أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - مصر .. والفتنة الطائفية















المزيد.....



مصر .. والفتنة الطائفية


محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2890 - 2010 / 1 / 16 - 16:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يخاطب شعبه يبدأ الخطاب بعبارة أيها المواطنون هذه العبارة الدالة على ثقافة الشعب المصرى المتأصلة على مر التاريخ فإبن مصر يخاطب مواطنى مصر المتوحدين دون تصنيف
دينى طائفى أو مذهبى ودون تصنيف عرقى نوبى أوقبطى أوعربى الكل مواطن فى هذا الوطن يقوم بما لديه من واجبات وينال كافة حقوقه الدستورية وهذه المواطنة فى الخطاب الناصرى لم تنشأ من فراغ فهذه المواطنة تكرست لدى الحركة الوطنية المصرية فى مواجهة الإستعمار البريطانى لمصر وكانت بدايات هذه الحركة منذ إنشاء الدولة المصرية الحديثة فى مستهل القرن التاسع عشر مع بداية حكم محمدعلى والذى بدأ بالإهتمام بالمرتكزات المصرية لتحديث الدولة المصرية والتى عملت دوما على توحيد الشعب المصرى وهى الإهتمام بالنهر والعمل على الحفاظ والحد من طغيان النهر فقد إهتم محمد على مجدد الدولةالمركزية بالنهر وقام بالصيانة وإقامة القناطر الخيرية أهم معالمه االتاريخية وإنشاء الترع والمصارف وإقامة وتقوية الجسور لمقاومة الفيضانات كما قام محمد على بإرسال البعثات إلى أوربا مهد الحضارة لجلب العلوم والمعارف التى تباعدنا عنها فى فترة الإحتلال العثمانى هذه النهضة سرعان ما وعى عليها الإستعمار الرأسمالى العالمى وعمل على محاصرتها وخاصة بعدما قام محمد على بالقضاء على الحركة الوهابية بواسطة إبنه إبراهيم باشا كما حمى محمد على الحدودالإستراتيجية للأمن القومى المصرى سواء من الناحية الجنوبية فى العمق الإفريقى أوسواء فى الشرق الأسيوى .
هذا النهج الذى سار عليه مجددى النهضة المصرية فى القرن التاسع عشر ومقاومة الإحتلال فى العقد التاسع من القرن التاسع عشر وتوحد الشعب المصرى بكافة أطيافة ضد التفرقة الإستعمارية وكان أهم هذه الشعارات مع بداية القرن العشرين توحد الشعب المصرى وتعانق الهلال مع الصليب لسد ومنع المحتل من القيام بفتنة طائفية بين أطياف الشعب المصرى .
إذاً كان عبد الناصر إمتدادا لحركة التحرر الوطنى والتى أهم سمتها هوالتوحد فى مواجهة العدو فهذا التوحد فى مواجهة العدو كما أشرنا سابقا هو موروث ثقافى لهذا الشعب وأن صفة التوحد هى صفة تجرى جريان الدم فى عروق المصريين كما يجرى نيل مصر فى شرايين المجتمع المصرى أيضا التوحد ضد طغيان النهر سواء فى خيره المفرط أو جدبه وقد كان مشروع السد العالى أهم المشاريع الناصرية لصون النهر وصون وحدة شعب مصر بدعامتها التنموية التى يحققها هذا المشروع العظيم .
هذه هى الملامح الأصيلة للشعب المصرى وفى مشوار صراعه مع القوى الإمبريالية والتى تتمحور حول التنمية وأهم مظاهرها خلق فرص عمل تستوعب قوة العمل الناتجة من المورد البشرى للسكان والتمحور الآخر هو توحد الشعب المصرى الناتج من ثقافته المتأصله والتى دوما كانت القوة الفاعلة فى صد العدوان .
لقدتفاعل المجتمع المصرى بكل أطيافه وقواه السياسية حو ل هذه المرتكزات رغم المقاومة العنيفة من شركاء والتابعين للإستعمار الغربى الإمبريالى والتى ترتبط مصالحهم بمصالحه إلا أن هذا التوحد للقوى الوطنية لمواجهة الإمبريالية كانت دوما تنتصر رغم الإنكفاءات وكان آخر هذه الإنتصارات هذا النصر العسكرى العظيم التى حققته القوى الوطنية والعربية المتحالفة ضد الإمبريالية العالمية راعية الكيان الصهيونى المغتصب فى العام 1973 م حيث حققت العسكرية المصرية نصرا عسكريا أنهت به أسطورة الجيش الصهيونى الذى لم يهزم .
إلا أن هذا النصر والذى تم فى عهد السادات لم يتمم فرحة الشعب المصرى وقواه الوطنية حيث إنقلب إلى هزيمة سياسية .
فبدلا من أن يكون هذا النصر نصرا للإرادة الوطنية فى مسيرة حركة التحرر الوطنى ضدالإمبريالية العالمية قام السادات بتسليم هذا النصر إلى زعيمة الإمبريالية العالمية – أمريكا – وهى الراعية للكيان الصهيونى المغتصب وبهذا الإستسلام إنكفأت حركة التحرر الوطنى العربية وباتت واضعة نهايتها حيث إنتقلت مصر من زعامة حركة التحرر الوطنى العربية إلى الطرف الآخر فى الصراع طرف الإمبريالية العالمية .
كان السادات بعد إستلامه السلطة بعد موت الرئيس جمال عبد الناصر فى أعقاب توحيده لعناصر القوة فى الصراع مع الإمبريالية والقضاء على فتنة أيلول الأسود بين الأردن وفلسطين وإستعدادا لخوض معركته مع الكيان الصهيونى قد قام بتأجيل الحرب إلى العام 1973 م وفى هذه الأثناء قد قام بالتحالف مع عناصر الرجعيةالعربية ومن خلال هذا التحالف قام بمغازلة التيار الدينى المتمثل فى هذا التوقيت فى جماعة الإخوان المسلمين حيث قام بتغيير الدستور المصرى حيث جعل هويةالدولة إسلامية وأن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع وقام السادات بإرتداء الوشاح الإسلامى وأصبح يدعى بالرئيس المؤمن ومن هنا كانت البدايات الأولى لظهورالفتنة الطائفية فى مصر فبدلا من أن يكون الرئيس لكل المصريين أصبح الرئيس منحازا لطرف الأغلبية المسلمة ضدالأقلية الغير مسلمة فى الوطن هذا الشرخ فى جدار أبناء الوطن الواحد والذين خاضوا المعارك سويا متحدين أصبح فى عهد الرئيس المؤمن فصام فى المواطنة وأصبح هناك آخر تم إقصائة من المواطنة وتعالت الأصوات مطالبة هذا الآخر بدفع الجزية وكأنه ليس من أبناء هذا الوطن .
هنا نستطيع القول أن بداية التغيير الإنقلابى قد بدأت حينما بدأ السادات فى اللعب فى البنية الفوقية للمجتمع وكانت بدايتها دستور 1971 م والذى فيما بعد ترسخ فى دستور 1980 م فى المادة الثانية بجعل الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع , ثم ترسخ الإنقلاب بعد حرب 1973 م وتحويل السادات مصر من دولة تناهض الإمبريالية إلى دولةحليفة وتابعة للإمبريالية العالمية وبالتالى ستكون دولة متصالحة مع العدوالصهيونى وضاربةعرض الحائط بالصراع العربى – الصهيونى وبهذا الصلح المنفرد خرجت مصر عن ثوابتها التاريخية فى التصدى للعدو الذى يهدد أمنها القومى التاريخى حيث تعالت أصوات منادية بمصر أولا فى محاولة لعزل مصر عن محيطها العربى , وتعالت أصوات أخرى منادية بأن الإسلام هو الحل وبالتالى كانت هذه الفرقة بين أطياف الشعب المصرى الذى كان متوحدا طوال مسيرته التاريخية فمصر التاريخية عرفت بهويتها الإسلامية وبأزهرها رمز الإعتدال الإسلامى والحامى لهذا الإعتدال بعيدا عن التعصب والأصولية والسلفية وكان الأزهر هو رمز التوحد بين مواطنى مصر فى مشوارها الوطنى والتحررى .
زاد من هذا الفصام بعد حرب 1973 م والذى إنتهت بالتحالف مع الرجعية العربية والتبعية للهيمنة الإمبريالية الخضوع الكامل للإمبريالية فى توجهاتها الإستغلالية المتبعة طبقا لمنهجها فى إستلاب الشعوب الخاضعة لسيطرتها وكان بداية وقف مشوار التنمية الناصرى لخلق فرص عمل للزيادة السكانية فى مجالى الصناعة والزراعة وعليه أصبحت الزيادة السكانية عبء على الأمة
أيضا وتكملة لهذا التفكك الإجتماعى ومع زيادة أسعار البترول والتى كانت طفرة فى الدول البترولية قامت هذه الدول البترولية بفتح أبواب الهجرةإليها وقد هرع إليها كافة الخبرات المصرية بعدغلق أبواب التنمية أمامها وفتح أسواق المجتمع المصرى أمام البضائع الأجنبية والتى أدت إلى إنهيار البضائع المصرية أمام المنافسة الأجنبية مما أدى إلى عرض البنية الإقتصادية الصناعية والزراعية لنظام الخصخصة طبقا لتعليمات صندوق النقد الدولى .
إنه بإنتقال الخبرات والكفاءات المصرية لدول الخليج العربية تم تفريغ المجتمع المصرى من قواه الإجتماعية الفاعلة وأصبح المجتمع مفتوحا أمام الفساد المصدر من الإمبريالية العالمية فبإختفاء الخبرات والكفاءات أصبحت هذه الوظائف فارغة وإحتاج ملؤها بإختيار أشخاص أهم سماتهم أن يدينوا بالولاء الشخصى وأن يتم تسيير العمل طبقا للمصالح الشخية بعيد عن تقنية العمل وإتقانه
وفى الجانب الآخر ومن الشركاء فى الوطن الذي تم إقصائهم وأقصد بهم مسيحى مصر والذى إنتقلت إليهم عدوى الهجرة ولكن هذه الهجرة لم تكن هجرة داخل نطاق العالم العربى ولكنها هجرة إلى بلاد العالم الأول الإمبرايالية هجرة إلى أوربا وأمريكا ( الأكثرية ) وكندا ومعظم هذه الهجرات بلا عودة وأصبح أقباط المهجر صوت مسيحى مصر فى المركز الإمبريالى .
