أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - وادي الطرشان














المزيد.....

وادي الطرشان


أحمد بسمار

الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صـرخـة في وادي الـطـرشــان

هل يمكن أن ننسى اليوم كل خلافاتنا, ونفكر في وطننا؟؟؟!!!...
هل يمكن أن نجلس على طاولة, أو على الأرض, أو على الرمل, أو في مقهى على شاطئ اللاذقية أو طرطوس, ونتكلم مع بعضنا البعض, دون هيجان, دون شتائم, دون تحيز. أن نتكلم فقط عما يمكن أن تؤول إليه ســـوريــا إذا لم نتكلم عنها. وإلى أي مصير معتم سوف ننتهي كلنا, ومستقبل غامض أجوف مجهول تنهي تعامينا وغضبنا واقتتالنا بين بعضنا البعض. نحن من كنا أبعد شعوب الأرض عن كل عنف, وأقربه إلى السلام والحب والسهرات العائلية المليئة بالطرب والجمال والهدوء واللقاء والضيافة. ومن تسعة أشهر تحركت فينا كل غرائز العنف والكراهية والطائفية والحذر من الآخـر وإقصائه. يجب سحله وقتله ومحو كل آثاره وأفكاره, لأنه لا يشبهني, لأنه لا يفكر مثلي, لأنه لا يؤمن مثلي, وخاصة لأنه ولد مع معتقد ديني آخــر..................

هذا أبشع ما أصابنا. تمزقنا إلى فئات مختلفة المعتقد الغيبي. وليس لاختلافنا على مبادئ اجتماعية أو فكرية أو حضارية أو ثقافية وإصلاحية. لنا نفس العادات والتقاليد. الإيجابية منها أو السلبية. فقتلنا الإيجابية منها وحرضنا وهيجنا وحاربنا بالسلبية منها أفظع من داحس والغبراء.. أو لنشر المعتقد الوحيد الواحد الذي تركنا نعتقد حتى مما قبل أن نولد.. بأننا أفضل أمة عند الله. وهذه الفكرة الراسخة جمدتنا.. وشدتنا إلى الوراء, كلما أراد أحدنا الخروج من القطيع والعائلة والعشيرة, للاطلاع على معتقدات أخرى, أو عوالم وحضارات ومعارف أخرى وثقافات مختلفة أخـرى........

هذه أولى وأهم نقاط ضعفنا وجمودنا.. أننا لا نقبل الفكر الآخر.. ولا المعتقد الآخر.. ولا مطلب الآخر.. ولا تفكير الآخر.. ولا عادات وتقاليد الآخر.. وخاصة كل ما هو تطور جديد لا نفهمه. ولهذا السبب يستطيع الغرب (المتنور) أن يبيعنا مكتشفاته بعلب مختومة تحمل دائما ختمه وبصماته. ونحن في نفس الوقت لا نصنع ولا نـنـتـج سوى الصوم والصلاة والنكاح والتفريخ والنوم... لا ننتج أي شيء.. وغالب أفكارنا لا تتعدى فقع الخطب التنكية والتهديدات العنترية والتفسيرات الفقهية.. والاقتتال بين بعضنا البعض حتى هذا المساء, من كان أفضل الوريثين لاستلام الخلافة من خمسة عشر قرن من الزمن. علما أنه كل ما تبقى من هذه الخلافة الأحلامية, مئات الباندوستانات وأشباه أنصاف الإمارات المجزأة, يؤكد مشايخها كل صباح أن رئيسهم أو نصف أميرهم من نسل نبي الإسلام.. وأنه اليوم خليفته الوحيد الفريد. حتى رئيس الوزراء التركي الحالي, يحلم أن يبايع سلطانا وأميرا للمؤمنين. علما أنه لا يتكلم كلمة عربية واحدة.. ولما لا؟؟؟... أولم يحكمنا أجداده أكثر من خمسة قرون باسم الإيمان والإسلام.. وحزبه الإسـلامي الحاكم اليوم؟؟؟ ألم يصبح ماركة مسجلة لكل التحركات والمظاهرات وحتى الثورات العربية من المحيط إلى الخليج.. ما عدا التي ترتدي العكال والحطاطة والدشداشة والشاروخ.. والتي ما زالت تحمي الكعبة والحجاج... لقاء مليارات الدولارات وحماية نفطها.. من مــامــا أمــريــكــا طبعا.............

لهذا آمل أن نعود إلى مقهى على الساحل السوري, بدلا من القاهرة واسطنبول وبروكسل وباريس, حتى نفكر ـ جديا ـ بمصيرنا. حتى لا نعود خلافة مجزأة مريضة متعبة, تنهشها الذئاب الجائعة ... لم تضع كل الفرص بعد للقاء عائلي ذكي عاقل للأسـرة السورية كلها, بجميع فئاتها, دون إقصاء أو شرط. وكل يفتح قلبه وفكره للآخـر, دون تردد أو نية خفية. تطرح الحلول كلها بدون استثناء, ورغبات الجماهير والمفكرين والنساء, ولا يغادرون الطاولة والقاعة المغلقة, حتى لقاء وإيجاد حــل دستوري مشترك لزبدة جميع هذه الأفكار الإصلاحية..........

بهذا قد نستطيع إنقاذ بلدنا, مما خطط له من تمزق وتفجير وخراب. حتى تزال هذه الصخرة القديمة التي تعرقل المخططات والمصالح المرسومة لهذا الشرق الأوسط الجديد. والذي لن يكون على الإطلاق لمستقبل هناء وحريات السوريين ومستقبلهم ومستقبل أولادهم.

أنا لا أطالب أي واحد منكم أن يتنازل عن مبادئه وأفكاره. إنما أن يحاول لقاء الآخر ولو مرة واحدة.. مرة واحدة طويلة حتى يلتقيا على فكرة واحدة على الأقل.. حماية سوريا.

قبل أن أختم هذا المقال.. هذا المساء.. أعرف أن كتابتي وصرختي سوف تذهبان هباء وضياعا في وادي الـطـرشــإن... ولكنني أديت واجبي.. من يدري.. من يدري.. من يدري... قد يــولــد الأمل حتى من وادي الطرشــإن!!!................
ولجميع القارئات والقراء.. أطيب تحياتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة



#أحمد_بسمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة سلمية لبعض المعلقين
- Agnès Maryam de La Croix
- رسالة إلى الدكتور برهان غليون
- عروبة.. بلا عرب
- تساؤل حزين مشروع
- كراكوز عيواظ
- الإعلام.. سلاح دمار شامل
- راديو حمص
- عودة إلى ديانا أحمد.. تعليق
- رد و تعليق
- ماما أمريكا
- Média-Mensonge إعلام الكذب
- رسالة إلى ديانا أحمد
- الحلقة المفرغة
- تحية إلى كريستيان بل
- عودة العتمة
- عودة..إلى مقال العفيف الأخضر
- رد إلى ديانا أحمد
- أبيض وأسود..رد على مقال ريحان رمضان
- قصة زينب عمر الحصني


المزيد.....




- -لاس فيغاس آسيا-..كيف يبدو العيش في ماكاو؟
- شاهد ضباط شرطة لوس أنجلوس يزيلون مخيمًا مؤيدًا للفلسطينيين ف ...
- -خطوة مركزية في بناء دولة الاتحاد وتحصينها-.. أنور قرقاش يشي ...
- قيادي في -حماس-: سنُهدي -النصر المبي-ن للسيسي وكل الزعماء ال ...
- ثاني توهج قوي يحدث على الشمس في يوم واحد!
- الخارجية الروسية: الغرب نسي دروس الماضي ويمضي نحو سباق التسل ...
- بوتين يوجه ببدء الاستعدادات لإجراء تدريبات على استخدام الأسل ...
- سياسي بريطاني يحذر من تصريحات كاميرون -غير المنتخب- عن حق أو ...
- هل فقدت فرنسا صوابها؟
- أردوغان يلعب ورقةَ مناهضةِ إسرائيل


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - وادي الطرشان