أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - يحكى أن ........ فى الإستراتيجية والتاريخ















المزيد.....



يحكى أن ........ فى الإستراتيجية والتاريخ


محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3016 - 2010 / 5 / 27 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما نتحدث عن الحكى فإننا نتحدث عن التاريخ وعندما نتحدث عن التاريخ نعلم أن لدينا الحضارة المصرية الفرعونية منذ سبعة آلاف عاما والتى قام الأجداد الفراعنة بتسجيل تاريخ حضارتهم مع البشر وعلى الحجر لكى نطلع عليها وكذا الأمم التى تهتم بالحضارة فهكذا سجل الجدود القدامى تاريخهم سواء بفن التحنيط للجثث الفرعونية أوعلى ورق البردى أو على النقش على الحجارة داخل المعابد وخارجها فإذا كان هذا حال الفراعنة فما بالك بحال الحضارة اللاحقة وهى الحضارة العربية والتى تميزت بثقافة الفكر الإسلامى وبناء دولة عربية حديثة ناطقة بلسان عربى هذه الحضارة العربية التى إمتدت وشملت الفضاء الكونى حينذاك من شرق آسيا إلى جنوب غرب أوربا والتى دخلت فى صراعات مع أعتى الإمبراطوريات القديمة وأزالتها من الوجود بفضل التطور الحضارى حتى جاءتها الحضارة الغربية الحديثة وبحكم التطور أيضا تقلصت الحضارة العربية وتقوقعت وما زالت تدب فيها الروح حتى أرادت لها الحضارة الغربية معركة النهاية بالتصادم حتى هذا الصدام لم ينه هذه الحضارة بعد .
وإذا كان هذا الصدام لم ينه الحضارة العربية الإسلامية بعد فهذا لم يمنع سطوة وسيطرة الحضارة الغربية على الحضارة العربية الإسلامية وهذا يطرح العديد من التساؤلات لماذا لم تقض الحضارة الغربية الرأسمالية وهى الأكثر رقيا من ناحية البنية الإجتماعية وأكثر تطورا على الحضارة العربية الإسلامية ؟
وفى محاولة الإجابة دون الدخول فى متاهات التاريخ وتاريخ الحضارات نستطيع القول أن هناك تشابها فى النشأة بين الحضارتين .
فإذا كانت الحضارة العربية الإسلامية نشأت فى الجزيرة العربية فى مجتمع عبودى رعوى فإن التطور الذى لحق بهذا المجتمع قد تم عن طريق حركة التجارة بين شمال الجزيرة وجنوبها ( رحلتى الشتاء والصيف ) وأن هذه الرح-لات التجارية قد قامت بنقل التطور الحضارى آنذاك من بلاد الفرس والروم إلى البنية الإجتماعية المحافظة فى الجزيرة العربية وأن الثورة التى حدثت فى هذا المجتمع هى ثورة القضاء على المجتمع العبودى لصالح دولة مدنية قامت على التوسع التجارى هذا التوسع الذى أخرج الجزيرةالعربية من بنيتها العبودية الرعوية إلى البنيات الأكثر تطورا فى الشمال والغرب فمن بلاد الشام وبلاد فارس إلى مصر الخصيبة هبة النيل ذات الدولة المركزية والنشاط الإجتماعى الزراعى وسرعان ما إنتقلت حاضرة الدولة العربية الإسلامية من المدينة المنورة إلى دمشق ثم إلى بغداد ثم إلى القاهرة وكل هذه الحواضر نهرية تطورت فيها البنيةةالإجتماعية طبقا للمجتمع النهرى الذى هو فى المجمل أكثر تطورا من المجتمعات العبودية والإقطاعية .
وإذا كانت هذه البنية الإجتماعية العربية الإسلامية الناشئة بواسطة دولة فتية أتاح لها التراكم الرأسمالى من حركة التجارة القيام بنهضة فى العلوم والفكر بدأت من دمشق إلى بغداد والتى بقيت فيها قرون طويلة بطول الدولة العباسية ثم وفى نفس الوقت فى القاهرة وبلاد الأندلس العربية فى جنوب غرب القارة الأوربية هذا المنتج الثقافى للعقل العربى قد عمل على تطور البنيةالإجتماعية فى البلاد العربية والتى إعتمدت على النشاط الزراعى فى ظل دولة مركزية وكذا على النشاط التجارى والتقدم فى العلوم الطبيعية فى مجالات الطب والرياضيات والعلوم القاعدة الأساسية للإنتاج الرأسمالى إلا أن التصادم الحضارى بين البيئة الصحراوية الأساس والبيئة النهرية الرئيسية قد كبل العقل عن إبداعاته وأطلق العنان للغرائز العصبية والتى إتخذت من الدين ذريعة لتقوى معها روح التطرف والتى عملت على تقويض الركائزالمنهجية والعقلية التى قامت عليها الحضارة العربية الإسلامية .
فإذا كانت هذه النبذة المختصرة عن النشأة للحضارة العربية الإسلامية نجد أن الحضارة الغربية قد قامت على أنقاض الحضارةالإسلامية وكانت البداية من أرض الأندلس والتى بمجرد خروج العرب منها بدأت الرحلات البحرية التجارية والتى تم بمقتضاها إكتشاف العالم الجديد وقد عمل التراكم الرأسمالى من التجارة عبر البحار والمحيطات على نشأة الطبقة البرجوازية والتى بالقاعدة العلمية النهضوية التى تركها العرب فى الإرث الإنسانى قد قامت هذه الطبقة البرجوازية بإستخدام هذا الإرث فى الطب والرياضيات والعلوم والفلك والعلوم الإنسانية لتكون هذه القاعدة منطلقا للنشاط الصناعى الرأسمالى والذى بمقتضاه نشأت الحضارة الغربية .
وكما أن عصر النهضة الحضارية العربية الإسلامية يتميز بأسماء عظيمة أرست دعائم هذه النهضة كإبن سينا وأبوبكرالرازى وجابر بن حيان وإبن رشد وإبن خلدون وغيرهم الكثيرون فإن عصر النهضة الأوربية أيضا تميز بأسماء عظيمة ككوبرنيك فى الفلك وبارسيلوس فى الطب وفلاسفة عصر التنوير كديكارت وفولتير ومونتيسكيو ورسووغيرهم الكثيرون وكما أفلت الحضارة العربية الإسلامية نتيجة إقصاء العقل والتفكير العقلانى والتقوقع داخل دوجما العواطف والغرائز الأمر الذى فرض ظهور الدولة الدينية ( الثيوقراطية ) وظهور فلاسفة الجمود الدينى كالإمام الغزالى فى مواجهة فلاسفة تنويريين كإبن رشد وظهور الأشد جمودا كإبن تيمية وما أتبعه على نهجه ، فإن الحضارة الغربية قامت على إقصاء الكنيسة من التحكم فى المجتمع وظهور التفكير العقلانى وإطلاق إبداعات العقل الثورية والتى بمقتضاها ظهرت ثورة فى العلوم الطبيعية أرست قواعد الثورة الصناعية والتى أدت بالضرورة إلى التغيير فى البنية الإجتماعية المتقوقعة داخل إقطاعيات إلى فتح الحدود بين الإقطاعيات وهجرة العمالة الزراعية إلى العمل فى المدينة وتمثل ذلك فى إطلاق مقولة دعه يعمل دعه يمر ، هذه القاعدة التى إنطلق منها تحرير العقل من الدوجما الدينية والتى أسست لما يعرف بالعلمانية وتكوين الدولة الحديثة التى تبنى بعيدا عن التزمت الدينى الذى كان يمارس بواسطة الكنيسة الكاثوليكية وبواسطة الإلمام بالمعارف وإستخدام هذه المعارف بواسطة البشر وبالتراكمات الرأسمالية لتنتج إنتاجا سلعيا يباع ويشترى فى الأسواق ويؤسس بناءا على ذلك نمطا إنتاجيا مغايرا عن الأنماط السابقة ومقصيا لها هذا النمط نمط الإنتاج الرأسمالى وأقصى ما قبله نمط الإنتاج الإقطاعى .
هذه هى طبيعة الحضارة الغربية الحديثة الحضارة الرأسمالية والتى أرست عصرا تاريخيا جديدا هو عصر الرأسمالية وأنشأت مجتمعا جديدا متحركا قام فى البداية على إحترام الإنسان وإحترام عقل هذا الإنسان وبالتالى إحترام الحقوق الإنسانية والحريات الإنسانية هذه الحقوق والحريات قد جعلت القوى الإجتماعية المكونة للمجتمع فى حالة بحث دائم عن حقوقها المدنية والدفاع عنها وأخذت هذه القوى تتشكل فى طبقات إجتماعية وأخذت كل طبقة تكون طليعتها التى تعمل على صون حقوق الطبقة والدفاع عنها ومن هنا ظهرت النقابات التى تعمل على الحفاظ على حقوق طبقاتها الإجتماعية وأخذت الحركة الإجتماعية تتفاعل أكثر فأكثر خاصة مع جشع الطبقة التى تملك وسائل الإنتاج والتى تكونت من الشريحة التى تراكمت رؤوس أموالها من التجارة وإستخدمت هذا التراكم فى إنشاء المعامل ومن بعد المصانع وجلب المواد الأولية اللازمة للمعامل والمصانع وبواسطة اليد العاملة تحولت هذه المواد إلى سلع تستخدم فى الإستهلاك المجتمعى هذا الحراك الإجتماعى هو الذى سمى بالصراع الطبقى .
ما نود أن نقوله هنا أن هناك حضارة تحركت إجتماعيا وأنتجت فكرا ثم تقوقعت بفضل أفول التفكير العقلانى ولجأت إلى الإنغلاق على نفسها ومحاربة الحداثة والإبداع العقلى وقد أستخدت الدين كغطاء لها ومن هنا توقف حراكها الإجتماعى للبعد عن المعارف وإستخدام المعارف وهى الحضارة العربية الإسلامية وقد سجل لها التاريخ ذلك .
وهناك حضارة أخرى لاحقة لها أستخدمت موروثها وثارت على الإنغلاق الدينى وأطلقت الحرية للعقل البشرى ليبدع وينتج ومن هنا نتج حراكا إجتماعيا هذا الحراك مستمرا نتيجة إبداعات العقل وإطلاق مكنوناته وقد سجل التاريخ ذلك لهذه الحضارة المستمرة والدؤوبة والتى مازالت تنتج إنتاجا سلعيا وإنتاجا معرفيا .
إن الأمانة التاريخية تقتضى تسجيل هذا المعطى وهو أن التزود بالمعرفة عن طريق التعلم لايضير الدين بشئ وأن وجود كثير من المتدينين وغير المتدينين فى بلاد الحضارة الرأسمالية بأوربا وأمريكا هربا من أوطانهم الشرق أوسطية معقل الحضارةالعربيةالإسلامية لهو أكبر دليل على تقبل الحضارة العلمانية لهؤلاء الهاربون من أوطانهم المتزمتة سواء فى الدين أوضدالدين وأن الرحابة التى تحيط بهم فى بلاد الغرب المتحضر الرأسمالى لهو أكبر دليل على أن العلمانية تستوعب الكل وتعترف بالآخر وهذه المساحة من المنظور العلمانى هى فى الأساس جزءا من البنيان الإجتماعى لهذه الحضارة الرأسمالية حتى ولو كانت هذه الحضارة فى تطورها تلجأ بالضرورة ونتيجة الصيرورة وطبقا لتطور علاقات الإنتاج تلجأ إلى التطرف المؤدى تلقائيا إلى هدمها هذا التطرف الذى تحسم به الطبقة المسيطرة على السلطةوالمهيمنة على الكون الصراع لصالحها مختزلة كل الحقوق والحريات لها فقط فى محاولة لنفى الآخر وهذا ما أطلق عليه النيوليبرالية ونتيجة هذه الممارسة فى الصراع الطبقى لصالح الطبقة المسيطرة والتى تعدت الحدود وأصبحت مهيمنة على الكون كان لابد من إنهيار البنيان الإجتماعى لهذه المجتمعات الحضارية وهذا ما يتضح تعاقبا بالأزمات المالية التى تمر بها هذه الحضارة وهذا ما يؤدى إلى المراوحة فى إستقبال المضطهدين من سكان الحضارات السابقة ما بين الإعتراف بهم أو محاولة تضييق الخناق عليهم وكما أسلفنا فإن النظام الأساس يعود إلى بنيانه الطبيعى بعد كل أزمة تمر بهذه الحضارة .