فى هذه الأثناء قام نظام السادات ونتيجة تحالفه مع الرجعية العربية وتبعيته للهيمنة الأمريكية ولضرب الحركة الوطنية المصرية وإرتباطاتها الإقليمية والعالمية بأسلمة وتأصيل السلفية حتى ظهرت على الساحة المصرية جماعات أصولية إسلامية تكفيرية تعمل على تكفير المجتمع مسلميه قبل مسيحيه وأصبحت هذه الجماعات التى خرجت من داخل عباءة نظام السادات رافعة راية الجهاد الإسلامى وقد أخذت هذه الجماعات فى جزب الشباب العاطل عن العمل وقد ساهم فى ذلك التحالف المصرى الرجعى العربى والممول من عائدات البترول الآخذ فى إرتفاع أسعاره والتى تم الصرف منها على هذه الجماعات بمعرفة ومعلومية رأس الإمبريالية العالمية – أمريكا – والتى قامت بتبنى مطالب أقباط المهجر فى الحماية الدولية لمسيحى مصر من غزوات شباب المجاهدين فى أرض الكنانةوأن الدور الأمريكى هنا فى ممارسة صراعه ضد حركات التحرر الوطنى قد قام بممارسة الشحن الغرائزى لدى الطرفين الأصولى المسلم وأقباط المهجر ونتيجة لهذا الشحن ولممارسات الإمبريالية العالمية لصراعها ضد حركات التحرر الوطنى وزعامات هذه الحركات وتكريس إستغلالها لموارد البلدان النامية وتكريس إستغلالها لأسواق هذه البلدان والمحافظة على حليفتها الإستراتيجية إسرائيل أعلنت أمريكا عن إستراتيجيتها للشرق الأوسط الكبير والتى تتزعمه إسرائيل ثم أعلنت عن إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد وهو شرق يبنى على الفتن الطائفي والمذهبية والإثنية .
هنا نصل إلى النتيجة وهى كيف يمارس كل طرف من أطراف الصراع صراعه ضدالآخر وهنا أيضا تظهر الجدية والمصداقية لدى طرف من أطراف الصراع والذى يقاوم لنيل وإسترداد حقوقه المشروعة ضد طرف آخر كل ما يهمه هو الحفاظ على آليته الإستغلالية والتى فى سبيلها يلاعب كل الأطراف ويقصيها أولا بأول فكما لاعب السادات وأقصاه وأنشأ التيار الأصولى لمحاربة الفكر اليسارى وعمل على إقصائة وأعلن عليه حرب كونية مرسيا مبادئ الفرقة بين الشركاء فى الوطن بدعوى حماية الأقليات .
وما حادثة نجع حمادى إلا مثالا يستغله أقباط المهجر ضد الأصولية الإسلامية وتتلقفه وسائل الإعلام الإمبريالية حتى تعمل على زيادة الفرقة بين الشركاء فى الوطن وهو حادث قام به بعض البلطجية ولكنه تم توظيفه لتأليب الشركاء فى الوطن وإشعال نار الفتنة بينهم هذه البلطجة التى نمت وترعرعت فى ظروف موضوعية دافعة لهذا الغرض وهوبث بذور الفتنة لإقصاء التوحد الذى من شأنه يعمل على إعادة الثوابت والمرتكزات للهوية المصرية الأصيلة هذه الثوابت التى إختفت نتيجة التحالف التبعى مع الإمبريالية العالمية وأصبحت مصر وإسرائيل فى خانة واحدة هذه الخانة قد أفقدت مصر رؤيتها لأمنها القومى الذى تأسس منذ عهد الدولة الفرعونية وكان فعالا خلال مشوار مصر الوطنى فقد كان فعالا فى عهد قطز وبيبرس عندما تصدت مصر لجحافل المغول وطردتهم وكان هذا الأمن فعالا فى عهد صلاح الدين حينما تصدى للصلبيين وحرر القدس الشريف وكان فعالا فى عهد محمد على حين تصدى للحركة الوهابية وتصدى للفتن فى الشمال الأسيوى وحمى منابع النيل فى أفريقيا وكان فعالا فى العهد الناصرى فى البعد القومى المصرى والتصدى لحلف بغداد ومناصرة حركات التحرر العربية والدولية ووضع الصراع العربى الإسرائيلى فى موضعه الصحيح على أنه الصراع المحورى للأمةالعربية ضد الإمبريالية العالمية وإسرائيل والتى نتيجةإتفاقية الذل والعار إتفاقية كامب ديفيد قد كسرت إسرائيل حاجز الممانعة الأفروآسيوية وقامت بإنشاء علاقات دبلوماسية مع بلدان آسيا وأفريقيا هذه العلاقات التى سمحت لإسرائيل بإنتهاك الأمن القومى المصرى فى بعده الأفريقى والعبث فى منابع النهر وسمحت لإسرائيل العبث فى النطاق الأمنى الأسيوى بتدخلاتها على خط العراق – كردستان هذا التحالف مع العدو هوالذى سمح بضرب الوحدة الوطنية والتى تبدأ من وحدة كيان النهر حتى وحدة الشعب الذى وهبه النهر أرض مصر الخصيبة .
نهاية أن شعب مصر والذى تأصل على روح الوحدة والمقاومة للعدو سينفض عنه غشاوة الفتن والتحريض من مأجورى الإمبريالية ومأجورى الرجعية العربية ويعود إلى مرتكزاته الأصيلة فى مقاومة العدو ودحره بوحدته وإعترافه بالآخر
محمود حافظ
كاتب مصرى
مصر .. والفتنة الطائفية
إن مصر التى يعرف عنها التسامح والأخت الكبرى لهذا العالم الذى يتحدث بلسان عربى أصبح هذا اللسان يشكل ثقافة عربية مصر التى فتحها عمرو بن العاص دون إراقة دماء بل دخل مصر مرحبا به كإبن بار معروف لدى تجارها وسدنتها كان عمرو معروف لدى المصريين هؤلاء الذين دخلوا حروبا ضروسا ضد المستعمر الأوربى للحفاظ على الهوية المصرية والثقافة المصرية , فكما كانت مصر الحضارة قادرة على تمصير الغزاه وإدماجهم فى الثقافة الحضارية المصرية والتى كانت تعتبر الثقافة الأكثر رقيا فى نمطها الإنتاجى قد حافظت مصر أيضا على كنيستها من السيطرة الرومانية الكاثوليكية وإحتفظت مصر بأصوليتها المسيحية حتى أصبحت الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية هى الكنيسة الأم لأرثوذوكس العالم المسيحى .
هذه هى الهوية المصرية التى إستقبلت عمرو بن العاص إستقبلت مصر أولاد الأخت هاجر المصرية زوجة أبو الأنبياء الخليل إبراهيم وأم النبى إسماعيل والذى جعل من مكة والبيت نقطة إرتكاز يحج إليها الأعراب حتى يعمروا هذا الوادى الغير ذى زرع .
هذه الدماء المصرية التى جرت فى أعراق بنى يعرب هى التى سمحت لعمرو بن العاص دخول الأراضى المصرية بمساعدة أهل مصر أو بمعنى آخر بمساعدة أقباط مصر .
لقد عاشت مصر مسلميها ومسيحييها منذ أربعة عشر قرنا من الزمن فى تواؤم لم يعرف فيها فرقا بيثن مسلم ومسيحى رغم محاولات بعض المتعصبين إثارة هذه الفتن ولكن سرعان ماكانت ثقافة مصر تنتصر على مروجى الفتن هذه الثقافة النابعة من العمق الحضارى المصرى للدولة المركزية المصرية والتى كان جل شغلها فى التوحد ضد الأخطار والكوارث الطبيعية وخاصة ما يتعلق بنيل مصر فكما أن هذا النيل هو واهب الحياة لهذه البقعة من العالم الأكثر تصحرا فإن هذا النيل أيضا فى فيضانه من ناحية وقلة إيراده المائى من ناحية أخرى كان يسبب ويلات لهذا الشعب الذى تجمع وبنى حضارته النيلية على ضفاف النهر العظيم .
إذاً فإن توحد الدولة المركزية وصراعها مع الطبيعة الطاغية لم يسمح بالفرقة بين المصريين والذى كان أمامهم مشروعا حضاريا لبناء دولة حديثة تحمى نفسها من مخاطر الطبيعة أولا ومن مخاطر الغزو المترتب على المخاطر الطبيعية والتى كانت تتسبب فى إبادة بشرية تضعف الدولة المزدهرة وتجعل هذا الوادى الخصيب طمعا لهؤلاء الجادبة أوديتهم .
هكذا كان شكل الحياة فى مصر الحضارة تناقض مع الطبيعة يولد صراعا بين الإنسان والطبيعة حتى يحافظ بمقتضاه الإنسان المصرى على حياته وهويته , وتناقض آخر مع المحتل الغازى القادم من وسط شرق آسيا والذى أدى إلى قيام الدولة المصرية برسم إستراتيجيتها للأمن القومى المصرى من قديم الأزل .
فقد أدى التناقض بين الإنسان والنهر فى تأمين منابع النهر وإقامة الصلات بين الشعب المصرى والشعوب الأفريقية هذه الصلات التى نبعت من توحد المصير والتى على مر السنين كانت الدولة المركزية المصرية تقيم العلاقات الإنسانية والتجارية مع الجيران الأفارقة نتنيجة وعى الدولة المركزية بالبعد الأمنى القومى المصرى والذى يبدأ حده الجنوبى الأفريقى من دول منبع النهر .
كما أدى التناقض المقاوم ضد المحتل والغازى الأسيوى إلى تأمين الحدود المصرية ببعد إستراتيجى للأمن القومى المصرى هذا البعد التى كرسته الإتفاقية الشهيرة بين رمسيس الثانى وملك الحيثيين والتى تقع دولتهم فى الشمال الشرقى لدولة العراق الشقيقة هذه الإتفاقية التاريخية هى التى حددت ملامح الأمن القومى المصرى والذى يبدأ من الناحية الشرقية من الحدود مع دولة الفرس والأكراد وهى البوابة التى كانت ممرا للغزاه من وسط شرق آسيا من بلاد المغول والتتار .
هذه المخاطر هى التى كونت ثقافة الشخصية المصرية وكان أول ملامح هذه الشخصية تتمحور حول التوحد هذا التوحد ذو البعدين البعد الميتافيزيقى فى التوحد نحو راعى واحد بمعنى إله واحد والبعد الموضوعى وهو توحد الشعب المصرى ونبذ الفرقة بين سكان الوطن حتى يكونوا فى وقفتهم ضد أى غازى وقفة رجل واحد هذه هى مقومات الشخصية المصرية الأزلية فرضتها الظروف الموضوعية والتى تمثلت فى عبقرية هذا المكان وعبقرية شعبه فكما أضاف النيل خصوبة لأرض مصر أضاف النيل أيضا الأب لخصوبة الأرض خصوبة فى الفكر والنسل فقدإنتقلت الخصوبة من ماء النهر وأرضه إلى عقل الإنسان المصرى بثقافة ووعى الظروف المحيطة به فنتج إنسان متفتح العقل دؤوب على العلم الذى يدرأ المخاطر تمحورت فلسفته حول التوحد هذا التوحد الذى أنتج فى المصريين طيبتهم وسماحتهم مع الجار ذو القربى ووقوفهم بقوة مانعة ضد العدو الغازى فمصر لم تهاجم أحدا ولكنها تعرف كيف تصد هجوم المعتدى حتى وإن كانت ضعيفة فهى تعطى لنفسها الفرصة لتجمع مصادر قواها التى تواجه به المعتدى .
هكذا كان تاريخ مصر على مر العصور والذى كان يتميز بنمط إنتاج نهرى متقدما وأرقى من كاافة أنماط الإنتاج المختلفة على مر الحضارات فنمطالإنتاج المصرى كان أرقى من نمط الإنتاج العبودى وحتى نمط الإنتاج الإقطاعى وهذا الرقى هو الذى جعل الغزاه يتمصرون حتى أنتج المجتمع الإنسانى نمط الإنتاج الرأسمالى والذى أعتبر هو الأرقى موضوعيا لأنه وجد نتيجة كافة التراكمات الحضارية والتى ولدت نقلة نوعية ساعد فيها تقدم العلوم الطبيعية والإنسانية هذا النمط والذى بتطور قواه الإنتاجية وصراعه مع علاقاته نحى نحو التوحش والإستغلال هذا الإستغلال الذى ولد مع هذا النمط والذى تمحور هذا النمط حوله هذا التمحور الذى أدى بالقائمين على هذا النمط وهم ملاك قوى الإنتاج والمكونين للسلطة السياسية فى بلدان التطور الرأسمالى المعروفة بالعالم الأول ألأن تفرض إستغلالها بداية على من يقومون ببيع قوة عملهم من أبناء جنسهم نهاية بإستغلال البشر والدول الواقعة تحت إحتلالهم نتيجة تمدد هذا النمط الذى كما قلنا آنفا يتمحور على الإستغلال حتى أصبح هذا النمط يسيطر على كافة أرجاء الكوكب .
هذه السيطرة الكونية التى إستملك فيها الرأسماليون مقدرات الكوكب وخيراته هذا الإستملاك الذى جعلهم يدخلون فى صراعات مع البلدان الواقعة تحت سيطرتهم وإحتلالهم وأصبح كل طرف من طرفى الصراع يستخدم أدواته إما للتحرر من الطرف المحتل وإما لتأبيد الإحتلال من الطرف المهيمن والمسيطر على مقدرات البلدان المحتلة ففى الصراع يعمل كل طرف على تجميع أدواته التى يستطيع بها التغلب على الطرف الآخر فإذا كان الطرف الرازح تحت الإحتلال والواقع تحت الإستغلال يجمع قواه لأجل التحرر فإن الطرف الآخر فى صراعه وهو المتمثل فى الرأسمالية العالمية يعمل على تقريق هذا التجمع لدى الطرف الآخر مستغلا فى ذلك كافة أدواته فى العلم والتكنولوجيا الإعلامية والتى يسيطر بها على الكوكب وأن أهم هذه الممارسات ما يخص بحثنا هذا وهو العمل على بث ثقافة وروح الفرقة بين الشعوب حتى يؤبد سيطرته وإستغلاله .
عودة إلى عنواننا مصر .. والفتنة الطائفية
هذا البحث يتمحور على عاملين أولهما ما حدث من أحداث فى مدينة نجع حمادى ليلة عيد الميلاد المجيد لمسيحى مصر الأرثوذوكس والتى قام بها بعض البلطجية المأجورين بفتح نيران أسلحتهم الآلية على أبناء الوطن وهم خارجون من ممارسة طقوسهم الدينية فى ليلة العيد وكان نتيجة لهذه البلطجة ستة من القتلى ويلاحظ إرتباط هذا التوقيت وهو وقوع الجرم على طرف فى ليلة أفراحه .
ثانى هذين العاملين هو مشاهدتى بالصدفة فى التليفزيون المصرى إعلان يبدأ بحديث للرئيس مبارك يتحدث فيه عن المشكلة السكانية فى مصر ويشير الرئيس مبارك إلى المشكلة السكانية ويرجعها إلى بداية ظهورها فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر الذى أسس المجلس الأعلى للسكان ثم يظهر الرئيس جمال عبد الناصر فى إحدى خطبه التاريخية وهو يتحدث عن المشكلة السكانية ولكن فى هذا الخطاب تحدث ناصر عن المشكلة السكانية وحل هذه المشكلة وهو العمل هكذا حل ناصر المشكلة والمتمثلة فى الزيادة السكانية بإستغلال هذه الزيادة فى العمل وهو ما يعنى خلق وتوفير وسائل إنتاج لتستهلك هذا المورد البشرى وقوة عمله فى الإنتاج هكذا تحدث ناصر عن المشكلة وتحدث عن الحل بل الأكثر من هذا أن العهد الناصرى كرس جهوده لغرض التنمية رغم ما كان يواجهه من القض1ية الوطنية والتحرر من الإحتلال ومقاومة الإستمار الإمبريالى وقد أطلق فلسفته الشهيرة والتى تمحورت عليها السياسة الناصرية فى التنمية والإستقلال وإزالةآثار العدوان وهى فلسفة يد تعمل ويد تحمل السلاح .
فى نفس الإعلان ظهر الرئيس السادات وهو يتحدث عن المشكلة السكانية من حيث هى عبء ثقيل فوق كاهل السلطة وهذه المشكلة بدلا من توجيهها إلى سوق العمل أصبحت فى مفهوم السادات وسلطته مشكلة تستنفذ طاقات المجتمع من تعليم وصحة ووسائل مواصلات ونضيف هنا وبطالة
عودة ‘لى فلسفة ناصر فيما يخدم بحثنا هذا نلاحظ أن هذا الرجل بواسطة ذكائه الفطرى وثقافته المصرية المتأصلة والمروية من مياه النهر العظيم وطموح أهله نحو التوحد , نجد هذا الرجل عندما يخاطب شعبه يبدأ الخطاب بعبارة أيها المواطنون هذه العبارة الدالة على ثقافة الشعب المصرى المتأصلة على مر التاريخ فإبن مصر يخاطب مواطنى مصر المتوحدين دون تصنيف
دينى طائفى أو مذهبى ودون تصنيف عرقى نوبى أوقبطى أوعربى الكل مواطن فى هذا الوطن يقوم بما لديه من واجبات وينال كافة حقوقه الدستورية وهذه المواطنة فى الخطاب الناصرى لم تنشأ من فراغ فهذه المواطنة تكرست لدى الحركة الوطنية المصرية فى مواجهة الإستعمار البريطانى لمصر وكانت بدايات هذه الحركة منذ إنشاء الدولة المصرية الحديثة فى مستهل القرن التاسع عشر مع بداية حكم محمدعلى والذى بدأ بالإهتمام بالمرتكزات المصرية لتحديث الدولة المصرية والتى عملت دوما على توحيد الشعب المصرى وهى الإهتمام بالنهر والعمل على الحفاظ والحد من طغيان النهر فقد إهتم محمد على مجدد الدولةالمركزية بالنهر وقام بالصيانة وإقامة القناطر الخيرية أهم معالمه االتاريخية وإنشاء الترع والمصارف وإقامة وتقوية الجسور لمقاومة الفيضانات كما قام محمد على بإرسال البعثات إلى أوربا مهد الحضارة لجلب العلوم والمعارف التى تباعدنا عنها فى فترة الإحتلال العثمانى هذه النهضة سرعان ما وعى عليها الإستعمار الرأسمالى العالمى وعمل على محاصرتها وخاصة بعدما قام محمد على بالقضاء على الحركة الوهابية بواسطة إبنه إبراهيم باشا كما حمى محمد على الحدودالإستراتيجية للأمن القومى المصرى سواء من الناحية الجنوبية فى العمق الإفريقى أوسواء فى الشرق الأسيوى .
هذا النهج الذى سار عليه مجددى النهضة المصرية فى القرن التاسع عشر ومقاومة الإحتلال فى العقد التاسع من القرن التاسع عشر وتوحد الشعب المصرى بكافة أطيافة ضد التفرقة الإستعمارية وكان أهم هذه الشعارات مع بداية القرن العشرين توحد الشعب المصرى وتعانق الهلال مع الصليب لسد ومنع المحتل من القيام بفتنة طائفية بين أطياف الشعب المصرى .
إذاً كان عبد الناصر إمتدادا لحركة التحرر الوطنى والتى أهم سمتها هوالتوحد فى مواجهة العدو فهذا التوحد فى مواجهة العدو كما أشرنا سابقا هو موروث ثقافى لهذا الشعب وأن صفة التوحد هى صفة تجرى جريان الدم فى عروق المصريين كما يجرى نيل مصر فى شرايين المجتمع المصرى أيضا التوحد ضد طغيان النهر سواء فى خيره المفرط أو جدبه وقد كان مشروع السد العالى أهم المشاريع الناصرية لصون النهر وصون وحدة شعب مصر بدعامتها التنموية التى يحققها هذا المشروع العظيم .
هذه هى الملامح الأصيلة للشعب المصرى وفى مشوار صراعه مع القوى الإمبريالية والتى تتمحور حول التنمية وأهم مظاهرها خلق فرص عمل تستوعب قوة العمل الناتجة من المورد البشرى للسكان والتمحور الآخر هو توحد الشعب المصرى الناتج من ثقافته المتأصله والتى دوما كانت القوة الفاعلة فى صد العدوان .
لقدتفاعل المجتمع المصرى بكل أطيافه وقواه السياسية حو ل هذه المرتكزات رغم المقاومة العنيفة من شركاء والتابعين للإستعمار الغربى الإمبريالى والتى ترتبط مصالحهم بمصالحه إلا أن هذا التوحد للقوى الوطنية لمواجهة الإمبريالية كانت دوما تنتصر رغم الإنكفاءات وكان آخر هذه الإنتصارات هذا النصر العسكرى العظيم التى حققته القوى الوطنية والعربية المتحالفة ضد الإمبريالية العالمية راعية الكيان الصهيونى المغتصب فى العام 1973 م حيث حققت العسكرية المصرية نصرا عسكريا أنهت به أسطورة الجيش الصهيونى الذى لم يهزم .
إلا أن هذا النصر والذى تم فى عهد السادات لم يتمم فرحة الشعب المصرى وقواه الوطنية حيث إنقلب إلى هزيمة سياسية .
فبدلا من أن يكون هذا النصر نصرا للإرادة الوطنية فى مسيرة حركة التحرر الوطنى ضدالإمبريالية العالمية قام السادات بتسليم هذا النصر إلى زعيمة الإمبريالية العالمية – أمريكا – وهى الراعية للكيان الصهيونى المغتصب وبهذا الإستسلام إنكفأت حركة التحرر الوطنى العربية وباتت واضعة نهايتها حيث إنتقلت مصر من زعامة حركة التحرر الوطنى العربية إلى الطرف الآخر فى الصراع طرف الإمبريالية العالمية .
