أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود حافظ - ملحمة نصر أكتوبر .. ونهاية المشروع الصهيونى















المزيد.....

ملحمة نصر أكتوبر .. ونهاية المشروع الصهيونى


محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2432 - 2008 / 10 / 12 - 05:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هل كان حقا ما حدث فى يوم السادس من أكتوبر ( تشرين ) عام 1973 م يوم حاسم للصراع العربى - الإسرائيلى ؟
وللإجابة على هذا السؤال نقول نعم هذا اليوم كان حاسما وواضعا نهاية للمشروع الصهيونى هذا المشروع المحدد بالعلم الإسرائيلى محددا أرض الأباء والأجداد وهذا الوطن من النيل إلى الفرات ، هذا الوطن الذى وضعت أولى لبناته فى مؤتمر بال بسويسرا على يد هرتزل أبو الصهيونية حيث أرسى العقيدة الصهيونية (والتى حددت لحركتهامشروع إقامة إسرائيل وطنا ودولة لكل يهود العالم على أرض الأباء والأجداد المعروفة بإسم فلسطين ، وكتب هرتزل أبو الصهيونية فى مذكراته علينا أن نمحو من الوجود والكتب والجغرافيا، الفلسطينيينلتصبح فلسطين أرضا بلا شعب ، لشعب بلا أرض ) وهذه الفقرة مقتبسة من كتاب لطفى الخولى العرب وأسرائيل ، ولايجب علينا نحن العرب أن لا ننسى ذلك أبدا ، فهذا المشروع الذى تحالف مع الإمبريالية العالمية منذ نشأته تبعا لقوة المركز الإمبريالى متنقلا من تحالفه مع ألمانيا غليون ، إلى فرنسا ، ثم بريطانيا صاحبة وعد بلفور ، وأخير أمريكا زعيمة الإمبريالية العالمية هذا المشروع الصهيونى والذى سار محققا أهدافه وطموحاته من إغتصاب أرض فلسطين للقيام بالمذابح والمجازر لإبادة هذا الشعب تحقيقا لمقولة مؤسس عقيدتهم الصهيونية فى إبادة هذا الشعب الفلسطينى ليحل محله الشعب الإسرائيلى اليهودى هذا المشروع الذى وصل إلى قمته فى هزيمة العرب فى نكسة 1967 م والذى إحتلت فيها إسرائيل كل سيناء وكل الجولان السورية وقربت من تحقيق حلمها الكبير فى هذه الفترة اوجيزة من الزمن ، ولكى نضع كل شيئ فى مكانه الصحيح وجب علينا القول أن كل نصر وتقدم فى المشروع الصهيونى يقابله هزيمة وإنكفاء للمشروع العربى ، حتى كانت نكسة يونيو (حزيران) فى 1967 م والتى لم تتقبلها الجماهير المصرية والعربية حتى خرجت فى 9 ، 10 يونيو (حزيران ) 1967 م رافضة لهذه الهزيمة وهذا الإنكفاء مطالبة قيادتها بعدم الإستسلام والمضى فى تحقيق إنجاز التحرر الوطنى العربى رافعة شعار يد تبنى ويد تحمل السلاح حتى كان هذا النصر العسكرى ( التكتيكى) كما أسماه لطفى الخولى والذى أرغم فيه البنائيين والحاملين السلاح قيادتهم السياسية على إتخاذ قرار الحرب بعدما تم الإنتهاء من الإعداد والتجهيز لمعركة الكرامة معركة رد الشرف للعسكرية المصرية فى إزالة آثار العدوان .
هذا النصر الذى تحقق فى أكتوبر (تشرين) قابله هزيمة سياسية بدأت بوادرها فى يوم 7 أكتوبر 1973 م ثانى أيام المعركة حيث فتحت قنوات الإتصال مع العدو وبالأحرى مع أمريكا هذه القنوات التى أدت لإلى الهزيمة السياسية وكسر شوكة المقاتلين العرب سواء على الجبهة المصرية أو الجبهة السورية هذه القنوات التى رصدها محمد حسنين هيكل فى رسالته إلى مبارك بعد مقتل السادات وتولى مبارك وخروج محمد حسنين هيكل وكل مصر من سجن السادات .
فهذه الهزيمة السياسية لم تمنع حدوث ما حدث وهو نصر العسكرية المصرية والشعب المصرى وتحقيق مبتغاه الذى خرج من أجله فى 9 ، 10 يونيو (حزيران) 1967 م ووضع حدا لنهاية المشروع التوسعى الصهيونى هذا المشروع الذى جعل من فلسطين قاعدة عسكرية مدججة بالسلاح حتى أطلقت هذه المقولة من توالى الإنكسارات العربية من أن الجيش الصهيونى جيش لايقهر ، هذا الجيش الذى لايقهر تم قهره وبقسوة فى السادس من أكتوبر(تشرين) 1973 م واضعا حدا لنهاية حلم أبو الصهيونية هرتزل ليس هذا فقط ألا الجانب الأقوى والأكبر من نهاية الحلم الصهيونى فإن الشطر الآخر من الحلم أيضا وضعت له هذه الحرب معوقات عدم التحقق وهو أن تصبح فلسطين وطنا لكل يهود العالم ، فإن فلسطين لم تستوعب من اليهود إلا بمقدار مالايزيد عن خمس يهود العالم بينما تستوب أمريكا حولى ثلثى يهود العالم وبعد هذا الإنتصار فى أكتوبر عرف فى إسرائيل ما يعرف بإسم الهجرة المعاكسة رغم كافة الإغراءات التى تقدمها الإمبريالية العالمية المتحالفة مع الصهيونية العالمية فى لم شمل يهود العالم من الشتات إلى فلسطين أرض الأباء والأجداد .
ما نطرحه من سؤال آخر هل فلسطين حقا أرض الأباء والأجداد ؟ وأين ذهب هؤلاء الأباء والأجداد ؟ .
وهل العرب واليهود أولاد عم ؟ طبقا للحقائق التاريخية من أن العرب ينتمون إلى إبراهيم عن طريق إبنه إسماعيل واليهود ينتمون إلى إبراهيم عن طريق إبنه إسحاق وحفيده يعقوب والمسمى إسرائيل وهو الأب لما يعرف بالأسباط ؟
هذا ماعبر عنه الملك فيصل بن الحسين ملك العراق فى عام 1919 م حيث قال أن العرب واليهود أبناء عم من الناحية العنصرية قالها وهو يخاطب القاضى اليهودى الأمريكى فليكس فرانكفورتر والمصدر هنا بداية كتاب اليهود للدكتور جمال حمدان .
هذا ما يود اليهود ترويجه على أساس اليهودية ديانة مقفلة هى لهذا الجنس فقط على أساس أنه شعب الله المختار فهل هذه حقيقة ؟
فى تتبع الشتات اليهودى إلى الشرق والذى تم على يد سرجون الآشورى فى القرن الثامن قبل الميلاد وعلى يد نبوختنصر البابلى فى القرن السادس قبل الميلاد والذى دمر أورشليم والهيكل هذان الشتاتان قد قضوا ودمروا دولة اليهود فى فلسطين وإذا كان الفرس على يد كسرى قد هزموا بابل وسمحوا لليهود الأسرى فى العودة إلى فلسطين فإن قلة منهم هى التى عادت إلى أورشليم تقدر بحوالى 50 ألفا أما بقية اليهود بقيوا فى العراق ومنهم من تسرب إلى كردستان ثم إلى بلاد القوقاز وتكوين مملكة الخزر حول بحر قزوين ومنهم من لجأ إلى أوكرانيا على البحر الأسود حتى وصلوا إلى بولندا من جنوب روسيا ، فإذا كان هذا التتبع لرحلة اليهود على مر التاريخ وجب الإشارة هنا أن هؤلاء اليهود الباقون فى الشرق فى العراق والقوقاز تعرضوا للإبادة على يد الزحف المغولى الذى كان يبيد أمامه الأخضر واليابس ، ومن الثابت ومن مصدر الدكتور جمال حمدان فى دراسته الأنثروبولجية لليهود أن اليهود المتسللين شرقا وسكنوا منطقة الجبال فى شمال العراق وكردستان ومناطق القوقاز والذى زاد عددهم زيادة ملحوظة هم من المتحولين المحليين لهذه المناطق إلى الديانة اليهودية الأمر الذى دفع جمال حمدان حياته ثمنا لهذه الدراسة والتى سرقت مخطوطتها الموسوعية لحظة إغتياله .
إذن فإن المخزن اليهودى هو من ما نجو من يهود الشرق الناجين من الشتات البابلى وهذا المخزن إمتلأ بالسكان المحليين المتحولين طبقا للدراسات الأنثروبولوجية .
عودة إلى الشتات الأخير وهو الشتات الرومانى وهذا الشتات يعود إلى اليهود الذين عادوا من العراق فى عهد كسرى بعد هزيمته للبابليين إلى أورشليم هؤلاء تم إبادة معظمهم عام 70 ميلادية فى مذبحة تيتوس وفر جزء منهم إلى مصر وسوريا وعندما عادوا إلى الثورة عام 135 ميلادية قوبلوا بمذبحة نهائية فى هادريان ختمت إلى الأبدعلى مصير اليهود فى فلسطين كدولة وكقومية .
أما الناجون ف6قد تسللوا عبر مصر إلى بلاد المغرب العربى ومنهم من تسلل إلى أسبانيا وطرد منها مع العرب على يد الأسبان بعد أفول دولة الأندلس على يد محاكم التفتيش فمنهم من عاد إلى المغرب ومنهم من تسلل إلى أوربا واستوطن فرنسا وفرانكفورت ومنهم من هاجر إلى ألقارة الأمريكية الجنوبية وهؤلاء جميعا ما يعرفوا باليهود السفارديم أما يهود الأشكناز فهم اليهود أو بقايا اليهود الناجون من التسللات الشرقية والذين هاجروا عن طريق أوكرانيا وجنوب روسيا إلى بولندا ومنهم كما أسلفنا اليهود المتحولون والين يمثلون الأغلبية من اليهود ، وإذا ذكرنا اليهود السفرديم والأشكيناز فيجب ذكر الكتلة الثالثة من اليهود وهى قلة وهم اليهود الشرقيون فى مصر والعراق وسوريا ولبنان واليمن وأثيوبيا .
فإذا كان الأشكيناز هم الأغلبية والذين وصلوا إلى أوربا عن طريق جنوب روسيا إلى بولندا فهم أيضا تعرضوا إلى مذابح على يد البولنديون ومعهم الألملن الأمر الذى جعل معظمهم يهاجرون إلى أمريكا الشمالية ويستوطونوها حيث يعيش جزء كبير منهم فى نيويورك ، والأقلية منهم من هاجر إلى فلسطين وجزء من السفرديم هاجر إلى فلسطين مع بقية اليهود الشرقيين أما معظم اليهود فهم فى أمريكا وأستراليا وجنوب إفريقيا .
إذن قد فشلت محاولة هرتزل فى إلزام اليهود بالهجرة إلى فلسطين على أن تكون فلسطين وطنا لكل اليهود وقد أضاف نصر أكتوبر الفشل الأخير لمقولة هرتزل حيث تم إنكسار المشروع الصهيونى فى تحقيق الحلم الصهيونى المدعم من الإمبريالية العالمية المتحالفة مع الصهيونية العالمية الأمر الذى يدعم الآن فى ما يسمى بمبادرة السلام العربية الإسرائيلية والتى تسعى الإمبريالية وخاصة دولها الأوربية لمنع حدوث الهجرة العكسية وعودة اليهود إلى موطنهم الأصلى قبل الهجرة إلى فلسطين .
وكما كان نصر أكتوبر (تشرين) كان نصر يوليو(تموز)فى 2006 م حيث قهر الجيش الصهيونى فى حربه الذى شنها على حزب الله فى لبنان على يد فئة من المقاتلين هذه الفئة قد أذاقت هذا الجيش الصهيونى طعم الهزيمة فى السابق حيث إندحر هذا الجيش وإنسحب أمام المقاومة الوطنية اللبنانية عام 2000 م .
هذا الفتح العظيم الذى فتحه نصر أكتوبر(تشرين) وما تبعه من نصر المقاومة اللبنانية فى مايو(آيار) 2000 م وهزيمة إسرائيل فى حرب شنتها على المقاومة اللبنانية فى يوليو(تموز) 2006 م هذه الإنتصارات التى حققتها الإرادة العربية رغم ما تقابله من خذلان الرجعية العربية ووقوفها متحالفة مع الإمبريالية العالمية تابعة لها رغم هذا التخاذل فإن الإرادة العربية صامدة فى موقفها فى هزيمة المشروع الصهيونى الأمر الذى بدأ يهدد بزوال هذا الكيان المغتصب لأرض فلسطين لتعود أرض فلسطين إلى شعب فلسطين الأبى الصامد الباق والذى وقف مقاوما ضد المحو والإزالة الصهيونية .
فأين نحن الآن وما هو موقعنا فى خريطة الصراع التحررى - الإستعمارى والصراع العربى -الإسرائيلى والصراع العربى المقاوم - مع العربى الرجعى المتحالف مع الإستعمار ويبقى فى النهاية موقف الصراع الأساسى صراع النمط الإقتصادى الرأسمالى فى مواجهة أزمته الطاحنة والصراع الرئيسى صراع المطحونين مع من يستلبهم وينهبهم .



#محمود_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د/ جمال حمدان .. إغتيال ما بعد الإغتيال
- أوراسيا قلب العالم
- حال الأمة ..من الأصالة الثقافية إلى البحث فى الأصالة الإقتصا ...
- حال الأمة..فى الأصالة والثقافة
- لبنان بين آيار (مايو) وتموز (يوليو)
- اليسار الديموقراطى حليف سلطة الكولونيالية فى لبنان ..... هل ...
- مأزق السلطة الحاكمة فى لبنان
- ماذا بعد زيارة الآنسة رايس للبنان ؟
- حوار هادئ مع الأستاذ فؤاد النمرى
- حول ممارسة الإرهاب الفكرى
- فى محاولة لإزالة الصدأ
- تعقيب على السيد فؤاد النمرى حول إستبدال الماركسية اللينينية ...
- شهادة للتاريخ ... المحافظة على وحدة الوطن ووأد الشحن الطائفى
- إتفاق الدوحة ... ما بين الربح والخسارة لليسار اللبنانى
- فرنسا وشرق أوسط أوربى جديد .. وأطروحات إنهيار العوالم الثلاث ...
- أوباما.. ماكين.. الإستراتيجية والتكتيك
- جورج بوش . . أولمرت . . أوركسترا اليسار الماركسى التقليدى وم ...
- الوعى المفقود
- ردا على السيد جريس الهامس بخصوص التهنئة
- عودة إلى الشأن اللبنانى


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود حافظ - ملحمة نصر أكتوبر .. ونهاية المشروع الصهيونى