أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - صديقتي شيرين














المزيد.....

صديقتي شيرين


أحمد بسمار

الحوار المتمدن-العدد: 3498 - 2011 / 9 / 26 - 00:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



صديقتي شيرين طالبة سورية تحضر دكتوراه في فرنسا. لها أخ متطوع في جمعية إسعافية سورية, تخفف ألم الجرحى والمرضى المعوزين في مدينة سورية, لا تبعد كثيرا عن الحدود اللبنانية, حيث تعرض عدد من رجال الجيش والأمن السوري لكمين أقامه عدد غير محدود من المسلحين الملثمين.. فقتل وجرح منهم عدة عشرات, مما أضطر أخا شيرين, لنقل بعض من القتلى والجرحى إلى أقرب المستشفيات لأقرب مدينة سورية.
أيقظتني صديقتي هذا الليل. إذ إنها تتصل عدة مرات بعائلتها في سوريا, بواسطة الهاتف أو الأنترنيت, قائلة لي وهي تشكي وتبكي, أخي يا أحمد.. أخي. لقد ذهب منذ أكثر من 24 ساعة لإسعاف الجرحى وليس عند أهلي وليس عندي منه أي خبر.
هذه هي سوريا اليوم. هذا البلد الطيب الأمين.. قلق وخوف وهلع في قلوب المواطنين الصابرين.. في قلوب الأهالي المنتظرين أبنائهم وأخواتهم وأزواجهم.. كأنما سوريا أصبحت حـفـرة الـمـوت ومرتع العصابات المأجورة التي تقتل وتروع على الهوية.. وحسب الهوية.. ويا ويل من يحمل اسما لا يرضي مزاج المهولين المروعين والقتلة والقناصة الملثمين المحترفين.
سوريا التي كان أمنها وأمانها أطيب وأصح من أية قرية سويسرية, أصبحت مع مزيد الخوف والألم والحزن الأكيد, غابة يرتع فيها ذئاب لا دين لهم ولا مبدأ, تصرخ هادرة الله أكبر وهي تنهش وهي تقتل, رافعة أعلام الله طالبة عونه وبركاته.. ولا أسمع صوت هذا الإله ولا الأمراء الذين يتكلمون باسمه يصرخون لعبيدهم : كــفــا!!! ولا يطلبون سوى المزيد من شظايا اللحم والدم والرؤوس المفصولة والأيادي المقطوعة والترويع والتهويل في سبيل الحرية والديمقراطية وإسقاط النظام.............

أتساءل أيها القتلة.. أتساءل يا أمراء القتلة.. هل تستحق سوريا كل هذا؟؟؟ هل تستحق الحرية كل هذا؟؟؟ وماذا تفيدكم الديمقراطية وأياديكم ملوثة بدماء أبناء وطنكم.. وسيوفكم تتكسر على رقاب بريئة, ما ذنبها سوى أنها تحمل اسما ليس من عشيرتكم. كأنما المواطنة لم يتبق منها سوى اسم حي ترابي في قرية مجهولة, أو عشيرة واحدة, أو مذهب لم يعد يقبل أي معتقد أو مذهب آخر.

أهذه هي سوريا اليوم.. وما آلت إليه. بعدما وزعت الحضارة والثقافة والإبداع إلى العالم كله.. أصبحت البلد الذي يروع أهالي حارة صديقتي شيرين.. وأهل صديقتي شيرين.. والسكان المسالمين. أصبحت بلد القتل والقنص والإرهاب والتهويل والترويع, والجار الذي لا يأمن لجاره. لأنه يحمل إسما لا يشبه اسم هويته!!!...
يا قوم بلدي استيقظوا من غيظكم البركاني المحموم.. وهل تستحق حريات العالم كله أن يقتتل سكان بلد واحد بين بعضهم البعض, ويتمزق آلاف الأبرياء؟؟؟ هل تقتتلون من أجل الحرية أم أجل اختلاف الرأي والشكل والفتوى والمعتقد؟
من يهيجون حيوانيتكم من فضائيات بعيدة, بكلمات معسولة, آمنون في مكاتبهم ومحطاتهم, هم آمنون بعيدون عن كل خطر.. قابضون ثمن أرواحكم الرخيصة مليارات ومليارات من براميل النفط الوسخ. والخطابات العرعورية وفتاويها بالقتل والذبح والقنص وسحل الجثث, كيف يرضى إلهكم بها إن كنتم تؤمنون...
كيف تقبلون قتل جاركم البريء, بعد أن عشتم معه خمسين سنة, وأنتم تحملون نفايات ضمائركم بكل طمأنينة, كأنما تذبحون خراف العيد؟؟؟... وكيف بعد كل هذا تستطيعون الركوع أمام إلهكم طالبين بركاته آمنين؟؟؟...
يا أهل بلدي.. يا قوم.. يا بشر..
ألا تستطيعون أن تفكروا لحظة واحدة أن أردوغان وحمد وأوباما وساركوزي وغيرهم, لا تهمهم لا حريتكم ولا هناءكم ولا سعادتكم ولا مستقبل أولادكم. لستم في نظرهم وتحليلاتهم أكثر قيمة من الحجارة التي ترمونها على أفراد جيشكم الذين هم أخوتكم وأبناء عمومتكم وجيرانكم. وعندما يصلون إلى مآربهم, ولست أدري إن كنتم تفهمون أو تحللون. عندما يصلون إلى مآربهم التي هي خرابه ومواته وتشتيتكم وتمزيقكم, ليعيش بلد إسـرائيل ومؤسساته العالمية التي يعملون لها منذ تكونوا ونشؤوا وحضنتهم هذه المؤسسات الإجرامية التخريبية التي يخدمونها وحدها بولاء كامل...وليعم تصحير كل البلاد التي تحيط بها, لتبقى صيانتها وديمومتها وأمانها إلى الأبد, ويصبح أبناؤكم عبيدها المنتجين...
استيقظوا.. تحاوروا.. تشاوروا.. اتفقوا وابنوا مصيركم ودفاعكم وحرياتكم ;ومستقبلكم معا.. بين بعضكم البعض قبل أن يفوت الأوان.. ويعم الحزن عليكم.. كما يسيطر اليوم على عائلة صديقتي شـيـريـن!!!...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة



#أحمد_بسمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفسير
- صديقي الذي لم يعد صديقي...
- أردوغان؟..خليفة؟!...
- يا أهل بلدي
- سوريا؟..الله حاميها؟؟؟...
- مساء بلا شبيحة.. بلا قناصة!!!...
- من يقول الحقيقة..يقتل!
- مساطر حوارية.. أو طاسة ضايعة؟؟؟
- دفاعا عن مايكل نبيل.. وعن العلمانية
- جائزة غوت تمنح لأدونيس
- آخر رسالة للحوار
- تساؤل...أتساءل
- الله.. رمضان.. ونحن...
- رسالة إلى أسحق قومي
- آخر أمنية مخنوقة
- رسالة ثانية.. أرجو أن تكون الأخيرة
- خلاف فكري.. أم قمع فكري؟؟؟
- Bernard Henry Lévy
- رسالة آمل أن تنشر
- رسالتي إلى المجهول


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - صديقتي شيرين