أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمود حافظ - الرأسمالية ..... الطبقة العاملة .... فن ممارسة الصراع















المزيد.....

الرأسمالية ..... الطبقة العاملة .... فن ممارسة الصراع


محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2664 - 2009 / 6 / 1 - 11:09
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


فى مقالة لنا سابقة بعنوان فى ذكرى النكبة قد أوضحنا رأينا فى مفهوم الصراع ، هذا المفهوم فى عصر الرأسمالية والذى يتجوهر فى الطبيعة الإستغلالية للرأسمالية ، هذه الطبيعة التى تقوم على إستلاب الطبقة النقيض الطبقة العاملة فهكذا وعينا وهكذا قناعاتنا ومن خلال هذا الوعى والقناعة نخوض نضالنا ضد الإستغلال والإستلاب .
فإذا كان الرأسمالى فرد يستغل مجموعة من الأفراد العاملين أو الذين يبيعون قوة عملهم فى منشأته فإن هذا الرأسمالى قد تعدى تاريخيا موضعه وأمعن فى الإسغلال حتى وصل إلى نهب شعوب أخرى قام بإحتلالها لنهب ثرواتها الطبيعية الأمر الذى أعطى الصراع بعدا آخر فأصبح الصراع صراعا بين الرأسمالى والشعوب المحتلة والتىتصبو إلى تحرير أرضها المحتلة والحفاظ على ثرواتها القومية ، ومن هنا نشأت حركات التحرر والوطنى لمقاومة الرأسمالى المحتل والناهب للثروات والمسيطر على سوق البلدان المحتلة .
إن هذه المقدمة المختصرة هى لمجرد التذكرة لطبيعة العصر الذى نعيشه والصراع الذى يمارس من كل طرف من طرفى الصراع ، فهناك طرف مسيطر يملك كل شيئ وطرف يناضل فى سبيل الحصول على حقوقه المنهوبة .
فإذا كان الصراع الحالى فى قراءتنا للواقع الموضوعى هو الصراع بين الإمبريالية العالمية والتى فرضت هيمنتها على كوكب الأرض وبين شعوب هذا الكوكب الواقعة تحت هذه الهيمنة بسيطرة عملاء الإمبريالية فى أوطانهم كوكلاء للرأسمالية العالمية ويستمدون من هذه الرأسمالية العالمية أو الإمبريالية قوة قهر شعوبهم بواسطة فرض سيطرتهم على السلطة الحاكمة فى البلدان المحتلة فإن على شعوب هذه البلدان أن تناضل أولا ضد السلطة التابعة كسلطة مسيطرة وتناضل ثانية ضد الهيمنة الإمبريالية بصفتها العدو الرئيسى فى الصراع .
ففى النضال الأول والتى تقوده الجماهير فى الخلاص من سلطتها المسيطرة والتى تكسر فيها حلقة التبعية وتتحرر هذه الجماهير وطنيا لتكون لديها سلطتها الوطنية فى هذه الحالة سوف تجابه العدو الرئيسى وهى الإمبريالية العالمية فى مواجهة مباشرة مع الأصل ولكى تخوض السلطة الجديدة صراعها بإمتياز لابد أن تلجأ إلى خيار يناقض خيار الرأسمالية المبنى على الفردية وبهذا تلجأ معظم الدول المتحررة وطنيا إلى خيار رأسمالية الدولة حتى تضمن تحالف قوى الشعب العاملة معها فى صراعها مع الرأسمالية العالمية الأمر الذى يجعل هذه الرأسماليات المتحررة تأخذ أبعادا وطنية وأيضا قومية حتى تكون متميزة فى صراعها عن الرأسمالية العالمية والمهيمنة على الكوكب ، هذه الرأسماليات نجدها حاليا فى روسيا والصين والهند ومعظم الدول الممانعة حتى فى إيران وأمريكا اللاتينية ومنها ما يسمى بالخيار الإشتراكى .
أم الدول الرازحة تحت الإحتلال المباشر فإن صراعها مع المحتل هو صراع مقاومة الإحتلال هذه المقاومة التى تقودها شعوب هذه الدول المحتلة وهى غالبا تكون مقاومة عسكرية يخوضها أصحاب الأرض ضد الآله العسكرية للإمبريالية وهى آله جبارة فى عتادها ولكن أصحاب الأرض دوما يتميزون بالموقع اللوجستى لديهم ضد الآله العسكرية الإمبريالية .