كان السادات بعد إستلامه السلطة بعد موت الرئيس جمال عبد الناصر فى أعقاب توحيده لعناصر القوة فى الصراع مع الإمبريالية والقضاء على فتنة أيلول الأسود بين الأردن وفلسطين وإستعدادا لخوض معركته مع الكيان الصهيونى قد قام بتأجيل الحرب إلى العام 1973 م وفى هذه الأثناء قد قام بالتحالف مع عناصر الرجعيةالعربية ومن خلال هذا التحالف قام بمغازلة التيار الدينى المتمثل فى هذا التوقيت فى جماعة الإخوان المسلمين حيث قام بتغيير الدستور المصرى حيث جعل هويةالدولة إسلامية وأن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع وقام السادات بإرتداء الوشاح الإسلامى وأصبح يدعى بالرئيس المؤمن ومن هنا كانت البدايات الأولى لظهورالفتنة الطائفية فى مصر فبدلا من أن يكون الرئيس لكل المصريين أصبح الرئيس منحازا لطرف الأغلبية المسلمة ضدالأقلية الغير مسلمة فى الوطن هذا الشرخ فى جدار أبناء الوطن الواحد والذين خاضوا المعارك سويا متحدين أصبح فى عهد الرئيس المؤمن فصام فى المواطنة وأصبح هناك آخر تم إقصائة من المواطنة وتعالت الأصوات مطالبة هذا الآخر بدفع الجزية وكأنه ليس من أبناء هذا الوطن .
هنا نستطيع القول أن بداية التغيير الإنقلابى قد بدأت حينما بدأ السادات فى اللعب فى البنية الفوقية للمجتمع وكانت بدايتها دستور 1971 م والذى فيما بعد ترسخ فى دستور 1980 م فى المادة الثانية بجعل الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع , ثم ترسخ الإنقلاب بعد حرب 1973 م وتحويل السادات مصر من دولة تناهض الإمبريالية إلى دولةحليفة وتابعة للإمبريالية العالمية وبالتالى ستكون دولة متصالحة مع العدوالصهيونى وضاربةعرض الحائط بالصراع العربى – الصهيونى وبهذا الصلح المنفرد خرجت مصر عن ثوابتها التاريخية فى التصدى للعدو الذى يهدد أمنها القومى التاريخى حيث تعالت أصوات منادية بمصر أولا فى محاولة لعزل مصر عن محيطها العربى , وتعالت أصوات أخرى منادية بأن الإسلام هو الحل وبالتالى كانت هذه الفرقة بين أطياف الشعب المصرى الذى كان متوحدا طوال مسيرته التاريخية فمصر التاريخية عرفت بهويتها الإسلامية وبأزهرها رمز الإعتدال الإسلامى والحامى لهذا الإعتدال بعيدا عن التعصب والأصولية والسلفية وكان الأزهر هو رمز التوحد بين مواطنى مصر فى مشوارها الوطنى والتحررى .
زاد من هذا الفصام بعد حرب 1973 م والذى إنتهت بالتحالف مع الرجعية العربية والتبعية للهيمنة الإمبريالية الخضوع الكامل للإمبريالية فى توجهاتها الإستغلالية المتبعة طبقا لمنهجها فى إستلاب الشعوب الخاضعة لسيطرتها وكان بداية وقف مشوار التنمية الناصرى لخلق فرص عمل للزيادة السكانية فى مجالى الصناعة والزراعة وعليه أصبحت الزيادة السكانية عبء على الأمة
أيضا وتكملة لهذا التفكك الإجتماعى ومع زيادة أسعار البترول والتى كانت طفرة فى الدول البترولية قامت هذه الدول البترولية بفتح أبواب الهجرةإليها وقد هرع إليها كافة الخبرات المصرية بعدغلق أبواب التنمية أمامها وفتح أسواق المجتمع المصرى أمام البضائع الأجنبية والتى أدت إلى إنهيار البضائع المصرية أمام المنافسة الأجنبية مما أدى إلى عرض البنية الإقتصادية الصناعية والزراعية لنظام الخصخصة طبقا لتعليمات صندوق النقد الدولى .
إنه بإنتقال الخبرات والكفاءات المصرية لدول الخليج العربية تم تفريغ المجتمع المصرى من قواه الإجتماعية الفاعلة وأصبح المجتمع مفتوحا أمام الفساد المصدر من الإمبريالية العالمية فبإختفاء الخبرات والكفاءات أصبحت هذه الوظائف فارغة وإحتاج ملؤها بإختيار أشخاص أهم سماتهم أن يدينوا بالولاء الشخصى وأن يتم تسيير العمل طبقا للمصالح الشخية بعيد عن تقنية العمل وإتقانه
وفى الجانب الآخر ومن الشركاء فى الوطن الذي تم إقصائهم وأقصد بهم مسيحى مصر والذى إنتقلت إليهم عدوى الهجرة ولكن هذه الهجرة لم تكن هجرة داخل نطاق العالم العربى ولكنها هجرة إلى بلاد العالم الأول الإمبرايالية هجرة إلى أوربا وأمريكا ( الأكثرية ) وكندا ومعظم هذه الهجرات بلا عودة وأصبح أقباط المهجر صوت مسيحى مصر فى المركز الإمبريالى .
فى هذه الأثناء قام نظام السادات ونتيجة تحالفه مع الرجعية العربية وتبعيته للهيمنة الأمريكية ولضرب الحركة الوطنية المصرية وإرتباطاتها الإقليمية والعالمية بأسلمة وتأصيل السلفية حتى ظهرت على الساحة المصرية جماعات أصولية إسلامية تكفيرية تعمل على تكفير المجتمع مسلميه قبل مسيحيه وأصبحت هذه الجماعات التى خرجت من داخل عباءة نظام السادات رافعة راية الجهاد الإسلامى وقد أخذت هذه الجماعات فى جزب الشباب العاطل عن العمل وقد ساهم فى ذلك التحالف المصرى الرجعى العربى والممول من عائدات البترول الآخذ فى إرتفاع أسعاره والتى تم الصرف منها على هذه الجماعات بمعرفة ومعلومية رأس الإمبريالية العالمية – أمريكا – والتى قامت بتبنى مطالب أقباط المهجر فى الحماية الدولية لمسيحى مصر من غزوات شباب المجاهدين فى أرض الكنانةوأن الدور الأمريكى هنا فى ممارسة صراعه ضد حركات التحرر الوطنى قد قام بممارسة الشحن الغرائزى لدى الطرفين الأصولى المسلم وأقباط المهجر ونتيجة لهذا الشحن ولممارسات الإمبريالية العالمية لصراعها ضد حركات التحرر الوطنى وزعامات هذه الحركات وتكريس إستغلالها لموارد البلدان النامية وتكريس إستغلالها لأسواق هذه البلدان والمحافظة على حليفتها الإستراتيجية إسرائيل أعلنت أمريكا عن إستراتيجيتها للشرق الأوسط الكبير والتى تتزعمه إسرائيل ثم أعلنت عن إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد وهو شرق يبنى على الفتن الطائفي والمذهبية والإثنية .
هنا نصل إلى النتيجة وهى كيف يمارس كل طرف من أطراف الصراع صراعه ضدالآخر وهنا أيضا تظهر الجدية والمصداقية لدى طرف من أطراف الصراع والذى يقاوم لنيل وإسترداد حقوقه المشروعة ضد طرف آخر كل ما يهمه هو الحفاظ على آليته الإستغلالية والتى فى سبيلها يلاعب كل الأطراف ويقصيها أولا بأول فكما لاعب السادات وأقصاه وأنشأ التيار الأصولى لمحاربة الفكر اليسارى وعمل على إقصائة وأعلن عليه حرب كونية مرسيا مبادئ الفرقة بين الشركاء فى الوطن بدعوى حماية الأقليات .
وما حادثة نجع حمادى إلا مثالا يستغله أقباط المهجر ضد الأصولية الإسلامية وتتلقفه وسائل الإعلام الإمبريالية حتى تعمل على زيادة الفرقة بين الشركاء فى الوطن وهو حادث قام به بعض البلطجية ولكنه تم توظيفه لتأليب الشركاء فى الوطن وإشعال نار الفتنة بينهم هذه البلطجة التى نمت وترعرعت فى ظروف موضوعية دافعة لهذا الغرض وهوبث بذور الفتنة لإقصاء التوحد الذى من شأنه يعمل على إعادة الثوابت والمرتكزات للهوية المصرية الأصيلة هذه الثوابت التى إختفت نتيجة التحالف التبعى مع الإمبريالية العالمية وأصبحت مصر وإسرائيل فى خانة واحدة هذه الخانة قد أفقدت مصر رؤيتها لأمنها القومى الذى تأسس منذ عهد الدولة الفرعونية وكان فعالا خلال مشوار مصر الوطنى فقد كان فعالا فى عهد قطز وبيبرس عندما تصدت مصر لجحافل المغول وطردتهم وكان هذا الأمن فعالا فى عهد صلاح الدين حينما تصدى للصلبيين وحرر القدس الشريف وكان فعالا فى عهد محمد على حين تصدى للحركة الوهابية وتصدى للفتن فى الشمال الأسيوى وحمى منابع النيل فى أفريقيا وكان فعالا فى العهد الناصرى فى البعد القومى المصرى والتصدى لحلف بغداد ومناصرة حركات التحرر العربية والدولية ووضع الصراع العربى الإسرائيلى فى موضعه الصحيح على أنه الصراع المحورى للأمةالعربية ضد الإمبريالية العالمية وإسرائيل والتى نتيجةإتفاقية الذل والعار إتفاقية كامب ديفيد قد كسرت إسرائيل حاجز الممانعة الأفروآسيوية وقامت بإنشاء علاقات دبلوماسية مع بلدان آسيا وأفريقيا هذه العلاقات التى سمحت لإسرائيل بإنتهاك الأمن القومى المصرى فى بعده الأفريقى والعبث فى منابع النهر وسمحت لإسرائيل العبث فى النطاق الأمنى الأسيوى بتدخلاتها على خط العراق – كردستان هذا التحالف مع العدو هوالذى سمح بضرب الوحدة الوطنية والتى تبدأ من وحدة كيان النهر حتى وحدة الشعب الذى وهبه النهر أرض مصر الخصيبة .
