السوريون بين فجور النظام و خجل العالم

إيمان البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 3556 - 2011 / 11 / 24 - 22:44
المحور: المجتمع المدني
    

الدبابات تحاصر الرستن و ريف دمشق ومدناً سوريّا أخرى ، و أيادٍ خبيثة ما زالت تحفر ذلك الخندق الأسود حوالي كامل مدينة حمص على مدار الأربع وعشرين ساعة دون كلل ولا ملل، و ألغام ٌزُرعت من درعا حتى حدود الأردن... و القناصة على الأسطح و رجال الأمن و الشبيحة في كل محافظة و بلدة و شارع وحي. القتلى يتساقطون كل يوم بالعشرات، أما عن الاعتقالات فحدّث ولا حرج... فلم يستثنوا متظاهراً أو كاتباً أو رسّاماً أو فناناً أو طبيباً أو أو... حتى أنهم يهاجمون البيوت الآمنة و يفعلون ما يفعلون.... سيارات الإسعاف يتم اختطافها و تتم تصفية كل من فيها من جرحى و كوادر طبية...المشافي تحوّلت لمسلخ يُقتل فيه الجرحى و يمثّل بأجسادهم... المفققودين أصبحوا بالآلاف ... آلاف العائلات نزحت و هربت من القتل و الموت الذي ساوى بين المرأة و الرجل و الطفل و الشاب و العجوز...

في سوريا اليوم لا دواء ولا وقود للتدفئة في هذا البرد القارس... أسعار المواد الغذائية كنار البارود وفي كثير من البلدات لا يوجد مواد غذائية أساساً!! السوريون يعايشون حرب حقيقية أعلنها بشار منذ خطابها الأول والأحمق... و رغم كل ما يجري من انتهاكات واضحة لأبسط حقوق الإنسان وما زال العالم يزرع مؤخرته السمينة على كرسيه المريح يتابعنا فقط من على شاشات التلفاز الحديثة... ورغم ذلك لم تتوضح لهم الصورة بعد و لم يحزموا أمرهم و ما زلنا بزمن الكلام فقط... فكل ما فعلوه للآن هو بعض التصريحات التي تبرد يوماً و تسخن يوماً آخر حسب الضغوطات والأحداث....الجامعة تضع الشروط لمبادرتها و تسمح للنظام بانتهاكها وتعطيه مهل ليس لها معنى سوى ترك يده تبطش دون هوادة. السؤال هو إلى متى و ماذا بعد؟؟ إلى متى سنستمر على هذه الشاكلة؟؟ إلى متى سنبقى متروكين نواجه أعتى الديكتاتوريات و أكثرها إجراماً؟؟؟

نحن بحاجة لحماية دولية للمدنين فوراً و بحاجة لحظر جوي و بحاجة لمنطقة عازلة... نحن بحاجة لأن يستيقظ المجتمع الدولي بكامله و يقوم بواجبه تجاهنا فنحن جزء منه و لسنا كائنات من خارج هذا الكوكب الأزرق الذي حوّل بشار الأسد لون سوريا والتي هي جزء منه إلى اللون الأحمر...لون الدم و الموت.... لون دماء أهلنا.


إيمان البغدادي

#إيمان_البغدادي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل