أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - الثورة العربية الكبرى - ثورة الشعب المصرى بين الحداثة والأصولية السلفية















المزيد.....



الثورة العربية الكبرى - ثورة الشعب المصرى بين الحداثة والأصولية السلفية


محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 23:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى بداية مقالنا هذا لابد من توضيح أمر قد شمله عنوان هذا المقال وعناوين سابقة لمقالات سابقة والتى تشضمل الثورة العربية الكبرى – ثورة الشعب المصرى .
فعندما نتحدث عن الثورة العربية الكبرى نتحدث عن ثورة أمة هى الأمة العربية وهذه الأمة أيضا لها تمددها فى أمة أكبر وأشمل هى الأمة الإسلامية .
وعندما نتحدث عن ثورة الشعب المصرى نتحدث عن ثورة قام بها شعب ينتسب لهذه الأمة وقد قام بثورته هذه فى نطاق دولته التى تحكمهات سلطة سيطرت على هذا الشعب بمعنى فرضت سيطرتها على مقاليد الدولة والتى بها أقمعت هذا الشعب ونتيجة طغيان هذه السلطة على شعبها فقد هب الشعب وثار ضد هذه السلطة فى الدولة المصرية .
كان لابد من هذا التوضيح جهرا ذلك إنه متواجد فى صلب المعنى .
عود إلى ثورة الشعب المصرى والتى قامت لإسقاط نظام سلطة سيطرت على مقاليد الدولة وقد تميزت هذه السلطة فى وصفها بالإستبداد فى الحكم وبنهب ثروات هذا البلد نتيجة ما إتبعته من نظام إقتصادى تم الترويج والدعاية له بإسم نظام إقتصاد السوق والذى قادته أحد أجنحة هذه السلطة الحاكمة ( الرأسمالية ) والتى إرتبطت إرتاطا عضويا منذ نشأتها فى الدولة المصرية بالسوق العالمية فمصر عرفت ببلد تنتج خاما ليتم تصديره إلى السوق العالمى ثم يعودهذا الخام فى صورة سلعة للإستهلاك ولدينا المثل العتيق للرأسمالية المصرية وهو ما يرتبط بخام القطن المصرى تاريخيا فالرأسمالية المصرية تاريخيا هى رأسمالية طفيلية خاصة بعد إخماد ثورة مصر الحديثة والتى قادها محمد على باشا فى بداية القرن التاسع عشر ( 1805 -1848م ) وفى خلال هذه الفترة من تاريخ مصر قام محمد على بإرساء قواعد إنشاء مصر الحديثة فقد قام بتغيير النظام فى مصر والذى بقيت خانعة تحت حكم الخلافة العثمانية آنذاك ثلاثة قرون بداية من بداية القرن السادس عشر ( 1517 م ) فمصر ومعها أمتها العربية قد بدأت فى دخول نفق مظلم بإسم الخلافة العثمانية الإسلامية كانت أوربا آنذاك تخرج من نفقها المظلم بواسطة ثورتها على الكنيسة الكاثوليكية الشريك فى الحكم مع ممالك وأمراء أوربا الإقطاعية .
فدولة الخلافة العثمانية والتى حكمت الأمة العربية من الأناضول والأستانة بإسم الدين الإسلامى قد قامت على تفكك حضارة إسلامية لم تحكم بإسم الدين ولكنها حكمت ببناء دولة مدنية تأسست هذه الدولة المدنية بإرساء إنشاء الدواوين منذ عهد الخليفة الثانى عمر بن الخطاب والذى قام فى الوقت نفسه بالمواءمة بين الشريعة الإسلامية والظروف الموضوعية للمجتمع المدنى وخاصة فى مسألة الحدود كما كانت الدولة فى عهد الخليفة الثالث هى دولة طبقية بإمتياز حيث ميز الخليفة عثمان بن عفان من يمت له بالقربى وأغدق عليم من ريع الدولة حتى تكونت سلطة تملك المال على حساب أغلبية فقيرة الأمر الذى ثار من أجله أحباب رسول الله آنذاك وعلى رأسهم المجاهد الأكبر أبو ذر الغفارى والذى نفاه الخليفة ولكن الثورة إنتهت بالقضاء على الخليفة وبداية الفتنة الكبرى وما حدث فى عهد إبان الدولة الإسلامية الأولى لم يكن حكما بشرع الله بقدر ما كان حكما مدنيا توسعت فيه الدواوين والنظم التى تحدد السلوك التنظيمى لمجتمع طبقى إستمر فى الدولة الأموية ومن بعدها فى الدولة العباسية والتى توسعت فيهما الأمة وبفضل إرساء القواعد التنظيمية لبناء الدولة المدنية من خلال التوسع فى الدواوين المتخصصة والتى أظهرت الكفاءات فى كافة مناحى المجتمع فظهر العلماء فى الطب والفلك والرياضيات والمحاسبة والفلسفة وعلوم الإجتماع وقد قامت هذه الدواوين بأكبر عملية ترجمة للإرشيف الفكرى للحضارات السابقة وخاصة للحضارة اليونانية القديمة وغيرها من الحضارات وإنتشر صيت هؤلاء العلماء من شرق الدولة وعاصمتها بغداد حتى غرب الدولة فى الأندلس .
هذه هى الدولة التى أنشئت فى عصر المسلمين الأوائل دولة لم تكن دولة دينية ولكنها كانت دولة مدنية وما أنشأه عمر بن الخطاب مؤسس الدولة المدنية نظر له بعد ذلك ماكس فيبر حيث قام بوضع النظام البيروقراطى المبنى على سلطة الدواوين محكومة بمجموعة من النظم واللوائح مرتبة ومدرجة طبقا لطابعها التنظيمى والذى يتم من خلالها إلغاء الطابع الفردى وتعمل على إظهار الكفاءات وتظهر معها الخبرات من التدرج طبقا للنظام والذى أفسح مجالا لإبتكارات العقل هذه الدولة الحضارة التى إنتهت بالتفكك بداية من غزو القبائل الهمجية القادمة من شرق أسيا قبائل المغول التتارية هذه القبائل التى إنتهى بها الحال بدخولها فى الإسلام وإنتهت أيضا بتأسيس دولة الخلافة العثمانية ( 1299 – 1923 م ) .
إن فترة الإحتلال العثمانى لمصر والتى حكمت بإسم الدين الإسلامى كانت أشد الفترات فى تاريخ مصر ظلمة حتى تولى محمد على ولاية مصر وبدأ فى إنشاء الدولة المدنية الحديثة إسما تحت مظلة دولة الخلافة وفعلا مستقلا وحاميا لدولة الخلافة فقد كانت أول حروب محمد على هى فى قضائه على حملة فريزر الإنجليزية فى عام 1807 م على مصر بغية محاصرة الدولة العثمانية ثم قضائه على الحركة الوهابية فى السعودية والتى نشأت بتحالف محمد بن سعود مع محمد بن عبد الوهاب وهى أولى الحركات السلفية الأصولية والتى ظهرت فى القرن الثامن عشر والتى تواكبت مع ظهور قوة النظام الرأسمالى العالمى وربما كان هذا النظام دافعا وراعيا لهذه الحركة الأصولية السلفية والتى تم القضاء عليها بجيش محمد على بقيادة إبنائه وآخرهم إبنه إبراهيم فى الفترة من 1812 م حتى 1818 م والذى قام بالقضاء على الحركة والدولة السعودية الأولى وقد قامت الحركة الوهابية كحركة أصولية سلفية تحارب التجديد والحداثة على أساس كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وبعد القضاء على الحركة الوهابية عادت هذه الحركة مع الدولة السعودية الثانية والتى أسسها عبد العزيز آل سعود منذ بداية القرن العشرين ( 1903 م ) وأيضا برعاية إنجليزية ويبقى الشاهد الأساسى هنا هو أن الرأسمالية التى قامت على منهج الدولة المدنية والعلمانية والحداثة المرتبطة بثورة العقل فى أوربا هى نفسها التى تعمل على إنشاء الحركات الأصولية السلفية التى تناهض الحداثة وتعتمد على الهيمنة العاطفية الغرائزية والتى تهمش دور العقل وقدرته على الإبداع والإبتكار .
لقد قام محمد على ببناء الدولة المصرية دولة مدنية حديثة على غرار دول أوربا الحديثة ساعده فى هذا الشأن علاقته ببعض مؤسسى الإشتراكية الطوباوية المنتمون إلى المدرسة السان سيمونية هذه المدرسة التى كان من نتاج أعمالها فى مصر مشروع حفر قناة السويس بواسطة فرديناند ديليسبس وعن طريق هذه المدرسة إرتبط محمد على بالفرنسيين أكثر .
لقد كانت أول لبناته فى بناء مصر الحديثة هى إهتمامه بالتنمية البشرية تنمية العقل والمهارات عن طريق التعليم والتثقيف فقام محمد على بإرسال البعثات التعليمية إلى أوربا فى كافة المجالات العسكرية والإقتصادية والصناعية والزراعية واعيا ومدركا إنه لكى يبنى بلدا حديثا فلابد له من وجود طليعة متعلمة واعية طبقا لمعطيات العلم الحديث ولم يكتف محمد على بإرسال البعثات لتنمية الموارد البشرية بل قام بجلب الخبراء الأوربيين إلى القاهرة لمساعدته فى تدريب التقنيين المصريين فى دولته الحديثة ومن هنا قام محمد على بإنشاء جيش مصرى قوى وبناء أسطول بحرى ودعم الجيش والأسطول ببناء قاعدة صناعية حديثة للصناعات الحربية حتى لايكون تابعا لأى قوة خارجية محافظا على إستقلالية الدولة فى التنمية الإقتصادية ببناء قاعدة صناعية ذاتية تخدم أولا الجيش ثم بناء قاعدة صناعية تخدم المجتمع فعمل على إنشاء قلعة صناعية للغزل والنسيج للأقمشة الحريرية والصوفية والكتانية إضافة إلى مصانع الجوخ والطرابيش الشهيرة ثم قام بإنشاء المسابك ومصانع السكر والصابون والزجاج والدباغة ومعامل الزيوت إضافة إلى ذلك قام بإنشاء الترسانة البحرية لبناء السفن التجارية .
وكما قام بالتنمية فى الصناعة قام أيضا بالتنمية فى الزراعة ويكفى هنا الإشارة إلى مشروع بناء القناطر الخيرية وشق الترع والقنوات المائية وقد قام بزراعة أصناف تخدم توسعاته الصناعية كالأشجار لغرض بناء السفن وأشجار التوت لغرض الأنسجة الحريرية والقطن للملابس القطنية إضافة إلى المحاصيل التقليدية .
وكان لابد من التوسع فى التجارة وخاصة التجارة الخارجية بعدما قام بتأسيس قاعدة صناعية وبناء أسطول تجارى وقام بتعبيد الطرق الرئيسية لخدمة التجارة الخارجية .
كان لابد من تنظيم دواوين الدولة إداريا وماليا حتى يتم إستكمال بناء مصر الحديثة .
لقد كان محمد على أول من قام بعمل توحيدى للأمة العربية وفصلها عن الخلافة العثمانية حتى يكون الشعب المصرى منتميا إلى أمته العربية وأن تجد هذه الأمة فى الشعب المصرى القيادة نحو الحداثة والمدنية بعد عصور الجهل والظلام ولقد كان قيام محمد على بهذا العمل التوحيدى للأمة العربية هو بداية محاصرته وتكالب الدول الأوربية لتحديد تطلعاته الإقليمية حتى نجحوا فى ذلك وفك محمد على رغما إرتباطه بالوضع الإقليمى وتنازل عن الشام وإحتفظ بولايته هو وأبنائه لمصر .
هذه هى نموزج مصر الحديثة فى عهد محمد على فى بداية القرن التاسع عشر أى منذ قرنين من الزمان مصر الحديثة التى قامت بإستخدام العلم والتكنولوجيا الحديثة وإتاحة الفرصة للعقل البشرى الذى قام بدراسة الواقع الموضوعى وبناء على ذلك حدد أهدافه تجاه الحداثة فقام ببناء جيش وأسطول لضمان قوة وإستقلال الدولة ثم قام بالتنمية البشرية والإقتصادية وبناء هيكل الدولة كما قام مؤسس مصر الحديثة بالقضاء على السلفية الأصولية التى تقف فى تضاد مع الحداثة والمدنية خاصة بعدما تعدت حدود شبه الجزيرة العربية وأخذت تنتشر فى بلاد الشام والعراق وكان ما يحسب لمحمد على وعيه التام بإستقلال بلاده وعدم تبعيتها للأجنبى من هنا إمتلك التكنولوجيا والقاعدة الصناعية والمعرفة .
كان لابد من الإلتفاف على دولة محمد على وكما كان محمدعلى واثقا فى الفرنسيين من أنصار السان سيمونية وهى حركة تنتمى إلى الفكر الإشتراكى ما قبل إشتراكية ماركس العلمية بقد ما كانت هذه الحركة السان سيمونية مدخلا للإلتفاف على ثورة التجديد لمصر الحديثة التى بناها محمد على فقد كان المدخل من أكبر مشاريع السان سيمونية فى مصر وهو مشروع قناة السويس والذى قام إسماعيل برهن أسهمها لإنجلترا نتيجة ديونه لتحديث القاهرة الكبرى وكان هذا مدخلا للإحتلال الإنجليزى لمصر والذى عمل على وأد حركة الحداثة فى مصر فما قام ببنائه محمد على فرط فيه أحفاده حتى وصل الأمر إلى الإحتلال .
لقد كان بناء مصر الحديثة فى القرن التاسع عشر قد قام برأسمالية الدولة الأمر الذى لم ينتج طبقة برجوازية مصرية أصيلة بجذور وطنية وهذا بعكس نمو هذه الطبقة فى مصر بإرتباطها بالسوق الخارجية نتيجة التوسع فى إنتاج الخامات التى إستغنت عنها القاعدة الصناعية المصرية بتوقفها وعدم تطورها هذه الخامات بدأ نقلها إلى السوق الخارجية وعلى رأسها محصول القطن الذى تم إدخاله لعمل قاعدة صناعية مصرية فى الغزل والنسيج من هنا كان إنشاء البرجوازية المصرية أو الرأسمالية المصرية من داخل بورصة القطن أو بمعنى آخر رأسمالية مرتبطة بالسوق الخارجية بمعنى رأسمالية نمت وترعرعت بين أحضان محتل فهى فى النهاية رأسمالية طفيلية كولونيالية .
وكما أسلفنا أن عصر محمد على إنتهى بإحتلال مصر على يد أحفاده حتى قامت ثورة 23 يوليو ( تموز ) عام 1952 م لتعمل على إستقلال مصر وتنميتها طبقا للرؤية الناصرية وهذا يعنى أن مصر الناصرية قد قامت بإعادة إنتاج مصر الحديثة فى عهد محمد على دون أن تفصح عن ذلك لعدائها مع الأحفاد .
لقد كان قيام ثورة يوليو ( تموز ) 1952 م نتاج حركة تحرر وطنى عالمية فى أعقاب الحرب العالمية الثانية وفى أعقاب الإنهيار الرأسمالى العالمى والذى إستمر من إنهيار 1929 م حتى إنهيار 1947 م ودخول الولايالت المتحدة الأمريكية والتى كانت على وشك الإنهيار فى 1929 م لتنقذ أوربا المنهارة بمشروع مارشال عام 1947 م وكان هذا التدخل الأمريكى بواسطة مشروع جورج مارشال لإعادة إنتاج الرأسمالية الأوربية بعد الحرب العالمية الثانية فقد قامت أمريكا بضخ 13 مليار دولار لإنقاذ الرأسمالية الأوربية المنهارة وكذا إنقاذ ألمانيا واليابان من الإنهيار فقد كان أمام هذا الإنهيار الرأسمالى للرأسمالية العالمية أن تقوم البلدان المحتلة بالإنتفاض لتحرير أوطانها من ربقة المحتل الأجنبى القديم أو الأوربى من هنا ظهرت حركة التحرر الوطنى والتى ساندها الإتحاد السوفيتى الإشتراكى .
وكما هو الحال دوما فمصر فى أمتها لها دور القيادة والريادة فقد أشعلت الثورة المصرية الناصرية البلدان المحتلة عربيا وعالميا فى إفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية وقد دفع هذا مصر لتبوء مركزها فى دول منظومة عدم الإنحياز بجوار يوغوسلافيا تيتو والهند نهرو والصين ماو وشوين لاىوعلى مستوى الأمة العربية ساهمت مصر فى أهم ثورتين ثورة التحرير الجزائرية من المستعمر الإستيطانى الفرنسى وثورة اليمن لإخراجها من حكم سلفى ثيوقراطى أشد تخلفا إلى دولة اليمن الحديثة ذات المرجعية المدنية .
لقد قامت ثورة يوليو ( تموز ) وبجوارها وعلى حدودها إستعمار صهيونى إستيطانى قام بإغتصاب أرض فلسطين وزرعته الإمبريالية العالمية فى هذه المنطقة كقاعدة عسكرية مسلحة تحمى مصالح الإمبريالية العالمية فى هذه المنطقة من العالم وهى المنطقة العربية والتى تتميز بوجود أكبر إحتياطى عالمى نفطى بها وبوجود أكبر إنتاج من النفط فى العالم ولما كان النفط طاقة وأن الإمبريالية العالمية تحتكر أدوات ووسائل الإنتاج العالمية ووسائل الإنتاج هذه لن تعمل إلا بالطاقة فكان لابد من إحتكار مراكز الطاقة العالمية ووضعها تحت يد الإمبريالية العالمية والعمل على حمايتها بالقوة العسكرية والتى تعتبر إسرائيل ( الكيان الصهيونى ) إحدى القواعد العسكرية لحماية منابع النفط العالمية .
ولما كانت الثورة المصرية قد قامت كنتاج لحركة التحرر الوطنى ومن ناحية أخرى لها الريادة فى أمتها العربية ولما كانت فلسطين دولة وأرض عربية فكان ولابد وبالضرورة أن يحتدم الصراع بين الثورة المصرية والإمبريالية العالمية بواسطة هذا الكيان الصهيونى المغتصب وقد تحمل الشعب المصرى الذى آذر ثورته كل هذا الجهد بدءا من إستقلال بلاده من المستعمر الأجنبى الإنجليزى ثم القيام بالتنمية لتحقيق إعادة إنتاج مصر الحديثة وتحقيق العدالة الإجتماعية لهذا الشعب والذى عاش قبل الثورة فى مجتمع طبقى يملك فيه نصف فى المائه كل شئ ولا يملك باقى الشعب شيئا فكان لابد من العمل على تحقيق العدالة الإجتماعية كمطلب أساسى من مطالب الثورة المصرية والذى بدأ فى تحقيقها عقب الثورة مباشرة وفى 9 سبتمبر ( أيلول ) بقانون الإصلاح الزراعى والذى نفذ متدرجا وكان هذا فى باكورة الثورة فى توجهها إلى الفلاح المصرى المظلوم أبدا وقد إتجهت الثورة الناصرية أيضا لخدمة القطاع الزراعى فى التوسع فى إستصلاح الأراضى بالتوجه نحو الظهير الصحراوى والوجه البحرى والقبلى كمشروعات مكملة لمشروع السد العالى الأمر الذى تواكب معه قيام حركة تعاونية لخدمة الفلاح فى مده بمستلزمات الإنتاج وتنظيم دورته الزراعية وتسويق منتجه بعيدا عن حركة التسويق فى السوق المفتوحة ثم أتبع ذلك لتحقيق العدالة الإجتماعية المصادرة والتأميم لقد كان نضال الشعب المصرى لابد أن يتقاطع مع أمته العربية فكان لابد من مد يد العون والتأييد للشعب الجزائرى وبقية شعوب المغرب العربى لنيل إستقلالها كما كان هناك من يضحى الشعب المصرى من أجله وهو الشعب اليمنى الذى كان يعيش فى ظل أوضاع ما قبل التاريخ فقد كان شعبا مقهورا يحكم بالأمامة التى تحكم الشعب بأشكال غيبية خرافية تلعب فيها الميتافيزيقا الدور الأكبر إنه شكل حكم السلفية الأصولية التى تحارب التمدن والتجديد والحداثة .
لقد فرضت هذه التضحيات على الشعب المصرى فأخذ يحارب فى جبهتين متناقضتين فرضتهما الإمبريالية العالمية على الشعوب التى تبغى التحرر والتقدم فقد كانت الجبهة الأولى هى جبهة الإحتدام مع الإمبريالية العالمية عن طريق إدارة الصراع مع الكيان الصهيونى مباشرة فيما يعرف بالصراع العربى – الإسرائيلى أما الجبهة الثانية فهى محاربة التخلف بإنتهاج الحداثة و ما تفرضه هذه الإمبريالية من فكر على شعوب العوالم الأخرى بداية من العالم الثالث وهى الشعوب التى ترزح تحت نير الإستغلال والإستلاب الإمبريالى وتعمل هذه الإمبريالية على إعادة إنتاج التخلف لهذه الشعوب حتى تبقى هذه الشعوب أسيرة ثقافتها البدائية ثقافة التناحر القبلى وثقافة العصر العبودى حتى تبقى هذه الشعوب أسيرة غرائزها وعواطفها وتبقى فئة منها تمثل الشريحة العليا الحاكمة بفرض سيطرتها سواء بالرجوع إلى سيطرة العادات والتقاليد الشرقية أو بسيطرة العاطفة والغريزة الدينية ( بعيدا عن جوهر الدين ) تابعة للإمبريالية متحكمة بها بالتغذية المستمرة لهذه الغرائز خاصة ما يتصل منها بالوازع الدينى والخصوصية العرقية القبلية وأن هذه الشعوب مازالت تقع فى هذا الأسر خاصة الشعوب الصحراوية من الأمة العربية وهى ذاتها من تملك فى أوطانها أكبر مخزون نفطى عالمى فى قلب أمتنا العربية .
إن الإرتباط بين الشعب فى قطره وبين الأمة فى إقليمها ونحن نتحدث هنا عن شعبنا وأمتنا العربية لهو إرتباط مصيرى لافكاك منه فقد تشكلت الأمة العربية على مر عشرات القرون بواسطة حركة التبادل الجمعى للسكان بين ماءى الخليج العربى والمحيط الأطلسى فقد عاش داخل القطر الواحد العديد من الإثنيات ( عربية – أمازيغية أو بربرية – زنجية ) ولكن هذه الإثنيات ذابت داخل القطر لتحدثها لغة واحدة ويجمعها دين واحد وإذا إعتبرنا الدين الإسلامى منذ نشأته وهو الناشر للغة العربية كان عاملا أساسيا فى توحيد الإثنيات العرقية داخل القطر الواحد فى نطاق الأمة العربية والذى لم يفرق بين العربى والأعجمى إلا بالتقوى فكيف يتم التلاعب وإستخدام هذا الدين للتفرقة بفعل الإملاءات الإمبريالية الساعية إلى فك الإرتباط بين شعوب هذه الأمة العربية بواسطة إستراتيجيات الإمبريالية العالمية والمعروفة ببث الفوضى الخلاقة والتى تعمل على التفكك والتناحر الإثنى وأيضا التفكك والتناحر الطائفى والمذهبى .
لقد تم إجهاض الثورة الناصرية منذ بداية النصف الثانى من القرن الماضى بوأد الحداثة عن طريق إتباع سياسة التخلف فى عهد السادات وكانت هذه السياسة مقدمة لما سوف يتخذ بإرتباط مصر مع الكيان الصهيونى بإتفاقية صلح منفرد فقد قام السادات ومن داخل كيان الإتحاد الإشتراكى الناصرى بتكوين جماعات الأصولية السلفية فى الجامعات المصرية وأخذت بوادر هذه الجماعات تتصدى للطلبة ممن يحملون أفكار الحداثة سواء كانوا شيوعيون أو قوميون أو ناصريون وأن القيادات الحالية سواء فى جماعة الإخوان المسلمين أو الجماعات السلفية هم نتاج مدرسة محمد عثمان إسماعيل أمين التنظيم فى الإتحاد الإشتراكى فى منتصف سبعينيات القرن الماضى فقد كان إتباع أيديولوجية تستخدم العاطفة الدينية لدى الشباب الجامعى ومؤيدة ومحمية من الدولة مقدمة لما سوف يتخذ بعد ذلك من الإنقلاب على مكتسبات الثورة الناصرية وحسم الصراع مع الإمبريالية العالمية والتى بدأت بالتضحية بالقاعدة الصناعية للدولة المصرية بإنفتاح السوق المصرى على السوق العالمى ووقف التطور والتحديث فى مصانع القطاع العام تمهيدا لتوقفها وتخسيرها وكان ذلك بداية الإرتماء فى أحضان الإمبريالية العالمية بالإلتجاء إلى سياسة السوق المفتوحة وتبعية السوق المصرية للسوق العالمية .
مرة أخرى تكونت الرأسمالية الطفيلية فى مصر والتى تكونت بدءا من التعامل بإذون التصدير والإستيراد وبداية توجه الناتج القومى المصرى من سلع يتم تصديرها وهى خامات إلى سلع مصنعة يتم إستيرادها .
أعقب هذه الخطوة مباشرة إنهاء الصراع العربى – الإسرائيلى بتوقيع إتفاقية كامب ديفيد المشؤمة إن الخطوات الثلاث المشار إليها سابقا هى التى رسمت خط سير التوجه المصرى فى إنقلابه على الحقبة الناصرية من هيمنة السلوك والفعل العاطفى فى مواجهة هيمنة الحداثة العقلانية وذلك بإتباع السلطة وضع البذرة التى بدأت بتكون الجماعات الدينية والتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين وبداية رجوع قيادات هذه الجماعة من بلاد مهجرها وخاصة المملكة السعودية فى منتصف السبعينيات ( بداية من عام 1975 م ) .
ثم تعطيل القاعدة الصناعية للقطاع العام وكذلك التجارية ( كشركة النصر للتصدير والإستيراد والتى كانت تلعب دورا مهما للغاية فى العمق الإفريقى ) وفتح السوق المصرية أمام الأفراد وقد لعبت فى هذا السوق الدور الأكبر التحالفات الجديدة مع السلطة والتى تشكل الآن الإسلام السياسى وكانت الخطوة الثالثة الخروج من الجبهة العالمية للتحرر الوطنى والتبعية المطلقة للإمبريالية العالميةوالإنصياع الكامل للصلح مع العدو الإستراتيجى المغتصب وكذا الوقوع بين فكى الرحى البنك الدولى وصندوق النقد الدولى اللذان قضيا على القاعدة الصناعية لرأسمالية الدولة وقد كانت النتائج الناتجة عن هذا التوجه نتائج كارثية حيث أدت إلى :-
1- الإنتشار السريع للجماعات الأصولية والسلفية والتى إنقلبت على مؤسسها بقتله وإستجابتها للجهاد فى أفغانستان نتيجة التوجه الإمبريالى ومناصبتها السلطة الحاكمة العداء لإستفحال هذه الجماعات ومحاولة وصولها للسلطة خاصة بعد إرتباط عناصرها بالقاعدة ومحاولتها قتل الرئيس المخلوع فى أديس أبابا .
2- تدهور البنية الإقتصادية المصرية مما أدى إلى تدهور الناتج القومى ولجوء السلطة إلى الإستدانة من الخارج وأيضا بيع مؤسسات الدولة الصناعية .
3- نتيجة هذا التدهور تم توقف سوق العمل المصرى والذى كان مبشرا بإستيعاب الشباب المتخرج من المدارس والجامعات نتيجة التوسع فى البنية الإقتصادية التى تتولى الدولة وضع خططها وإستراتيجياتها .
4- إنتشار البطالة ولجوء الكفاءات إلى الهجرة سواء فى بلاد الغرب الإمبريالى والتى تبحث عن الكفاءات المثقفة أو فى السوق الخليجية .
5- إنفلات الأسعار وعدم السيطرة عليها وذلك بإتباع سياسة السوق المفتوحة .
6- التدهور فى التعليم لوقوعه تحت أنصار الإسلام السياسى والتركيز على محو كل ماهو عقلانى ينتمى إلى الحداثة والتركيز على كل ما هو عاطفى وغرائزى .
7- تأزم الإنتاج الزراعى التقليدى بتقليص مساحات كبيرة من الرقعة الزراعية التقليدية فى الدلتا وإقصائها من الإنتاج الزراعى للبناء عليها مما أثرت على المحاصيل التقليدية وخاصة القمح والذى أدخلت محاصيل أخرى بديله عنه تستوعب مساحات كبيرة كبنجر السكر وإجهاض الحركة التعاونية والدورة الزراعية وإقصاء الجمعيات التعاونية عن دورها فى توفير مستلزمات الإنتاج ودورها التسويقى والتوجه بالأراضى المستصلحة حديثا خاصة فى الظهير الصحراوى الغربى للإنتاج الزراعى لغرض خدمة المواطن فى البلاد الأوربية بزراعة أصناف من الخضر والفاكهة يتناسب إنتاجها مع المناخ المصرى وفى أراض غير ملوثة بالمبيدات .
8- تكون طبقة من رجال الأعمال الذين بدأوا نشاطهم فى التصدير والإستيراد ثم تحول جزء منهم فى هذا النطاق فى تجميع السلع الأوربية فى مصر وتحول الجزء الأكبر فى خدمة مستلزمات قطاع التشييد والبناء بالإستيلاء على مصانع الحديد والأسمنت والإستثمار فى كيماويات البناء الحديث وذلك لتوفير الإمكانيات لسوق العقارات المستهلك للراسمال الإنتاجى .
9- تحول الفئة العليا من الطبقة المتوسطة إلى شريحة البلوتوقراط وهى شريحة الموظفين من الفئات العليا من الدولة والذين ساهموا فى تفكيك القطاع العام بالبيع وتكوين الثروات الضخمة بفسادهم فى كافة عمليات البيع وكذا كافة القطاعات المشاركة فى هذه العمليات سواء فى البنوك أو شركات التأمين أو حتى فى قطاع الضرائب والمحاسبة إضافة إلى الفئة التى إستفادة من خصخصة الخدمات فى قطاعات الإتصالات والبريد والكهرباء والمياه إضافة إلى الفئة فى قطاع التعمير وقطاع السياحة والمسئولين عن بيع المساحات الشاسعة من الأراضى المصرية وكذا العاملين فى قطاع قناةالسويس والبترول والغاز .
10- تحالف رجال الأعمال والشريحة العليا من فئة الإدارة البيروقراطية أو شريحة البلوتوقراط وإتفاقهم على نهب الشعب المصرى وإعتبارحالهم الأسياد والشعب دون مرتبة الرعية .
لقد كان هذا جزءا من الحصاد الذى قام به السادات ومبارك فى جمهوريتهم الثانية والذى دفعت الشعب المصرى أن يثور حفاظا على كرامته الإنسانية والمطالبة بحريته وحقه فى الحياة الإنسانية طبقا للمواثيق العالمية وكان مطلب هذا الشعب الثائر هو الحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية ولكى ينفذ الثوار مطالبهم لابد من العمل على إقصاء النتائج الكارثية كما اوضحناها وهو بواسطة العبور نحو بوابة الحداثة أو بمعنى آخر إعادة إنتاج المكتسبات التى تحققت فى مصر الحديثة فى بداية القرن التاسع عشر فى عهد محمد على ومكتسبات ثورة يوليو الناصرية ولكن هذه المرة فى ظل نظام سلطة الشعب او بمعنى فى ظل الديموقراطية .
لقد ثار الشعب لإسقاط النظام هذا النظام الذى جمع تحالفا بين سلطة الدولة المركزية المستبدة وبين طبقة رجال الأعمال والتى إرتبطت بروابط التبعية مع الإمبريالية العالمية والتى بدأت بإنتهاج سياسة إقتصاد السوق وفى ذات الوقت والذى أفسح المجال لتكون الرأسمالية المصرية التابعة كانت هناك تحولات نتجت عن أزمة الإمبريالية العالمية والتى بدأت من سبعينيات القرن الماضى وإتحدت فيها المراكز الإمبريالية لتنتج نظام العولمة والذى أصبح فيه الأمر مطلق لتصرف الشركات العابرة للقارات وأصبحت المراكز تعمل تحت أمرة هذه الشركات والتى جعلت من الكون ساحة تنتج فيها السلع طبقا لأحسن الظروف من حيث تحقيق أكبر قدر من فائض القيمة وتم تقسيم العمل المعولم لمناطق يتم فيها الإنتاج حيث تتوافر الأيدى العاملة الرخيصة وأماكن أخرى يتم فيها تصريف المنتج طبقا لتوافر السوق المكتظة بالتراكمات المالية الأمر الذى نشأت معه قوة الرأسمال المالى .
إن سلطة رأسمالية الدولة المصرية الحاكمة والتى نتجت من ملكية الدولة لوسائل الإنتاج فى الفترة الناصرية والتى أصبحت تدار بالبيروقراطية المصرية قد جعلت من الأقلية التى تدير أمور الدولة والتى تكونت من الفئة العليا للإدارة والتى أشرفت على عمليات البيع لقطاع الدولة الإقتصادى فى ظل النظام المعولم وطبقا لطلب الآلية الإقتصادية للنظام المعولم والمتمثلة فى صندوق النقد الدولى والبنك الدولى قد جعلت من هذه الفئة والتى دب الفساد فيها أن تتقاسم الثروة مع الطرف المشترى الأمر الذى تكونت معه وجود الفئة المعروفة بالبلوتوقراط وهى الفئة التى تمسك مقاليد الأمور فى سلطة الدولة المركزية وكما أصبحت هذه الفئة الحاكمة تتكدس لديها الثروة المنهوبة من الشعب المصرى تقاطعت مع فئة أخرى فى النظام العالمى المعولم أيضا تدير الإحتكارات المعولمة هذه الفئة التى أصبحت تدير المنشئات الصناعية بالوكالة عن أصحاب رؤوس الأموال وأصبحت تدير حركة التبادل التجارى للسلع عن طريق رجال البنوك وشركات التأمين العالمية وتدير منظمة التجارة العالمية وتدير الأموال داخل البورصات العالمية هذه الفئة أيضا تقاسمت الثروة مع أصحاب رؤوس الأموال العالميين وأصبحت طبقة البلوتوقراط العالمية هى التى تتحكم فى الرأسمال العالمى وكما وجدت هذه الطبقة فى مصر وفى سائر بلدان العالم النامى والتى إنتهجت رأسمالية الدولة فى فترة التحرر الوطنى والتى وقعت فى براثن التبعية وجدت أيضا هذه الطبقة فى الإقتصاد العالمى فهى طبقة إمتلكت رأس المال بدون أن تكون طبقة رأسمالية .
لقد واجه الشعب المصرى هذا التحالف البغيض بين البلوتوقراط وبين رجال الأعمل المكون للرأسمالية المصرية التابعة للنظام العالمى أو الكومبرادورية وأصبح هذا التحالف يسيطر على المنتج من الإنتاج الريعى سواء كان نفط وغاز ومنتجات زراعية وتصديره للسوق العالمية كما أصبح هذا التحالف يسبطر على السوق المفتوحة بإستيراد متطلبات السوق وقد أضيف إلى هذا الكيان المتحالف فئة البلوتوقراط الناشئة عن خصخصة الخدمات فى قطاع الإتصالات والكهرباء والمياه وأصبح الشعب المصرى أسير إستغلاله بإستلاب مواردة الطبيعية والريعية وأسير إستغلاله بسوق تستنزف ما تبقى لديه من أموال .
لم يكن أمام هذا الشعب إلا إسقاط النظام الحاكم وإزاحته وإعادة إنتاج نظامه الوطنى الذى تأسس على يد محمد على وجمال عبد الناصر نظام يقوم على القطع مع التبعية الإمبريالية المعولمة بإعادة إنتاج الإقتصاد الوطنى القائم على إعادة إنتاج قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج بمعنى آخر إعادة إنتاج الحداثة التى تجعل من هذا الشعب أو الطبقات الشعبية بديلا عن الطبقة الرأسمالية الطفيلية وعن طبقة البلوتوقراط فالدور المنوط بالطبقات الشعبية هو دورها فى إدارة قوى الإنتاج فالأنسان المصرى هو الطرف الرئيسى فى المعادلة الإنتاجية فهو الشريك الذى يدير وسائل الإنتاج وهو الطرف فى العلاقة الإنتاجية وإن ما يقوم به الإنسان المصرى فى مجال العمل الذى يدير عجلة الإنتاج هو حهده أو قوة عمله وأن هذا الجهد أو قوة العمل تتوقف على إلمام هذا الإنسان بما إكتسبه من تعليم وما إكتسبه من مهارات وخبرات فهو المورد البشرى الذى سوف يتعامل مع الوسيلة المتاحة والمناسبة لإنتاج سلعته الوطنية سواء كانت هذه السلعة تنتج من ريع الأرض من صناعات إستخراجية أو إنتاج زراعى أو سلعة تنتج من المصنع سواء كانت منتجات غزل ونسيج أومنتجات تخدم قواته المسلحة او منتجات يتطلبها الوطن لسد إحتياجاته هنا يكون هذا المورد البشرى كل ما يقدمه هو جهده أو قوة عمله وهذا الجهد لايتطلب منه أن يكون ذو لون معين أو عرق معين أو دين معين فالكل أمام الوسيلة الإنتاجية سواء والكل هنا مرتبط بما يمكنه العقل من إكتساب مهارات سواء كانت تعليمية أو مهنية سواء كان رجلا أو إمرأة فالكل سواء يؤدى دوره فى العملية الإنتاجية بمعنى الكل مواطن يؤدى دوره ولا مكان هنا للغريزة أو العاطفة ولكن يبقى مجال للأصالة المحقة فى إحترام وتقديس قيمة العمل وعدم التواكل وعدم إستغلال الغير وهذا ما يمكن أن يقدمه الدين الذى يحض دوما على العمل وعدم التواكل وعدو التمييز العنصرى والإثنى .
إن إدارة عجلة الإنتاج سوف تكون باعثا على التنمية الإجتماعية فإن التوسع فى المنشئات سواء كانت فى مجال الصناعة أو الزراعة سوف تعمل على خلق فرص العمل المنتج وإمتصاص البطالة التى نتجت عن توقف العملية الإنتاجية نتيجة التبعية الإقتصادية كما أوضحنا سلفا وأن هذا التوسع هو حصن أمان للوطن والأمة فى عدم إعتمادها على الغير وهنا مثلا لابد من الإشارة إليه فهناك من الدول من كان بادئا معنا وهناك من بدأ بعدنا وقد لعبت هذه الدول دورا كبيرا فى الإنتاج العالمى فالصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا أصبحت دولا يعمل لها حسابها فى المعادلة العالمية بل الأكثر من هذا عندما فرضت الإمبريالية العالمية الحصار الإقتصادى على الدولة الإيرانية أصبحت هذه الدولة من الدول الصناعية الكبرى تملك العلم والمعرفة والتكنولوجيا التى مكنتها أن تخترق الفضاء .
إن هذا الأمر الذى يتطلب إعادة الإنتاج للحداثة لابد من توافر البيئة الصالحة إجتماعيا فلا بد أن يكون فى دولة يحترم فيها المواطن يكون حرا ولا تسمح له حريته من مس حرية الآخرين مواطن يعترف بالآخر حتى يكون المواطن قادرا على الإبداع وأن تكون الدولة دولة مؤسسات حقيقية لكل مؤسسة إستقلاليتها فلا تطغى سلطة مؤسسة على السلطة المؤسسة الأخرى وأن إستقلالية المؤسسات هى الخطوة الأولى نحو بناء ديموقراطى لأن المؤسسات قادرة على قهر الإستبداد وأخيرا ولإكتمال الحداثة يبقى الغائب دوما فى بناء دولة حديثة وهو ضرورة وجود قانون عصرى للإنتخابات ينتج عنه التمثيل الحقيقى للشعب ولن يتأتى هذا إلا بقانون النسبية وأن أى سلطة تحاول عدم الإعتماد على قانون النسبية يعنى هذا فتح الباب أمام خدش تحصين الشعب فى إعتماد ديموقراطية منقوصة إن قانون النسبية هو القانون الوحيد الذى يفرز أغلبية حقيقية وأقلية حقيقية وفيه تحترم الأغلبية رأى الأقلية .
إن الديموقراطية مع التنمية هما جناحا تحقيق العدالة الإجتماعية فبدنو تنمية حقيقية تأخذ فى إعتبارها أولا تنمية الموارد البشرية ثم بهذه التنمية تنمى الموارد الإقتصادية عندما تتوفر قوة العمل الصحية والماهرة هنا نستطيع التحدث عن العدالة الإجتماعية والتى تبدأ فى الأساس بخلق فرص عمل لإمتصاص البطالة الرهيبة التى خلفها عهد التبعية أما فيما يخص تحقيق العدالة الإجتماعية بتحديد سقف للحد الأدنى للأجور والحد الأعلى فإنه لامشكلة عندما تحدد الحد الأدنى للأجور فى مصر ولكن عندما يتطرق الأمر لتحديد الحد الأعلى هنا يكون المحك الرئيسى للثورة المصرية من كونها ثورة تملك إرادة التغيير أم مجرد حركة إصلاحية فإسقاط النظام يعنى إسقاط الدستور الكافل للنظام ثم إسقاط السلطة الحاكمة بواسطة هذا الدستور ولما كان توضيحنا سلفا قد شمل شكل السلطة الحاكمة وهو تحالف البلوتوقراط مع رجال الأعمال ولما كان البلوتوقراط هم المسيطرون على إدارة كافة مناحى السلطة بتمام هيكلها الإدارى البيروقراطى ولما كانت هذه الفئة التى أصبحت بحجم طبقة لا حدود لسقف أجورهم فمنهم من يتقاضى من خزينة الدولة مبالغ تقدر بأكثر من مليون جنيها شهريا ومنهم من يتقاضى المليون وما دون ذلك حتى سقف الخمسين ألف جنيها شهريا فكيف تضع لهؤلاء سقفا لايتجاوز حد الستة وثلاثين ألفا وفى ذات الوقت تبقى هذه الطبقة هى الطبقة التى تدير جهاز الدولة إلى الآن ويبقى السؤال الثورى هل نستطيع تغيير هذه السلطة ؟ أمنتى أن تكون الإجابة نعم نحن نستطيع .
إنه لكى يسكمل الشعب المصرى إنجاز ثورته الحديثة لابد له ومن خلال عملية القطع مع التبعية أن تكون المسألة الوطنية للأمة العربية والتى تتمحور حول الصراع العربى – الإسرائيلى داخل أجندة القطع مع التبعية وأن النضال الذى خاضه الشعب أخيرا حين إعتدت إسرائيل بقتل بعض الضباط والجنود المصريين على الخط الفاصل بين الحدود والذى وصل إلى حد إسقاط العلم الصهيونى من فوق سفارة العدو الصهيونى لهو موقف يعلن أن الأمة وفلسطين فى ضمير وحركة الشعب المصرى .
أما بخصوص الحديث عن الأصولية السلفية :-
فهذا يأخذنا إلى قراءة الكون الذى يجمعنا فهذا الكون وكما أسلفنا تسيطرعليه الرأسمالية العالمية فى ثوبها المعولم وأن كافة أزمات الرأسمالية الإمبريالية كانت تعالج بإعادة إنتاج ذاتها بعيدا عن تحولها الطبيعى نحو الإشتراكية حتى أصبحت هذه الكلمة تسبب نفورا لدى الرأسماليين ولكن لم يمنع هذا الرأسمالية العالمية وخاصة الأمريكية أن تلجأ غلى حلولا إشتراكية للخروج من أزمتها الأخيرة حيث قامت أمريكا رائدة الإقتصاد الحر بضم بعض المؤسسات المنهارة للدولة وهى التى تقوم على عدم تدخل الدولة فى العملية الإقتصادية وهنا لابد من الإشارة إلى أن أزمة النظام الإمبريالى العالمى لايحلها إلا الإستلاب الواقع على دول المحيط فإن إعادة إنتاج الإمبريالية العالمية لايتم إلا بواسطة الإستلاب المستمر من دول المحيط خاصة الدول التى تملك فوائض مالية ضخمة وأهمها فى العالم هى دول الخليج العربى التى تقع فى أمتنا العربية فكما أن ريع البترول هو دوما المنقذ للنظام الإمبريالى ويساعد هذا الريع فى إعادة إنتاج الإمبريالية فإنه وبالضرورة أن تعمل الدول الإمبريالية على إعادة إنتاج ثقافة التخلف لهذه الدول وما ذكرناه من رسم سياسة التخلف للدول الخليجية والذى بدأ بداية مع الإستعمار البريطانى وتمكين هذا الإستعمار من حكم الجزيرة العربية بواسطة أفكار الحركة الوهابية التى تناصب الحداثة العداء وتمكن هذه الحركة من السيطرة الكاملة بتحالفها مع الأسرة المالكة السعودية على ثقافة شعوب منطقة الخليج بواسطة الهيمنة العاطفية والهيمنة التقليدية فالهيمنة العاطفية بواسطة الوازع الدينى والهيمنة التقليدية بواسطة حكم القبيلة الأبوى وثقافة التخلف هنا تعنى تأبيد علاقات إنتاجية متخلفة فى المناطق الصحراوية وهى علاقات إنتاجية روعية فالأصولية السلفية منطقها العودة أو الرجوع إلى السلف ومنطقها أن أى محدثة أوبدعة حرام وبالتالى إن أى تغير فى العلاقات الإنتاجية حرام وهذا المنتج العاطفى للحركة الوهابية الأصولية السلفية يتقاطع مع المنتج من الهيمنة التقليدية لإتباع العادات والتقاليد القبلية والتى تتمثل فى السلطة الملكية المطلقة الحاكمة يبقى أن التحالف الحاكم فى المملكة السعودية هو تحالف دينى – قبلى أو بمعنى هو تحالف ثيوقراطى – أوتوقراطى هذا التحالف الذى يشطب الحداثة والعقلانية من وجوده هو الذى عمل على خلقه وتأبيده النظام العالمى الإمبرياليى حتى يكون هناك شعبا يحكم بالميتافيزيقا والعاطفة والنعرات القبلية ومن ثم يمكن إبهار هذا الشعب بالمظاهر المدنية الحديثة والتى تستهلك جزءا كبيرا من ثروته المختزنة كالإنبهار العقارى والإنبهار السلعى البذخى إضافة إلى بعض مظاهر الحداثة كوجود مصانع ضد البيئة تدار بالعمالة الوافدة كما تدار معظم مصالح الدولة بالعمالة الوافدة من دول الجوار العربية وكذا دول آسيا جنوبا وشرقا ووسطا .
لم تتوقف صناعة التخلف على شبه الجزيرة العربية ولكنها بالفعل والقوة الإمبريالية أخذت تشع من شبه الجزيرة العربية إلى روافد الأمة العربية فما لبثت أن ظهرت فى مصر حركات أصولية كجماعة الإخوان المسلمين المصرية ( وهى الجماعة الأم للإخوان المسلمين ) وذلك بعد تلاشى دولة الخلافة العثمانية فى تركيا فى عام 1928 م وقامت بهدف إحياء دولة الخلافة فى القاهرة وأخذت هذه الجماعة تتطور فى مطالبها حتى وصلت إلى الطمع فى السلطةومن هنا تكون جناح الإسلام السياسى فى مصر وهذا ماجعل هذه الجماعة فى صراع مع السلطة سواء السلطة الملكية قبل عام 1952 م أو مع السلطة الجمهورية بعد ذلك حتى تم مطاردتها ولجوئها إلى المنفى وقد كان المنفى الحاضن هو المملكة العربية السعودية حتى عادت هذه الجماعة بعد حرب 1973 م مع بدء تأسيس الجماعات السلفية الأصولية فى مواجهة مجتمع العلمنة والحداثة فى مصر الناصرية .
لقد عاد أفراد الجماعة بمسحة وهابية رغم العداء العقائدى بين الجماعتين فجماعة الإخوان المسلمين جماعة دينية بدأت دعوية ثم تنامت فى الطمع بالسلطة ولكنها جماعة سنية مذهبية أما جماعة الحركة الوهابية فهى جماعة لاتعترف يالمذاهب فالمذاهب بالنسبة لها أيضا تدخل فى نطاق البدع وهنا نجد أن الفارق بين الجماعتين فارق عقائدى وإن إتحدا فى المذهب السنى هذا الفارق أيضا يضحى فارقا فكريا أيديولوجيا فجماعة الإخوان المسلمين رغم أنها جماعة أصولية ولكنها ليست ضد الحداثة بالمجمل فهى تسير مع الحداثة فيما يخدم مصالحها وتسير مع المذهب الدينى أيضا فى خدمة هذه المصالح والتى تتمحور حول المطالبة بالسلطة الأمر الذى يتناقض مع الفكر الأصولى السلفى والذى يقف فى دعم الحاكم طالما لايخرج عن الملة .
إذاُ الإسلام السياسى فى مصر يتكون أساسا من جماعة الإخوان المسلمين أضيف لها فى سبعينيات القرن الماضى جماعات سلفية وسلفية أصولية وكافة روافد الإسلام السياسى طالما هى تعمل فى الدعوة للإسلام السياسى فهى فى خدمة العرش السعودى لأنها تعمل طبقا لأيديولوجيته وبالتالى تفتح لها الخزائن السعودية حامية حمى المحافظة على النظام الإمبريالى وأيضا حامية حمى الترويج للإسلام السياسى ولأن جماعة الإخوان المسلمين هى جماعة لاتحذف الحداثة من قاموسها وهى فى نفس الوقت تعمل على تولى السلطة فقد وجدت فى ثورة الشعب المصرى ضالتها المفقودة والتى قدمت لها على طبق من ذهب فنزلت مع الشعب الثائر لاحقا وتماهت معه فى المطالب حتى تواصلت مع روافدها الطبيعية فالجماعة فى طبيعتها تعمل كرأسمالية كومبرادورية وكان صراعها مع السلطة هوصراع من يستحق السلطة السلطة المستبدة المطلقة أم السلطة المستبدة بغطاء دينى وكون الجماعة تقدس العمل الفردى فوجدت فى النظام الليبرالى طريقها كما وجدت ضالتها فيما طرحه عالم الإجتماع ماكس فيبر فى كتابه الأخلاق البروتستنتية وروح الرأسمالية مرجعيتها الفكرية الحديثة من حيث تقديس الفردية الليبرالية أوحرية رأسالمال كما وجدت الجماعة فى طرح ماكس فيبر للهيمنة ضالتها فى الهيمنة العاطفية الدينية وخاصة عندما أدمج فيبر المذهب الكالفينى كداعم للرأسمالية حيث يحض المذهب على أن العناية والنعمة الإلهية هى الداعم للنجاح على الصعيد المادى أو بمعنى آخر فإن الله يبارك الرأسمالى الفردى ويجعاه الطريق إلى الخلاص وقد تماهى فكر الإخوان المسلمين مع هذه الأطروحات وأسست لها فكريا وجعلت من هذه الأيديولوجية مدخلها للسلطة خاصة فى تحالفها مع الجماعات الليبرالية .
إن التحالف الجديد الذى يواجهه الآن الشعب المصرى صانع الثورة والذى أأسقط نظام تحالف السلطة المستبد مع رجال الأعمال يواجه تحالفا جديدا بين سلطة رجال الأعمال التى تنادى بالليبرالية وسلطة جماعة الإخوان المسلمين والتى تطرح نوعا آخر من الإستبداد بطرحها أن الإسلام هو الحل ولم تنس الجماعة الأصولية أن تكون هى العقل وأن يكون جيش السلفية هو عضلاتها حيث أشار لها ماكس فيبر على أن سلطة الدولة الرأسمالية يكون منها المخلص المنعوم عليه وأن الطبقات الشعبية من السه9ل عليها إغراقها فى العاطفة الدينية الميتافيزيقية والغيبية .
وكان لابد من تحريك جحافل السلافيين لميدان التحرير حتى تظهر عضلات الإسلام السياسى وكان أيضا لابد من أن يفسح لهم المجال عبر الفضائيات ليطلقوا قناعتهم بالدولة الإسلامية وأن يقوموا بلعنة المدنية والعلمانية والليبرالية بالمرة على أساس أن هذه الألفاظ رجس ومن عمل الشيطان .
إن هذا الظهور وهذا التحالف الذى يجمع بين الليبراليين والإسلام السياسى الليبرالى لهو تحالف تدعمه ماديا ومعنويا الإمبريالية العالمية حيث أن هذا التحالف يساير ما تؤدلج له الإمبريالية من إنتاج التخلف للحفاظ على الحلفاء الطبيعيين فى الخليج العربى وإشراك فصيل من الإسلاميين فى السلطةحيث يقف هذا التحالف حائط صد لحماية صناعة التخلف الأصولى السلفى فى الخليج حيث يؤبد منبع رى الرأسمالية العالمية بواسطة البترودولار الخليجى لقاء حماية سلطة التخلف والخندقة من حولها وأن يقف هذا التحالف وبتأثيره العاطفى والمالى حيث يملك هذا التحالف رأسالمال المالى فى مواجهة التيار اليسارى الدافع لعجلة الحداثة وأن الصراع القادم بين الحداثة والأصولية السلفية سصوف يثكون صراعا حول الدولة الحديثة الديموقراطية القادرة على تحقيق العدالة الإجتماعية حيث سوف يناضل اليسار لتحقيق هذا الهدف فى مقابل التحالف اتلليبالى الأصولى والذى يملك المال فى الشارع القادم له من البترودولار متسلحا باللعب على الوتر الدينى العاطفى .
وإذا كان هذا الأمر فى نضال الشعب المصرى والذى قامت من أجله ثورته لتحقيق مبادئها السامية نحوالحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية فهو أيضا لابد أن يكون نضال الأمة وأن مطالب الأمة فى الحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية لابد أن تتقاطع وتتماهى مع مطالب الشعوب العربية والتى تحاك لها المؤامرات من الرأسمالية العالمية المعولمة والتى تستمد الأكسجين الخاص بتأبدها من النفط العربى .
لقد قامت الإمبرالية العالمية للإلتفاف على ثورة الشعب المصرى بإحتواء الثورة الليبية والتدخل بآلتها العسكرية لتحطيم الدولة الليبية وهدم البنية التحتية وذلك بدعوى مساندة الثورة للقضاء على الديكتاتور أو بدعوى حماية الشعب الليبى وبهذه الحماية قتل أكثر من خمسين ألفا من الاشعب بخلاف عشرات أو مئات الآلاف من المفقودين لقد نجحت الثورة الليبية بفضل الناتو فما هو المقابل ؟ لابد أن يكون تقسيم الثروة الليبة هو المقابل كما أعلنتها فرنسا مسبقا بأن دخولها ليبيا هو أفضل إستثمار لها حيث ضمنت 35% من النفط الليبى تحت تصرفها وهذا كمثال فى المقابل عملت الإمبريالية العالمية مع الحليف السعودى على إجهاض الثورة الشعبية فى اليمن وفى البحرين ذلك أن هذه الثورات تعمل على تأجيج الوضع فى المملكة السعودية وهو ما تناضل من أجله الأمبريالية العالمية فى إلتفافها حول الثورات العربية حتى تضمن الإمداد الريعى من النفط العربى وأن ما يحدث فى سوريا ليس بعيدا عن هذا الوضع العربى فنحن مع الثوار السوريون فى المطالبة المحقة لهم نحو الحرية والديموقراطية ولكنا نختلف أن يكون هذا بدفع من الإمبرالية العالمية ماديا بالإمداد بالسلاح ومعنويا بالحرب الإعلامية التى جندت لها الإمبرالية كافة إمكانيتها .
إن الدور الآن لابد وأن يتحمل المثقف المصرى والعربى والذى يحمل جين الحداثة الحق أن يقوم به نحو كشف زيف الإعلام وكشف زيف التأثير العاطفى ويبقى الهدف الأساسى مع أى طرف من الأطراف تقف الشعوب وتناضل هل فى طرف مصلحتها المحقة فى الحفاظ على ثرواتها الطبيعية وتحررها وتنورها بالحداثة ومقاومة العدو المغتصب لأرض الأمة فى فلسطين أم تقف الشعوب فى طرف مخلصها الأجنبى الذى إستعمرها ونهب ثرواتها فى السابق ومازال يجد الآليه لنهب ثرواتها مجددا فى إدخال الأمة فى أنفاق التخلف بدعوى تصدير الديموقراطية للشعوب العربية أكذوبة فضحت فى العراق .



#محمود_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة العربية الكبرى - ثورة الشعب المصرى بين الحقيقة والخدي ...
- الثورة العربية الكبرى فى مواجهة المكارثية
- ملف الثروة السمكية بمصر - حكاية بلد إسمه كفر الشيخ 4
- الثورة العربية الكبرى - فى مسألة القضاء
- الثورة العربية الكبرى والإعلام
- الثورة العربية الكبرى - فى الصراع
- الثورة العربية الكبرى - مسألة رى المنابع
- الثورة العربية الكبرى - فى مسألة تجفيف المنابع
- الثورة العربية الكبرى وخطر الإلتفاف
- الثورة العربية الكبرى فى مواجهة إستراتيجية الشرق الأوسط الجد ...
- الثورة العربية الكبرى - فى المسألة الليبية ( الصحراوية )
- ثورة الشعب المصرى - 10 - كلام حول الدستور
- ثورةالشعب المصرى -والتأثير الإقليمى
- ثورة الشعب المصرى - 8 نحوتحقيق أهداف الثورة
- ثورة الشعب المصرى والفساد-7
- ثورة الشعب المصرى -6
- ثورة الشعب المصرى-5
- ثورة شباب مصر -4
- هل يتم الآن إجهاض ثورة شباب مصر ؟ ثورة شباب مصر -3
- ثورة شباب مصر -2


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - الثورة العربية الكبرى - ثورة الشعب المصرى بين الحداثة والأصولية السلفية