نهاية أن شعب مصر والذى تأصل على روح الوحدة والمقاومة للعدو سينفض عنه غشاوة الفتن والتحريض من مأجورى الإمبريالية ومأجورى الرجعية العربية ويعود إلى مرتكزاته الأصيلة فى مقاومة العدو ودحره بوحدته وإعترافه بالآخر
محمود حافظ
كاتب مصرى
عندما يخاطب شعبه يبدأ الخطاب بعبارة أيها المواطنون هذه العبارة الدالة على ثقافة الشعب المصرى المتأصلة على مر التاريخ فإبن مصر يخاطب مواطنى مصر المتوحدين دون تصنيف
دينى طائفى أو مذهبى ودون تصنيف عرقى نوبى أوقبطى أوعربى الكل مواطن فى هذا الوطن يقوم بما لديه من واجبات وينال كافة حقوقه الدستورية وهذه المواطنة فى الخطاب الناصرى لم تنشأ من فراغ فهذه المواطنة تكرست لدى الحركة الوطنية المصرية فى مواجهة الإستعمار البريطانى لمصر وكانت بدايات هذه الحركة منذ إنشاء الدولة المصرية الحديثة فى مستهل القرن التاسع عشر مع بداية حكم محمدعلى والذى بدأ بالإهتمام بالمرتكزات المصرية لتحديث الدولة المصرية والتى عملت دوما على توحيد الشعب المصرى وهى الإهتمام بالنهر والعمل على الحفاظ والحد من طغيان النهر فقد إهتم محمد على مجدد الدولةالمركزية بالنهر وقام بالصيانة وإقامة القناطر الخيرية أهم معالمه االتاريخية وإنشاء الترع والمصارف وإقامة وتقوية الجسور لمقاومة الفيضانات كما قام محمد على بإرسال البعثات إلى أوربا مهد الحضارة لجلب العلوم والمعارف التى تباعدنا عنها فى فترة الإحتلال العثمانى هذه النهضة سرعان ما وعى عليها الإستعمار الرأسمالى العالمى وعمل على محاصرتها وخاصة بعدما قام محمد على بالقضاء على الحركة الوهابية بواسطة إبنه إبراهيم باشا كما حمى محمد على الحدودالإستراتيجية للأمن القومى المصرى سواء من الناحية الجنوبية فى العمق الإفريقى أوسواء فى الشرق الأسيوى .
هذا النهج الذى سار عليه مجددى النهضة المصرية فى القرن التاسع عشر ومقاومة الإحتلال فى العقد التاسع من القرن التاسع عشر وتوحد الشعب المصرى بكافة أطيافة ضد التفرقة الإستعمارية وكان أهم هذه الشعارات مع بداية القرن العشرين توحد الشعب المصرى وتعانق الهلال مع الصليب لسد ومنع المحتل من القيام بفتنة طائفية بين أطياف الشعب المصرى .
إذاً كان عبد الناصر إمتدادا لحركة التحرر الوطنى والتى أهم سمتها هوالتوحد فى مواجهة العدو فهذا التوحد فى مواجهة العدو كما أشرنا سابقا هو موروث ثقافى لهذا الشعب وأن صفة التوحد هى صفة تجرى جريان الدم فى عروق المصريين كما يجرى نيل مصر فى شرايين المجتمع المصرى أيضا التوحد ضد طغيان النهر سواء فى خيره المفرط أو جدبه وقد كان مشروع السد العالى أهم المشاريع الناصرية لصون النهر وصون وحدة شعب مصر بدعامتها التنموية التى يحققها هذا المشروع العظيم .
هذه هى الملامح الأصيلة للشعب المصرى وفى مشوار صراعه مع القوى الإمبريالية والتى تتمحور حول التنمية وأهم مظاهرها خلق فرص عمل تستوعب قوة العمل الناتجة من المورد البشرى للسكان والتمحور الآخر هو توحد الشعب المصرى الناتج من ثقافته المتأصله والتى دوما كانت القوة الفاعلة فى صد العدوان .
لقدتفاعل المجتمع المصرى بكل أطيافه وقواه السياسية حو ل هذه المرتكزات رغم المقاومة العنيفة من شركاء والتابعين للإستعمار الغربى الإمبريالى والتى ترتبط مصالحهم بمصالحه إلا أن هذا التوحد للقوى الوطنية لمواجهة الإمبريالية كانت دوما تنتصر رغم الإنكفاءات وكان آخر هذه الإنتصارات هذا النصر العسكرى العظيم التى حققته القوى الوطنية والعربية المتحالفة ضد الإمبريالية العالمية راعية الكيان الصهيونى المغتصب فى العام 1973 م حيث حققت العسكرية المصرية نصرا عسكريا أنهت به أسطورة الجيش الصهيونى الذى لم يهزم .
إلا أن هذا النصر والذى تم فى عهد السادات لم يتمم فرحة الشعب المصرى وقواه الوطنية حيث إنقلب إلى هزيمة سياسية .
فبدلا من أن يكون هذا النصر نصرا للإرادة الوطنية فى مسيرة حركة التحرر الوطنى ضدالإمبريالية العالمية قام السادات بتسليم هذا النصر إلى زعيمة الإمبريالية العالمية – أمريكا – وهى الراعية للكيان الصهيونى المغتصب وبهذا الإستسلام إنكفأت حركة التحرر الوطنى العربية وباتت واضعة نهايتها حيث إنتقلت مصر من زعامة حركة التحرر الوطنى العربية إلى الطرف الآخر فى الصراع طرف الإمبريالية العالمية .
كان السادات بعد إستلامه السلطة بعد موت الرئيس جمال عبد الناصر فى أعقاب توحيده لعناصر القوة فى الصراع مع الإمبريالية والقضاء على فتنة أيلول الأسود بين الأردن وفلسطين وإستعدادا لخوض معركته مع الكيان الصهيونى قد قام بتأجيل الحرب إلى العام 1973 م وفى هذه الأثناء قد قام بالتحالف مع عناصر الرجعيةالعربية ومن خلال هذا التحالف قام بمغازلة التيار الدينى المتمثل فى هذا التوقيت فى جماعة الإخوان المسلمين حيث قام بتغيير الدستور المصرى حيث جعل هويةالدولة إسلامية وأن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع وقام السادات بإرتداء الوشاح الإسلامى وأصبح يدعى بالرئيس المؤمن ومن هنا كانت البدايات الأولى لظهورالفتنة الطائفية فى مصر فبدلا من أن يكون الرئيس لكل المصريين أصبح الرئيس منحازا لطرف الأغلبية المسلمة ضدالأقلية الغير مسلمة فى الوطن هذا الشرخ فى جدار أبناء الوطن الواحد والذين خاضوا المعارك سويا متحدين أصبح فى عهد الرئيس المؤمن فصام فى المواطنة وأصبح هناك آخر تم إقصائة من المواطنة وتعالت الأصوات مطالبة هذا الآخر بدفع الجزية وكأنه ليس من أبناء هذا الوطن .
هنا نستطيع القول أن بداية التغيير الإنقلابى قد بدأت حينما بدأ السادات فى اللعب فى البنية الفوقية للمجتمع وكانت بدايتها دستور 1971 م والذى فيما بعد ترسخ فى دستور 1980 م فى المادة الثانية بجعل الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع , ثم ترسخ الإنقلاب بعد حرب 1973 م وتحويل السادات مصر من دولة تناهض الإمبريالية إلى دولةحليفة وتابعة للإمبريالية العالمية وبالتالى ستكون دولة متصالحة مع العدوالصهيونى وضاربةعرض الحائط بالصراع العربى – الصهيونى وبهذا الصلح المنفرد خرجت مصر عن ثوابتها التاريخية فى التصدى للعدو الذى يهدد أمنها القومى التاريخى حيث تعالت أصوات منادية بمصر أولا فى محاولة لعزل مصر عن محيطها العربى , وتعالت أصوات أخرى منادية بأن الإسلام هو الحل وبالتالى كانت هذه الفرقة بين أطياف الشعب المصرى الذى كان متوحدا طوال مسيرته التاريخية فمصر التاريخية عرفت بهويتها الإسلامية وبأزهرها رمز الإعتدال الإسلامى والحامى لهذا الإعتدال بعيدا عن التعصب والأصولية والسلفية وكان الأزهر هو رمز التوحد بين مواطنى مصر فى مشوارها الوطنى والتحررى .
زاد من هذا الفصام بعد حرب 1973 م والذى إنتهت بالتحالف مع الرجعية العربية والتبعية للهيمنة الإمبريالية الخضوع الكامل للإمبريالية فى توجهاتها الإستغلالية المتبعة طبقا لمنهجها فى إستلاب الشعوب الخاضعة لسيطرتها وكان بداية وقف مشوار التنمية الناصرى لخلق فرص عمل للزيادة السكانية فى مجالى الصناعة والزراعة وعليه أصبحت الزيادة السكانية عبء على الأمة
أيضا وتكملة لهذا التفكك الإجتماعى ومع زيادة أسعار البترول والتى كانت طفرة فى الدول البترولية قامت هذه الدول البترولية بفتح أبواب الهجرةإليها وقد هرع إليها كافة الخبرات المصرية بعدغلق أبواب التنمية أمامها وفتح أسواق المجتمع المصرى أمام البضائع الأجنبية والتى أدت إلى إنهيار البضائع المصرية أمام المنافسة الأجنبية مما أدى إلى عرض البنية الإقتصادية الصناعية والزراعية لنظام الخصخصة طبقا لتعليمات صندوق النقد الدولى .
إنه بإنتقال الخبرات والكفاءات المصرية لدول الخليج العربية تم تفريغ المجتمع المصرى من قواه الإجتماعية الفاعلة وأصبح المجتمع مفتوحا أمام الفساد المصدر من الإمبريالية العالمية فبإختفاء الخبرات والكفاءات أصبحت هذه الوظائف فارغة وإحتاج ملؤها بإختيار أشخاص أهم سماتهم أن يدينوا بالولاء الشخصى وأن يتم تسيير العمل طبقا للمصالح الشخية بعيد عن تقنية العمل وإتقانه
وفى الجانب الآخر ومن الشركاء فى الوطن الذي تم إقصائهم وأقصد بهم مسيحى مصر والذى إنتقلت إليهم عدوى الهجرة ولكن هذه الهجرة لم تكن هجرة داخل نطاق العالم العربى ولكنها هجرة إلى بلاد العالم الأول الإمبرايالية هجرة إلى أوربا وأمريكا ( الأكثرية ) وكندا ومعظم هذه الهجرات بلا عودة وأصبح أقباط المهجر صوت مسيحى مصر فى المركز الإمبريالى .
فى هذه الأثناء قام نظام السادات ونتيجة تحالفه مع الرجعية العربية وتبعيته للهيمنة الأمريكية ولضرب الحركة الوطنية المصرية وإرتباطاتها الإقليمية والعالمية بأسلمة وتأصيل السلفية حتى ظهرت على الساحة المصرية جماعات أصولية إسلامية تكفيرية تعمل على تكفير المجتمع مسلميه قبل مسيحيه وأصبحت هذه الجماعات التى خرجت من داخل عباءة نظام السادات رافعة راية الجهاد الإسلامى وقد أخذت هذه الجماعات فى جزب الشباب العاطل عن العمل وقد ساهم فى ذلك التحالف المصرى الرجعى العربى والممول من عائدات البترول الآخذ فى إرتفاع أسعاره والتى تم الصرف منها على هذه الجماعات بمعرفة ومعلومية رأس الإمبريالية العالمية – أمريكا – والتى قامت بتبنى مطالب أقباط المهجر فى الحماية الدولية لمسيحى مصر من غزوات شباب المجاهدين فى أرض الكنانةوأن الدور الأمريكى هنا فى ممارسة صراعه ضد حركات التحرر الوطنى قد قام بممارسة الشحن الغرائزى لدى الطرفين الأصولى المسلم وأقباط المهجر ونتيجة لهذا الشحن ولممارسات الإمبريالية العالمية لصراعها ضد حركات التحرر الوطنى وزعامات هذه الحركات وتكريس إستغلالها لموارد البلدان النامية وتكريس إستغلالها لأسواق هذه البلدان والمحافظة على حليفتها الإستراتيجية إسرائيل أعلنت أمريكا عن إستراتيجيتها للشرق الأوسط الكبير والتى تتزعمه إسرائيل ثم أعلنت عن إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد وهو شرق يبنى على الفتن الطائفي والمذهبية والإثنية .
