أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - وحش الطاوة














المزيد.....

وحش الطاوة


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3527 - 2011 / 10 / 26 - 08:02
المحور: كتابات ساخرة
    


في يوم ما من سبعينات القرن العشرين وجدت اني لا املك حتى ثمن علبة دخان وكان راتبي آنذاك 75 دينارا لاغير، واستعرضت كل المحاولات التي سأقوم بها لشراء علبة دخان وكان سعرها في ذلك الوقت 130 فلسا بلا فائدة.
كنت جنب مصرف الرافدين المركزي في شارع الرشيد فخطر على بالي ان ارى الالوف المؤلفة من الدنانير وبعدها يحلها الله.
دخلت بكل عزيمة الشباب لأطلب مقابلة صحفية مع مديرعام المصرف لاجري معه حوارا وتتكحل عيناي بملايين الدنانير وكان لي ماأردت فقد كنت محررا في مجلة واسعة الانتشار آنذاك.
دقائق وكنت في مكتبه، وياله من مكتب فقد كان علي ان اسير اكثر من 30 قدما حتى اصل الى حيث يجلس.
ما أريد اطيل الحديث عن موضوع اللقاء الذي عزمت على نشره في حالة قناعتي بما سأرى، فقد كان في ذهني ان ارى اكداس الدنانير. طلبت من سيادته ان ارى مكان النقود فقادني الى سرداب تحت الارض وعليك ان تقطع اكثر من 100سلمة نزولا حتى تصل الى هناك.
وبكل ادب مفتعل طلب ان انزل قبله فتعوذت من الشيطان الرجيم وبدأت بالنزول وانا بالكاد ارى موطىء قدمي ولاحظ السيد المدير العام حيرتي فأمر باشعال كل مفاتيح الاضوية.
لم اكن ادري اني اقف الى جانب حائط ملوث بالحناء وحسبت في بادىء ان عامل النظافة نسي ان ينظف الحائط ولكن السيد المدير قال ضاحكا: لاتستغرب فمن المعروف ان الحناء تذهب الحسد وكما تعرف لدينا اطنان من الدنانير والدولارات وبقية العملات المتداولة عالميا اضافة طوابع لاتقدر بثمن.
انجزت مهمتي وفعلا رأيت اطنان الدولارات ولكن الذي حيرني هو عدم تمكني من الاجابة على سؤال هل فعلا الحناء تذهب الحسد ولماذا الحناء بالذات فاكل يعرف انها تستعمل للزينة وصبغ اليدين في ايام الاعياد ومناسبات الزواج وكانت ايضا دواء لاعراض الصداع النصفي اوالكلي ولكن ان تذهب بالحسد فهذا امر لم يخطر ببالي ابدا.
سخرت من المدير الذي مازال يعيش في القرن الواحد ولم يدرك ان مصرفه الموقر يحرسه عشرات الحراس ومرتبط باجهزة انذار متطورة جدا.
لم اتذكر هذه الحكاية الا يوم امس حيث بعث لي احد الزملاء بصورة لطائرة عراقية جاثمة في المطار وقد لطخت جدرانها بالحناء.
حدقت بالصورة جيدا لعلي اكذب عيني ولكن الامر كان حقيقة اذ يبدو ان وزير المواصلات امر بتلطيخ جدران الطائرات العراقية بالحناء فقد كانت كفوف من الحناء مطبوعة على جدارالطائرة من الخارج ولا ادري بعد ذلك من الذي له الصلاحية المالية لشراء هذه الكميات من الحناء وهل هناك بند صرف خاص بصرف ذلك؟ كل شيء جائز في هذا العراق العظيم.
فاصل غير محتشم: لانلوم السيد عز الدين الدولة وزير الزراعة في تصريحه امس فالمسوؤلين الذين يؤمنون بان الحناء هي البديل لكل المسوؤلين في العراق وليس مستبعدا ان يستعاض بها قريبا باستعمالها بدلا من رجال الحماية.
ظهر السيد الدولة على الصحفيين وقال امس: ان على الشعب العراق عدم استعمال الاغذية المترفة.
ياسيادة وزير الدولة، يبدو انك قد هبطت بالامس من كوكب آخر وغاب عن بالك وجود 7 ملايين عراقي تحت خط الفقر ومليون آخر عاطل عن العمل ، وسعت محافظة الانبار امس الى حصر عدد المتسولين في المحافظة ومعرفة اسباب امتهانهم لهذه المهنة. فهل يمكن ل 10 ملايين عراقي ان يستعملوا او يطبخو الاغذية المترفة أم انك تقصد،والله اعلم، الوزراء وانت واحد منهم مع المدراء العامين والتنابلة في مجلس البرلمان ومدراء البنوك مشمولين بهذا التقشف الغذائي؟
اتق الله يارجل لأن ذاكرتك ضعيفة فهؤلاء لم يتغير في حالهم شيئا فمازالوا يعيشون على وحش الطاوة اتدري ماهو ام تريد ان نذّكرك؟.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقبال المعزين بمناسبة وفاة الحكومة العراقية
- العراق يصّدر التجارب الانسانية في عجائب البله والانانية
- يابعد عيني يابت كاصد
- عبادة الاوثان البشرية
- مسرحية من ثلاثة فصول غير مفهومة
- ظلمة ودليلها الله
- القائد الضرورة محمود أحمدي نجاد
- مراهقون في سوق النخاسة
- ولاتنابزوا بامريكا ياقبانجي
- الامير نايف والسيد النائب وبينهما حسين
- طراطيش كلام مع اعتذار شديد اللهجة
- هذا تالي عمرك يانجيفي تصرف لنفسك عيدية وتسرق
- أهذا هو اسلامكم ياأصحاب العمائم والسكسوكه؟
- راشد يزرع... راشد يلطم
- ماذا حدث لطلاب حي الخان في روضة البرلمان
- ثلاثة زناجيل تدعو للطم
- الحمار حمارنه بس اجلاله تغير
- ما لم يقله الناس بعد
- النجف الاشرف خط احمر
- الله يامحسنين.. وزارة يامحسنين


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - وحش الطاوة