت هذه الحضارات اللاتينية كالحضارة اليونانية .القديمة أوحضارات النمط الأسيوى فى مصر والصين والهند وكذا مخزون الحضارة الإسلامية فى بغداد والأندلس .
إن إكتشاف الغرب الرأسمالى لهذه الحضارات فى فترة نهوضه الحضارية كانت دافعا وسببا فى تقدمه خاصة بعد التقدم فى العلوم الطبيعية والتوجه نحوالثورة الصناعية .
هذا الغرب الرأسمالى الذى تجاوز الحضارات النهرية بعلاقات إنتاج أكثر تقدما وتفتحا والتى تجاوزت العلاقات الإنتاجية النهرية والتى تمحورت حول الزراعة والتقدم الزراعى فى علاقات الإنتاج تجاوزتها الحضارة الرأسمالية بالثورة الصناعية وعلاقات الإنتاج المرتبطة بهذه الثورة وهى العلاقة التى تربط مالك وسائل الإنتاج بالعامل الذى يبيع قوة عمله لدى المالك فهنا ظهرت الطبقة العاملة الصناعية كما ظهر بدءا طبقة أرباب العمل ، وكما كان هناك فى الحضارات النهرية علاقات إنتاج بين الحكومات المركزية وممثلها الحاكم المركزى المستبد وبين طبقة الفلاحين أصبح فى الحضارة الرأسمالية علاقات إنتاج متقدمة وتجاوزت العلاقة السابقة سواء فى المجتمع الإقطاعى الأوربى السابق أو فى المجتمع النهرى ففىالعلاقة السابقة أوربيا كانت العلاقات الإنتاجية بين الإقطاعى صاحب الأرض وقن الأرض وهم الفلاحون الذين يزرعون الأرض وهنا نلاحظ تميزا بين الحضارات الإقطاعية التى تطورت من الحضارة العبودية القديمة فى الدولة اليونانية والرومانية والتى كان يملك فيها الإقطاعى الأرض وماعليها من بشر وبين النمط النهرى والذى يميز بأن المالك هو الحاكم المركزى والرعية هى المجتمع الفلاحى وهذا المجتمع لديهحرية فى الحركة طبقا لتحكمات النهر .
كان لابد من الوضوح فى تطور علاقات الإنتاج حتى نعود إاى موضوعنا الأساسى وهوحول المسألة الليبية ( أو بمعنى آخر المسألة الصحراوية القبلية ) فإن عدم التطور فى القوى الإنتاجية الصحراوية وهى قوى إنتاج رعوية قد جعل هناك جمودا حصريا لدى هذه المجتمعات هذا الجمود الحصرى هو بالضرورة ناتج عن عدم التحرك والثبات لهذا النمط والذى جعل الفرد ينتمى إلى العشيرة أوالقبيلة وهذا ما طلع به سيف الإسلام القذافى وأبيه معمر القذافى ليعطونا دروسا فى المجتمعات الصحراوية أو القبلية وأن ثقافة القبيلة تختلف عن ثقافة الحضر فى مصر وتونس هذا الأمر وبالتطابق كرره على عبدالله صالح والكل هدد بأن تنحى زعاماتهم سوف يولد حرب أهلية بين القبائل وكما وجد هذا الأمر فى ليبيا الصحراوية وجد أيضا فى شبه الجزيرة العربية الصحراوية كما يوجد أيضا فى صحراء الجزائر والمغرب العربى فمع تأبيد العلاقات الرعوية العبودية ومع ظهور النفط فى هذه المجتمعات وهذا النفط كان يجب أن يكون حافزا لتقدم هذه المجتمعات حيث أضاف تراكما رأسمالية أتبعه نقل التكنزلوجيا الغربية الرأسمالية الحديثة والتى تم نقلها بواسطة الغرب لإستخراج النفط هذا الغرب الذى فى حال إكتشاف النفط كان قد وصل إلى مرحلته الإحتكارية والذى فيها ميز بين المنتج السلعى الصناعى والمنتج من المواد الأولية فلكى تدار عجلة إنتاجه لابد من وضع اليد على مصادر المواد الأولية ومصادر الطاقة ولابد أيضا من أن تكون هذه المصادر سوقا لتصريف منتجاته الصناعية وهنا وبالضرورة لصالح الهيمنة الإمبريالية الغربية أن يعاد إنتاج الأنظمة الرعوية فى هذه المناطق حتى تصبح العلاقات الإنتاجية الرعوية هى التى تحكم الثقافة الصحراوية فى الدول النفطية هذه الثقافة التى