أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - السيد المواطن














المزيد.....

السيد المواطن


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3524 - 2011 / 10 / 23 - 22:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو إن المواطن العراقي أعجبته ممارسة الشكوى والاعلان اليومي عن مشاعر الاسى والغضب والتذمر من سوء حاله وعدم ايفاء من انتخبهم بما وعدوه ووصل الاعجاب بهذه الممارسات الى حد الادمان ولم يعد المواطن يفكر او يرغب في تحمل أي مسؤولية في تصحيح ما آلت إليه الاوضاع ويتصور هذا المواطن إن كل عملية تصحيح تعني الوقوف في الضفة المضادة للعملية السياسية وان تكون عبر تجاوز الاليات السلمية للمطالب.
قد يستغرب المواطن العراقي من توجيه النقد إليه فهو يتصور نفسه ضحية أبدية للساسة ويريد تصوير الساسة دائما على انهم الجلادين ولذلك يجب توجيه النقد واللوم لهم متناسيا إنه السبب الرئيس بصورة أو أخرى في وجودهم في مقاعد السلطة وفي استمرار وجودهم فيها دورة بعد أخرى، لا أحد يريد الدفاع عن الساسة بل انهم لا يشعرون أبدا بالحاجة لمن يدافع عنهم فهم يمارسون هذه الوظيفة (الدفاع عن انفسهم ومهاجمة الاخرين) ليل نهار حتى تكاد ان تكون هي الوظيفة الوحيدة لهم، لكن الاتجاه لنقد سلبية المواطن وأحيانا تعمده الاضرار بنفسه سببه هو عدم اهتمام الساسة بما يوجه إليهم من نقد ومن ثم الرد على منتقديهم بعبارة واضحة وقانونية "انهم يمثلون الشعب وحصلوا على اصواته وثقته" أما كيف تصرفوا بهذه الاصوات وهذه الثقة فهو أمر آخر وتصبح حجتهم دامغة عندما يتكرر نجاحهم في الوثوب الى السلطة مرة بعد أخرى بفضل تصويت المواطنين.
لم تعد هناك فائدة من توجيه النقد للساسة فعلى مدى دورتين كشف الساسة وتنظيماتهم عن طريقة ادارتهم للبلاد ومدى إلتزامهم بوعودهم ومستوى قدرتهم على تنفيذ تلك الوعود وفعالية ونشاط كل منهم وخلال هذه السنوات كشف كل منهم عن السقف الاعلى للاداء الذي يمكنه بلوغه.
هناك ذرائع عديدة يتسلح بها المواطن لحماية موقفه الشاكي المتذمر السلبي، منها إنه يقع تحت تأثير المشاعر الطائفية أو العرقية وانه ينسى كل مقاييس الاداء التي يمكن الاعتماد عليها في تحديد كفاءة وصدق الساسة في حمى القلق على مصير الجماعة التي ينتمي اليها، لكن هاهو الزمن يكشف له اللعبة ويفضح دهاليز مفاعل الاحتقانات التي يديرها الساسة لصالحهم ليحصلوا على اصوات الناخبين بينما يحافظون هم على علاقاتهم التحالفية مع من يصورونهم للناخبين على انهم اعداء من جهة، ويحافظون ايضا على ديمومة المشاكل المثيرة للاحتقانات الطائفية والعرقية من جهة أخرى، فهم لا يفرطون في منجم الذهب الدائم هذا أي المشاكل العرقية والطائفية.
لقد تكررت لعبة التأجيج والتهدئة التي يمارسها الساسة يوميا عبر ممارسات اعلامية سطحية وتبادل للاتهامات وبلغ هذا التكرار مرحلة إنكشفت فيها كل أسرار اللعبة المملة ولا مبرر لانطلائها الا على اولئك الذين اعمتهم مشاعر التعصب أو فقدوا ذاكرتهم منذ زمن بعيد، وإلا فما مبرر المنخدعين بنفس الحيل مرارا وتكرارا.
العراقيون يقتربون من عدة استحقاقات والاهم انهم يعيشون نقطة تحول مع اقتراب موعد الانسحاب الامريكي والى ذلك فأن نصف عمر الدورة الانتخابية للبرلمان والحكومة يكاد يكتمل ونقطة الانتصاف في التقاليد الديمقراطية هي نقطة المساءلة الكبيرة حيث لا تترك الشعوب المتحضرة أمر اتخاذ القرار الى اللحظة الاخيرة في تحديد مسار التصويت فتتأثر بكل كلمة وكل حدث عابر او تجلس في انتظار الهبات والهدايا من السلطة التي تريد تحسين صورتها في عين المواطن فتتربص به في الايام الاخيرة من عمرها فتكيد له وتغويه وتجر قدمه الى الفخاخ التي سبق له أن وقع فيها.
الديمقراطية تقوم على إن المواطن هو صاحب السلطة الحقيقي، أي إنه هو السيد والاليات الدستورية تضع بين يديه أدوات هذه السيادة أم إن المواطن يريد أن يكون سيدا مخدوعا فتدار اموره ضد رغبته وضد مصلحته، وللذكرى يقول الشاعر العربي:
ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمـرك
وإذا قصـدت لـحاجـةٍ فاقصد لمعترفٍ بقدرك



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطة العراقية
- دولة خائفة من الاسماء
- حمايات المسؤولين
- القضايا العليا في انتظار المأساة
- موازنة الاحزان العراقية
- تأجيل الموقف من ميناء مبارك
- دولة عشوائية
- الأمن قرار سياسي
- مناصب بالوكالة
- معتقلون من أجل الهرب
- الخلافات مربحة في العراق
- أزمة وزير الداخلية
- أردوغان..الروح المزيفة
- موعدنا بعد العيد
- هدوء عراقي وغضب مصري
- أوسلو وكابول مع الفارق
- الحسم العسكري
- تصفية الأزمات..العراق بين ايران والكويت
- عن الاستقرار الجميل
- برلمان يفوق الخيال


المزيد.....




- كاميرا ترصد رياحًا شديدة تترك مئات الآلاف بدون كهرباء في تكس ...
- انهيار الرصيف الأمريكي العائم قبالة غزة.. وتوقف تدفق المساعد ...
- صورة -قبلة حميمية- منسوبة لوزيرة مغربية مع رجل أعمال أسترالي ...
- 21 قتيلًا في -مجزرة إسرائيلية جديدة- وقعت في مخيم للنازحين و ...
- بوتين يصل إلى أوزبكستان في ثالث زيارة خارجية بعد إعادة توليه ...
- مؤقتا.. البنتاغون ينقل رصيف غزة إلى إسرائيل
- أوكرانيا تواجه أسوأ أزماتها منذ بداية الحرب
- علقت انعقادها وعاقبته.. نائب فرنسي يرفع علم فلسطين خلال جلسة ...
- ماكرون يتسلم جائزة ويستفاليا الدولية للسلام في مونستر الألما ...
- السعودية.. الملك سلمان بن عبد العزيز يترأس جلسة الحكومة ويشك ...


المزيد.....

- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - السيد المواطن