أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - كراكوز عيواظ














المزيد.....

كراكوز عيواظ


أحمد بسمار

الحوار المتمدن-العدد: 3547 - 2011 / 11 / 15 - 00:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كـركـوز ـ عـيـواظ

عندما كنت صغيرا كنت أحب القصص والسينما, وكل ما يحدث عن العجائب والغرائب والحب والعنتريات. ولكن السينما كانت غالية. فلجأت إلى مخترع مبدع عمد إلى اختراع مسرح متنقل على دولاب, بشخصيات مرسومة كرتونيا يحركه بخيطان مربوطة بأصابعه العشرة…لأن مسرحه مؤلف من عشرة شخصيات حسب الأصابع المحدودة بعشرة…كنا نسميه : كراكوز عيواظ. حسب شخصيات وأبطال مسرحه الكرتوني على عربة. وكان يقبل منا ما نقدمه من مواد غذائية كالبرغل أو قليلا من السكر,, نختلسها غالبا من مؤونة أهالينا.. وأنصاف الميسورين منا.. كابن بائع مواد البناء يدفعون عملة (قليلة) رنانة...........
*****
ولت الطفولة وولى الزمن من سنين طويلة طويلة.. غادرت فيها البلد واستوطنت في بلد أوروبي...وبهذه الأحداث ـ بعد انقطاع طويل ـ عاد الوصال والاتصال للإطمئنان عن الأهل والأقرباء وأصدقاء الطفولة والمدرسة والذكريات الحلوة والمريرة, واضطررت لتجهيز بيتي للحصول على جميع القنوات السورية والعربية, بالإضافة إلى عناوين العشرات من الجرائد العربية الالكترونية على الأنترنيت, للبقاء مع الأحداث 24 ساعة على 24 ساعة والتي كانت تتضارب وتنتفخ بأشكال وأرقام وأحداث وفظائع مهولة وجثث متفجرة متقطعة...تابعتها من البوعزيزي.. وأحجار الدومينو العربية التي تتساقط واحدة تلو الأخرى من تونس لمصر لليبيا للبحرين.. حتى وصلت لبلد مولدي ســــوريــا, والتي لم أتصور في يوم من الأيام أن شعب هذا البلد يمكنه أن يمارس العنف.. والعنف الجماعي, بأبسط أشكاله.. حتى أبشعها وأخطرها.. لم أكن أتصور أن أناسا آكاديميين وجامعيين ومثقفين يمكنهم أن يتأمروا عليه من الخارج, مطالبين بقمعه, كما حصل في العراق.. وكما حصل في ليبيا, وما تبع من مــآس فظيعة رهيبة غير إنسانية.. هنا تذكرت كراكوز ـ عيواظ طفولتي وشخصياته العنيفة والرؤوس التي كانت تهوي تحت أصابع صاحب العربة...

أتساءل من يحرك الخيطان اليوم... هل هم أبناء عمنا أو أشقاؤنا.. أم جيراننا.. هل هم الأصابع التي تحرك... أم شخصيات تحرك.. ومن يحرك الذي يحرك؟؟؟ّّّ!!!... هل ما سمي خطأ الجامعة العربية هي الصندوق على العربة الذي يحمل الشخصيات الكرتونية المطوية.. والسيد كراكوز عيواظ هو اليوم السيد باراك حسين أوباما وماما كلينتون.. أم أنهما أيضا من الشخصيات الكرتونية النائمة أيضا في الصندوق والتي تحركها خيطان وأصابع ماهرة ترسم من سنوات أجندة الشرق الأوسط الجديد.. الجديد المصحر.

إنهم مهرة محركو هذا الكراكوز عيواظ اليوم.. لأننا من سنين نقتل بعضنا البعض.. بالمئات.. بالآلاف.. تارة من أجل استرجاع فلسطين.. وتارة من أجل الحريات العامة.. وتارة من أجل الديمقراطية.. واليوم وبعد كل هذا أين نحن اليوم؟ ... ما زلنا نقتتل ونموت ونصرخ يعيش بعيش يـسـقـط,,يـسـقـط.. الله أكبر.. ألله أكبر.. شريعة إسلامية.. الله أكبر؟
أين نحن اليوم لا الله معنا.. ولم نستعد شبرا من فلسطين.. ولا نحلم بأية حرية.. ولم نعرف ماذا تعني الديمقراطية!!!...

هل نتعلم من تجارب الأحداث.. هل نتعظ من أمراضنا وما سببه لنا البترول من مصائب.. ولماذا نقتتل دائما بين بعضنا البعض من خمسة عشر قرن حتى اليوم... ولماذا العالم كله يمشي باتجاه الحضارة والعلم والأنترنيت والاكتشافات والحريات ومساواة المرأة والرجل.. ونحن نتعربش بالدين وفرج المرأة والشريعة والعادات والتقاليد الصحراوية ولا نسمع سوى أوامر ماما أمريكا, بدلا من أن نتكاتف ونقوى ونتعاضد مع بعضنا البعض ونحمي إمكانياتنا ونسير إلى عالم المعرفة الذي يفتح لنا دروب الحريات الحقيقية والديمقراطية الحقيقية. لماذا نقبل مرض التمزق والتفرقة الطائفي الذي نخر كياننا كالسرطان من خمسة عشر قرن حتى اليوم...

يا ناس.. يا قوم.. يا بشر.. مصيركم بين أيديكم.. لن يحميكم الناتو.. ولن يحميكم باراك حسين أوباما..وخصيانهم من حماة الكعبة والبترول وصارخي الجزيرة وندابيها المحترفين. مصيركم بين أيديكم.. ومستقبل البلد ومصيره مستقبلكم.. لا تمزقوه... واقطعوا الخيطان التي تحرككم... واخرجوا من الصندوق وكونوا صانعي شخصيات المستقبل والتاريخ الحقيقية... أحياء.. مفكرين.. أذكياء.. لا من كــرتــون!!!.................

ولكم جميعا أطيب تحياتي المهذبة
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة.



#أحمد_بسمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام.. سلاح دمار شامل
- راديو حمص
- عودة إلى ديانا أحمد.. تعليق
- رد و تعليق
- ماما أمريكا
- Média-Mensonge إعلام الكذب
- رسالة إلى ديانا أحمد
- الحلقة المفرغة
- تحية إلى كريستيان بل
- عودة العتمة
- عودة..إلى مقال العفيف الأخضر
- رد إلى ديانا أحمد
- أبيض وأسود..رد على مقال ريحان رمضان
- قصة زينب عمر الحصني
- رسالة إلى صديقي
- سوريا.. شعبها حاميها!...
- E M B A R G O
- ماما كلينتون.. آسفة
- صديقتي شيرين
- تفسير


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - كراكوز عيواظ