أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - قبل أن تتحول مصر إلى لبنان آخر















المزيد.....

قبل أن تتحول مصر إلى لبنان آخر


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 3523 - 2011 / 10 / 22 - 19:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أحداث ماسبيرو الأخيرة التي أسفرت عن مقتل 25 شهيداً وإصابة المئات يجب ألا تمر علينا مر الكرام، سواء أكانت وراء هذه الأحداث أيدي خارجية،أو فلول من النظام السابق أو غيرها من الشماعات التي اعتدنا أن نعلق عليها دائماً أخطائنا،حتى لا تتكرر هذه الأحداث التي هي عار في وجه مصر الحضارة وفي وجه المصريين،علينا أن نقف وقفة جادة لممارسة نقدنا الذاتي، ونعترف أن للأقباط حقوق دينية ومدنية يجب أن يحصلوا عليها أسوة بإخوتهم في الله والوطن المسلمون، وهذه الحقوق لن يتمتعوا بها إلا في ظل دولة مدنية تكون "الديمقراطية" و "المواطنة" و"الحرية" بمعناها الواسع ،حرية الرأي وحرية العقيدة، أساس مبدأ التعامل بين أبناء مصر،فلا فرق بين مصري مسلم ومصري قبطي إلا بالكفاءة و العمل الصالح،وعلى ذلك فليتنافس المتنافسون.
ماذا يريد الأقباط؟
1 – بالنسبة لبناء الكنائس،لماذا يسمح المسلمون لأنفسهم ببناء مساجد في أي مكان وفي أي زمان وبدون تراخيص ،ولا يسمح للأقباط بتجديد كنائسهم القديمة وبناء كنائس جديدة؟ المسلمون في تزايد مستمر،وهم بحاجة لبناء مساجد جديدة لتسع عدد المصلين،هذا واقع،ونفس الشيء بالنسبة للأقباط فإن أعدادهم تتزايد مع مر الزمن وهم في حاجة أيضاً للتوسع في بناء الكنائس لتسع أعداد الأقباط المتزايدة،فهل بمطالبتهم المساواة مع إخوتهم المسلمين في بناء كنائس جديدة فيه تطاول وظلم للإسلام والمسلمين؟!.
2 – بالنسبة لأسلمة الفتيات القاصرات،هذه المشكلة التي تثير كثير من الفتن والحوادث بين الأقباط والمسلمين،حيث ُتختطف الفتاة القاصر ويتم الاعتداء الجنسي عليها،وتخاف الفتاة من الفضيحة فتتم أسلمتها وحجابها والزواج منها،والحوادث التي تمت بهذه الطريقة كثيرة،والحل هو عدم قبول دخول أي فتاة في الإسلام قبل سن الرشد 21 سنة،ولا يتم الزواج بها قبل ذلك،وأن تكون هناك لجنة مكونة من مسلمين معتدلين ومسيحيين معتدلين ُتعرض عليهم الفتاة أو الفتى الذي يريد أن يغير دينه سواء من المسيحية إلى الإسلام أو العكس،بدون أي ضغوط أو تهديد بالقتل،عملاً بالآية الكريمة التي تقول:" من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"التي فسرها الإمام المستنير محمد عبده في تفسيره" المنار"بقوله:" من شاء الدخول فيه فليدخل،ومن شاء الخروج منه فليخرج". فهل يعقل أن نحرق وطننا الغالي من أجل أسلمة فتاة أو فتاتين نحرق الوطن ونخسر العلاقة الطيبة مع إخوتنا في الله والوطن "الأقباط"؟،فالإسلام لن يقوى بأسلمة هاتين الفتاتين،والمسيحية لن تضعف بخروجهن من المسيحية ،فمصر هي الخاسر بهذه الأفعال الصبيانية.
بالنسبة للحقوق المدنية:
1 – مساواة الأقباط مع المسلمين في التدرج الوظيفي،وأن لا تمنع عنهم بعض الوظائف أو الوزارات لأنهم أقباط،حيث يشعر الأقباط أنهم محرومون من الوزارات السيادية مثل وزارة الدفاع أو الداخلية وأنهم يقفون عند درجات معينة من الترقية لا يتعدوها،ثم يتقاعدون بعدها إلى المعاش،وكذلك في شغل المناصب الوزارية حيث يعين وزير أو وزيرين قبطيين لذر الرماد في العيون،ناهيك عن عدم شغل منصب محافظ أو عميد جامعة،مما يشعر الأقباط بأنهم رعايا أو مواطنين من الدرجة الثانية.
2 – حياد كل أجهزة الدولة،وخاصة التعليم،بتدريس تاريخ مصر الفرعونية،ومصر القبطية لأطفالنا منذ نعومة أظفارهم حتى يشعروا أن لهم شركاء في الوطن،وأننا متساوون في الحقوق والواجبات.