إن الأمانة التاريخية تقتضى تسجيل أن القيد التى قامت الحضارة الغربية البرجوازية بكسره وتحطيمه هو القيدنفسه التى كبلت به هذه الحضارة فى فترة تعديها للحدود وإستعمارها وإحتلالها للآخر وخاصة الحضارة العربية الإسلامية وهوقيد الإحتباس البنيوى داخل دوجما الدين وسيطرة الفكر السلفى الأصولى مستغلة فى ذلك الميل الطبيعى لشعوب هذه الحضارة نحو التدين هذا القيد الذى يؤدى لى وجود فئة من المجتمع لاتعترف بالآخر .
هذا القيد ونتيجة صيرورة وتطور هذه الحضارة يصنع تلقائيا لهذه الحضارة فى حصار الديموقراطية الغربية ونفيها فى سبيل التطرف الرأسمالى والذى يختزل كافة حقوق الإنسان فى حق التملك ومصادرة باقى الحقوق وأيضا تلجأ هذه الحضارة نحو تقوقعها وإنهيارها نتيجة إقصائها للآخر .
نخلص من هذا السرد أن الحضارة البرجوازية وفى مرحلة تطورها إلى مابعد الإمبريالية وهى المرحلة المعروفة بالعولمة أو الكوكبة قد حافظت على وجود الحضارة السابقة عنها تعيش فى كنفها وفقا لشروطها حتى نستطيع القول أن الإمبريالية قد أعادت إنتاج هذه الحضارة وفقا لإستراتيجية إمبريالية هى العرودة بالتاريخ إلى الخلف أوإستراتيجية الرجوع إلى الخلف بمعنى إعادة إنتاج الأصولية والسلفية سواء كانت دينية أو مدنية كل حسب بيئته ففى الجزيرة العربية تم إعادة إنتاج السلفية الأصولية بالمنظور الوهابى وهوالتطرف السنى وهو فكر سلفى لايعترف إلا بأصوليته التى تعود إلى فكر المتشددين الحنبيليين ثم فكر إبن تيميه وأبو العلاء المودودى وهى مدرسة أصولية واحدة وأن هذا الفكر بدأ ينشأ ويترعرع فى عصر التصنيع وإحتياج هذا العصر للطاقة التى تدير المصانع وأن الجزيرة العربية كانت فى هذه الحقبة يوجد فيها أكبر إكتشافات متوقعة للطاقة النفطية والتى تدر ثروة عظيمة وعندما يمهدلهذه الثروة ببنية إجتماعية منغلقة داخل حدود فكر دينى متطرف يولد سلطة إستبدادية تحكم البلاد بمرجعية العودة إلى السلف والأصولية ومحاربة الإبداع العقلى فإن أى تراكم رأسمالى سوف يهبط على هذه السلطة لن يكون فاعلا طبقا للظروف الموضوعية لطبيعة المرحلة الزمنية من الحضارة الرأسمالية وهى الحضارة التى قامت وإعتمدت على إبداعات العقل البشرى وأن أوجه الإنفاق سوف تتوجه إلى البذخ الفاحش ثم إستهلاك الرأسمال فى مشاريع إستثمارية غير إنتاجية بمعنى إستهلاك التراكم الرأسمالى دون إستخدام سلعة اليد العاملة لإنتاج سلعة تسويقية .
يختلف الأمر نوعا فى مصر حيث تم إعادة إنتاج سلطة إستبدادية مختلفة وهى سلطة الدولة المركزية والتى تميزت بها المجتمعات النهرية وهى سلط مركزية بيروقراطية تستبد بالحكم ولا تعترف بالآخر وأن هذه السلطة كان من السهل إنتاجها خاصة بعد المرحلة الناصرية والتى عرفت بمرحلة التحول الإشتراكى أو مرحلة رأسمالية الدولة .
هذان النموزجان فى الشرق الأوسط العربى وهما مثالان لمعظم الأنظمة العربية يضاف إليهما حصار أى قوة إقليمية فاعلة تمتلك الثروة والقدرة على إنشاء قوة إقليمية فاعلة بمنظور إقليمى يتجه بالفكر الإستراتجى إلى التطلع للمستقبل وهذا ماحدث مع النموزج العراقى والذى بواسطة الإمبريالية العالمية تم إستهلاك التراكم الرأسمالى له وللدول الخليجية فى حرب إقليمية مع الدولة الإسلامية الناشئة بثورة ضد شاه إيران المرتبط بالنظام الإمبريالى العالمى هذه الحرب الإقليمية التىقامت بإيعاز إمبريالى قد قوت من القدرة الدفاعية العراقية التى وجب نفيها وهنا لعبت الإستراتيجية الإمبريالية الدور لنفى هذه القوة ونفى أى أفكار ترنو إلى المستقبل حتى قامت الإمبريالية العالمية بشن حرب غير مبررة على العراق لتعيده إلى إستراتيجية الرجوع للخلف وذلك بإحياء الفكر السلفى والأصولى والمذهبى والإثنى حتى يتقوقع هذا البلد داخل إنقسامات إثنية وطائفية ومذهبية وتقع ثروته النفطية الهائلة فى يد الإمبريالية العالمية وتنتهى معها خططه الطموحة فى الإنتاج الزراعى والصناعى ، وما حدث فى العراق بواسطة القوة العسكرية للنظام الإمبريالى المعولم حدث فى أكثر من بلد عربى وإسلامى فقد سبقت العراق أفغانستان وسحبت معها باكستان النووية الإسلامية وحدث هذا الموقف الإستراتيجى فى الجزائر المجاهدة ضد الإستعمار حيث تم جرها ورجوعها إلى الخلف بواسطة جبهة الإنقاذ الجزائرية الإسلامية الأصولية لتدخل بعد ذلك الجزائر والمغرب العربى فى فتنة إثنية بإحياء الفكر والتراث الإثنى للأمازيغية بمعنى وضع العرق العربى فى مواجهة مع العرق البربرى ، وحدث فى الصومال والذى تم رجوعه إلى العالم الرابع بواسطة الإنقسامات القبلية ثم المذهبية الأصولية السلفية وحدث أيضا فى السودان أكبر بلد إفريقى عربى غنى بموقعه وثرواته الطبيعية وأراضيه الخصبة وذلك بالفتنة الطائفية الإثنية بين شماله وجنوبه بواسطة إستراتيجية الرجوع للخلف حتى أصبح هذا البلد على شفا إنقصام الجنوب عن الشمال وولادة دولة فاصلة بين منابع نهر النيل ودول المصب مصر والسودان وأن هذه الدولة الوليدة ستلحق بجارتها الوليدة أيضا بإنفصالها عن أثيوبيا وهى الدولة الإريترية بنفض اليد عن العروبة ناهيك عن لبنان واليمن وماتبقى من الشعب الفلسطينى المقاوم والمتمترس تحت سلاح المقاومة .
ربما تم رصد هذه الإستراتيجية الإمبريالية من قبل الكثير من المفكرين العرب تجاه حضارة الشرق الأوسط العربية الإسلامية وأن الكثير من مراكز الدراسات الإستراتيجية قد رصدت هذه الإستراتيجية التى تبنتها الأنظمة العربية التى إرتبطت مع الإمبريالية العالمية برباط التبعية حفاظا على مصالحها وموقعها من السلطة فبصفة هذه الأنظمة الإستبدادية التى تمكنت من الحكم تحت حماية الإمبريالية العالمية ومكنتها من إقامة دولتها البوليسية التى تقهر بها شعوبها فى سبيل إقتسام الثروة بين هذه الأ نظمة المسيطرةعلى الحكم مع النظام العالمى المهيمن على الثروة النفطية وعلى الموقع الجغرافى المتميز والذى يربط الكوكب شرقه مع غربه وشماله مع جنوبه هذا التحالف مع الإمبريالية العالمية لابد من وضعه فى إطاره التاريخى الموضوعى وهوسيطرة الإمبريالية العالمية على الفكر العربى الذى أدى إلى إخماد العقل العربى لصالح البنية الإجتماعية الجديدة وثقافتها وأيديولوجيتها الأصولية والإستبدادية وكما أنتجت الإستراتيجية الإمبريالية إستراتيجية الرجوع للخلف وإعتمادها عربيا وإنتاج أنظمة فاسدة هذا التحالف ولابد لنا أن نعى ذلك جيدا سوف يؤدى تاريخيا وجغرافيا بمعنى موضوعيا إلى إنهيار ماتبقى من الحضارة العربية الإسلامية ومحوها من التاريخ والجغرافيا وكما قالها فى السابق تيودور هرتزل مؤسس دولة إسرائيل ومؤسس الصهيونية العالمية فإن الشعب الفلسطينى لن يمح وحده بل سيتم محو الشعوب العربية لصالح دولة إسرائيل الكبرى هذا الحلم الذى رواد الصهيونية العالمية فى إنشاء دولة من النيل إلى الفرات وأن هذا العالم الصهيونى الذى يرفرف فوق فلسطين بنجمة داوود فى وسط فضاء محدد بنهرى النيل والفرات ليس حلما صهيونيا بعيد المنال ولكن هذا الحلم تعمل على تطبيقه الإمبريالية العالمية بتحالفها مع الصهيونية العالمية هذا الحلم الذى يتم تنفيذه طبقا لإنتاج الحضارة الغربية حضارة الرأسمالية والتى بنيت أساسا على إطلاق إبداعات العقل البشرى فى رسم الواقع الموضوعى والتصور الإستراتيجى طبقا لمرجعية هذا الواقع وما يقدمه العقل من إكتشافات ففى مقابل إستراتيجية الرجوع للخلف التى أنتجها العقل البشرى الرأسمالى المتحالف مع الصهيونية العالمية هناك إستراتيجية التطلع إلى المستقبل البعيد والتى يتم وضع الأسس لها طبقا للقراءات الموضوعية للتاريخ الحضارى كمرجعية وللواقع الموضوعى بكل ما يحتويه من حراك وتناقضات وعلى نتائج آلاف مراكز الدراسات الإستراتيجية الإمبريالية والتى تعمل على درء الخطر الإجتماعى للتطور الطبيعى والموضوعى للنظام الإمبريالى العالمى فى محاولة لتأبيده وجعله مركزا كونيا مهيمنا على الكوكب عن طريق التحالف الكونى للرأسمالية العالمية والتى تلعب فيها الصهيونية العالمية كلاعب رئيسى يمتلك جزءا كبيرا من الثروة المستثمرة عالميا فى مواجهة الشعوب والأمم الكادحة والمستغلة والمستلبة من قبل هذا التحالف كما يعمل هذا التحالف على توزيع مراكزه الإقليمية فى أرجاء الكون حتى يتمكن من السيطرة والهيمنة اللوجستية على إنتفاضات الشعوب المقهورة .

