يوم الحرية .. روح الحرية ........حول تداعيات القراصنة والمجزرة الإسرائيلية فى عرض المتوسط

محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3023 - 2010 / 6 / 3 - 22:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فى صباح يوم الإثنين الموافق 31مايو ( آيار ) 2010 م نشر الحوار المتمدن لى مقالة بعنوان القراصنة .. مجزرة إسرائيلية فى عرض البحر وهذه المقالة التى كتبتها صبيحة يوم الإثنين ومن خلال متابعة الأحداث على أسطول الحرية منذ فجر هذا اليوم الأمر الذى جعلنى أترك شاشة التلفاز لأسجل مشاركتى من خلال نافذتى المحببة الحوار المتمدن وما جعلنى أنتشل نفسى من أمام الشاشة الصغيرة هو يقينى أن هذا اليوم هو يوم مفصلى لأحرار هذا العالم وأن تسجيلى لهذا الحدث التاريخى على صفحتى بالحوار المتمدن كان نزولا على رغبة روح الحرية التى تسكن جسدى هذه الروح الذى يغذيها العقل طبقا لخياراته التاريخية فأحرار العالم يتوحدون كما توحد القلة منهمعلى مراكب أسطول الحرية والباقى يشاركهم بهذه الروح يقيم معهم على متن الأسطول ويحاور الرفاق ويتحدث معهم فى شئونهم العامة والخاصة ويشتبك معهم بالإيدى مع العد-و المغتصب هذه هى روح الحرية ربما كانت هذه الروح إحدى نتاج الجينات الوراثية يتوارثها الأبناء عن الأباء والأجداد وهذا الجين جين الحرية هو الذى يجمع ويوحد أحرار هذا العالم مع إختلاف أجناسهم وألوانهم ودياناتهم إن من يحملون هذا الجين يتشاركون فى روحهم الوقادة الحره تجمعهم محبة الخير وكراهية الظلم ظلم الإنسان لأخيه الإنسان تجمعهم روح الوفاق العالمى وينفرون من العصبية والأنانية والعنصرية فهم يحبون التوحد والتجمع على هذا الهدف الإنسانى الأعظم هدف الحرية للجميع دون تمييز .
لا أود أن أسترسل فى هذا كثيرا ولكن ماجعلنى أن أكتب فى هذا الموضوع ليس لأن أهميته العظمى فى كونه حدثا مفصليا وتسجيلا لنصر إستراتيجية التحرر الوطنى ومقاومة الإستعمار ضد إستراتيجية الإمبريالية العالمية ولأن هذا الحدث قد كشف أمام المجتمع الدولى بل لنقل أمام أحرار العالم وشعوب العالم زيف الإدعاءات الإمبريالية بل ماجعلنى أن أسطر هذه السطور هو رسالة تلقيتها من الحوار المتمدن عن تعليق على مقالى القراصنة وعندما فتحت الرسالة لم يظهر لى التعليق الذى لم بنشر لمخالفته القواعد وهذا يدل على أن التعليق كان جارحا ولذا رأت الصحيفة عدم نشره وسواء تم نشر التعليق أو لم يتم نشره فهذا لايسيئنى فى شئ طالما فتحت باب التعليق وأن أوافق على فتح هذا الباب خصيصا لعل قارئ ود مناقشتى أو التواصل معى ففتح باب التعليق هو فتح باب الحوار مع الآخر والحوار له أدابه وسلوكه وربما يكون هذا من وجهة نظرنا فنحن ننظر إلى الحوار على أنه حوار عقلانى يحكمه المنطق حتى ولو كان الآخر يستخدم أدوات العاطفة والغرائز ربما جرى محاورته رغم صعوبة الدوجما الحاكمة لمنطق الغرائز فأهلا وسهلا بمنطق الحوار سواء كان عقلانيا أو عاطفيا أما أصحاب إستراتيجية كسب القلوب والعقول والذين تدفعهم الجهات المهزومة فى الصراع العالمى فهم لايطيقون الحوار هم يكتبون ما يملى عليهم فى مقابل ما يتقادونه من أجر مقابل إنضوائهم فى الخانه المناهضة لحركة الأمم والشعوب نحو حياة أفضل وحرية للجميع إن هؤلاء كتاب السلطات التابعة المسيطرة على عالمنا العربى المعتدل أمريكيا وصهيونيا يرعبهم نصر المقاومون يرعبهم تحرك أحرار العالم يرعبهم من يرفع راية المقاومة فى مجابهة الإمبريالية العالمية يرعبهم من يكشف عوراتهم بكشف نمط تفكير الإمبريالية ربما مارعبهم هو ماقلناه سابقا وكشفناه من خلال رؤيتنا فى مقال سابق أوبحث سابق عن الإستراتيجية وهو تأكيدنا أن الكيان الصهيونى هو مركزا إقليميا للإمبريالية العالمية قد أستخدم نتيجة مقايضة بين الإمبريالية العالمية والحركة الصهيونية العالمية الشريك فى النظام الإمبريالى العالمى والذى تحكم حالة الهيمنة فيه هذه المجموعة من الشركات عابرة القارات والتى تساهم فيها الحركة الصهيونية هذه المقايضة التاريخية التى أجرتها الحركة الصهيونية مع الإمبريالية هى جمع يهود الشتات المنتشرون فى أوربا والذى تنفر منهم الشعوب الأوربية فى وطن هوفلسطين وهذه الصفقة تخدم الطرفين فمن ناحية يتخلص الأوربيون من اليهود فى مقابل أن يكون اليهود حراسا لمصالح الإمبريالية هذه الصفقة التى جعلت من الصهاينة مرتزقة لصالح الإمبريالية والمرتزقة هم من يتقاضون أجرا فى سبيل حماية الآخرين وفى مقابل ذلك لابد من حمايتهم وقتمات تتطلب الحماية ولهذا كان الكيان الإمبريالى سباقا فى حمايتهم لسيطرته على آلية المجتمع الدولى هذه الآلية الذى يمثل مجلس الأمن الأممى أحد روافدها هذا المجلس الذى عجز عن إصدار قرارا أمميا ضد القرصنة والمجزرة الصهيونية فى عرض البحر وكما أخفقت إسرائيل فى عدم تقدير الموقف نتيجة رعونة عنصريتها كذلك أخفقت الإمبريالية العالمية فى تحديها لشعوب العالم هذه الشعوب التى ينتمى معظمها إلى دول تدور فى الفلك الإمبريالى لقد أخفقت الإمبريالية فى إشعالها صراعا طبقيا وحضاريا بين شعوبها فهذه المرة ليس الأمر يتعلق بمجموعة من دول الأطراف تركعهم الإمبريالية بسيطرة فئة مرتبطة بها تتحكم بواسطة الهيمنة الإمبريالية على شعوب هذه الأطراف والتى تبنى أحرارها خيار المقاومة إنما الأمريتعلق بشعوب هذا الكيان الإمبريالى فالعملية اليوم ليست متعلقة بأشخاص ثائرون ينتمون إلى المجتمع الإمبريالى يمكن التضحية بهم فى أثناء حربهم التحررية مثلما حدث مع المواطنة الأمريكية راشيل كورى والذى ضحت بنفسها أمام جرافة إسرائيلية تتوجه لهدم بيت عربى فى فلسطين المحتلة لقد أختفى جسد راشيل كورى من الوجود ولكن هل إختفت روحها الحرة الوقادة لقد تجسدت راشيل كورى فى هذا المركب التاسع من قافلة اسطول الحرية والذى يمخر عباب البحر للوصول إلى ميناء غزة المحاصر هذا المركب التى تسكنه روح راشيل كورى الحرة قد أبد وجودها بين الأحياء وكما كانت راشيل تسكن مركبا فأن أرواح الشهداء الأتراك سوف تسكن العديد من المراكب التى ستتوجه عنوة لكسر الحصار ومحاصرة العدو الصهيونى والذى بدا وكأنه يختفى وراء إصبعه لقد فتحت الإمبريالية العالمية أمام نفسها بواسطة تبنيها لمركزها الإقليمى فى الشرق العربى جبهة جديدة فى الصراع صراع بين دول تتبنى النمط الرأسمالى ولكنها تحتفظ بقوميتها لعدم السماح للمركز الإمبريالى بتبنى مواقفها لقد شكلت هذه الدول نظاما عالميا جديدا لاينهج منهج العولمة فهذه مشكلة روسيا الإتحادية مع النظام الإمبريالى المعولم والتى إنضمت إليها الآن تركيا لقد خاضت الإمبريالية تالعالمية صراعا جديدا فبعد تفكك الإتحاد السوفيتى ظهرت روسيا الإتحادية كقوة قومية كما ظهرت مجموعة أمريكا اللاتينية الإشتراكية واليوم تنضم تركيا القوية قوميا إلى القافلة .
إن هذا التحالف العالمى الجديد والذى بدأ بكسر أنف هذا المركز الإقليمى للكيان الصهيونى والذى تحالف مع القوى الممانعة والتى تتبنى خيار المقاومة لهو تحالف عالميا سوف يسجل إنتصاراته كما سجل هذا الإنتصار فى 31 من مايو (آيار ) الماضى إن فعاليات هذا النصر مازالت تتوالى تباعا إنه خيار المقاومة وخيار أحرار هذا العالم وكما قلنا سابقا إن هذا اليوم يوما تاريخيا ومفصليا فى تاريخ الشعوب الحرة المقاومة والمحبة للسلام العالمى والتى تجنح نحو الديموقراطية والعدالة الإجتماعية وكما قالها بالأمس رجب طيب أردوجان رئيس وزراء تركيا لقد سئمنا من كذب الصهاينة نقولها نحن أيضا لقد سئمنا من هؤلاء المأجورين الذين يروجون للكاذبين .

#محمود_حافظ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات