أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - رياح التغيير على كوكب الأ رض -6















المزيد.....

رياح التغيير على كوكب الأ رض -6


محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى تناولنا لرؤيتنا عن رياح التغيير على كوكب الأرض تعرضنا لرؤيتنا للعالم الأول وهو مركز الحضارة فى كوكب الأرض ، وتعرضنا لرؤيتنا عن العالم الثانى فى الكوكب واليوم سوف يأتى حديثنا أو تعرضنا للعالم الثالث وهو ما يعتبر وبإمتياز المحيط الكوكبى لمركز الكوكب وهو العالم الأول .
بداية نود قبل البدء أن نوضح ما يلى :-
- نحن نفر من هذا العالم .
- رؤيتنا عبارة عن قراءة للواقع الموضوعى وهذه القراءة بخلفية بنيتنا الفكرية والتى هى عبارة عن نشأتنا الطبقية وهى الطبقة العمالية وأن ثقافتنا منحازة إلى طبقة المنشأ بمعنى إننا ننتمى ثقافيا وعضويا إلى فكر الطبقات الكادحة وهو فكر الطبقة العاملة .
- هذا العالم يحوى إرث ثقافى للحضارات السابقة القديم منها والقبل حديث .
- فى هذه القراءة للواقع ربما تتفق أو تختلف مع قراءات سابقة ونحن هنا نتقيد بمنهجنا فى الرؤية ومن تراثنا وتراكمنا الفكرى دون الرجوع إلى مصادر الإتفاق أو الإختلاف .
هذا ما يجب أن نوضحه قبل عرض رؤيتنا لهذا العالم والذى هو فى قراءتنا ذو أهمية كبرى
فهذا العالم وكما أوضحنا هو محيط الكوكب فهو يشمل جغرافيا معظم مساحات الكوكب ففيه قارة آسيا كبرى قارات العالم مستثنى منها العالم الثانى والذى يحوى الجزء الشمالى الغربى من قارة آسيا ، ويحوى القارة الأفريقية السوداء ويحوى القارة الأمريكية اللاتينية أو الجنوبية هذا من حيث الجغرافيا أيضا مستثنى منه اليابان كبلد ينتمى إلى العالم الأول .
أما من حيث التوزيع السكانى فهو يحوى معظم سكان العالم منقوصا منه ما يحويه العالم الأول فى أمريكا مايقرب من ثلاثمائة مليون نسمة ومثلهم أو يزيد عنهم قليلا سكان القاررة الأوربية وكذا سكان اليابان وكذا سكان العالم الثانى .
هذا العالم وبعد إنجازه ومن خلال حركة التحرر الوطنى تحرره من الإستعمار القديم الأوربى منذ إندلاع الحرب العالمية الثانية وما بعدها وقيامه بتكوين ما يعرف بدول عدم الإنحياز ليكون عالما وسطيا بين العالم الأول والعالم الثانى هذه الوسطية التى كانت حتمية له وذلك لإرتباطه بالعالم الثانى كساند ومدعم له فى إنجاز التحرر ، وإرتباطهمع العالم الأول كونه موردا له ومنجما للمواد الأولية وسوقا للعمالة وسوقا لتصريف المنتجات العالمية ، هذه الوسطية والتى إنتهت بتفكك العالم الثانى إلى إرتماء معظم بلدان هذا العالم الثالث فى حضن العالم الأول وأصبحت خاضعة لرغباته فى كافة التوجهات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والتى حركها العالم الأول عن طريق الراعى الرئيسى له وهى أمريكا خاصة فى ما تم طرحه كمنظومة عالمية وهى منظومة العولمة أو الأصح الكوكبة والتعى تعتمد على إنفراد العالم الأول بالقيادة الأمريكية على مقدرات الكوكب وإعادة تقسيم الكوكب بالنسبة لتقسيم العمل وتقسيم الثروة .
فإذا كانت أمريكا اللاتينية وبإستثناء كوبا المحاصرة كانت تعتبر الحديقة الخلفية لأمريكا وكانت مسرحا ومطمحا للشركات الأمريكية وبكونها حديقة فكانت كبرى الشركات العاملة تعمل فى مجال العمل الزراعى كشركات الموز والطماطم والبن هذا بخلاف الشركات الإستخراجية أو التى تعمل فى قطاع المناجم هذا الوضع الذى أخذ قدرا كبيرا من الثبات فى ظل منظومة التوازن الدولى بين العالمين الأول والثانى والذى أخذ فى التغير بعد تفكك العالم الثانى والصمود الكوبى والذى أحيا وعمل على إبقاء وإنتشار الفكر الإشتراكى بعد إخماده فى العالم الثانى المنهار هذه الرياح التغيرية كانت سباقة فى القارة الأمريكية الجنوبية حتى بعد إخماد تجربتها الديموقراطية فى شيلى والقضاء على حكومة سلفادور إلليندى المنتخبة ديموقراطيا وطبقا للمواصفات العالم أولية ومن بعدها إخماد حركة تحرر جزر الفوكلاند فى الأرجنتين بالمساعدة الأمريكية وكل هذه الإخمادات كانت فى ظل منظومة التوازن الدولى بين العالمين الأول والثانى وهذا ما أشعل فتيل الثورة والذى لم يخمد حتى الآن بداية من إشتعال الثورة بقيادة جبهة الساندنيستا فى نيكاراجوا حتى ثورة فنزويلا ضد الإحتكارات الأجنبية والتى إجتاحت هذه الرياح التغييرية معظم القارة اللاتينية .
أما فيما يخص القارتين الكبريين فى الكوكب وهما القارة الأسيوية والقارة الإفريقية فكان لهما شأن آخر سوف نتعرض له بقليل من التحليل .
فقارة آسيا والتى تحوى أكثر من نصف سكان الكوكب من حيث الجغرافيا البشرية والتى يتميز جنسها الأصفر كونه جنسا صبورا دؤوب على العمل كان لها مكان فى وضع الإستراتيجيات الإمبريالية من حيث تقسيم العمل الدولى فهذه القارة تحوى إيدى عاملة رخيصة صبورة دؤوبة على العمل هذا من ناحية ومن ناحية أخرى طبقا لنمط الإنتاج الرأسمالى فإن هذا السوق للعمالة لابد له أن يكون سوقا لتصريف المنتجات الصناعية ولأن الرأسمال دوما يبحث عن زيادة فائض القيمة بالنسبة لإستثماراته فكان لابد له من التوجه إلى قارة آسيا لينشط فيها وطبقا لما أوردنا فى السابق وفى الكثافة السكانية ونحن هنا لابد لنا أن نوضح أن هذه الكثافة تتركز فى شرق وجنوب شرق القارة وفى شبه القارة الهندية فكان من الضرورى إحداث حركة من النمو الإستثمارى الصناعى فى هذا الجزء من القارة أساسه الرأسمال الإمبريالى العالمى والذى صاحبه فى الأساس العالم الأول ، بدءا فقد ظهرت هذه الطفرة من البداية فى البلدان التى تخضع للسيطرة الإمبريالية فى هونج كونج قبل التحرر وفى تايوان ثم إستمر هذا المد ليشمل بلدان جنوب شرق القارة من أندونيسيا إلى سنغافورا وماليزيا وتايلاند بالإضافة طبعا إلى كوريا الجنوبية والتى تعتبر بحكم وضعها الجغرافى دولة المنارة لتبييض وجه الرأسمالية العالمية هذا المد والذى نتيجة لتفعيل الصراع الإقتصادى كان لابد له من التوجه نحو الإستقلالية الأمر الذى عالجته الأمبريالية العالمية بضربة ساحقة فى القضاء على معدل النمو المطرد وهى الضربة التى وجهت إلى النمور الأسيوية لوقف المد الأسيوى وضرب الرأسمالية الناشئة فى آسيا وتعديها المدى المسموح به لها هذه الضربة التى نجت منها النمو الرأسمالى فى إقليم كانتون فى الصين هذا النمو الإستثمارى فى بلد يحكمه بكل قوة حزب شيوعى وهو حزب من المعروف عنه أنه صاحب توجه لرقى ورفعة الطبقات الكادحة وخاصة فى الصين وهو طبقتى العمال والفلاحين فقد كفل هذا الحزب أنشطة رأسمالية تنتمى إلى العالم الأول داخل منظومته الإقتصادية هذه الكفالة قد جعلت من الإقتصاد الصينى أن يتعدى مرحلة العالم ثالثية ليلحق بمرحلة العالم أولية لعملقة إنتاجه وعملقة سوقه فى تصريف المنتج هذا بالإضافة إلى عملقة إنتشاره على مستوى الكوكب فقد إخترقت المنتجات الصينية القارة الأمركية كما إخترقت القارة الأوربية بمعنى أن المنتج الصينى أصبح وبالضرورة لكثافته يغطى الكوكب مما جعل الصين أكبر دائن الآن لأمريكا وأصبحت تحوى فى خزائنها تريليونات من العملة الأمريكية وكما الوضع فى الصين أضحى الوضع فى الهند فالبلدين يحويان أيدى عاملة رخيصة وكثيفة ويحويان سوقا واسعة تحميهما من أى كساد .
فإذا كان هذا الوضع هو وضع جنوب شرق القارة الأسيوية والذى تحدد بعاملين أساسين :-
- بيئه صالحة للإستثمار الرأسمالى أدى إلى منتج كافى للكوكب .
- سوقا شاسعة لتصريف المنتج طبقا لنظرية سلعة - نقد - سلعة بالإضافة إلى السوق الكوكبى .
فما بالنا ببقية القارة الأسيوية وهو وسط وغرب القارة وملحقا به القارة الإفريقية السوداء هذه المنطقة العالم ثالثية والتى تسمى بمنطقة الشرق الأوسط والتعى تبدأ من أفغانستان وتنتهى عند مراكش فى المغرب .
صنفت هذه المنطقة منذ البداية ونتيجة للدراسات الإسترتيجية التى تقوم بها مراكز دراسات العالم الأول :-
- أن هذه المنطقة تضم أكبر مخزون للطاقة فى الكوكب وهذه الطاقة هى التى تدير عجلة الإنتاج الرأسمالى العالمى .
- تتركز الطاقة الأولى المكتشفة فى المناطق الصحراوية وخاصة فى شبه الجزيرة العربية والتىتتميز بنمط إنتج رعوى عشائرى أو قل قبائلى وهو نمط متخلف كثيرا عن النمط السائد فى الكوكب وهو النمط الرأسمالى وبنية هذا النمط الثقافية لاتعتمد على المنطق العقلانى بقدر إعتمادها على المنطق الغرائزى .
- تحوى هذه المنطقة فى بيئتها النهرية أرض شاسعة من الممكن إستثمارها فى الإنتاج الزراعى وخاصة فى البلدان ما بين النهرين فى أرض الشام والعراق وفى بلدان إفريقية إضافة إلى مصر والتى هى بلد المصب لنهر النيل فهناك السودان ذات المساحات الشاسعة القابلة للزراعة .
- التوزيع السكانى لهذه البلدان فى الأغلب توزيع ضعيف سكانيا فيما عدا بلد مثل مصر والتى تحوى كثافة سكانية كبيرة بالنسبة للرقعة السكانية وبعض الكثافات البسيطة فى بعض بلدان القارة الإفريقية مثل نيجيريا .
فإذا كانت هذه الملامح هى موضوعيا تميز منطقة الشرق الأوسط والتى يمكن إختصارها فى :-
- ثروة ضخمة إستخراجية من باطن الأرض .
- كثافة أقل فى السكان ز
- بنية ثقافية فى معظم البلدان الإستخراجية تتحكم فيها الغرائز والنعرات كونها تنتمى إلى نمط رعوى .
نتيجة لهذه الدلالات كان لابد من وضع الإستراتيجيات العالمية الرأسمالية للتعامل مع هذا الموضع من العالم وقد بدأ هذا الوضع من بداية القرن الثامن عشر فى فترة المد الإستعمارى الأوربى وخاصة البريطانى حيث تم التركيز على تغييب المنطق العقلى التطورى فى تطور البنية الإقتصادية بالدفع نحو تطور وسائل الإنتاج لتطور علاقات إنتاجية تزيح العلاقات الإنتاجية المتخلفة الرعوية هذا الدفع نحو الغرائزية والتى تمثل فى تأييد الحشد لظهور ما يسمى بالظاهرة الوهابية والتى تعمل على التحرك بالمجتمع إلى سلفية لاغية من منهجها كل فكر تطورى وحديث من منطلق محاربتها للحداثة كونها بدعة ، هذا الفكر البنيانى الذى نما وترعرع بفضل التغذية الإستعمارية والذى تم مواجهته من بلد قد بدأت تدب فيها روح الحضارة الحديثة ونقصد بها مصر حتى قامت مصر فى عهد محمد على العهد الباعث على النمو الحضارى بالقضاء على الفكر الوهابى فى شبه الجزيرة العربية بإستخدام القوة المسلحة آنذاك الأمر الذى كان له بعض الرواسب تجاه مصر تحديدا ,
- ومع إكتشاف النفط كان لابد من إحياء هذه البنية الثقاتفية ويعود التحالف القديم بين آل سعود بواسطة الملك عبد العزيز بن سعود حفيد الأمير محمد بن سعود صاحب الإتفاق مع محمد بن عبد الوهاب هذا الإتفاق قد أعيد إحياؤه بين الأسرة السعودية والحركة الوهابية رغم المصادمات التى حدثت بين طرفى الإتفاق وخاصة عندما عاد الملك عبد العزيز من لقاء مع الإنجليز وهو يركب سيارة والتى أعتبرت بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار ، هذا التصادم لم يخل ببنود الإتفاق لأن هذه البنود تغذيها وتحركها قوى أكبر مهيمنة على الوضع فى المنطقة وهى القوى الإستعمارية والتى من صالحها إلغاء المنطق العقلانى والتأبد بالأسوب الغرائزى للحفاظ على هذه المنطقة كونها منجما للصناعات الإستخراجية داخل المنظومة العالمية والإبقاء على الأنماط القديمة والأشد تخلفا تحكم وتتأبد فى السلطة مع توفير الدعم اللازم لذلك .
