أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - سقط القذافي.. سقط سنوسرت الأول














المزيد.....

سقط القذافي.. سقط سنوسرت الأول


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3522 - 2011 / 10 / 21 - 23:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأول مدرجا في دمائه، والثاني، أي الأول، مدرجا في صخوره وأحجاره، كلاهما قاوم بضراوة، القذافي قاوم قاتليه بضراوة، كشاب في العشرين من عمره، سقط عن رأسه التاج هذه المرة ، بيدافع عن حياته، "لا تقتلني يا أبني" هكذا قالت الأخبار، ولكنهم قتلوه، الثوار قتلوا القذافي، فبدلا من المحاكمة، والخضوع لنفس القضاء الطويل، وعملت كده ليه، وعملت ولا ما عملتش، وقفص اتهام، وبدلة بيضاء، ومحامي دفاع وحق مدني، الموضوع خلص في دقيقة ، أو أقل، ووقع الرجل على الأرض دون محاكمة، راحت العدالة فطيس، وخسر التاريخ شهادة المتهم ومرافعته، ودفاعه عن نفسه ، دفاعه اللي كان ممكن يدينه أكثر، كنا نريد أن نرى، وترى الأجيال القادمة كافة الملابسات التي تصنع الديكتاتور، ثم تصنع الطاغية. الأهم أننا كنا نريد محاكمة عادلة، حتى ينتصر القانون هذه المرة.
القذافي كان في وضع يمكنه من قتل الناس وفعل، والثوار كانوا في وضع يمكنهم من قتل القذافي وفعلوا، سقط القانون هذه المرة، أقصد سقط على يد الثوار هذه المرة، هم على حق، هكذا يرون أنفسهم، ونفذوا الحكم، والآن ماذا سيفعلون في كل مرة يرون أنهم على حق؟ ماذا سيفعلون عندما يرى كل منهم أنه على حق؟ لا شك أن المعتدين على شباب الثورة في مصر كانوا يرون انهم على حق فركبوا جمالهم واقتحموا الميدان، لا شك ان المعتدين على شباب ماسبيرو كانوا يرون أنهم على حق، وربما رأى البعض منهم أن ما يقوم به سيضمن له أسهما في الجنة.
ولا أعلم كيف تكون الجنة مكان السلام والدعة كما نراه جميعا في رؤانا ، يكون ثمنا لقتل ودم ومذابح ، لا أعلم، ولكن ما أعلمه أن كل هؤلاء هاربون من العدالة ، هم ومن يتستر عليهم، وكل هؤلاء يرسمون مستقبلا أقل أمنا لمستقبل ثوراتنا العربية، ربما أفلتت تونس من هذا الهروب الكبير، أفلتت عندما سلم قادة الجيش البلاد لرجال السياسة وعادوا لثكناتهم تحت تصرف الشعب لحمايته عندما يتطلب الأمر هذه الحماية، أما باقي الثورات فلا زالت تحتكم للقوة ، القوة المباشرة ، القوة بفعل الحاكم، أو بفعل الثوار، كما حدث في ليبيا إذ سقطوا في أول اختبار للقوة ، أو القوة غير المباشرة حتى يغسل الحكام أيدهم فيلصقونها بالشبيحة، أو البلطجية أو المندسين، أو بمعرفة السلفيين والمتطرفين أو مجهولين، قتل هنا وهناك ، والقتل كالماء المالح لا يروي من عطش بل يغري بالمزيد من القتل. فأي مستقبل هذا؟ من يوقف هذه الدائرة؟
لا توقفها إلا المكاشفة والمصارحة ومحاسبة المعتدي، أما خارج العدالة تسقط الشعوب، وتسقط الحضارات ، ويسقط سنوسرت الأول والثاني والثالث، وكافة أسرات الحضارة ، التغاضي هو المفتاح السحري لهذا السرداب المفضي للهلاك، لابد لثورة ليبيا من محاسبة قاتلي القذافي، وللحاكم في مصر من إلقاء القبض على قتلة ثوار التحرير وماسبيرو، وترك رجال الفكر كي يطرحوا وجهات نظرهم، وقول ما يريدون وما يرونه ضرورة.
أما التغاضي وغلق القنوات وأقالة الإعلاميين ، وعدم ملاحقة الجناة ، وعدم تطهير الأمن كي يسترد هيبته؛ هيبته الوحيدة في أن يكون رجل الأمن رجلا شريفا ولا يتعدى القانون في كافة إجراءاته، أما هيبته في إنه يعمل اللي عايزه ويشخط وينطر، ويسحل ويغتصب، ويعمل ما بدا له ، هذه ليست هيبة، ده تخويف واستعباد لشعب، هذا أمن لا يحقق أمنا بل ينشر ارهابا وظلما، أمن خارج سياج العدالة والكرامة الإنسانية ، خارج العدالة تستشري الجريمة ، ويقتل الثوار القذافي دون محاكمة ، ويهرب قتلة ماسبيرو التحرير بفعل فاعل، وكأن الأرض قد ابتعلتهم، ويسقط سنوسرت الأول ومعه تاريخنا وحضارتنا، ويسقط مجتمعنا كله في ظلام دامس ومستقبل مجهول، وهذا ما لاتريده مجتمعات قامت بثوراتها من أجل مستقبل من نوع آخر.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد جمال الدين
- الدولة لازم تتغير
- فأقرأ ثانية رسالة بلال
- أصعدها كمقدارها بنعمتك
- المسلّمات والحقيقة المجردة
- عندما قال -مبارك- للشعب: أفندم
- عمق الثورة، وسطح الثورة
- جريدة الأخبار، في تضامنها الصريح مع الثورة
- الشارع لنا، وكذلك الحصان والعربة
- الخروج من عنق الزجاجة: الوساطة أم التفاوض المباشر
- حكومة ثورة ، أو شارع ثائر يصغي له المجلس الأعلى والحكومة الا ...
- ألا يكون مطلقا أو أبديا وألا يميز بين الناس
- الصف الواحد وخطر الانقسام
- لا يتقدم وطن بين عنف وخوف
- فاطمة ناعوت ، وصفوت حجازي، وحامد عز الدين، وبرنارد لويس، و م ...
- هل سرقوا الثورة؟ من يعلم يدلنا يكسب ثواب
- الأغلبية والأقلية والديمقراطية
- الأكثر تقوى يعظ ، الأكثر معرفة يعلّم ، وكلاهما لا يحكم
- السلفية المحلية والسلفية القومية
- حمزاوي، والمعلم، وإلى مسيحيي مصر، والتمييز ضد الأقباط، والما ...


المزيد.....




- مصادر في الخليج توضح لـCNN موقفها بشأن وقف إطلاق النار بين إ ...
- الحرب الكورية التي لم تنتهِ، كيف بدأت؟
- ثماني طرق تساعدك على التخلص من -المماطلة-
- هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
- الموت بحثا عن الطعام في غزة.. استخدام الغذاء سلاحا في غزة جر ...
- سوريا: توقيف عدد من المتورطين بتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق ا ...
- مسلسل موبلاند: حين تحاصر المخاطر أكبر عائلة مافيا في لندن
- عبر الخريطة التفاعلية نتعرف على أبرز الهجمات الإيرانية على إ ...
- رئيس الوزراء القطري: نؤثر دوما الدبلوماسية والحكمة على أي شي ...
- دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - سقط القذافي.. سقط سنوسرت الأول