هنا نصل إلى النتيجة وهى كيف يمارس كل طرف من أطراف الصراع صراعه ضدالآخر وهنا أيضا تظهر الجدية والمصداقية لدى طرف من أطراف الصراع والذى يقاوم لنيل وإسترداد حقوقه المشروعة ضد طرف آخر كل ما يهمه هو الحفاظ على آليته الإستغلالية والتى فى سبيلها يلاعب كل الأطراف ويقصيها أولا بأول فكما لاعب السادات وأقصاه وأنشأ التيار الأصولى لمحاربة الفكر اليسارى وعمل على إقصائة وأعلن عليه حرب كونية مرسيا مبادئ الفرقة بين الشركاء فى الوطن بدعوى حماية الأقليات .
وما حادثة نجع حمادى إلا مثالا يستغله أقباط المهجر ضد الأصولية الإسلامية وتتلقفه وسائل الإعلام الإمبريالية حتى تعمل على زيادة الفرقة بين الشركاء فى الوطن وهو حادث قام به بعض البلطجية ولكنه تم توظيفه لتأليب الشركاء فى الوطن وإشعال نار الفتنة بينهم هذه البلطجة التى نمت وترعرعت فى ظروف موضوعية دافعة لهذا الغرض وهوبث بذور الفتنة لإقصاء التوحد الذى من شأنه يعمل على إعادة الثوابت والمرتكزات للهوية المصرية الأصيلة هذه الثوابت التى إختفت نتيجة التحالف التبعى مع الإمبريالية العالمية وأصبحت مصر وإسرائيل فى خانة واحدة هذه الخانة قد أفقدت مصر رؤيتها لأمنها القومى الذى تأسس منذ عهد الدولة الفرعونية وكان فعالا خلال مشوار مصر الوطنى فقد كان فعالا فى عهد قطز وبيبرس عندما تصدت مصر لجحافل المغول وطردتهم وكان هذا الأمن فعالا فى عهد صلاح الدين حينما تصدى للصلبيين وحرر القدس الشريف وكان فعالا فى عهد محمد على حين تصدى للحركة الوهابية وتصدى للفتن فى الشمال الأسيوى وحمى منابع النيل فى أفريقيا وكان فعالا فى العهد الناصرى فى البعد القومى المصرى والتصدى لحلف بغداد ومناصرة حركات التحرر العربية والدولية ووضع الصراع العربى الإسرائيلى فى موضعه الصحيح على أنه الصراع المحورى للأمةالعربية ضد الإمبريالية العالمية وإسرائيل والتى نتيجةإتفاقية الذل والعار إتفاقية كامب ديفيد قد كسرت إسرائيل حاجز الممانعة الأفروآسيوية وقامت بإنشاء علاقات دبلوماسية مع بلدان آسيا وأفريقيا هذه العلاقات التى سمحت لإسرائيل بإنتهاك الأمن القومى المصرى فى بعده الأفريقى والعبث فى منابع النهر وسمحت لإسرائيل العبث فى النطاق الأمنى الأسيوى بتدخلاتها على خط العراق – كردستان هذا التحالف مع العدو هوالذى سمح بضرب الوحدة الوطنية والتى تبدأ من وحدة كيان النهر حتى وحدة الشعب الذى وهبه النهر أرض مصر الخصيبة .
نهاية أن شعب مصر والذى تأصل على روح الوحدة والمقاومة للعدو سينفض عنه غشاوة الفتن والتحريض من مأجورى الإمبريالية ومأجورى الرجعية العربية ويعود إلى مرتكزاته الأصيلة فى مقاومة العدو ودحره بوحدته وإعترافه بالآخر
محمود حافظ
كاتب مصرى
مصر .. والفتنة الطائفية
إن مصر التى يعرف عنها التسامح والأخت الكبرى لهذا العالم الذى يتحدث بلسان عربى أصبح هذا اللسان يشكل ثقافة عربية مصر التى فتحها عمرو بن العاص دون إراقة دماء بل دخل مصر مرحبا به كإبن بار معروف لدى تجارها وسدنتها كان عمرو معروف لدى المصريين هؤلاء الذين دخلوا حروبا ضروسا ضد المستعمر الأوربى للحفاظ على الهوية المصرية والثقافة المصرية , فكما كانت مصر الحضارة قادرة على تمصير الغزاه وإدماجهم فى الثقافة الحضارية المصرية والتى كانت تعتبر الثقافة الأكثر رقيا فى نمطها الإنتاجى قد حافظت مصر أيضا على كنيستها من السيطرة الرومانية الكاثوليكية وإحتفظت مصر بأصوليتها المسيحية حتى أصبحت الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية هى الكنيسة الأم لأرثوذوكس العالم المسيحى .
هذه هى الهوية المصرية التى إستقبلت عمرو بن العاص إستقبلت مصر أولاد الأخت هاجر المصرية زوجة أبو الأنبياء الخليل إبراهيم وأم النبى إسماعيل والذى جعل من مكة والبيت نقطة إرتكاز يحج إليها الأعراب حتى يعمروا هذا الوادى الغير ذى زرع .
هذه الدماء المصرية التى جرت فى أعراق بنى يعرب هى التى سمحت لعمرو بن العاص دخول الأراضى المصرية بمساعدة أهل مصر أو بمعنى آخر بمساعدة أقباط مصر .
لقد عاشت مصر مسلميها ومسيحييها منذ أربعة عشر قرنا من الزمن فى تواؤم لم يعرف فيها فرقا بيثن مسلم ومسيحى رغم محاولات بعض المتعصبين إثارة هذه الفتن ولكن سرعان ماكانت ثقافة مصر تنتصر على مروجى الفتن هذه الثقافة النابعة من العمق الحضارى المصرى للدولة المركزية المصرية والتى كان جل شغلها فى التوحد ضد الأخطار والكوارث الطبيعية وخاصة ما يتعلق بنيل مصر فكما أن هذا النيل هو واهب الحياة لهذه البقعة من العالم الأكثر تصحرا فإن هذا النيل أيضا فى فيضانه من ناحية وقلة إيراده المائى من ناحية أخرى كان يسبب ويلات لهذا الشعب الذى تجمع وبنى حضارته النيلية على ضفاف النهر العظيم .
إذاً فإن توحد الدولة المركزية وصراعها مع الطبيعة الطاغية لم يسمح بالفرقة بين المصريين والذى كان أمامهم مشروعا حضاريا لبناء دولة حديثة تحمى نفسها من مخاطر الطبيعة أولا ومن مخاطر الغزو المترتب على المخاطر الطبيعية والتى كانت تتسبب فى إبادة بشرية تضعف الدولة المزدهرة وتجعل هذا الوادى الخصيب طمعا لهؤلاء الجادبة أوديتهم .
هكذا كان شكل الحياة فى مصر الحضارة تناقض مع الطبيعة يولد صراعا بين الإنسان والطبيعة حتى يحافظ بمقتضاه الإنسان المصرى على حياته وهويته , وتناقض آخر مع المحتل الغازى القادم من وسط شرق آسيا والذى أدى إلى قيام الدولة المصرية برسم إستراتيجيتها للأمن القومى المصرى من قديم الأزل .
فقد أدى التناقض بين الإنسان والنهر فى تأمين منابع النهر وإقامة الصلات بين الشعب المصرى والشعوب الأفريقية هذه الصلات التى نبعت من توحد المصير والتى على مر السنين كانت الدولة المركزية المصرية تقيم العلاقات الإنسانية والتجارية مع الجيران الأفارقة نتنيجة وعى الدولة المركزية بالبعد الأمنى القومى المصرى والذى يبدأ حده الجنوبى الأفريقى من دول منبع النهر .
كما أدى التناقض المقاوم ضد المحتل والغازى الأسيوى إلى تأمين الحدود المصرية ببعد إستراتيجى للأمن القومى المصرى هذا البعد التى كرسته الإتفاقية الشهيرة بين رمسيس الثانى وملك الحيثيين والتى تقع دولتهم فى الشمال الشرقى لدولة العراق الشقيقة هذه الإتفاقية التاريخية هى التى حددت ملامح الأمن القومى المصرى والذى يبدأ من الناحية الشرقية من الحدود مع دولة الفرس والأكراد وهى البوابة التى كانت ممرا للغزاه من وسط شرق آسيا من بلاد المغول والتتار .
هذه المخاطر هى التى كونت ثقافة الشخصية المصرية وكان أول ملامح هذه الشخصية تتمحور حول التوحد هذا التوحد ذو البعدين البعد الميتافيزيقى فى التوحد نحو راعى واحد بمعنى إله واحد والبعد الموضوعى وهو توحد الشعب المصرى ونبذ الفرقة بين سكان الوطن حتى يكونوا فى وقفتهم ضد أى غازى وقفة رجل واحد هذه هى مقومات الشخصية المصرية الأزلية فرضتها الظروف الموضوعية والتى تمثلت فى عبقرية هذا المكان وعبقرية شعبه فكما أضاف النيل خصوبة لأرض مصر أضاف النيل أيضا الأب لخصوبة الأرض خصوبة فى الفكر والنسل فقدإنتقلت الخصوبة من ماء النهر وأرضه إلى عقل الإنسان المصرى بثقافة ووعى الظروف المحيطة به فنتج إنسان متفتح العقل دؤوب على العلم الذى يدرأ المخاطر تمحورت فلسفته حول التوحد هذا التوحد الذى أنتج فى المصريين طيبتهم وسماحتهم مع الجار ذو القربى ووقوفهم بقوة مانعة ضد العدو الغازى فمصر لم تهاجم أحدا ولكنها تعرف كيف تصد هجوم المعتدى حتى وإن كانت ضعيفة فهى تعطى لنفسها الفرصة لتجمع مصادر قواها التى تواجه به المعتدى .