إنه ومن خلال هذا المنظور قام تيودور هرتزل بإكتشاف مركزه الإقليمى فى فلسطين وقام من خلال معرفته بكراهية الشعوب الأوربية للشعب اليهودى ونظام الجيتو اليهودى فى أوربا بالعمل مع أغنياء اليهود والذى لهم باعا فى النشاط الرأسمالى العالمى ومع أحبار اليهود بإقناع العالم الغربى الأوربى بفكرة ترحيل اليهود من حاراتهم المتواجدة فى عموم أوربا ( الجيتو اليهودى ) وتجمعهم فى وطن قومى تكون وظيفتهم الدفاع عن الأنشطة الإستعمارية العالمية فى مركز مهم من العالم وهو مركز الكون فى قلب الشرق الأوسط وفى فلسطين بلد الأباء والأجداد وأن اليهود سوف تكون وظيفتهم حال تجمعهم فى فلسطين حماية المكتسبات ومواطن الطاقة والطرق العالمية التى تخص الإمبريالية العالمية لقد كانت هذه بداية الصفقة مع الإمبريالية العالمية والتى سرعان ما تم الموافقة عليها وسرعان ما تم وضع إستراتيجية بناء دولة المستقبل وآلية الإنشاء وآلية التوظيف العالمية لهذا الإنشاء من خلال ما يسمى بالمنظمة الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية وسرعان ما تم إعتراف الشعوب الأوربية بالكيان الصهيونى بعد أن قامت هذه البلدان بإعمال المذابح والمجازر بهم على طول ما يقرب من تسعة قرون كاملة وربما يزيد وسرعان ما ظهر قانون معاداة السامية وهكذا تمت آلية النقل وتمت معاقبة من يعادى هذه الآلية ، إنه إعتراف طرف بالآخر فى تضافر المصالح الإمبريالية وما لبث العالم أن وجد أمامه ما يسمى ببروتوكولات بنى صهيون وهى عبارة عن رسم إستراتيجى لبناء إمبراطورية الصهيونية العالمية وسرعان ما أنكر زعماء اليهود هذه البروتوكولات ولكن تبقى هناك حقيقة تاريخية لايسع أحدا إنكارها وهى حقيقة تنفيذ ماجاء فى البروتوكولات وإقامة الوطن القومى والسيطرة العالمية للصهيونية على الإعلام العالمى بواسطة ميردوخ والسيطرة الصهيونية على أسواق الذهب والأكثر منه بريقا الماس حتى أصبحت إسرائيل الدولة الكبرى والمركز العالمى لتجارة الماس تبقى آلية تحقيق الحلم الأكبر وهو حلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات .
إسرائيل وصناعة التاريخ
لقد ولدت إسرائيل من رحم الإمبريالية العالمية فى مرحلتها الأولى بمعنى حين كان المركز الإمبريالى العالمى مركزا أوربيا وكانت الإمبراطورية البريطانية الإستعمارية هى أقوى الإمبراطوريات الإستعمارية ومنها إستصدرت الحركة الصهيونية العالمية وعد بلفور بإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين وبمحازاة هذا الوعد وبعد الحرب العالمية الأولى تم تقسيم تركة الرجل العجوز ( الخلافة العثمانية المنهزمة فى الحرب ) بموجب معاهدة سايكس – بيكو والتى تم بمقتضاها ترسيم الحدود بين الدول العربية التى كانت خاضعة للدولة العثمانية وقد ورثت كل من بريطانيا وفرنسا هذه التركة وكان لابد وبالضرورة أن تقع فلسطين فى قسمة بريطانيا التى أصدرت الوعد لليهود وبالتالى تدفقت الهجرات بقوة على هذا الوطن تحت الحماية البريطانية وما هى إلا فترة حتى قامت الحرب العالمية الثانية وفى حين وضع نهاية لهذه الحرب حتى تم نقل اليهود الذين شاركوا مع الحلفاء فى الحرب بعتادهم إلى فلسطين هذا المركز العالمى الإمبريالى الجديد وما هى إلا فترة وجيزة حتى إنسحبت بريطانيا وسلمت زمام الأمور فى فلسطين التى تم بترها من جسد الأمة العربية إلى الدولةالناشئة والمعدة سلفا دولة إسرائيل والتى تم الإعتراف بوجودها من قبل المجتمع الدولى الإمبريالى وتم رفع العلم الإسرائيلى مرفرفا فى سماء القدس وتل أبيب هذا العلم الذى وضعت فيه الصهيونية العالمية إستراتيجيتها لصنع التاريخ إنه رمز دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات إنها إستراتيجية صناعة التاريخ أو إستراتيجية التطلع إلى المستقبل فى مقابل إستراتيجية الرجوع للخلف وكان أهم هذه الصناعة التاريخية أن تنشأ دولة من العدم على حساب دولة أخرى تمحو وأن تكون هذه الدولة وهذا هو المهم بلا حدود جغرافية فحدودهذه الدولة مفتوحة طبقا لتوسعها وقضم المزيد من الأراضى حتى تصل إلى الحلم الصهيونى دولة إسرائيل الكبرى .
حركة التحرر الوطنى العربية وإدارةالصراع العربى – الإسرائيلى
بعد هزيمة دول المحور الفاشية ودخول الإتحاد السوفيتى إلى برلين وتسليم ألمانيا النازية للجيش السوفيتى ودخول الحلفاء بقيادة أمريكا وزعزعة الوضع الإستعمارى القديم الأوربى الذى خرج من الحرب منهكا ظهر على الساحة العالمية تسليم المركزالإمبريالى العالمى الأوربى وإنتقاله إلى المركز الإمبريالى العالمى الجديد فى أمريكا التى وقفت بجانب الغرب الإمبريالى حتى مكنته من النصر .
ظهور القوة المناوئه للرأسمالية والمناهضة للإمبريالية وهى قوة الإتحادالسوفيتى الذى دفع دما غاليا حتى إنتصر على ألمانيا النازية فى حرب قتل فيها من الجانبين العديد من الملايين وبموجب هذا النصر تم تقسيم أوربا إلى أوربا شرقية خاضعة للنظام الإشتراكى العالمى بقيادة الإتحاد السوفيتى وأوربا غربية وهى المركزالإمبريالى القديم وترعاها أمريكا صاحبة المركز الجديد للإمبريالية العالمية فى هذه الفترة وبمساعدة معنوية ومادية من الإتحاد السوفيتى بدأت حركة دؤوبة فى العالم الرازح تحت نير الإستعمار القديم هذه الحركة التى عرفت بحركة التحرر الوطنى والتى بموجبها بدأت البلاد المستعمرة تقف فى وجه المستعمر المنهك من الحرب الكبرى وتنادى بإستقلالها خاصة بعد تكون الأمم المتحدة وإطلاق الإعلان العالمى لحقوق الإنسان وسرعان ما تكونت منظومة ثالثة فى العالم بعدالمنظومة الأولى والمعروفة بالعالم الأول وهو عالم الحضارةالأوربية الرأسمالية والذى إنتقل مركزه من أوربا إلى أمريكا والعالم الثانى عالم الإتحاد السوفيتى الإشتراكى ومجموعة الدول الأوربية الشرقية ثم منظومة عالم عدم الإنحياز وهى مجموعةالدول التى تحررت من الإستعمار وبعض الدول التى لم تنضم إلى أحدالمعسكرين لقد تكونت هذه المنظومة الجديدة من دول ناهضة وعلى رأس هذه الدول يوغوسلافيا الإشتراكية والصين الشيوعية والهند ومصر وأندونيسيا وتنزانيا وفى باندونج بإندونيسيا تم الإعلان عن النواه الأولى لمنظومة دول عدم الإنحياز فى شهر إبريل من العام 1955 م وظهر فيه الزعماء الثلاث تيتو يوغوسلافيا ونهروالهند وناصر مصر إضافة إلى سوكارنو أندونيسيا البلد المضيف .
كانت هذه الحركة والمدعمة عالميا من مجموعة الدول الإشتراكية مساندة للحق العربى فى وجه الطغيان الإمبريالى الداعم لإسرائيل المغتصبة أرض فلسطين وقد تولت مصر الناصرية مع سوريا مسئولية إدارة الصراع العربى الإسرائيلى وكانت هذه الحقبة هى حقبة حركة التحرر العالمى من الإستعمار القديم والتى تمت تحت إستراتيجية مناهضة ومقاومة الإستعمار وحق الشعوب فى الحفاظ على مقدرتها وثرواتها الطبيعية وكانت هذه الإستراتيجية نابعة من الفكر التقدمى لمنظومة الإشتراكية العالمية والتى تبنت فكر الإشتراكية العلمية الذى صاغه ماركس وأنجلز وطوره ووقعه على أرض الإتحاد السوفيتى لينين وإنتصر به ستالين على جحافل النازية الألمانية خلاصة القول أن هذه الإستراتيجية التى إنتهجتها منظومة دول العالم الثالث أو دول عدم الإنحياز هى إستراتيجية ناتجة من إبداعات العقل البشرى وهى رؤية للعقل عن الإنسان والتطور وصراعه مع الطبيعة ومع الإنسان إنها رؤية تتمحور حول الإنسان الإجتماعى أوبمعنى آخر هى إستراتيجية الجماعة فى مواجهة إستراتيجية الفرد إستراتيجية الموضوعية مقابل الذاتية هذه الإستراتيجية التى أخذت فى الإنتشار فى بلدان العالم الثالث وظيفتها نقل وتطور هذا العالم حتى يساير الحضارة الحديثة بعد تحرره من الإستعمار القديم وبموجب هذه الإستراتيجية قادت مصر الناصرية مسيرة العالم العربى ودول إفريقيا حتى وصلت إلى دول أمريكا اللاتينية فوقفت تناصر ماديا ومعنويا الثورة الجزائرية وساندت ماديا وبجيشها ثورة اليمن إضافة إلى تطور بنيتها الإجتماعية دفعا إلى التنمية الذاتية منتهجة فى ذلك النهج الإشتراكى وهذا ما أثار حفيظة الكيان الصهيونى والذى صرح على لسان زعيم هذا الكيان بن جوريون معنى تنمية مصر يعنى موت إسرائيل وبفتح ناصر جبهة التنمية والتقدم بمشروع السدالعالى إلى البنك الدولى الذى رفضه بالتدخل الأمريكى وقيام ناصر بتأميم قناة السويس لتمويل مشروعه التنموى حشدت القوى الإستعمارية قوتها مع إسرائيل لتصفية الثورة المصرية فكان العدوان الثلاثى على مصر بتحالف إنجلترا ذات اليدالعليا على القناة والمتمترسة قواتها على القناة وفرنسا المكلومة من مساعدة مصر للثورة الجزائرية ضد الإستعمار الفرنسى الإستيطانى وإسرائيل التى تعى تماما أن تنمية مصر فيها نهاية الكيان الصهيونى هذا الإعتداء قد أفشلته إستراتيجية حركة التحرر الوطنى المدعمة من الإتحاد السوفيتى كإستراتيجية تناهض الإمبريالية وكان التدخل السوفيتى بما وجهه من إنذار للقوى المعتدية وتأييد هذا التدخل من مجموعة دول عدم الإنحياز قد وضع حدا لهذا التدخل بإنسحابه من ساحة المعركة وبالتالى كسب مصر اهذه المعركة بتأميم القناة لتنمية المشروع القومى المصرى النهضوى ومن هنا إحتدم الصراع المصرى العربى الصهيونى وإستغلت إسرائيل مركزها الإقليمى فى تعبئة الإمبريالية العالمية على مصر الثائرة والتى ستعمل على تهديد المصالح الإمبريالية فى العالم العربى وخاصة المصالح النفطية فى دول الخليج من خلال سعيها الدؤوب لتفعيل إستراتيجية حركة التحرر الوطنى والتى تهدد المصالح الإمبريالية ومن هنا عملت ماكينة الإمبريالية العالمية بكل قوتها لتطويق المد الثورى المصرى المناهض للإستعمار والمد التنموى المصرى وقد عملت ماكينة التطويق بإيقاظ المعارضة الداخلية سواء التى تتبع إستراتيجية الرجوع للخلف والمتمثلة آنذاك فى الإخوان المسلمين مع بقايا المعارضة من القوى الرجعية التى كانت متحالفة قبل الثورة مع القوى الإستعمارية وفى المحيط الخارجى قامت إسرائيل بإشعال الفتنة العربية – العربية لتخويف أمراء النفط من المد الثورى الناصرى الذى يهدد عروشهم كما أزاح عرش إمام اليمن بالمساندة العسكرية للثوار اليمنيين كما قامت إسرائيل بالتحرش بسوريا الحليف المصرى فى المد الثورى حتى كانت نكسة يونيو ( حزيران ) عام 1967 م بالهجوم الإسرائيلى على مصر وإحتلال سيناء المصرية والجولان السورية هنا كان لابد وبالضرورة أن تعمل مصر جاهدة على تنظيم صفوفها بعدما ثار الشعب المصرى المؤمن بقيادته ضد دعاة الرجعية والإنهزامية وجدد ثقته فى قائده عبد الناصر وأخذت مصر تعد العدة لإزالة آثار العدوان مؤمنة بقوة شعبها على تجاوز المحن وقدرته على النصر وسعيه فى إستراتيجيته فى مناهضة الإستعمار والذى أطلق تكتيك يد تعمل ويد تحمل السلاح حتى تسير حركة التنمية مع الإستعدادات لخوض معركة التحرير وما ساعدت به مصر من خلال موقفها المعادى للإستعمار بالأمس رد إليها من خلال من تحرروا من ربقة الإستعمار وكانت المساعدة هذه المرة من الجزائر الشقيق الثورية إضافة إلى الدعم المادى والمعنوى من كتلة عدم الإنحياز والكتلة الإشتراكية بزعامة الإتحاد السوفيتى إضافة إلى الدعم العربى الذى إنكشفت أمامه المؤامرة الصهيونية وثارت الشعوب العربية تأييدا للحق المصرى – السورى – الفلسطينى ضد الكيان الصهيونى وما هى إلا أيام وأشهر حتى إستعاد الجيش المصرى قوته وعنفوانه وأخذ يكيل الضربات إلى العدوالصهيونى حتى مرت ثلاث سنوات تم فيها جهوزية الجيش العربى الأول السورى والثانى والثالث المصرى لخوض معركة التحرير وهنا لم تأت الرياح بما تشتهى السفن فقد غاب القائد فجأة عن مسرح الأحداث ووقع وهوفى قمة نشاطه وفقدته مصر والعروبة وتأجلت سنة الحسم حتى أكتوبر 1973 م وفى السادس من أكتوبر قام الجيش العربى المصر – السورى بخوض غمار الحرب إنتقاما من هزيمته وحقق نصرا كسر به الصلف الصهيونى كما كسر إسطورة الجيش الذى لايهزم وحققت إستراتيجية حركة التحرر الوطنى ومعادة الإمبريالية توقعاتها وصدقها الثورى حتى كان الإنقلاب .
السادات والإنقلاب على الشرعية الثورية
لقد كان يوم السادس من أكتوبر ( تشرين الأول ) هو اليوم الفيصل بين إستراتيجية حركة التحرر الوطنى ومعادة الإستعمار وإستراتيجية الرجوع للخلف بواسطة الإمبريالية العالمية وبالقيادة الأمريكية ، لقد كان هذا اليوم هو اليوم الذى فرغت فيه الجماهير المقاتلة مخزونها النضالى لإستعادة شرف الأمة ولتثبت للعالم أن جيوش وأجناد هذه الأمة خير أجناد الأرض ففى هذا اليوم عبر الجيش العربى فى مصر وسوريا حواجز الهزيمة وقام بالقتال للمرة الأولى فى معركة العزة والكرامة وحقق نصره وإستمرت إندفاعة نسقه الأول فى تطهير الأرض العلابية من المحتل الصهيونى الذى إنكسر إلى الأبد وإنكسرت قوته الخشنة التى طالما فاخر بغدرها ، وفى خضم هذه المعركة كانت تجرى فى الكواليس معركة أخرى معركة وضع النهاية لإستخدام القوة الخشنة وبداية الإستخدام للقوة الناعمة ولقد كان فتح الخط الساخن بين السادات الذى إستغل نصر الشعب المصرى – السورى بقيادة الجيوش العربية وبين هنرى كسنجر مستشار الأمن القومى الأمريكى فى حكومة ريتشارد نيكسون الجمهورية لقد كان بداية فتح هذا الخط طبقا لرواية الأستاذ محمد حسنين هيكل منذ اليوم السابع من أكتوبر ( تشرين الأول ) 1973 م وكان بموجب فتح هذا الخط أن توقفت الحرب عند نسقها الأول بالنسبة للجيش الثانى والثالث المصرى أما بالنسبة للجيش الأول السورى فبعدما حرر الجولان حتى بحيرة طبرية قامت إسرائيل بتطوير هجومها عليه فى فترة التوقف المصرى وإستعادت معظم الأراضى المحررة .
لقد حددنا هذا اليوم كفاصل بين إستراتيجيتين إستراتيجية حركة التحرر الوطنى ومعاداة الإمبريالية والتى خاضت فيها دول العالم الثالث أودول عدم الإنحياز مع دول منظومة العالم الثانى الإشتراكية صراعها ضد العالم الأول العالم الإمبريالى والذى كانت حرب 1973 م هى النهاية الحاسمة بنصرة الحقوق المشروعة ونصرا لحركة التحرر الوطنى وهذا طبقا لممارسة هذا الصراع .
من ناحية أخرى فإن الطرف الآخر والذى يعرف بهيمنته العالمية وسيطرته قد قام بتغيير قواعد الصراع فبعد هزيمة هذا الطرف نتيجة إستخدامه القوة الخشنة العسكرية فى فيتنام وعودة القوات الأمريكية تجر أزيال هزيمتها تلاحقت معها هزيمة الطرف الإقليمى فى الشرق الأوسط طرف الصهيونية العالمية الحليف الإستراتيجى للإمبريالية العالمية وحارس مصالحها الإقليمية من هنا كان لابد من إستخدام القوة الناعمة وهى قوة إدارة الحروب بدون عسكر وتستخدم فى هذه القوة إستراتيجية مختلفة تعتمد على التأثير بالتفاوض مع إستخدام سياسة العصا والجزرة وفى هذه الحالة التفاوضية فأن للجزرة شأن أكبر فالجزرة هى بريق الإمبريالية عندما يتم تنحية التفكير العقلانى المبنى على المنطق والموضوع والتأثير على العواطف والغرائز لتبنى إستراتيجية شوفونية وهى ما أطلقنا عليها إستراتيجية الرجوع للخلف وكان بطل تدشين هذه الإستراتيجة مع الطرف الإمبريالى الأمريكى حلف فيصل – السادات أو الحلف المصرى – السعودى والذى بدأ بالتنحية التدريجية للطرف السورى .
ذكرنا سابقا فى معرض حديثنا عن الظروف التى سبقت هزيمة يونيو ( حزيران ) 1967 م إنهكان هناك حراكا معاكسا لثورة ناصر فى مصر يعمل على وأد التنمية ووأد الروح الوقادة لحركة التحرر الوطنى العالمية وأن القوى التى كانت تتحرك فى هذا المجال كانت تقوم بتنفيذ أجندة للطرف الآخر من الصراع وحتى نكون منطقيين سوف نحدد عنصرين لتحرك هذه القوى المعاكسة .
- تحرك القوى السلفية المتمثلة فى الأخوان المسلمين فى النصف الأول من ستينيات القرن الماضى وقد تم مواجهتهم بضربة قاضية فى النظام والذى قام بالقبض على رموزهم وهرب الجزء الأكبر منهم إلى المملكة العربية السعودية الحاضنة لهذا الإتجاه .
- تحرك القوى الرجعية اليمينية ونذكر هنا حادثة لهذا التحرك وتحديدا فى نفس الفترة الزمنية وهى حادثة كمشيش والذى كان ضحيتها النائب صلاح حسين زوج المناضلة شاهندة مقلد والذى تم تصفيته بواسطة القوى الرجعية الإقطاعية بواسطة أسرة الفقى بالمنوفية وأيضا قد تم وأد هذا التحرك فى حينه ، هذا كان ماقبل 1973 م .
فى عودة إلى مابعد يوم السادس من أكتوبر ( تعشرين الأول ) 1973 م ونرصد الواقع الموضوعى فى المنطقة العربية
- إرتفاع أسعار النفط نتيجة الحرب فبدلا من ثمن البرميل من 5-6 دولار قبل الحرب قفز ثمن البرميل إلى 36 دولا تقريبا أى بمعدل سبعة أضعاف معنى هذا أن البلد العربى كالسعودية مثلا كانت تنتج فى هذه الأثناء وعلى سبيل المثال إثنان مليون برميل يوميا من النفط فيكون دخلها قبل السادس من أكتوبر خمسة ملايين دولار يوميا على حساب أن الدخل 50% مناصفة بين الدولة والشركة وبعد السادس من أكتوبر أخذ الدخل فى إزدياد حتى وصل إلى 36 مليون دولار يوميا ومن ذلك الحين ظهرت على مسرح الأحداث ما يعرف بظاهرة البترودولار والتى لعبت دورا أساسيا فى قلب البنية الإجتماعية خاصة فى بلد كمصر .
- بعدالسادس وفتح القناة المصرية الأمريكية وإنقلاب الحرب بعد الأيام الستةالأولى إلى حرب عبثية بدخول القوات الصهيونية بين القوات المصرية فيما يعرف بالثغرة وتلاحق الخسائر فى الجيش المصرى وخاصة فى أحدث فرقتين فى الجيش المصرى الثانى والثالث وهما الفرقة 21 المدرعة فى الجيش الثانى والفرقة الرابعة المدرعة فى الجيش الثالث والذى كان يقودها حينذاك الشهيد أحمدبدوى والذى أستشهد وهو وزيرا للدفاع مع معظم قادة الجيش فى حادث تدطم طائرة فى سيوة وبعد ذلك حدوث مفاوضات الكيلو 101 لفك الإشتباك مع العدو بالرعاية الأمريكية وفى هذه الأثناء ونتيجة هذا الإنقلاب كانت القاهرة مهددة بالإجتياح بالغدر الصهيونى للحليف المصرى الذى نفض يديه وسلم كل زمام الأمرو للراعى الأمريكى ولولا الإنذار الروسى للمرة الثانية كان سوف يحدث ما لايحمدعقباه .
- بالتوازى قام السادات وبواسطة حليفه العربى الملك فيصل بفتح الحوار مع القوى السلفية من الإخوان المسلمين وتأمين عودة الهاربين منهم إلى مصر مع تسهيل أعمالهم الإستثمارية وبالتوازى أيضا تم فتح الحوار مع القوى اليمينية الرجعية وتمكينها من ممارسة كافة حقوقها فى المجتمع سواء سياسية أو إقتصادية .
- كلن لابد من قيام حملة إعلامية ضخمة على عبد الناصر القائد الذى قهر الشعب المصرى وظهر كتاب ما قبل الثورة كأحمد أبوالفتح وجلال الحمامصى وانقلب مع المنقلبين كتاب آخرون أمثال موسى صبرى وأنيس منصور وعودة الأخوة أمين إلى ممارسة نشاطهم الصحفى وقد تركزت الحرب الإعلامية على أهم منجزات العهد الناصرى لصالح التنمية ونذكر هنا الحملة التى قامت على مشروع السد العالى فى السبعينيات فى الوقت الذى كان السد العالى يحمى الشعب المصرى من الفناء نتيجة الجفاف الطويل الذى لحق بدول المنبع آنذاك .