تعتمد على الإنقياد لشيخ القبيلة وتلبية تعليماته فالأنا هنا شيخ القبيلة أو شيخ مشايخ القبائل والذى يعتر الحاكم أو الملك وكان لتكريس هذه الثقافة موضوعيا عدم الإستعانة بمواطنى هذه البلاد بإدارة شئون الثروة الأمر الذى يلزم حكومة الحاكم أو الملك أو الأمير أن يقيم نظاما تعليميا عصريا يستطيع به التطلع وإستيعاب الحداثة الأمر الذى سوف يعمل على نقلة نوعية فى العلاقات الإنتاجية فإن فى هذه الحالة سوف تنشأ فئة من النمط الرعوى تتشارك مع وسائل الإنتاج ليصبح العامل البشرى فى هذه القوى هو المواطن القطرى أو المواطن صاحب البلد ومن هنا تنشأ علاقات إنتاج تتماشى مع النظام العالمى الرأسمالى وهذا الأمر الذى كان من الواجب تجنبه حتى لاتظهر نخب قطرية تنادى وتعمل على إسترداد ثروة بلادها هذا الأمر والذى بمقتضاه تم نقل البشر مع الآلة فكما أن الآلة تم نقلها فى آبار النفط أيضا تم نقل البشر الذين يعملون على هذه الآلات من خارج القطر وهنا تم إعتماد هذه البلاد على العمالة الخارجية أو المهاجرة إليها هذه العمالة الخارجية لم تتوقف على العمالة الفنية التى تدير التكنولوجيا النفطية بل أصبحت هذه العمالة فى كافة مناحى الدولة أو بمعنى أن النفط كان ولابد له من دولة مدنية تدير الخدمات لهذه السلعة المستخرجة هذه الدولة المدنية قد تم إستجلابها من العمالة الوافدة حتى يتم المحافظة على الثقافة الرعوية للبلد الصحراوى متأبدة وحتى يصبح الحاكم هو الوحيد المستقبل لكل مصادر الدخل من المنتج الإستخراجى والذى هو فى النهاية هو ملك لكل أفراد الشعب ولا مانع أن يمنح الحاكم الرعية ببعض الفتات من المدخول النفطى حتى تبقى الرعية محافظة على ثقافتها بهذا المدخول والذى طبقا لهذا النظام يتم صرف هذه المداخيل فى البذخ وإشباع الرغبات الغرائزية وهوالجانب الترفيهى لدى المجتمع الرعوى .
لقد تم ربط هذه البلاد بنظام التبعية للهيمنة الإمبريالية وكان لابد لهذا الربط أن يؤتى ثماره أن يتم إبتكار بيئة للإستبداد بالسلطة للمحافظة على النمط الإجتماعى وعلى أن تقوم هذه السلطة فى الابلد الصحراوى بطرد كل من تتوافر لديه الثقافة الحديثة ويحاول العمل على تغيير نمط الإنتاج فى هذه الدول لذا نجد أن كل من تعلم وأصبح من النخبه مآله إلى الطرد حتى لايواجه بحالة من الإقصاء القسرى وبذا أصبح كافة النخب التى نالت قدرا من التعليم والفهم والوعى أصبحت مهاجرة من بلادها قسرا وأصبح يحل محلها نخب وافدة تعمل فى خدمة النظام فالوافدين هم المكون لأجهزة الدولة وهم من يسير الأعمال وهم المرتزقة فى القوى الأمنية مع النخبة الأسرية هذه النخبة الأسرية والتى تتكون من الروابط فى الأسرة هى فى الأساس التى تتولى عمليات الأمن لهؤلاء الحكام بمساعدة مرتزقة مدربون يقومون بتقديم الخدمات الأمنية مقابل الأجر وهنا يصبح الحاكم سواء ملكا أو أميرا أو رئيسا للجمهورية أو قائدا لثورة يصبح فى النهاية يمارس سلطات شيخ القبيلة على مجتمعه القبلى ويصبح الإستبداد فى السلطة ثقافة فإن المستبد يعمل من خلال أسرته التى تضع يدها على مقدرات البلاد ويعمل على توريث حكمه داخل نظام الأسرة وخاصة للأبناء ومن هذا المنطلق تصبح القسوى عماد هذه الأسر الحاكمة فلابد من ممارسة العنف على الرعية لتصبح الرعية فى حالة خوف وهلع مستمر كما هو الحال طبقا للنمط الرعوى العبودى والنجاه دوما من حالة الخوف والهلع هى فى الإعلان المستمر للولاء للحاكم .
إنها صفة الإستبداد الذى كرسته الإمبريالية العالمية حتى يتسنى لها لإستنزاف ثروات هذه المجتمعات هذا الإستبداد الذى مارسه المستبدون ومكثوا فى السلطة ملوكا حتى الممات حتى ولوكانت حكوماتهم غير ملكية فإن الأمر لايفرق بين زعيم ثورة وبين ملكا فالكل يعلن عن سلعته بطريقته فالملك ملكا يسود ويحكم والزعيم أيضا يسود ويحكم ويتماهى فى دور الزعامة وما دامت الخزائن عامرة بدخل النفط المستولى عليه فلا مانع من ممارسة الزعامة ليس قطريا فقط بل لابد من البعد الإقليمى وأيضا البعد العالمى فإن المال هو فى حوزة الزعيم وأن الإعلام يحتاج لقوة المال ليؤله هذه الزعامات والتى تصل لدرجة من النرجسية تجعل المستبد يتعامل مع شعبه على أنه البشرى الوحيد والباقون حيوانات أو جرزان أو جراثيم ولابد من التطهير بالإبادة للجراثيم والجرزان هذه هى الحالة التعى صنعتها الإمبريالية حتى تستنزف وتستلب ثروات الشعوب التى أصبحت فى عرف مشايخ القبائل حيوانات وجرزان وجرائيم إنها حالة التخلف وتأبيد علاقات إنتاج منذ العصور المشاعية الأولى أولنقل منذ العصور العبودية فإن الحياة فى العصر العيودى أفضل نوعا ما من من حياة الجرزان والذين ينتهوا بإبادة جماعية .
إن هذه هى حالة الزعيم المفدى معمر القذافى والذى يخاطب رعيته فى عرفه بالقول من أنتم فهم فى عرفه جرزان وجراثيم فهذا الزعيم قد نزع عن شعب ليبيا صفة الآدمية التى كرمها الله فأين هو من الأله إن من يخاطب شعبه وينزع عنه صفة الإنسان ولا يعترف بحقوق هذا الإنسان بل يتعامل مع هذا الإنسان بمنطق الإبادة الجماعية ويدخل مع شعبه فى حالة حرب يستخدم فيها الطائرات والدبابات والمدفعية وراجمات الصورايخ وهو يعى تماما أن العالم أصبح قرية صغيرة بل والأدهى من ذلك أنه أخذ يعبث بالتكنولوجيا الفضائية وأصبح يتحكم بوسائل الإعلام فى منعها من الفضاء بواسطةةالتكنولوجيا هذا التناقض الغريب والذى يجمع فى مكان واحد قمة التكنولوجيا الحديثة تحتكرها الأسرة المالكة مع قمة التخلف لشعب يعيش فى أحط الأنماط الأجتماعية هذه هى مشكلة المسألة الليبية وليست هذه المشكلة قاصرةعلى المسألة الليبية فهى فى كافة المجتمعات الصحراوية فالأمر واحد كما هو فى ليبيا هو أيضا فى شبه الجزيرة العربية .
إن مفهوم الثورة يجب أن نعيه جيدا وهو مفهوم التغيير والتغيير هنا لابد أن يحدد بطبيعة العلاقات الإنتاجية إنه تغييرا فى أنماط الإنتاج إنه العبور العظيم الآن للشعوب العربية هذه الشعوب التى يجب أن تعى واقعها فالقورة العربية هى ثورة العقل على الغرائز والعواطف إنها ثورة العقل والعلم ثورة التغيير الممنهج بدلا من الإ^ستبداد الممنهج إن الثورة العربية ثورة ضد كافة الأطر الخانقة ثورة لنقل التكنولوجيا وإستيعابها وتطوير العلاقات الإنتاجية طبقا لهذا الإستيعاب فلابد من أن تعى الثورة العربية وجود متاريس وقراصنة فى مواجهتها ولابد أن تعى الثورة العربية أن هذه المتاريس والقراصنة هى فى القديم المتجدد فى الإمبريالية العالمية التى تستمد أكسوجينها من إستلاب عالمنا العربى ولولا هذا الدفع بالأموال العربية لتفككت الإمبريالية وأنتهت مرحلتها التاريخية هذا ما يجب أن يعيه ثوارنا وهم بالتأكيد يعونه فالقطع مع حالة التبعية هى أولى الحلقات فى إنجاح الثورات فحالة القطع مع التبعية هى نفسها حالة القضاء على ما نصفه بأعمال البلطجة فما هؤلاء إلا أدوات يسيرها عملاء الإمبريالية لإجهاض الثورات أيضا أن حالة القطع مع التبعية هى حالة القطع مع الإيديولوجيا التى تعتمد على إيقاظ العواطف والغرائز والنعرات الدينية والعصبية فحالة القطع مع التبعية للإمبرايلية العالمية تحتاج إلى حالة بناء علاقات إنتاجية تعتمد هذه العلاقات على بنية إقتصادية تنموية هذه البنية التى تحتاج إلى تنمية الموارد البشرية هذه التنميةالتى تحتاج إلى نظم حديثة للتعليم ورعاية حديثة للصحة العامة إن إحياء مقولة العقل السليم فى الجسد السليم هى مفتاح النهضة للثورة العربية الكبرى فالعامل البشرى الذى يحفظ للإنسان حقوقه حتى يقدم واجباته هو الأساس لإنجاح الثورة العربية الكبرى هذه الثورة التى تجتاح العالم العربى ولابد أن يكون شعارها كما شعار الثورة المصرية حرية ديموقراطية عدالة إجتماعية فلقد سئمنا الحياة فى ظل التبعية والعبودية ونطوق بفضل شبابنا إلى تنسم رياح الحرية هذه الرياح التى تجعل الآخر يعترف بنا كما نعترف به هذه الرياح التى تجعل من الفرد العربى سواء كان مصريا أو ليبيا أو يمنيا أوتونسيا أوخليجيا أو مغربيا أو شاميا هو إنسان له حق الحياة ولا يتصف بفضل بنى جلدته بأنه حيونيا أو جرزا أو جرثومة .
إنها محاولة لفهم هذه المسائل سواء فى ليبيا أو فى مصر أو فى أى بلد عربى إنها محاولة البحث فى البنية الإجتماعية وتوصيفها بناءا على ما يتفوه به المستبدين .



#محمود_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الشعب المصرى - 10 - كلام حول الدستور
- ثورةالشعب المصرى -والتأثير الإقليمى
- ثورة الشعب المصرى - 8 نحوتحقيق أهداف الثورة
- ثورة الشعب المصرى والفساد-7
- ثورة الشعب المصرى -6
- ثورة الشعب المصرى-5
- ثورة شباب مصر -4
- هل يتم الآن إجهاض ثورة شباب مصر ؟ ثورة شباب مصر -3
- ثورة شباب مصر -2
- ثورة الشعب المصرى
- اليسار العربى فى مواجهة التحدى الإمبريالى
- اليسار العربى ومأزق الحرية الإنسانية
- اللحظة الحاسمة .... الحتمية التاريخية لخيار الأمة
- يوم الحرية .. روح الحرية ........حول تداعيات القراصنة والمجز ...
- القراصنة ..... مجزرة إسرائيلية فى عرض البحر
- يحكى أن ........ فى الإستراتيجية والتاريخ
- الأول من مايو ( آيار )
- سفيرة فوق العادة
- نظرية المؤامرة ... وإستهدافها للشعب المصرى والعربى
- نهب مصر


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - الثورة العربية الكبرى - فى المسألة الليبية ( الصحراوية )