أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - محمود حافظ - الحوار المتمدن كنافذة يسارية علمانية .. وثقافة الشرق الأوسط الجديد















المزيد.....

الحوار المتمدن كنافذة يسارية علمانية .. وثقافة الشرق الأوسط الجديد


محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2803 - 2009 / 10 / 18 - 09:05
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


كما هو واضح من العنوان فالمداخلة تخص الحوار المتمدن من حيث كونه نافذة لليسار أولا وبالتالى علمانية الحوار وإعتراف الحوار المتمدن بالآخر بإتاحة البيئة الديموقراطية فإذا كان هذا مايخص الحوار المتمدن فما علاقة ذلك بثقافة الشرق الأوسط الجديد ؟
بداية مفهومنا للشرق الأوسط الجديد والذى دشنته كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية فى عهد بوش الإبن أو عهد المحافظين الجدد بزعامة ديك تشينى أثناء حرب إسرائيل على لبنان فى صيف 2006 م حينما قالت إن ما يحدث فى لبنان ما هو إلا مخاض ولادة شرق أوسط جديد , ولكن قد خاب ظنها لأن الولادة لم تنتج إلا جثة هامدة وبالتالى سقط مشروع الشرق الأوسط الجديد بفضل مقاومةاللبنانيين .
وبهذا السقوط سقط معه فكر المحافظين الجدد من صناع القرار الأمريكى ووجب تغيره وراحت لافتة التغيير تملأ الشاشات المرأية فى مرحلة إنتخاب الرئيس أوباما .
وإذا كان التنفيذ على أرض الواقع قد فشل فهل فشل معه التدفق والإمداد الإعلامى لثقافة الشرق الأوسط الجديد ؟
مبدأيا أن ثقافة الشرق الأوسط الجديد تتمحور حول خلق شرق أوسط جديد يتم تقسيمة بسايكس - بيكو جديد طبقا للطائفية والمذهبية والإتنية , ولكى تمرر هذه الثقافة لابد من إتباع خطاب غرائزى يقوم باللعب على وتر العواطف وشحن الغرائز مع تغييب المنطق وبالتالى العقل , وللعلم هذه الثقافة ليست وليدة فكر المحافظين الجدد فى أمريكا وليست نابعة من فكر هنتنجتون حيث تم تحديد المرحلة ما بعد سقوط الإتحاد السوفيتى بصدام الحضارات وخاصة الحضارة الإسلامية والحضارة الصينية , بل أن هذه الثقافة قد ولدت على يد الإستعمار البريطانى حينما قام - وطبقا لقرارات مؤتمر المستعمرات فى القرن الثامن عشر _ بالعمل على تدشين الحركة الوهابية فى جزيرة العرب فى القرن الثامن عشر , هذه الحركة التى قام محمد على والى مصر بالقضاء عليها فى بداية القرن التاسع عشر وقد تم إعادة الروح والبعث الجديد لهذه الحركة مع إعادة التحالف القديم بين آل سعود والمؤسسة الدينية الوهابية بواسطة الملك عبد العزيز آل سعود فى النصف الأول من القرن العشرين .
ويجدر بنا أن نوضح هنا أن اللعب على الوتر الطائفى من ناحية ليس وليد فكر المحافظين الجدد ولكنه - وهذا للأهمية - هو فكر تزامن مع النهضة الرأسمالية الأوربية هذه النهضة التى واصلت كفاحها ضد المؤسسة الدينية الأوربية وضد ثقافة عصر الإقطاع المتحالف مع المؤسسة الدينية والتى بدأت بنقل الفكر العربى المتقدم عن الفكر الأوربى آنذاك من حاضرة الأندلس وحاضرة بغداد والأستانة إلى أوربا الظلامية فلقد كانت كتابات إبن رشد الشرارة التى أشعلت جذوة المعرفة وكذا كتابات إبن خلدون , هذه الجذوة المعرفية التى أشعل شرارتها القس كوبرنيك بثورته الفلكية فى النصف الأول من القرن السادس عشرحيث أن الأرض تدور حول الشمس وقد تزامن مع كوبرنيك عصرالإكتشافات الجغرافية وخاصة إكتشافات ماجلان هذه النهضة الأوربية التى إهتمت بالمعارف والعلوم الطبيعية من رياضيات وطب وفلك وعلوم طبيعية وكيمياء وأحياء وفيزياء , إختصارا هذه النهضة التى أسست للنظام الرأسمالى قد تركت الميتافيزيقا ورائها وجعلت من الصراع مع الطبيعة محورها وأهم ما فى هذا الصراع هو إكتشاف صيرورة الكوكب وكينونته وكان لابد لهذه الإكتشافات أن تتم بعيدا عن تسلط الكنيسة الأمر الذى جنب سلطة البابوية بعد صراعها مع البرستنتية- الإنجيلة .
إختصارا كان هذا الصراع مع الطبيعة فى حاجة إلى العقل البشرىوقد كان هذا العصر هو عصر العقل بإمتياز هذا العصر هو الذى أنتج فلاسفة عصر التنويروالذين دشنوا عصر العقل أمثال كانت وديكارت والذى ربط العقل بوجوده من خلال مقولته أنا أفكر إذن أنا موجود .
لقد خاضت أوربا معركتها مع سلطة الكهنوت والإقطاع لمدة أربعة قرون من الزمن وربما أكثرحتى أرست قواعد نظامها الرأسمالى الليبرالى هذا النظام الذى تم بنائه على العقلانية والعلمانية الأوربيةوالذى كان فى بدايته ثوريا نقيا يعترف بالإنسان وحقوقه ويعترف بكافة الحريات ويعترف طبقا لذلك بالآخر .
فى هذا التطور والتغيير من عصر يسيطر عليه البابا وسلطة الكنيسة إلى عصر أسقط هذه السلطة وأقصاها وأصبح السيطرة فيه للعقل والعلم هذا العصر لم يلغ سلطة الكنيسة الدينية بل أبقى عليها كسلطة دينية وأرسى قاعدة الدين لله والوطن للجميع وأن حرية العبادة مطلقة من يشاء يؤمن فليؤمن ومن لم يشأ هو حر فى ذلك .
يجدر بنا هنا ولابد من ذلك أن التقدم فى العلوم الطبيعية قد واكبه الأصل ونقصد هنا التقدم فى العلوم الإجتماعية والتى أرست قواعد البنية الإجتماعية للنظم الإجتماعيةالحديثة والسابقة والأحدث فمن عصر الإقطاع تم الإشارة إلى معرفة العصر العبودى وآلياته وكذلك العصر الإقطاعى بآلياته الإجتماعية وكذلك العصر الرأسمالى بآليته وتم وضع القواعد طبقا للتطور للعصر مابعد الرأسمالى من إشتراكى وشيوعى , هذه هى إكتشافات العلوم الإجتماعية فى عصر التنوير.
يجدر الإشارة هنا أن اوربا الرأسمالية الليبرالية والتى تطورت إلى الإمبريالية فى تعديها قارتها وإستعمار الآخرين قد إصطحبت معها الكنيسة للتبشير فى المستعمرات ونشر الدين المسيحى وهى العلمانية والتى تسير بإعمال العقل .
عود إلى بدء .
لقد إطلعت بعد غياب عن الكتابة فى الحوار المتمدن عما يكتب وعن حركة التطوير فى مؤسسة الحوار المتمدن ومن خلال المطالعة هالنى هذا الكم الرهيب من الحشد الغرائزى فى المسألة الطائفية والمذهبية وهذا الكم الرهيب من الكتابات من المتحولين دينيا سواء من الذين يقيمون فى الأراضى الأمريكية أو المقيمين فى أوربا أو حتى فى الوطن العربى سواء فى مصر أو العراق , وأنا شخصيا من حيث المبدأ لاأنكر فكر الآخرين ومن حيث المبدأ أيضا وجب وضع هذا الفكر فى موضعه الصحيح وطبعا هذا من وجهة نظرى وطبقا لما أوردته فى السابق , فإن هذا الفكر وهذه الثقافة هى ثقافة اللعب على الغرائز والبعيدة عن المنطق العقلى وهذه الثقافة تصب فى الثقافةالتى يدفع بها المحافظين الجدد فهى ثقافة الشرق الأوسط الجديد , وأن الترويج لهذه الثقافة لايخدم لا اليسار ولا العلمانية ولاالديموقراطية والتى ترتكب بإسمها أبشع الجرائم ضد الإنسانية , فبإسم الديموقراطية إحتلت أمريكا العراق وأنهت بنية وطن وبغسم الديموقراطية والإستقلال تمزقت العديد من دول الشرق الأوسط ولبنان مثل حى على ذلك .