هكذا كان تاريخ مصر على مر العصور والذى كان يتميز بنمط إنتاج نهرى متقدما وأرقى من كاافة أنماط الإنتاج المختلفة على مر الحضارات فنمطالإنتاج المصرى كان أرقى من نمط الإنتاج العبودى وحتى نمط الإنتاج الإقطاعى وهذا الرقى هو الذى جعل الغزاه يتمصرون حتى أنتج المجتمع الإنسانى نمط الإنتاج الرأسمالى والذى أعتبر هو الأرقى موضوعيا لأنه وجد نتيجة كافة التراكمات الحضارية والتى ولدت نقلة نوعية ساعد فيها تقدم العلوم الطبيعية والإنسانية هذا النمط والذى بتطور قواه الإنتاجية وصراعه مع علاقاته نحى نحو التوحش والإستغلال هذا الإستغلال الذى ولد مع هذا النمط والذى تمحور هذا النمط حوله هذا التمحور الذى أدى بالقائمين على هذا النمط وهم ملاك قوى الإنتاج والمكونين للسلطة السياسية فى بلدان التطور الرأسمالى المعروفة بالعالم الأول ألأن تفرض إستغلالها بداية على من يقومون ببيع قوة عملهم من أبناء جنسهم نهاية بإستغلال البشر والدول الواقعة تحت إحتلالهم نتيجة تمدد هذا النمط الذى كما قلنا آنفا يتمحور على الإستغلال حتى أصبح هذا النمط يسيطر على كافة أرجاء الكوكب .
هذه السيطرة الكونية التى إستملك فيها الرأسماليون مقدرات الكوكب وخيراته هذا الإستملاك الذى جعلهم يدخلون فى صراعات مع البلدان الواقعة تحت سيطرتهم وإحتلالهم وأصبح كل طرف من طرفى الصراع يستخدم أدواته إما للتحرر من الطرف المحتل وإما لتأبيد الإحتلال من الطرف المهيمن والمسيطر على مقدرات البلدان المحتلة ففى الصراع يعمل كل طرف على تجميع أدواته التى يستطيع بها التغلب على الطرف الآخر فإذا كان الطرف الرازح تحت الإحتلال والواقع تحت الإستغلال يجمع قواه لأجل التحرر فإن الطرف الآخر فى صراعه وهو المتمثل فى الرأسمالية العالمية يعمل على تقريق هذا التجمع لدى الطرف الآخر مستغلا فى ذلك كافة أدواته فى العلم والتكنولوجيا الإعلامية والتى يسيطر بها على الكوكب وأن أهم هذه الممارسات ما يخص بحثنا هذا وهو العمل على بث ثقافة وروح الفرقة بين الشعوب حتى يؤبد سيطرته وإستغلاله .
عودة إلى عنواننا مصر .. والفتنة الطائفية
هذا البحث يتمحور على عاملين أولهما ما حدث من أحداث فى مدينة نجع حمادى ليلة عيد الميلاد المجيد لمسيحى مصر الأرثوذوكس والتى قام بها بعض البلطجية المأجورين بفتح نيران أسلحتهم الآلية على أبناء الوطن وهم خارجون من ممارسة طقوسهم الدينية فى ليلة العيد وكان نتيجة لهذه البلطجة ستة من القتلى ويلاحظ إرتباط هذا التوقيت وهو وقوع الجرم على طرف فى ليلة أفراحه .
ثانى هذين العاملين هو مشاهدتى بالصدفة فى التليفزيون المصرى إعلان يبدأ بحديث للرئيس مبارك يتحدث فيه عن المشكلة السكانية فى مصر ويشير الرئيس مبارك إلى المشكلة السكانية ويرجعها إلى بداية ظهورها فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر الذى أسس المجلس الأعلى للسكان ثم يظهر الرئيس جمال عبد الناصر فى إحدى خطبه التاريخية وهو يتحدث عن المشكلة السكانية ولكن فى هذا الخطاب تحدث ناصر عن المشكلة السكانية وحل هذه المشكلة وهو العمل هكذا حل ناصر المشكلة والمتمثلة فى الزيادة السكانية بإستغلال هذه الزيادة فى العمل وهو ما يعنى خلق وتوفير وسائل إنتاج لتستهلك هذا المورد البشرى وقوة عمله فى الإنتاج هكذا تحدث ناصر عن المشكلة وتحدث عن الحل بل الأكثر من هذا أن العهد الناصرى كرس جهوده لغرض التنمية رغم ما كان يواجهه من القض1ية الوطنية والتحرر من الإحتلال ومقاومة الإستمار الإمبريالى وقد أطلق فلسفته الشهيرة والتى تمحورت عليها السياسة الناصرية فى التنمية والإستقلال وإزالةآثار العدوان وهى فلسفة يد تعمل ويد تحمل السلاح .
فى نفس الإعلان ظهر الرئيس السادات وهو يتحدث عن المشكلة السكانية من حيث هى عبء ثقيل فوق كاهل السلطة وهذه المشكلة بدلا من توجيهها إلى سوق العمل أصبحت فى مفهوم السادات وسلطته مشكلة تستنفذ طاقات المجتمع من تعليم وصحة ووسائل مواصلات ونضيف هنا وبطالة
عودة ‘لى فلسفة ناصر فيما يخدم بحثنا هذا نلاحظ أن هذا الرجل بواسطة ذكائه الفطرى وثقافته المصرية المتأصلة والمروية من مياه النهر العظيم وطموح أهله نحو التوحد , نجد هذا الرجل عندما يخاطب شعبه يبدأ الخطاب بعبارة أيها المواطنون هذه العبارة الدالة على ثقافة الشعب المصرى المتأصلة على مر التاريخ فإبن مصر يخاطب مواطنى مصر المتوحدين دون تصنيف
دينى طائفى أو مذهبى ودون تصنيف عرقى نوبى أوقبطى أوعربى الكل مواطن فى هذا الوطن يقوم بما لديه من واجبات وينال كافة حقوقه الدستورية وهذه المواطنة فى الخطاب الناصرى لم تنشأ من فراغ فهذه المواطنة تكرست لدى الحركة الوطنية المصرية فى مواجهة الإستعمار البريطانى لمصر وكانت بدايات هذه الحركة منذ إنشاء الدولة المصرية الحديثة فى مستهل القرن التاسع عشر مع بداية حكم محمدعلى والذى بدأ بالإهتمام بالمرتكزات المصرية لتحديث الدولة المصرية والتى عملت دوما على توحيد الشعب المصرى وهى الإهتمام بالنهر والعمل على الحفاظ والحد من طغيان النهر فقد إهتم محمد على مجدد الدولةالمركزية بالنهر وقام بالصيانة وإقامة القناطر الخيرية أهم معالمه االتاريخية وإنشاء الترع والمصارف وإقامة وتقوية الجسور لمقاومة الفيضانات كما قام محمد على بإرسال البعثات إلى أوربا مهد الحضارة لجلب العلوم والمعارف التى تباعدنا عنها فى فترة الإحتلال العثمانى هذه النهضة سرعان ما وعى عليها الإستعمار الرأسمالى العالمى وعمل على محاصرتها وخاصة بعدما قام محمد على بالقضاء على الحركة الوهابية بواسطة إبنه إبراهيم باشا كما حمى محمد على الحدودالإستراتيجية للأمن القومى المصرى سواء من الناحية الجنوبية فى العمق الإفريقى أوسواء فى الشرق الأسيوى .
هذا النهج الذى سار عليه مجددى النهضة المصرية فى القرن التاسع عشر ومقاومة الإحتلال فى العقد التاسع من القرن التاسع عشر وتوحد الشعب المصرى بكافة أطيافة ضد التفرقة الإستعمارية وكان أهم هذه الشعارات مع بداية القرن العشرين توحد الشعب المصرى وتعانق الهلال مع الصليب لسد ومنع المحتل من القيام بفتنة طائفية بين أطياف الشعب المصرى .
إذاً كان عبد الناصر إمتدادا لحركة التحرر الوطنى والتى أهم سمتها هوالتوحد فى مواجهة العدو فهذا التوحد فى مواجهة العدو كما أشرنا سابقا هو موروث ثقافى لهذا الشعب وأن صفة التوحد هى صفة تجرى جريان الدم فى عروق المصريين كما يجرى نيل مصر فى شرايين المجتمع المصرى أيضا التوحد ضد طغيان النهر سواء فى خيره المفرط أو جدبه وقد كان مشروع السد العالى أهم المشاريع الناصرية لصون النهر وصون وحدة شعب مصر بدعامتها التنموية التى يحققها هذا المشروع العظيم .
هذه هى الملامح الأصيلة للشعب المصرى وفى مشوار صراعه مع القوى الإمبريالية والتى تتمحور حول التنمية وأهم مظاهرها خلق فرص عمل تستوعب قوة العمل الناتجة من المورد البشرى للسكان والتمحور الآخر هو توحد الشعب المصرى الناتج من ثقافته المتأصله والتى دوما كانت القوة الفاعلة فى صد العدوان .
لقدتفاعل المجتمع المصرى بكل أطيافه وقواه السياسية حو ل هذه المرتكزات رغم المقاومة العنيفة من شركاء والتابعين للإستعمار الغربى الإمبريالى والتى ترتبط مصالحهم بمصالحه إلا أن هذا التوحد للقوى الوطنية لمواجهة الإمبريالية كانت دوما تنتصر رغم الإنكفاءات وكان آخر هذه الإنتصارات هذا النصر العسكرى العظيم التى حققته القوى الوطنية والعربية المتحالفة ضد الإمبريالية العالمية راعية الكيان الصهيونى المغتصب فى العام 1973 م حيث حققت العسكرية المصرية نصرا عسكريا أنهت به أسطورة الجيش الصهيونى الذى لم يهزم .
إلا أن هذا النصر والذى تم فى عهد السادات لم يتمم فرحة الشعب المصرى وقواه الوطنية حيث إنقلب إلى هزيمة سياسية .
فبدلا من أن يكون هذا النصر نصرا للإرادة الوطنية فى مسيرة حركة التحرر الوطنى ضدالإمبريالية العالمية قام السادات بتسليم هذا النصر إلى زعيمة الإمبريالية العالمية – أمريكا – وهى الراعية للكيان الصهيونى المغتصب وبهذا الإستسلام إنكفأت حركة التحرر الوطنى العربية وباتت واضعة نهايتها حيث إنتقلت مصر من زعامة حركة التحرر الوطنى العربية إلى الطرف الآخر فى الصراع طرف الإمبريالية العالمية .
كان السادات بعد إستلامه السلطة بعد موت الرئيس جمال عبد الناصر فى أعقاب توحيده لعناصر القوة فى الصراع مع الإمبريالية والقضاء على فتنة أيلول الأسود بين الأردن وفلسطين وإستعدادا لخوض معركته مع الكيان الصهيونى قد قام بتأجيل الحرب إلى العام 1973 م وفى هذه الأثناء قد قام بالتحالف مع عناصر الرجعيةالعربية ومن خلال هذا التحالف قام بمغازلة التيار الدينى المتمثل فى هذا التوقيت فى جماعة الإخوان المسلمين حيث قام بتغيير الدستور المصرى حيث جعل هويةالدولة إسلامية وأن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع وقام السادات بإرتداء الوشاح الإسلامى وأصبح يدعى بالرئيس المؤمن ومن هنا كانت البدايات الأولى لظهورالفتنة الطائفية فى مصر فبدلا من أن يكون الرئيس لكل المصريين أصبح الرئيس منحازا لطرف الأغلبية المسلمة ضدالأقلية الغير مسلمة فى الوطن هذا الشرخ فى جدار أبناء الوطن الواحد والذين خاضوا المعارك سويا متحدين أصبح فى عهد الرئيس المؤمن فصام فى المواطنة وأصبح هناك آخر تم إقصائة من المواطنة وتعالت الأصوات مطالبة هذا الآخر بدفع الجزية وكأنه ليس من أبناء هذا الوطن .