إذن لاخيار غير خيار المقاومة لتحرير الأرض المحتلة ومحاربة العدو المدجج بالسلاح هذه المقاومة التى دوما تقودها الجماهير الكادحة بقيادة الطبقة العاملة فى ممارستها للصراع الطبقى والوطنى .
فإذا كان الصراع أساسا يدور حول مقاومة الإستغلال والذى هو جوهر النظام الرأسمالى والذى هوالصراع السياسى هذا الإستغلال الأشمل فى حالة الدول المحتلة والذى يشمل إستغلال قوة العمل وإستغلال ثروات الوطن المحتل وإستغلال أرض الوطن ذاته هذا الإستغلال الذى يجعل جموع الجماهير الكادحة تنتفض حينما تجد نفسها جائعة وتجد المستعمر ينعم بخيراتها وهذا الصراع بالضرورة إلى صراعه الأساسى وهو الصراع الإقتصادى والذى هو الجوهر للإستغلال .
فى ممارسة الصراع من الجانب المهيمن وهو الجانب الإمبريالى يلجأهذا الجانب أو هذا الطرف إلى تشتيت قوى الطرف الآخر وهى الجماهير الكادحة حتى يبعدها عن صراعها الأساسى المحق وهو الصراع المتمحور حول الإستغلال والذى يخضع للبحث الإقتصادى وتبدأ الإمبرالية فى فن ممارسة صراعها بأن تلهى الطبقات الشعبية بعيدا عن جوهر الإستغلال وتشغلها بأمور عاطفية ونزاعات غرائزية مغيبة الجانب الإقتصادى فى تنحيته لصالح الفعل الغرائزى حتى تنشغل الجماهير بأمور عاطفية غرائزية وخاصة عندما يتعلق الأمر بالدين أو العرق وعندما يتم الحشد الإمبريسالى فى هذا الجانب وبتشغيل وكلائها المحليين الراغبين فى السيطرة على السلطة من خلال تكريس تبعيتهم وفى غيبة من مثقفى الطبقة العاملة القادرين على كشف هذا الزيف نتيجة الدفع اللامحدود من الجانب الإمبريالى بإستغلال الحاجة الماسة للجماهير والذى تخرجها مؤقتا من الفقر العوز وذلك بضخ جزء من الأموال المنهوبة لهذا الغرض هذه الممارسات هى التى تعمل على التأثير على ممارسة الصراع الرئيسى ضد الإحتلال والذى يتمحور حول مقاومة العدو .
لقد نفذت الإمبريالية العالمية بالقيادة الأمريكية إلى أوطاننا العربية من هذا المدخل بتغييبها التناقض الأساسى وهو الإقتصادى والذى يمس الحاجة الماسة للجماهير ولكى تحل محله التناقض الإيديولوجى من خلال العبث بالمذاهب الدينية والطوائف والمسائل الإثنية وهذا ما بشرت به وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس فى عهد المحافظين الجدد بشرق أوسط جديد قوامه الطائفية والمذهبية والإثنية وهذا ما تم وضع لبنته الأولى فى العراق المحتل والذى كان نتيجته تشتيت المقاومة بين المذاهب والطوائف وتناحرها بدلا من توحيد جهودها لمقاومة المحتل الإمبريالى .
وفى غيبة من الممارسة اليسارية أو غيبة طليعة الطبقة العاملة والخضوع المزرى للفكر الإمبريالى فى تكريسه للعب على الغرائز والعواطف لضرب المقاومة أولا بصنع سلطة موالية للإمبريالية تكرس الطائفية عن طريق المحاصصة وذلك بإحياء أنماط سابقة عن النمط الرأسمالى هذه المحاصصة والتى هى أساس نمط الإنتاج الإقطاعى هذا النمط يعود للحياة بكل بنيته الفوقية والتى هى أساسا تعتمد على التغييب الدينى والنزاع المذهبى وإستقلالية الإقطاعيات وهنا نجد أن هناك عودة لعدم المرور إلا بالتصاريح وخلق المربعات الأمنية بين الإقطاعيات .
هذا فن الممارسة التى إتبعته الإمبريالية العالمية فى حربها مع المقاومة الواقفة لها بالمرصاد لنيل حقوقها ومطالبها المحقة .
إن هذا مانراه الآن فى العراق المحتل وفى فلسطين المحتلة وفى خاصرة العرب الرخوة لبنان والتى تشتعل فيها الصراعات بين فريقين أو إصطفافين فى حركة الصراع إصطفاف موالى للإمبريالية العالمية وهو مؤيد نهارا جهارا من الإمبرالية حتى من زيارات رموز الإمبريالية العالمية لهذا الفريق بدءا من وزيرة الخارجية الأمريكية نهاية بنائب الرئيس الأمريكى بايدن وإجتماعه العلنى مع رموز التبعية المستوليين على السلطة بالشحن العاطفى والغرائزى بوضع إسفين بين المذاهب وفى محاولة لخلق فتنة طائفية لبنانية ولكن على مايبدو أن هناك قطاعا كبيرا من اللبنانيين لم ينس ما حدث من فتنة 1975 م او ما يشار لها حاليا ببوسطة عين الرمانة الفتنة التى قادها فى حينها فريق تابع أودى بالبلاد إلى دمار شامل تعانى منه لبنان حتى الآن ماليا وجماهيريا خاصة أنه يوجد جزء من اللبنانيين لم يعودو إلى ديارهم حتى الآن .
فإذا كانت المقاومة فى العراق وفلسطين ولبنان تقاوم محتل مغتصب للأرض والعرض وناهب للثروات وهى الفريق المقاوم والذى يقف فى الطرف الآخر من الإصطفاف فى الصراع والذى قام من خلال ممارسة صراعه مع الإمبريالية فى توجيه ضربات موجعه لها جعلها تفكر فى الرحيل أو رحلت كما حدث فى لبنان حينما فرت الفلول الإسرائيلية مذعورة أمام المقاومة اللبنانية فى ال2000 م وفى شهر مايو ( آيار) وكما حدث فى صد الهجوم الإسرائيلى على لبنان لتكريس الطائفية والمذهبية فى 2006 م وكما حدث فى العراق من توجيه ضربات موجعه للمحتل الأمريكى وكا حدث فى فلسطين المحتلة من صد الهجوم على غزة المحاصرة برا وبحرا بمقاومتها فهل الوقوف من الشعوب الواقعة تحت الإحتلال يصب فى خانة المقاومة أو يصب فى الخانة النقيض ؟
إن فن ممارسة الصراع هى الفيصل فممارسة الصراع من القبول أو الرفض لما يملى على كل طرف هو مسئولية الفئات المثقفة والطليعية ، فهى مسئولية اليسار بالنسبة للجانب المقاوم وهى مسئولية اليمين المتحالف مع الإمبريالية للطرف الآخر وفى النهاية أن المقاومة تحتاج إلى تأييد من كل القوى الوطنية الواقفة فى مجابهة الإمبريالية العالمية .



#محمود_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى ذكرى النكبة ....... ومفهوم الصراع
- فى ذكرى عيد العمال ....... ذكرى للصراع ودور اليسار
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -6
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -5
- طارق حجى - فؤاد النمرى مساجلة بلا قاعدة
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -4
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -3
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -2
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -1
- المرأة وحالهامع شهر مارس ( آذار ) ودورها التاريخى فى الصراع
- من الدوحة إلى شرم الشيخ ثم الكويت لأجل غزة .. ووقفة إستقبال ...
- قمة غزة فى الدوحة .. وحديث عن الراحلين
- اليسار فى مواجهة التحدى.. فى ظل الإنهيار الرأسمالى العالمى.. ...
- محرقة غزة
- منتظر الزيدى فى مواجهة المحتل
- فى الملف اللبنانى
- فى الصراع
- الحوار المتمدن شرارة الإنطلاق نحو التحضر والتقدم
- أزمة النظام الرأسمالى العالمى فى مقابل مأزق وأزمة الفكر اليس ...
- أوباما رئيسا لأمريكا رافعا راية التغيير


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمود حافظ - الرأسمالية ..... الطبقة العاملة .... فن ممارسة الصراع