3 – تعديل الخطاب الديني،وهذا دور الأزهر،بعدم نعت اليهود والنصارى بـ"أولاد القردة والخنازير" في كل يوم جمعة، وعدم الدعاء عليهم بأن تيتم أولادهم وتشرد نسائهم ولعنهم في كل وقت وحين،لأن هذا يؤدي إلى احتقان طائفي سرعان ما ينفجر تحت أي شجار بسيط بين الأهالي.
4 – إعلام (مقروء ومسموع ومرئي)معتدل،يقدم مقالات و برامج ومسلسلات تحث على المحبة والمساواة والعدل والإخاء وكل القيم الكونية التي ترضاها كل نفس سليمة،لا إعلام موجة مغرض يحث على الكراهية والعنف والقتل وتكفير للآخر المغاير.
علينا أن نبدأ في النظر لهموم إخوتنا في الله والوطن"الأقباط" بكل جد،فكل ما يرجونه هو أن يعيشوا في بلدهم في سلام وأمان مع إخوتهم المسلمين، حتى ينام القبطي وهو آمن على نفسه،وعرضه وماله،فهل هذا كثير عليه ؟
الجماعات الإسلامية استحلت أموال المسيحيين فقاموا بالاعتداء على محلات الذهب الخاصة بهم ونهبها، وكذلك استباحوا دمائهم من اعتداءات متكررة عليهم وعلى كنائسهم وكأنهم أعداء مصر وليسوا أبناءها ،واستحلوا أعراضهم بخطف بناتهم القصر والزواج بعد أسلمتهم بالترغيب وبالترهيب، فطالما هذا الفكر السلفي الوهابي سائداً فلن تنطفئ نيران الفتنة الطائفية،التي تهدد مصر بحرب أهلية وبتقسيم مصر وخرابها ليجلس على تلها المتأسلمون والسلفيون.
مصر دائماً كانت بلد التسامح والمحبة والسلام،مصر دائماً كانت حاضنة لكل أبنائها مسلمين وأقباط، فجرثومة التأسلم التي سممت جو مصر أتت من الدول النفطية في فترة الثمانينات،فأتت لنا بالإسلام البدوي المنغلق والمتعصب،الذي لا وجود فيه للآخر المغاير(اليهودي والمسيحي)إسلام المظهر من لحية وجلباب وبنطلون قصير وشبشب للرجال،وحجاب ونقاب وسواد للمرأة،وخواء الجوهر،كل هذا جديد على الإسلام المصري المعتدل والمتسامح،هذه الردة الدينية الهدف منه تراجع دور مصر الحضاري والإقليمي، فمقياس تحضر أي دولة يقاس بمدي احترامها للأخر المغاير،ومدى احترامها للمرأة، وللأسف،في مصر أصبحنا، لا نحترم الآخر المغاير ولا المرأة، مما أدي بنا إلى هذه الدرجة من التخلف الحضاري والقيمي والاجتماعي والتخلف في كل ميادين الحياة.
يا عقلاء المسلمين ويا عقلاء المسيحيين الحذر الحذر من مخطط خراب مصر،سواء من الداخل أو من الخارج، فنحن شعب واحد ودم واحد وهدف واحد يجمعنا حب أمنا مصر،فنحن جميعاً مصريين قبل أن نكون مسلمين أو أقباط،فلتمسك يد المسلم بيد أخيه القبطي في حب وحنان،ويدفع عنه كل ما يغضبه من أجل مستقبل مصر الذي تستحقه،ولنقضي على بذور وجذور العنف والتعصب ونردد شعار الأزهري المستنير وابن مصر البار،وزعيم ثورة 1919 سعد زغلول:"الدين لله والوطن للجميع"، ولو كره المتأسلمون.
[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان المسلمون
- د.سعد الدين إبراهيم والمادة الثانية من الدستور
- مصر:علمانية لا عثمانية
- وشهد شاهد من أهلها
- لماذا لا تدعون الظواهري لحكم مصر؟
- هل سيكون عمر سليمان نابليون مصر؟
- ليحكم المتأسلمون رغم أنف شفيق والترابي
- مصر رايحه في 60 داهية !
- لماذا يجب العفو عن مبارك؟
- إلى السيد حسن نصرالله:لا تشعل فتنة المائة عام
- رسالة إلى عمرو موسى:عقلاء الجالية المصرية في فرنسا وعقلاء ال ...
- رسالة إلى المشير حسين طنطاوي:ارحموا عزيز قوم ُذلّ
- هل قامت ثورة 25 يناير للإصلاح أم للإنتقام؟
- ساويرس وحزب-المصريين الأحرار-
- لا تحكم بل دع القانون يحكم
- من أين تبدأ الديمقراطية؟
- فتوى جديدة لقتلي
- في اللاذقية فتنة بين مشعل والقرضاوي
- ميلاد الفرد العربي
- رسالة مفتوحة لنجيب ساويرس:أهلاً بحزب علماني جديد


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - قبل أن تتحول مصر إلى لبنان آخر