- تزامناً ومع شيوع سياسة الجزرة الأمريكية لإفساد الهيكل البيروقراطى الذى يدير القطاع العام تم تخريب هذا القطاع لسهولة الهجوم عليه كإنجاز من إنجازات إستراتيجية حركة التحرر الوطنى والإعتماد على الذات الوطنى لصالح إنتاج محلى يستوعب الزيادة السكانية عن طريق العمل المنتج وإنتاج السلع الوطنية المتخصصة ومع تخريب القطاع العام فتحت الأسواق المصرية على البضائع الغربية وبدأت الروح الوطنية للحفاظ على المنتج الوطنى تتداعى أمام فتح الأسواق وإختفاء المنتج المصرى عن طريق تعطيل مصانعه والإعلام المبشر بالرخاء السعيد على يدالسيد الأمريكى الذى تم تسليمه نسبة ال99% من مقدرات الشعب المصرى هذا التداعى أدى إلى حالة غريبة من الإغتراب للشعب نتيجة غسيل المخ الذى يتعرض له من الألة الإعلامية سواء من الراديو والتليفزيون والتباكى على جرحى الثورة أو من الصحافة القومية التى فتحت صفحاتها للعلئدين والمنقلبين فى تصفية حسابات لا أحد يعلم عنها شيئا .
- فى هذا الوقت ومع الزيادة المستمرة فى أسعار البترول والتى أدت إلى إنقلاب فى تكدس الثروة فتحت الأسواق العربية أمام العمالة المصرية وكانت البداية فى إعارات المعلمسن المصريين لتحديث الدول العربية والنهضة بها عن طريق التعليم وقد جر التعليم معه الصحة فتم فتح باب الهجرة للأطباء ثم أخذ التطور العربى فى التقنيات ففتح المجال أمام المهندسين سواء فى المجال الهندسى أو المجال الزراعى ثم فتحت الأبواب على مصرعيها لكل العمالة حتى وصلت إلى عمالة المعمار والباعة .
- هذا النزوح للهجرة قد ولد لدى فئة عريضة من الشعب المصرى والعربى ظاهرة الإغتراب وعدم الإنتماء ولم تتوقف الهجرة على الهجرة للبلاد العربية البترولية بل إمتدت إلى الهجرة للعالم الجديد سواء فى أمريكا وكندا أو فى أستراليا وأهم ما أحدثته الهجرة إضافة إلى تولد ظاهرة عدم الإنتماء هو تفريغ البلاد من خبرائها وأكفائها المطلوبين لسوق العمالة العربية أو الأجنبية .
- بعد تزايد الضغط على السادات من القوى الوطنية والتى تمثلت فى اليسار المصرى بعد إنضمام الجناح الناصرى إليه عمل نظامه على تكوين جماعات مناهضة سلفية أصولية وبدأ تكوينها فى الجامعات وفى كنف العائدين من الخارج من القيادات الإخوانية والتى تحالفت مع التيار السعودى الوهابى إضافة إلى القيادات التقليدية الإخوانية هذا الأمر الذى مهد لتنظيمات التكفير والهجرة وتنظيم الجهاد المصرى وتنظيم الجماعة الإسلامية إضافة إلى الكثير من التنظيمات السلفية أمثال أنصار السنة وقد ظهر نشاط هذه التنظيمات فى الجامعات المصرية من خلال إعتدائهم على الطلبة الوطنيين وقد أدى الأمر إلى قتل الرموز الدينية المعتدلة كالشيخ الذهبى وتدبير الإنقلابات كإنقلاب الكلية الفنية العسكرية هذا وقد تم ترحيل جزءا كبيرا من هذا الشباب إلى أداء فريضة الجهاد فى أفغانستان طبقا للمخطط الأمريكىوكان الأخطر فى ذلك هو تسرب هذه الجماعات إلى تنظيم القوات المسلحة المصرية بواسطة تحالفات النظام والذى كان لهذا التسرب القول الفيصل فيما بعد مع من أنشأهم حتى قاموا بتصفيته فى حادث المنصة .
- لقد حدثت كل هذه الأمور فى فترة وجيزة بعد حرب 1973 م وقد أخذت هذه الأليات تعمل من بداية العام 1975 جميعها تعمل سويا بواسطة الراعى الأمريكى والذى دشنها فى النهاية بإتفاقية كامب ديفيد بين مصر والكيان الصهيونى وهى إتفاقية الصلح المنفرد بين مصر وإسرائيل والذى وضعت حدا حاسما وهو إنتقال مصر السادات من كونها عضوا فاعلا فى حركة التحرر الوطنى والتى تمارس صراعها ضد الإمبريالية العالمية بالقيادةا لأمريكية إلى التحالف الإمبريالى العالمى ومع صدقية السادات فى تصريحه بأن أوراق اللعبة فى يد أمريكا بنسبة 99% معنى هذا أن نسبة تبعيتنا لأمريكا بنسبة ال99% فإن ما تم سرده سابقا الذى مهد لهذا الإنتقال كان مدعما بسياسة الجزرة أى بإغراق مصر بديون من صندوق النقد الدولى والبنك الدولى حتى تحكم حلقات التبعية إقتصاديا وسياسيا وإجتماعية فى النهاية أصبحت التبعية بنيوية وأصبح الحكم إستبداديا شوفونيا وأصبحت مقولة مصر أولا يروج لها من أزلام الإعلام العالمى وكما كان العام 1977 حاسما فى حياة المصريين حيث ثار الشعب المصرى ضد موجة الغلاء وإرتفاع الأسعار كنوع من ممارسة القهر الطبقى للسلطة الحاكمة والتى وصفت إنتفاضة الشعب المصرى من الأسكندرية إلى أسوان بأنها إنتفاضة حرامية أيضا كان العام 1979 م عاما حاسما فى حياة ووجود المصريين وأيضا فى حياة ووجود السادات نفسه حيث قرر الحلفاء الذى تم تربيتهم فى كنف النظام بتصفية السادات فى عام 1980 م بعدما قام بتجميع كافة رموز المجتمع المصرى ووضعهم فى السجون فأقصى السادات وتركزت ودعمت إستراتيجية الرجوع للخلف والتى بدأت فى وضع المجتمع المصرى أو الكيان المصرى فى مفترق الطرق متوجها إلى طريق الإنهيار والحسم حتى يتحقق الحلم الصهيونى بدولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات .
إن ما قام به السادات منذ توليه الحكم فى مصر حيث إستبد بالحكم بعد تصفية الفئة الحاكمة والتى كان ينتمى لها منذ العام 1952 م فى ما يعرف بإسم إنقلاب مايو ( آيار ) 1971 م والإنفراد بالحكم مستعينا بالرجعية المصرية سواء الإخوان المسلمين أو الفئة المتحكمة قبل 1952 م وإنتقاله بالدولة المصرية من خيار التحرر الوطنى والتنمية ومقاومة الإمبريالية إلى خيار معاكس تماما بتبعيته للهيمنة الأمريكية الإمبريالية وتحالفه مع العدوالتقليدى بمعاهدة الذل والعار معاهدة كامب ديفيد وإحتقاره للشعب المصرى الذى وصفه بالحرامى وتهديده لهذا الشعب بالفرم بواسطة تكوينه لآلية الدولة البوليسية السيف المسلط على الشعب وإعلانه حالة الطوارئ ثم إنقلابه مرة أخرى على حلفائه سواء الإخوان المسلمين أو الرجعية المصرية والزج بهم فى السجون مع أعدائه الطبيعيين من اليسار المصرى من إشتراكيين وقوميين عرب وناصريين مع عزله للقطر المصرى من جسده العروبى وإعلانه الشوفونى مصر أولا وخداعه للشعب بالرخاء المنتظر على يد الأمريكان كان محوا لتاريخ هذا البلد العريق ومحوا لمرجعية هذا البلد وتأكيدا على دوره الذى طالما وصف به حتى قبل قيام ثورة يوليو من وصفه بالعمالة فقد لعب دورا تحدثت عنه الإستراتيجيات الموضوعه سلفا كبروتوكولات بنى صهيون كوكيلا متقدما فى تحقيق الحلم الصهيونى لدولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ولم يكن السادات الوكيل الأوحد فى الأمة العربية فقد كان هناك وكلاء آخرون يعملون معه سواء فى العلن أو الخفاء منهم من هم فى المملكة السعودية ومنهم من هم فى المملكة المغربية حاملة ملف القدس ومنهم من هم فى الأردن ولبنان هؤلاء الوكلاء قد لعبوا دورا محوريا عن طريق مصر السادات فى تشتيت حركة التحرر الوطنى ومعادة الإمبريالية لصالح تركيز ممارسة الصراع الطبقى والعالمى للطرف الإمبريالى الأمريكى والذى طغى بعد إنتهاء دور السادات فى محيطه الإقليمى الشرق أوسطى الخاضع لقيادة إقليمية صهيونية ضمن المركز الإمبريالى العالمى وكما تم صناعة وكيلا إمبرياليا صهيونيا فى الشرق الأوسط تم صناعة وكيلا إمبرياليا فى الإتحاد السوفيتى شبيها بالسادات لاحقا هو يلتسين فى روسيا والذى قام بنفس الدور ليعلن فيما بعد تفكك الإتحاد السوفيتى وإنهاء منظومة العالم الثانى العالم الإشتراكى .
لقد نجحت الإمبريالية العالمية فى فرض إستراتيجيتها الرجوع إلى الخلف لوقف مسيرة إستراتيجية حركة التحرر الوطنى والتنمية ومعادة الإمبريالية والتى كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق مكاسب إستراتيجية بالقضاء على الإمبريالية من خلال التأزمات التى مرت بها الإمبريالية وعلى سبيل المثال أزمة منتصف السبعينيات والتى كادت أن تطيح بالمركز الإميريالى الأمريكى ولولا تدخل المركز الإمبريالى فى أوربا واليابان وتدخل الأغنياء العرب أغنياء النفط لكان الإنهيار الذى حدث فى المركز الإشتراكى قد حدث سلفا فى المركز الإمبريالى والذى مازال مهددا بالإنهيار لولا تدخل الوكلاء .
العراق الحد الشرقى لدولة إسرائيل الكبرى
بعد الإنتهاء من توقف مسيرة التاريخ للدولة المحورية الكبرى فى المنطقة العربية وحاملة آمال وطموحات الأمة العربية ووضع هذه الدولة على شفا الإنهيار تمهيدا للهيمنة الصهيونية كان لابد من تجهيز مسرح العمليات فى الحد الشرقى للدولة الخيالية المزعومة حلم إسرائيل الكبرى فقد توقفنا عند النيل لنذهب عند الفرات وفى هذا الفضاء من تل أبيب إلى نهر الفرات توجد المنطقة شمال شرق فلسطين بها سوريا ولبنان والعراق وهذه المنطقة يحدها شرقا الجار الإيرانى وكان قبل الثورة الإسلامية فى عام 1979 م حليفا بنظام الشاه ثم إنقلب عدو إستراتيجيا بعد الشاه ومع الخومينى كما يحدها شمالا الجار التركى مقر دولة الخلافة العثمانية سابقا ثم الجمهورية التركية الأتاتوركية العلمانية لاحقا والتى تم التحالف بينها وبين الكيان الصهيونى وهو تحالفا طبيعيا طبقا للإنتماء الإستراتيجى للدولتين فتركيا أتاتورك عضوا أصيلا ومهما فى حلف شمال الأطلنطى وإسرائيل قاعدة عسكرية لهذا الحلف والذى هو فى الأساس القوة العسكرية للنظامالإمبريالى العالمى .
منذ إنتهاء دولة الخلافة وقيام الدولة التركية الأتاتوركية القومية والتى توجهت غربا نحو أوربا نشطت فى جنوب هذه الدولة والتى هى أيضا متاخمة للغرب وعلى صلة به أفكار تدعو إلى القومية العربية فى مقابل القومية التركية وقد تشاركت أفكار القومية العربية مع أفكار القومية التركية فى العلمانية وإن إختلفا فى التوجه الإجتماعى فتركيا إرتبطت بالنظام الرأسمالى العالمى والقوميون العرب إنتهجوا فكر البرجوازية الصغيرة والتى لكى تكبر لابد من تحالفها مع القوى العاملة الكادحة ومن جنوب تركيا ظهر الحزب الإجتماعى السورى القومى ثم حزب البعث القومى الإشتراكى والذى تمدد من لبنان إلى سوريا والعراق وإلتفت حوله الجماهير الكادحة نتيجة إنتمائه لحركة التحرر الوطنى ونهجه لمنهج التنمية الشاملة وكان لابد وبالضرورة التحالف بين مصر الناصرية وسوريا والعراق البعثية نتيجة وحدة التوجهات الإجتماعية فمصر الناصرية تشترك مع حزب البعث فى البعد القومى العربى وقد تأثرت بهذه الأفكار الداعية إلى القومية العربية ونفس منهج التنمية ونتيجة هذا التلاقى قامت وحدة بين مصر وسوريا بإسم الجمهورية العربية المتحدة تشمل القطر السورى الشمالى والقطر المصرى الجنوبى هذه الوحدة التى إستمرت من العام 1958 م إلى العام 1961 م ثم حدث الإنقلاب السورى عليها ولكن بقى من هذه الوحدة الإرتباط الوجدانى بين الشعبين الشقيقين والذى تتجذر جذوره فى العمق العربى ووحدة المصير والكفاح المشترك وقد كانت دوما وحدة الجيشين المصرى السورى هى وحدة مصير وأن الباقى من هذه الوحدة هوتسمية الجيش العربى المصرى السورى فما زال الجيش الأول فى سوريا والجيش الثانى والجيش الثالث فى مصر وفى لحظة تاريخية معينة تصافى فيها الحزبين البعثيين فى سوريا والعراق قامت وحدة ثلاثية بين مصر وسوريا والعراق والباقى منه الوحيد هو العلم العراقى ذو النجوم الثلاث .
وكما تشاركت الدول الثلاث فى الإنتماء إلى حركة التحرر الوطنى ومعادة الإمبريالية ثم الإنتماء إلى منظومة دول عدم الإنحياز وبالتالى إعتماد إستراتيجية حركة التحرر الوطنى ومعادة الإمبريالية وإعتماد منهج التنمية وإشتراك الدول الثلاث كدول رئيسية فى تحالفها مع منظومة الدول الإشتراكية وكدول رئيسية فى الصراع العربى الإسرائيلى وكان للجيش العراقى مساهمته مع الجيش السورى فى حرب 1973 م كما كان لبقية الجيوش العربية مساهمات رمزية فى هذه الحرب الفيصل فقد كان هناك مساهمات كبرى جزائرية فى الجبهة المصرية مع بعض المساهمات العربية الأخرى .
إن إعتماد حسب البعث العربى الإشتراكى فى كل من العراق وسوريا لإستراتيجية حركة التحرر الوطنى ومعادة الإمبريالية والتنمية الشاملة قد جعل من دولتيه الإنحياز نحو حركة عدم الإنحياز والتحالف مع المعسكر الإشتراكى وهذا ماجعل هذا الحزب يدخل فى جبهات تشمل الأحزاب الإشتراكية العلمانية وأن العراق وسوريا بعد حرب 1973 م قد تبنت خيارها فى معسكر حركة التحرر الوطنى مما جعلهما حاضنى للمقاومة الفلسطينية ولأن العراق بلد نفطى ولديه مساحات شاسعة تصلح للتنمية الزراعية ولديه خطة طموحة لبناء قاعدة صناعية ساعد فى ذلك التراكمات الرأسمالية البترولية ولأن ذلك بالضرورة طبقا لإتباع هذه المنهجية فى التنمية سوف يهدد الكيان الصهيونى الآخذ فى التوسع والمحدد له هدفا إستراتيجيا يسعى إليه وهو دولة إسرائيل الكبرى فكان لابد لهذا الكيان وعن طريق زعامة النظام الإمبريالى العالمى أن يحدث إختراقا للقيادة البعثية هذا الإختراق الذى تم للرئيس العراقى عن طريق التأثير النفسى لتكوين شخصية شوفونية تهوى الزعامة ونتيجة لهذا التأثير حدثت حالة الفصام بين القيادتين البعثيتين فى سوريا والعراق وقد زاد هذا الفصام عندما دفعت القوى الإمبريالية القيادة العراقية لدخول حرب بين العراق وإيران الإسلامية بعد إقصاء شاه إيران هذه الحرب التى أشعلتها الإمبريالية يكون هدفها تحطيم القدرات الدفاعية الإيرانية الموروثة من عهد الشاه بإستهلاكها فى حرب عسكرية أيضا إستنزاف وإستهلاك التراكمات الرأسمالية فى الدولتين النفطيتين إضافة إلى إستهلاك جزءا من التراكمات الرأسمالية الخليجية والتى كانت مساندة وداعمة ماليا للنظام العراقى ضد النظام الإيرانى وبهذه الحرب العبثية والتى شكلت إنفصاما طائفيا فى هذه المنطقة نتيجة أن هناك فصيلا شيعيا قويا ذو أغلبية عددية فى العراق وكان لابد لهذا الفصيل أن يكون غير مساندا لجرب العراق ضد إيران الشيعية وهذا ما أرادته الإمبريالية العالمية لصالح الصهيونية العالمية فإضافة إلى تحطيم القدرات العسكرية للدولة الإسلامية الإيرانية زرع بذرة الشقاق بين السنة والشيعة فى الداخل العراقى وفى الخارج العربى المحيط سواء فى سوريا ولبنان أو فى شيعة الكويت والبحرين والخليج عامة بما فيه شيعة السعودية وإذا أضفنا إلى ذلك تعثر الحركة الإنمائية نتيجة هذه الحرب العبثية فسوف نجد أن هذا البلد قد أهدر قدراته الذاتية نتيجة وجود قيادة حاكمة إستجابت لغرائزها فى الزعامة وأنحت العقلانية بإستبدادها بالحكم وعندما إنتهت الحرب العبثية إلى لاشئ كانت الخطوة الثانية هى تحطيم القدرات العسكرية التى إكتسبها العراق نتيجة حربه مع إيران وذلك بدفعه بواسطة السيطرة الإمبرالية على الشخصية المستبدة الشوفونية على إعتدائه على الكويت وإعتبارها إحدى محافظات الجمهورية العراقية الأمر الذى أرعب الدول الخليجية وجعلها تعيش حالة فوبيا من الغطرسة العراقية وكان لابد من تكاتف الدول الخليجية التى تدور فى الفلك الإمبريالى مع مصر وإنضمام سوريا لهذا التحالف فى مواجهة شوفونية صدام حسين هذا التحالف ضد الدولة العراقية الصدامية قد أفسح المجال لتدخل القوة الإمبريالية بالزعامة الأمريكية لشن حرب على العراق لتحطيم قوته العسكرية وكما حدث فى حرب العراق مع إيران حدث أيضا فى حرب الخليج الأولى فإن البعد الإستراتيجى الأمريكى الصهيونى واضح ولكن عيون العرب قد عصبت وفقدت الرؤيا لقد إنهزم الجيش العراقى وإنسحب من الكويت وفرض حصارا على الشعب العراقى وعقوبات قاتلة إضافة إلى الإستنزاف المستمر للتراكمات الرأسمالية العربية فإذا كانت الدول العربية الخليجية قد فقدت جزءا من ثروتها فى دعم وتسليح العراق فى حربه مع إيران لكسر قدرة إيران العسكرية فإن نفس الدول قد دفعت جزءا أكبر آخر من تراكماتها الرأسمالية فى حربها مع العراق لتكسير قدرته العسكرية وإستنزاف وإستهلاك ماتبقى من أرصدة باقية من أموال البترول لتتوقف تماما حركة التنمية الذاتية فى الدولة العراقية من ناحية وأن تدعم الخزينة الأمريكية المدينة بأموال العرب نتيجة تسديد فواتير حرب الخليج .
وبإعلان أمريكا تفردها بحكم العالم وأنها الشرطى الوحيد فى العالم وبإعتماد إستراتيجية العولمة بعد تفكك الإتحاد السوفيتى وإخضاع المجتمع الدولى للرغبة الأمريكية وإستمراء أمريكا التى تحولت إلى حالة شوفونية تحت حكم المحافظين الجدد وإستخدامها لقوتها العسكرية بعد حرب الخليج الأولى فقد أفرطت أمريكا فى إستخدام القوة العسكرية خاصة بعد 11 سبتمبر ( أيلول ) بدعوى محاربة الإرهاب فخاضت حربا فى أفغانستان وأتبعتها بحرب أخرى على العراق وهى حرب الخليج الثانية وفى هذه الحرب قامت أمريكا بإجتياح العراق المنهك والمحطم وقامت بإحتلاله فى 2003 م لتنهى بذلك مشروع دولة عربية قوية بقدراتها الذاتية وبالضرورة فإن إحتلال العراق من قبل القوات الأمريكية والبريطانية وتفكك هذا البلد يعنى تغلل النفوذ الصهيونى فى هذا البلد ليكونفى النهاية الحدالشرقى للحلم الصهيونى فى تكون دولةإسرائيل الكبرى قد أصبح جاهزا ومخترقا صهيونيا وأصبح العراق الذى كان إحدى الدول الداعمة لحركة التحرر الوطنى ومعادة الإمبريالية والقادر على التنمية بإعتماده لإستراتيجية التحرر الوطنى والتنمية ومعادة الإمبريالية والتى تشكل طرفا من طرفى الصراع العالمى مع الهيمنة الإمبريالية هذا العراق أصبح الآن وبواسطة محتله إحدى الدول التابعة للإمبريالية العالمية فكما أن مصر السادات أعلنت تبعيتها بواسطة القوى الناعمة للإمبريالية وقامت بتوقيع معاهدة سلام مع الكيان الصهيونى فإن العراق صدام قد أرغمت بالقوة الخشنة بغباء صدام وشوفونيته المفرطة وكما ألغى السادات مفهوم حركة التحرر الوطنى وسار فى طريق هدم البنية الإقتصادية للتنمية فإن المحتل الأمريكى قد قام بإلغاء المكون الإجتماعى والإقتصادى للتوجه نحوالتنمية وقام هذا المحتل بفرض قانون إجتثاث البعث ليشطب من تاريخ العراق الفكر القومى العربى وليدخل العراق فى نفق إستراتيجية الرجوع للخلف وتلغى العقلانية الناتجة لمنهج المواطنة وتعتمد إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد والتى تؤدى إلى تأجج الصراع الطائفى المذهبى الإثنى لتبقى السلفية والأصولية منهجا ينتج شوفونيات متصارعة .
حديث عن الإستراتيجية
لقد أصبحت مراكز الدراسات الإستراتيجية منتشرة فى جميع دول العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه وأن علم الإستراتيجية هو كبقية العلوم يتطور سريعا فالعلوم الإستراتيجية كانت لوقت ليس بالبعيد حكرا على الدراسات العسكرية بوصفها مسئولة عن وضع الخطط القريبة والبعيدة لقواعد الإشتباك مع العدو وهنا كانت الخطط تشمل التكتيك العسكرى وهو فن قواعد الإشتباك فى المعركة الحربية مع العدو ثم إلى ما بعد التكتيك على المنظور الأبعد بمعنى الخطط البعيدة المدى وهو ما يعرف بالإستراتيجية العسكرية وإذا كان العسكريون هم أهم دارسى وخبراء الإستراتيجيا إلى الآن فإن التزاوج بين السياسة والعسكرية قد نقل الفكر الإستراتيجى من مجرد كونه فكرا عسكريا ليتطور ليصبح فكرا شاملا فى العسكرية والسياسة والإجتماع بمعنى أن الإستراتيجية أصبحت رؤيا آنية ومستقبلية يقوم فيها مفكرى الإستعراتيجيا بوضع تصوراتهم عن الحركة المستقبيلة طبقا لمعطيات الواقع الموضوعى بمعنى أن الإستراتيجيا إنتقلت من القوة العسكرية أو ماتسمى حاليا فى الإستراتيجيا بالقوة الخشنة إلى القوة الناعمة والتى تمارس بعيدا عن إستعمال القوة الخشنة العسكرية وإذا كانتع القوة الخشنة سريعة فى حسم الأمور فإن القوة الناعمة تأخذ وقتها الكافى حتى ولو إستمرت إلى عشرات السنين وأصبحت الإستراتيجيا هى فن ممارسة الصراع وأصبحت مراكز الدراسات تطلق العديد من الإستراتيجيات لتأبد موقف كل نظام عالمى وفى معرض حديثنا تكلمنا عن إستراتيجيتين طرفى نقيض يمثلا الصراع العالمى بين الهيمنة الإمبريالية العالمية ونقيضها حركة التحرر الوطنى ومعاداة الإستعمار وأوضحنا ذلك تفصيلا خاصة الممارسات الإستراتيجية للهيمنة الإمبريالية وكيفية إحكام هذه الهيمنة وسائل السيطرة عالميا على بإعادة إنتاج الأنظمة التى كانت مهيمنة قبل النظام الرأسمالى وهو ما أطلقنا عليه إستراتيجية الرجوع إلى الخلف فى مقابل إستراتيجية مناقضة هى إستراتيجية حركة التحرر الوطنى ومعادة الإستعمار الدافعة إلى التنمية الذاتية .
ونود التوضيح هنا إن إستراتيجية الرجوع إلى الخلف التى تبنتها الإمبريالية العالمية ليس معناها إن كل ما هو سلفى هو متخلفا وهذا معناه أيضا أن الإمبريالية تأخذ من السلفية ما يخدم مصالحها وقد أوضحنا ذلك آنفا وفى إشارة سريعة إلى ذلك فإ ن الإمبريالية أخذت من السلفية ما أثر على هدم الحضارة الإسلامية وهو التطرف الإسلامى الأصولى الذى أقصى التفكير العقلى ولم تعتمد الإمبريالية مثلا فى الرجوع للخلف أفكار التجديد العقلى كنتاج إبن رشد وإبن خلدون مثلا وهذا النتاج الذى يعتمد على العقلانية وفى صميم الدين ونحن عندما نتحدث عن الإستراتيجيات التى تتبعها الإمبريالية لا نود إقحام الأديان فى فى الصراعات ويكفى أن نعرف أن النظام الرأسمالى العالمى لم يتطور إلا بعد أن إتبع العلمانية كمنهج وأقصى الدين عن التدخل فى الدولة المدنية وأن إتباع هذا النظام لإستراتيجية الرجوع للخلف قد كرستها نظرية صدام الحضارات لصمويل هنتنجتون ونود الإشارة هنا أيضا على أن الإسلام السياسى أو السنية السياسية والتى تبنتها وأنبتتها وشملتها بالرعاية اله9يمنة الأمريكية قابلها من الطرف النقيض إسلام سنى سياسى مختلف تبنته حركة حماس والجهاد الفلسطينيتين تناقض النظام الإمبريالى العالمى وتقف فى خندق حركة التحرر الوطنى ومعادة الإستعمار وتنتهج منهج المقاومة هخذا المنهج الذى إنتهجته الشيعية السياسية المتمثلة فى حزب الله اللبانى المقاوم والمدعم من سوريا العلمانية وإيران الشيعية والذى تنطلق مفاهيمه وفلسفته طبقا لقراءتنا من أمة موحدة تقاوم العدو المحتل للأرض والغتصب للوطن هذا ونود أن نشير إلى أن هذا الخندق المقاوم قد إنضم إليه حديثا إسلام سنى سياسى مقاوم فى تركيا أردوجان .
وطالما نتحدث عن الإستراتيجيا نود الإشارة إلى بعض الإستراتيجيات التى إعتعدتها الإمبريبالية العالمية فى تحقيق أهدافها فى الهيمنة والتى تتقاطع مع تحقيق أهداف الصهعيونية العالمية خاصة فى عصر العولمة بعدما تم إقصاء الإتحاد السوفيتى الراعى لحركة التحرر الوطنى العالمية ومعادة الإستعمار .
-إستراتيجية الشرق الأوسط الكبير وهى إستراتيجية تحرز خطوات متقدمة لخدمة الهدف الصهيونى وحلم هذا الهدف فى إقامة دولته الكبرى خاصة بعدما تم على أرض الواقع تجهيز البيئة المناسبة سواء فى مصر أو العراق وتتمحور هذه الإستراتيجية حول المركز الإقليمى الحضارى فى الشرق الأوسط وهو دولة إسرائيل وتتبنى الإستراتيجية إنتشار الديموقراطية فى البيئة الإستبدادية العربية الإسلامية وأن مركز الإشعاع الغربى الديموقراطى والذى يحمل فكر النيوليبرالية والذى نظر له فوكوياما بإختزال كل الحريات لصالح الرأسمالية هو إسرائيل وطالما إسرائيل هى جزءا لايتجزأ من المنظومة العالمية الإمبريالية وطالما هى المركز الإقليمى فعليها أن تقوم بهذا الدور من داخل العباءه الأمريكية وكان من أحد المنظرين لهذه الإستراتيجية هو الرئيس الإسرائيلى الحالى شيمون بيريز وقد أستخدمت فى هذه الإستراتيجية التمهيد بالقوة الناعمة ثم الحسم بالقوة الخشنة بإحتلال العراق .
- إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد وهى إستراتيجية تكميلية لسابقتها وطبقا لهذه الإستراتيجية يتم إعادة تقسيم المنطقة بمعنى سايكس بيكو جديد ولكن هذه المرة طبقا للتقسيم الطائفى والمذهبى والإثنى وكان يلزم لتنفيذ هذه الإستراتيجية تدخل القوة الخشنة وقد قامت إسرائيل بهذه المهمة فى حربها على لبنان بغرض القضاء على حزب الله ولكن هذا الحزب المقاوم أفشل هذه الإستراتيجية وخيب آمال كونداليزا رايس والمحافظون الجدد فى الحسم السريع بالقوة الخشنة ولكن مازالت فعاليات هذه الإستراتيجية قائمة بالقوة الناعمة نحوالتغذية المستمرة للعنصرية والطائفية وقد بدأت بإسرائيل كدولة يهودية عنصرية .
- إستراتيجية كسب القلوب والعقول وهى إحدى الأسلحة الفعالة لإنجاز متطلبات القوة الناعمة حيث تتم بإستخام الميديا وتعتمد على أن يقوم الوكلاء بدورهم الإعلامى المنوط بهم فى مقابل المزايا التى توفر لهم من حماية وبترودولار وتتبنى هذه الإستراتيجية الهجوم الشرس على رموزحركة التحرر الوطنى فى الإعلام كالهجوم الذى تعرض له وما زال يتعرض له الزعيم جمال عبد الناصر وكذلك تسفيه فكر التحرر الوطنى والهجوم على الفكر الإشتراكى بوصفه نمطا يفقر المجتمعات الإنسانية والعمل على التبشير بالرأسمالية وإنجازاتها العالمية وبث الفتن الطائفية والمذهبية والإثنية والترويج للأنانية والعنصرية والتراكم المستمر لأفكار السلفية الأصولية التى تخدم إيقاظ النعرات الطائفية والغرائز والعواطف السلبية تجاه الدين والتى تجعل بإسم الدين تقديم صكوك الغفران لحجز أماكن فى الجنة من خلال إنتشار القنوات التى تبث هذه الأفكار وهى تعد بالعشرات إضافة إلى الهجوم على الفكر الدينى المستنير والذى كان يمثله أزهر محمد عبده وجمال الدين الأفغانى وإضافة المسحه الوهابية على الفكر الأزهرى والوقوف بشدة ومحاربة الفكر الصوفى المستنير لمناهضته للتطرف الوهابى وقد لعبت الأموال النفطية الدور الأكبر لدعم هذه الإسنراتيجية .
- إستراتيجية جذب وتوتير الأطراف وهى إستراتيجية تقوم على خلق توتر يتجه إلى العدائية بين الشرق العربى والدول المحيطة به والتى تمثل أطرافا له ويتمثل ذلك بإستخدام الإستراتيجية السابقة حتى يتم جذب الأنظار إلى العدوالجديد المحتمل فتارة يتم جذب الإنتباه إلى الطرف التركى بإقامته علاقات تحالف مع العدوالإسرائيلى وتارة عندما يغير هذا الطرف من توجهاته الإستراتيجية يتم توتير داخله بحرب إثنية تركية – كردية وإثارة أجواء عدائية قديمة بين هذا الطرف منذ الخلافة العثمانية والأرمن حتى يعود عن تأييده للقضية العادلة قضية التحرر الوطنى والمتمثلة فى الإحتلال والإغتصاب الصهيونى لأرض وشعب فلسطين أيضا يتم جذب الأطراف وشدها للجمهورية الإيرانية وخلق حالة عدائية نتيجة المساعدات الإيرانية للمقاومة فى لبنان وفلسطين بخلق مايسمى بالهلال الشيعى والتوسع الشيعى على حساب المذهب السنى والإحتلال الإيرانى لبعض الجزر الخليجية كل هذا لجذب الأنظار للأطراف بعيدا عن العدو التقليدى الصهيونى وإذا كان هذا الشد يتم فى الشمال الشرقى للشرق العربى فإن ما يتم بجنوبه الإفريقى له شأن آخر من شد الطرف الأثيوبى لتوتير العلاقة بين أثيوبيا ومعها دول منابع حوض النيل وبين مصر والسودان دول المصب لهذا الحوض على أساس خلق حالة عدائية بين دول المنبع ودول المصب .
- إستراتيجية بتر الأطراف وهى الإستراتيجية التكميلية لإستراتيجية الشرق الأوسط الجديد وقد تم تفعيل هذه الإستراتيجية سابقا فى الصومال وجيبوتى وأيضا بين أثيوبيا وإريتريا والآن يتم العمل على قدم وساق لبتر جنوب السودان عن شماله وربما أيضا غربه ليتم تقسيم أكبر بلد عربى مبشر بالتنمية الذاتية .
هذه الإستراتيجيات يقوم بإعدادها صفوة مفكرى الإمبريالية العالمية وصفوة منظريها بهدف تكريس الهيمنة الإمبريالية على منطقة الشرق الأوسط العربية الإسلامية بإعادته إلى عصوره الوسطى وإنشغاله الدائم بفوبيا الهجوم عليه من أطرافه بتوهمه لحالة الضعف الذى يمر بها لذا فهو دوما يستجدى أمنه مقابل رهن بلده وثروته للبلد الذى يوفر له الأمن ويصبح تابعا ذليلا لصاحب القوة هكذا فرضت الإمبرياليةالعالمية هذه الحالة من الخنوع على البلاد التى سلمت زمام أمورها لها بل ذهبت الإمبريالية العالمية ولخدمة حلفائها من الصهيونية العالمية بخلق حالة من الإنهيار داخل الفضاء الصهيونى المفترض .