هذا الجزء من العالم كان لابد من جعله كذلك بخلاف ما حدث فى جنوب شرق آسيا فكل له وضعه فى رسم خريطة تقسيم العمل الكوكبية بما يخدم مصلحة الطبقة المهيمنة على الكوكب هذا مؤرداه وهذا ما لايريد عملاء الإمبريالية العالمية تفهمه نتيجة حسابات أخرى تتعلق بالفردية الفاسدة ، فإن التراكم الرأسمالى الخارج من باطن الأرض لابد أن يصب فى أيد سلطة تعمل على إنفاقه لا تجاه النمو الطبيعى والذى حدث فى الفترة الميركنتيلية الأوربية عندما وجه التجار تراكمهم المالى فى إنشاء ونمو نمط الإنتاج الرأسمالى العالمى والسائد إلى الآن والذى أدى تحوله هذا وجود فلاسفة عصر التنوير فى ترسيخ ذهنية ثقافية تعمل على إعمال العقل ونفى الغرائز هذه الذهنية الرأسمالية هى التى رسمت الإستراتيجية الدافعة فى هذا الجزء من العالم ان ينفى منه العقل الدافع إلى النمو وأن تتأبد فيه ذهنية الغرائز وأن يتوجه الإنفاق لهذاالتراكم الرأسمالى فى أوجه بعيدة عن الإستثمار الرأسمالى والعمل على خلق الأسواق التى تستوعب هذا الصرف فى مجتمع يحكم برؤساء قبائل وعشائر فكان لابد من الصرف على الغرائز بإحياء ذهنية ألف ليلة والصرف على الملذات والجنس وموائد الميسر وكل هذا تحميه ذهنية المعصومية وبذيادة التراكم لابد من خلق أوجه إنفاق أخرى تعمل على تأبيد الوضع السائد وعدم إعطاء فرصة للتوجه نحو التنمية فهذه هى ملامح الإستراتيجية التى تتحكم فيها الإمبريالية العالمية للحفاظ على هذه المنطقة تحت التخلف وعدم إعطائها الفرصة نحو التطور والتنمية فكان لابد من زرع إسرائيل لتعمل على سياسة التفريق فى هذا الجسم الشرق أوسطى أو قل العربى تحديدا وتوجيه جزءا كبيرا من هذا التراكم فى النواحى الأمنية ليصب فى النهاية نحو السوق الإمبريالى المتحكم فى تجارة السلاح وإن زاد هذا التراكم لابد من خلق بؤر جديدة للصراع كالحرب العراقية الإيرانية لتستهلك هذا التراكم المالى الناتج من الصناعات الإستخراجية أو من باطن الأرض العربية ، وبالتأكيد كلنا نعرف ماحدث بعد ذلك من صرف أموال على بناء الجيش العراقى امحاربة إيران ثم صرف أموال لتحطيم هذا الجيش العراقى والإنتهاء بإحتلال العراق إلى صرف أموال لمواجهة الخطر الشيعى الإيرانى إلى صرف أموال فى القطاعات العقارية التى تستهلك التراكمات المالية وجعل المنطقة سوقا عالميا لتصريف المنتجات والإستهلاك العقارى .
نستطيع القول أن رسم الإسترتيجية الإمبريالية فى منطقة الشرق الأوسط الثالث عالمية قد إعتمد على النزف الإمبريالى للمخزون الباطنى الأرضى سواء منجمى بترولى أو معدنى أو حتى يشمل المخزون الأثرى هذه الأموال التى تستخرج من باطن الأرض تذهب ونتيجة تغييب العقل فى الصرف على الملذات والأمن والتسوق والعقارات دون اللجوء إلى التكامل فى بناء مشاريع إستثمارية توظف فيها الأيدى العاملة العربية طبقا لمشروع رأسمالى حضارى شبيه بالمشروع الجنوب شرق أسيوى .
هذا الفعل الإستعمارى والذى أجهض بإستمرارية أى حركة نهوض عربية وعمل بإستمرار على إنهاء المشاريع الإنمائية فى البلدان الناتجة من حركة التحرر الوطنى وخاصة على إنهاء المشروع الناصرى فى مصر والذى كان يعمل على التنمية تجاه رأسمالية الدولة وخلق طبقة عاملة فى عملية تحويلية نحو المدنية لتحويل قطاع عريض من عمال الزراعة إلى عمال الصناعة هذا المشروع والذى بدأ قبل النصف الثانى من القرن الماضى وكان إمتدادتا للمشروع الحضارى لتكون دولة حديثة والذى بدأ فى عهد محمد على وأستكمل بالمشروع الناصرى هذا المشروع الذى تم إجهاضه فى دولة رائدة فى المنطقة لتتحول هذه الدولة تدريجيا وسريعا لتكون تابعة للنظام الإمبريالى وخاضعة للفكر الوهابى بعد تحقيق ثورتها الفكرية على أيدى رجال أمثال جمال الدين الأفغانى ومحمد عبده فى القرن التاسع عشر ليكون أزهرها قائدا لمسيرة العالم الإسلامى بمسحة تقدمية بعيدة عن الغرائزية ومقاومة الحداثة الوهابية والتى أصبح اليوم خاضعا لهذا الفكر الوهابى تماشيا مع الإستؤاتيجيات الإمبريالية والمدعمة من المال السياسى أو من البترودولار .
كان لابد مكن إغراق المنطقة وتحت راية الإتجاه الغرائزى فى الفتن الطائفية والمذهبية والإثنية حتى ينحى الصراع الطبيعى المبنى على القاعدة المادية قاعدة تطور قوى الإنتاج وتطور علاقات الإنتاج هذا هو حال العالم الثالث فى هذه المنطقة من الكوكب والتى خضعت لتغييب ماهو إقتصادى لصالح ما هو إيديولوجى وإدارة الصراع على المستوى الأيديولوجى كما أوضحنا لتكون النتيجة فى النهاية لهذا العالم الثالث إنقسامه إلى قسمين قسم فى جنوب وشرق القارة الأسيوية يلحق بالعالم الأول والعالم الثانى ومعهم الهند وقسم يجر إلى أسفل تجاه تغييب المنطق والعقل وتدهور ماتحقق فيه من تنمية ليتأبد فى تخلف رغم وجود الإمكانيات الدافعة إلى النمو .
فهل لهذا القسم من العالم أن يستنهض نفسه فى ظل الإنهيار الرأسمالى وعودة الرأسمالية إلى رأسمالية منضبيطة وفى ظل قوى إستعمارية فى المنطقة ونقصد هنا إسرائيل تتجه إلى السلفية الصهيونية نتيجة إحساسها بإضمحلال دولتها بفعل روح المقاومة الوطنية وضبط ظروف التهور الرأسمالى والتى من شأنها إعادة روحية الحركات التحررية والتىبدأت حديثا فى ظل العالم الأول وغياب العالم الثانى ومن أمريكا اللاتينية ، إنها رياح تغييرية لابد أن يلحقها قطار الشرق نحو التفكير بذهنية العقلانية والعمل بالروح الجماعية وكسر شوكة الفكر الغرائزى .



#محمود_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -5
- طارق حجى - فؤاد النمرى مساجلة بلا قاعدة
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -4
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -3
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -2
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -1
- المرأة وحالهامع شهر مارس ( آذار ) ودورها التاريخى فى الصراع
- من الدوحة إلى شرم الشيخ ثم الكويت لأجل غزة .. ووقفة إستقبال ...
- قمة غزة فى الدوحة .. وحديث عن الراحلين
- اليسار فى مواجهة التحدى.. فى ظل الإنهيار الرأسمالى العالمى.. ...
- محرقة غزة
- منتظر الزيدى فى مواجهة المحتل
- فى الملف اللبنانى
- فى الصراع
- الحوار المتمدن شرارة الإنطلاق نحو التحضر والتقدم
- أزمة النظام الرأسمالى العالمى فى مقابل مأزق وأزمة الفكر اليس ...
- أوباما رئيسا لأمريكا رافعا راية التغيير
- أزمة النظام الرأسمالى ...... بين العقل .. والعاطفة
- ملحمة نصر أكتوبر .. ونهاية المشروع الصهيونى
- د/ جمال حمدان .. إغتيال ما بعد الإغتيال


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - رياح التغيير على كوكب الأ رض -6