إن الحوار المتمدن كنافذة يسارية تفتح ذراعيها للجميع من منطلق الإعتراف بالآخر والذى هو المنطلق الديموقراطى ولكن يبقى كل همها فى إدارة صراعها لصالح جماهيرها الكادحة فى العمل على توحيد هذه الجماهير حول علم وطنها وحول إنتاج ثروتها المحلية وضد من يستغل هذه الثروات , إن تفعيل العلمانية هو فى إعمال العقل النتج بعيدا عن القيود الآسرة فإذا كانت هذه القيود دينية وجب تنحيتها فى سبيل تقدم البشرية واللحاق بمركب التطور , وكذلك إذا كانت هذه القيود إستعمارية وجب مقاومتها والتصدى لها وأهم ما فى هذه المقاومة هى مقاومة الفكر التدميرى سواء كان فكرا إخترعته الإمبريالية وروجت له بإسم الإسلام السياسى أو فكر ثقافة الشرق الأوسط الجديد والقين لفكر الإسلام السياسى فالكل يصب فى المبدأ الإستعمارى الأصيل فرق تسد ولابد أن يتبع هذه المقاومة الفكري أو قل الثقافية مقاومة نهب الثروات ومقاومة الغازى , وإذا كان المستعمر يعمل على هدم بنيتنا الإقتصادية ويرجعنا إلى الوراء قرونا على أساس أن نهضته أخذت قرونا عدة حتى تحققت فأمامنا المثل القريب منا فى تحقيق نهضة تنموية فى عقود قليلة هذه النهضة التى تحققت فى ماليزيا المسلمة وكذا أندونسيا المسلمة والتى أصبحت بحكم نهضتها إحدى دول العشرين الأغنى فى العالم نحن فى حاجة إلى أن نصبح علمانيون من منطلق أن الدين لله والوطن للجميع بمعنى نحن فى حاجة إلى تحرير العقل من شوائب العاطفة والغرائز .





#محمود_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق اليسار العربى .. من خطاب أوباما بالقاهرة .. ثم الإنتخاب ...
- يوم الطفولة العالمى
- الرأسمالية ..... الطبقة العاملة .... فن ممارسة الصراع
- فى ذكرى النكبة ....... ومفهوم الصراع
- فى ذكرى عيد العمال ....... ذكرى للصراع ودور اليسار
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -6
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -5
- طارق حجى - فؤاد النمرى مساجلة بلا قاعدة
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -4
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -3
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -2
- رياح التغيير على كوكب الأ رض -1
- المرأة وحالهامع شهر مارس ( آذار ) ودورها التاريخى فى الصراع
- من الدوحة إلى شرم الشيخ ثم الكويت لأجل غزة .. ووقفة إستقبال ...
- قمة غزة فى الدوحة .. وحديث عن الراحلين
- اليسار فى مواجهة التحدى.. فى ظل الإنهيار الرأسمالى العالمى.. ...
- محرقة غزة
- منتظر الزيدى فى مواجهة المحتل
- فى الملف اللبنانى
- فى الصراع


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - محمود حافظ - الحوار المتمدن كنافذة يسارية علمانية .. وثقافة الشرق الأوسط الجديد