فى المقابل فإذا كانت البلاد التى دارت فى الفلك الإمبريالى – الصهيونى قد أطلق عليها مجموعة الدول المعتدلة وكلمة معتدلة لفظ مهذب بدلا من إطلاق لفظ الدول التابعة فهناك فى الطرف الآخر من الصراع العالمى مازالت تقف دولا نقيضة تتمسك بإستراتيجية حركة التحرر الوطنى العالمية ومعادة الإستعمار والتنمية الذاتية وفى عالم العولمة وإختفاء القطب الوازن أصبحت هذه الدول خاصة ما توجدفى منطقة الشرق الأوسط العربى الإسلامى دولا نافرة تارة يطلق عليها دول محور الشر وتارة يطلق عليها الدول الممانعة هذه الدول والجماعات التى تبنت إستراتيجية التحرر الوطنى والتى أصبحت تسمى إستراتيجية خيار المقاومة مقاومة العدو المحتل والمغتصب للأرض هذا الخيار الذى وقفت فيه سوريا العربية المقاومة وحيدة بعد تخلى حلفائها الطبيعيين عنها وانقلبوا ناحية التبعية أو الإعتدال ولم تجد يدا عربية تساندها إلا يد إيران الإسلامية الجارة والتى تقف فى نفس الخندق معها ومعا ساغعدا المقاومة فى لبنان ضد المحتل الصهيونى حتى حققا مع الحليف اللبنانى المقاومة الوطنية اللبنانية ثم حزب الله نصرا مؤزرا على العدو الصهيونى الذى فر فى 25 مايو ( آيار ) عام 2000 م وترك الجنوب اللبنانى ثم كان النصر لهذا الحزب فى حرب 2006 م عنما أرادت أمريكا بواسطة إسرائيل فرض إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد وكان هذا نصرا حققته إستراتيجية التحرر الوطنى المتمثلة فى المقاومة هذا الإنتصار الذى حقق قد قلب معادلة تسلط الطرف الأوحدعلى العالم وأصبحت دول الممانعة العربية الإسلامية تؤيد من بعض جيرانها خاصة دولة قطر العربية ومن تركيا الإسلامية ومن جبهة الممانعة العالمية بأمريكا اللاتينية والتى تنتهج النهج الإشتراكى بداية من كوبا الثورة إلى فنزويلا والبرازيل وباقى الدول الممانعة للإمبريالية هذه الجبهة الممانعة قد إزدادت صلابة بعد الإعتداء الصهيونى على غزة الحرة فى 2008 – 2009 م وكدأبه دوما يقوم بإرتكاب المجازر ضد النساء والأطفال والشيوخ ويستخدم آلته الحربية فى دمار البنية التحتية هذه الآله الأمريكية المتمثلة فى السلاح الجوى والذى جعلته أمريكا الإمبريالية فى يد العدو الصهيونى كعصا يؤدب بها من يشاء ولكن الروح المقاومة لم ولن تهتز من هذه العصا وسوف تفرض معادلتها المبنية على الحق الشرعى والتاريخى هذا الحق الذى أحسته الجماهير فى كافة أرجاء المعمورة والتى تكشفت أمامها مدى قسوة وبشاعة الإمبيريالية العالمية وقيامها وحليفها الكيان الصهيونى بإرتكاب المجازر ضد البشرية والتى أدانها المجتمع الدولى رغم أنف الطرف المهيمن عليه كما كان واضحا فى تقرير جولدستون .
لقد إنتصرت إستراتيجية حركة التحرر الوطنى العالمية والتى أطلق علي من يتبناها دول الممانعة وزادت الجماهير المؤيدة لها حتى فى بلدان الغرب الإمبريالى التى تعلن عن إحتجاجها دوما بتسييرها لقوافل شريان الحياة لغزة المحاصرة وأن الجماهير الغربية تقابلها وتتقاطع معها الجماهير العربية التى تعلن عن إحتجاجها وإنزعاجها من مواقف حكوماتها والتى بحكم تبعيتها تشارك العدو الصهيونى فى حصاره للشعب الفلسطينى فى غزة .
إن حديثنا عن الإستراتيجية التى يتبعها كل طرف من أطراف الصراع العالمى ماهو إلا محاولة رؤية الآخر وهو يسطر تاريخه وما دام الفكر الإستراتيجى هو المخطط للرؤية المستقبلية فهو صانع للتاريخ والتاريخ فى حد ذاته ما هو إلا تسجيل للمواقف التى تتخذها الطبقات الإجتماعية فى صراعها للحفاظ على مصالحها وطريقة وصول كل منها للسلطة وموقف الطبقة المسيطرة من أمنها القومى وخيارها الإستراتيجى والذى يحفظ لها مكانها فى خريطة الصراع العالمى فالصراع التى تقوده الدول الممانعة ينبع فى الأساس من سيطرة سلطة منحازة طبقيا إلى الطبقات الكادحة التى تناضل ضد سيطرة الطبقة الرأسمالية العالمية التى هى فى الطرف الآخر تعمل على إستلاب وإستغلال مقدرات هذه الدول سواء بالقوة الخشنة أو بالقوة الناعمة سواء بالإحتلال المباشر كما العراق أو بالعمل على سيطرة طبقة تابعة لها وبالتالى تنتقل الدولة من خوض الصراع إلى الخضوع للطرف المهيمن ومساعدته فى إستنزاف موارد وطنه وطاقات طبقاته الكادحة .
إن مصر الناصرية كانت مثالا لسيطرة طبقة تنحاز إلى الطبقات الكادحة وأن هذه الطبقة قدة حسمت صراعها الطبقى نحو التحول الإشتراكى والعدالة الإجتماعية وكان لابد من إقصاء الطبقة الرأسمالية الكبيرة لتحقيق العدالة الإجتماعية فكانت الفوارق بين الطبقات متقاربة وخضعت مقدرات البلد لشعبه وبالتالى خاض هذا الشعب فى سبيل إخضاع مقدراته نضالا كبيرا ضد الإمبريالية قد أسلفنا ذكره .
أما مصر الساداتية والتى إنقلبت على إنجازات مصر الناصرية فقد تسلمت مقدرات الأمور فيها طبقة سلمت أمورها إلى الإمبريالية العالمية وبالتالى خاضت صراعا طبقيا أجهزت فيه على مكتسبات الطبقات الكادحة وألجمت هذه الطبقات بالقمع البوليسى وأصبحت الفوارق الطبقية لاحدود لها حتى فى أعتى الإمبراطوريات ففى الجهاز الإدارى للدولة هناك من يتقاضى على سبيل المثال مائة جنيها وآخر يتقاضى ما يزيد عن مليون جنيها وهذا فى الجسد الوظيفى والذى جعل الفروق بين العاملين فى الدولة وعلى نفس الدرجات الوظيفية وعلى نفس الكادر المالى ولكن هذه الفروق قد زادت سريعا فى بعض الوظائف فى الدولة إلى مئات الأضعاف ناهيك عن الطبقة المسيطرة ومستوى دخولها ومستوى الفساد الإدارى والفساد فى التعليم والصحة وهما جناحى أى تنمية للموارد البشرية إن هذه الممارسة للصراع الطبقى والتى أخضعت الطبقة المسيطرة لهيمنة الإمبريالية العالمية قد أنتجت ثقافة الأنا والتى تغنى بها التابعون فى مقولات مصر أولا والتى ربطت خيارات مصر بخيارات الطرف المهيمن فموقف مصر من دول الممانعة ومقاومة المحتل والمغتصب الصهيونى قد تغير فى ظل الهيمنة الإمبريالية والتى أملت على مصر إتفاقية كامب ديفيد وأصبحت مقاومة العدو الصهيونى فى غزة المحاصرة ولا توجد بوابة لها لتقديم يد العون إلا عن طريق مصر البوابة الوحيدة أصبح من يقدم يد العون للمقاومين خطرا يهدد الأمن القومى المصرى فمصر التى حافظت على أمنها القومى فى السابق بتقديم العون للمقاومين العرب والأفارقة عندما كانت تقود أو تشارك فى قيادة حركة التحرر الوطنى حتى تحافظ على أمنها القومى أصبح أمنها القومى فى مصر أولا على حدود غزة وعلى حدود حلايب وشلاتين هذا الأمن القومى الذى تم تحديده منذ آلاف السنين بحدود شمال العراق فى الحد الشمالى الشرقى وجنوبا منابع نهر النيل وغربا الفضاء الليبى ودول المغرب العربى لاحقا .
إن إنضمام مصر إلى إستراتيجية الرجوع للخلف بواسطة الطبقة المسيطرة على الحكم قد وضعت مقدراتها فى يد خانقها وأصبحت مصر إحدى الدول المستهدفة من الكيان الصهيونى تعمل بكد على حماية أمن هذا الكيان فى حين أن هذا الكيان المرتبط إستراتيجيا مع الإمبريالية العالمية والمسيطر على المؤسسات المالية للنظام المعولم يعمل من خلال هذه المؤسسات ومنها البنك الدولى على قطع شريان الحياة الوحيد لمصر وهو نهر النيل وكما قالها هيرودوت مصر هبة النيل فأين مصر بدون النيل إن مجرد العبث بدول المنبع هوليس تهديدا للأمن القومى المصرى بل هو مسألة وجود مسألة حياة أو موت إنه الخيار الإستراتيجى فى مقابل الإستراتيجيات الأخرى المعلنة أى خيار يضمن لمصر ويضمن للعراق ويضمن للفضاء العربى الإسلامى يجب إتباعه هل هو الخيار الذى يحافظ على أمن إسرائيل حتى تقيم الدعائم الأساسية لقيام دولتها الكبرى أم خيار الحفاظ على الأمن القومى بالعودة إلى خيار المقاومة وإستراتيجية التحرر الوطنى ومقاومة الإمبريالية والإعتراف بالآخر إن مسألة الخيارات هى مسألة تاريخية وأن العقل العربى والثقافة العربية قادرة على أن تجلى الصدأ عنها وتقوم بتحديد خياراتها فى تبنى فكر الجماعة والإعتراف بالآخر .
إن أعتى الإمبراطوريات فى العالم الآن تقيم تكتلاتها الإقتصادية لتحمى أمنها المستقبلى ومصالح شعوبها فى حين أن أمتنا العربية ينفرط عقدها نتيجة تبعيتها لآخر يستلبها ويستغل شعوبها .
إن هذه رؤيتنا فى الإستراتيجية والتاريخ وهوخيار أمة وجدت منذ بدء الخليقة وعليها أن تحافظ على وجودها من الإندثار نحن أمة عيب علينا رجوعنا إلى الخلف والعيش فيه فالخلف بالنسبة لنا مرجعية دافعة إلى التقدم نحن أمة قادرة على تسطير تاريخها بيدها لا أن يحكى عنها وتصبح فى المستقبل جزءا من الماضى .
محمود حافظ



#محمود_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأول من مايو ( آيار )
- سفيرة فوق العادة
- نظرية المؤامرة ... وإستهدافها للشعب المصرى والعربى
- نهب مصر
- من يعادى من ...... فى الصراع
- فى يومك أعلى هامتك
- إستراتيجيةكسب القلوب والعقول ....... حال المرأة
- ملف الثروة السمكية فى مصر __ حكاية بلد إسمها كفر الشيخ -3 مي ...
- ملف الثروة السمكية فى مصر __ حكاية بلد إسمها كفر الشيخ =2
- ملف الثروة السمكية فى مصر __ حكاية بلد إسمها كفر الشيخ -1
- ممارسات العولمة
- مصر .. والفتنة الطائفية
- اليسار العربى .. تفكك أم إعادة تشكل
- المرأة .. والبترودولار .. إلى نادين
- هنيئا لنا بالحوار
- كلام عن المرأة
- كلام عن الكورة - عودة لى ستراتيجية الشرق الأوسط الجديد
- ثقافة الشرق الأوسط الجديد وتأثيرها فى الحراك الإجتماعى والسي ...
- المرأة فى ثقافة الشرق الأوسط الجديد
- حول ثقافة الشرق الأوسط الجديد


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - يحكى أن ........ فى الإستراتيجية والتاريخ