هنا نستطيع القول أن بداية التغيير الإنقلابى قد بدأت حينما بدأ السادات فى اللعب فى البنية الفوقية للمجتمع وكانت بدايتها دستور 1971 م والذى فيما بعد ترسخ فى دستور 1980 م فى المادة الثانية بجعل الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع , ثم ترسخ الإنقلاب بعد حرب 1973 م وتحويل السادات مصر من دولة تناهض الإمبريالية إلى دولةحليفة وتابعة للإمبريالية العالمية وبالتالى ستكون دولة متصالحة مع العدوالصهيونى وضاربةعرض الحائط بالصراع العربى – الصهيونى وبهذا الصلح المنفرد خرجت مصر عن ثوابتها التاريخية فى التصدى للعدو الذى يهدد أمنها القومى التاريخى حيث تعالت أصوات منادية بمصر أولا فى محاولة لعزل مصر عن محيطها العربى , وتعالت أصوات أخرى منادية بأن الإسلام هو الحل وبالتالى كانت هذه الفرقة بين أطياف الشعب المصرى الذى كان متوحدا طوال مسيرته التاريخية فمصر التاريخية عرفت بهويتها الإسلامية وبأزهرها رمز الإعتدال الإسلامى والحامى لهذا الإعتدال بعيدا عن التعصب والأصولية والسلفية وكان الأزهر هو رمز التوحد بين مواطنى مصر فى مشوارها الوطنى والتحررى .
زاد من هذا الفصام بعد حرب 1973 م والذى إنتهت بالتحالف مع الرجعية العربية والتبعية للهيمنة الإمبريالية الخضوع الكامل للإمبريالية فى توجهاتها الإستغلالية المتبعة طبقا لمنهجها فى إستلاب الشعوب الخاضعة لسيطرتها وكان بداية وقف مشوار التنمية الناصرى لخلق فرص عمل للزيادة السكانية فى مجالى الصناعة والزراعة وعليه أصبحت الزيادة السكانية عبء على الأمة
أيضا وتكملة لهذا التفكك الإجتماعى ومع زيادة أسعار البترول والتى كانت طفرة فى الدول البترولية قامت هذه الدول البترولية بفتح أبواب الهجرةإليها وقد هرع إليها كافة الخبرات المصرية بعدغلق أبواب التنمية أمامها وفتح أسواق المجتمع المصرى أمام البضائع الأجنبية والتى أدت إلى إنهيار البضائع المصرية أمام المنافسة الأجنبية مما أدى إلى عرض البنية الإقتصادية الصناعية والزراعية لنظام الخصخصة طبقا لتعليمات صندوق النقد الدولى .
إنه بإنتقال الخبرات والكفاءات المصرية لدول الخليج العربية تم تفريغ المجتمع المصرى من قواه الإجتماعية الفاعلة وأصبح المجتمع مفتوحا أمام الفساد المصدر من الإمبريالية العالمية فبإختفاء الخبرات والكفاءات أصبحت هذه الوظائف فارغة وإحتاج ملؤها بإختيار أشخاص أهم سماتهم أن يدينوا بالولاء الشخصى وأن يتم تسيير العمل طبقا للمصالح الشخية بعيد عن تقنية العمل وإتقانه
وفى الجانب الآخر ومن الشركاء فى الوطن الذي تم إقصائهم وأقصد بهم مسيحى مصر والذى إنتقلت إليهم عدوى الهجرة ولكن هذه الهجرة لم تكن هجرة داخل نطاق العالم العربى ولكنها هجرة إلى بلاد العالم الأول الإمبرايالية هجرة إلى أوربا وأمريكا ( الأكثرية ) وكندا ومعظم هذه الهجرات بلا عودة وأصبح أقباط المهجر صوت مسيحى مصر فى المركز الإمبريالى .
فى هذه الأثناء قام نظام السادات ونتيجة تحالفه مع الرجعية العربية وتبعيته للهيمنة الأمريكية ولضرب الحركة الوطنية المصرية وإرتباطاتها الإقليمية والعالمية بأسلمة وتأصيل السلفية حتى ظهرت على الساحة المصرية جماعات أصولية إسلامية تكفيرية تعمل على تكفير المجتمع مسلميه قبل مسيحيه وأصبحت هذه الجماعات التى خرجت من داخل عباءة نظام السادات رافعة راية الجهاد الإسلامى وقد أخذت هذه الجماعات فى جزب الشباب العاطل عن العمل وقد ساهم فى ذلك التحالف المصرى الرجعى العربى والممول من عائدات البترول الآخذ فى إرتفاع أسعاره والتى تم الصرف منها على هذه الجماعات بمعرفة ومعلومية رأس الإمبريالية العالمية – أمريكا – والتى قامت بتبنى مطالب أقباط المهجر فى الحماية الدولية لمسيحى مصر من غزوات شباب المجاهدين فى أرض الكنانةوأن الدور الأمريكى هنا فى ممارسة صراعه ضد حركات التحرر الوطنى قد قام بممارسة الشحن الغرائزى لدى الطرفين الأصولى المسلم وأقباط المهجر ونتيجة لهذا الشحن ولممارسات الإمبريالية العالمية لصراعها ضد حركات التحرر الوطنى وزعامات هذه الحركات وتكريس إستغلالها لموارد البلدان النامية وتكريس إستغلالها لأسواق هذه البلدان والمحافظة على حليفتها الإستراتيجية إسرائيل أعلنت أمريكا عن إستراتيجيتها للشرق الأوسط الكبير والتى تتزعمه إسرائيل ثم أعلنت عن إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد وهو شرق يبنى على الفتن الطائفي والمذهبية والإثنية .
هنا نصل إلى النتيجة وهى كيف يمارس كل طرف من أطراف الصراع صراعه ضدالآخر وهنا أيضا تظهر الجدية والمصداقية لدى طرف من أطراف الصراع والذى يقاوم لنيل وإسترداد حقوقه المشروعة ضد طرف آخر كل ما يهمه هو الحفاظ على آليته الإستغلالية والتى فى سبيلها يلاعب كل الأطراف ويقصيها أولا بأول فكما لاعب السادات وأقصاه وأنشأ التيار الأصولى لمحاربة الفكر اليسارى وعمل على إقصائة وأعلن عليه حرب كونية مرسيا مبادئ الفرقة بين الشركاء فى الوطن بدعوى حماية الأقليات .
وما حادثة نجع حمادى إلا مثالا يستغله أقباط المهجر ضد الأصولية الإسلامية وتتلقفه وسائل الإعلام الإمبريالية حتى تعمل على زيادة الفرقة بين الشركاء فى الوطن وهو حادث قام به بعض البلطجية ولكنه تم توظيفه لتأليب الشركاء فى الوطن وإشعال نار الفتنة بينهم هذه البلطجة التى نمت وترعرعت فى ظروف موضوعية دافعة لهذا الغرض وهوبث بذور الفتنة لإقصاء التوحد الذى من شأنه يعمل على إعادة الثوابت والمرتكزات للهوية المصرية الأصيلة هذه الثوابت التى إختفت نتيجة التحالف التبعى مع الإمبريالية العالمية وأصبحت مصر وإسرائيل فى خانة واحدة هذه الخانة قد أفقدت مصر رؤيتها لأمنها القومى الذى تأسس منذ عهد الدولة الفرعونية وكان فعالا خلال مشوار مصر الوطنى فقد كان فعالا فى عهد قطز وبيبرس عندما تصدت مصر لجحافل المغول وطردتهم وكان هذا الأمن فعالا فى عهد صلاح الدين حينما تصدى للصلبيين وحرر القدس الشريف وكان فعالا فى عهد محمد على حين تصدى للحركة الوهابية وتصدى للفتن فى الشمال الأسيوى وحمى منابع النيل فى أفريقيا وكان فعالا فى العهد الناصرى فى البعد القومى المصرى والتصدى لحلف بغداد ومناصرة حركات التحرر العربية والدولية ووضع الصراع العربى الإسرائيلى فى موضعه الصحيح على أنه الصراع المحورى للأمةالعربية ضد الإمبريالية العالمية وإسرائيل والتى نتيجةإتفاقية الذل والعار إتفاقية كامب ديفيد قد كسرت إسرائيل حاجز الممانعة الأفروآسيوية وقامت بإنشاء علاقات دبلوماسية مع بلدان آسيا وأفريقيا هذه العلاقات التى سمحت لإسرائيل بإنتهاك الأمن القومى المصرى فى بعده الأفريقى والعبث فى منابع النهر وسمحت لإسرائيل العبث فى النطاق الأمنى الأسيوى بتدخلاتها على خط العراق – كردستان هذا التحالف مع العدو هوالذى سمح بضرب الوحدة الوطنية والتى تبدأ من وحدة كيان النهر حتى وحدة الشعب الذى وهبه النهر أرض مصر الخصيبة .
نهاية أن شعب مصر والذى تأصل على روح الوحدة والمقاومة للعدو سينفض عنه غشاوة الفتن والتحريض من مأجورى الإمبريالية ومأجورى الرجعية العربية ويعود إلى مرتكزاته الأصيلة فى مقاومة العدو ودحره بوحدته وإعترافه بالآخر
محمود حافظ
كاتب مصرى





#محمود_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار العربى .. تفكك أم إعادة تشكل
- المرأة .. والبترودولار .. إلى نادين
- هنيئا لنا بالحوار
- كلام عن المرأة
- كلام عن الكورة - عودة لى ستراتيجية الشرق الأوسط الجديد
- ثقافة الشرق الأوسط الجديد وتأثيرها فى الحراك الإجتماعى والسي ...
- المرأة فى ثقافة الشرق الأوسط الجديد
- حول ثقافة الشرق الأوسط الجديد
- الحوار المتمدن كنافذة يسارية علمانية .. وثقافة الشرق الأوسط ...
- مأزق اليسار العربى .. من خطاب أوباما بالقاهرة .. ثم الإنتخاب ...
- يوم الطفولة العالمى
- الرأسمالية ..... الطبقة العاملة .... فن ممارسة الصراع
- فى ذكرى النكبة ....... ومفهوم الصراع
- فى ذكرى عيد العمال ....... ذكرى للصراع ودور اليسار
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -6
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -5
- طارق حجى - فؤاد النمرى مساجلة بلا قاعدة
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -4
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -3
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -2


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - مصر .. والفتنة الطائفية