أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - اسلام اردوغان وعلمانية تركيا














المزيد.....

اسلام اردوغان وعلمانية تركيا


عبدالله الدمياطى

الحوار المتمدن-العدد: 3520 - 2011 / 10 / 19 - 20:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأ صعود أردوغان في السياسات التركية الداخلية بنجاحه في الانتخابات البلدية باسطنبول، حيث قضى سنواتٍ غير خلالها وجه المدينة التاريخية باتجاه التجدد والازدهار مع الاحتفاظ بالأصالة ، وإذا كان العنوان الإسلامي للحزب المتغير الأسماء دون تغيير الهوية هو الذي رفع من شعبيته في تركيا فإنّ التأييد الكاسح الذي ناله في العقد الأخير من السنين يعود للنهوض الاقتصادي الكبير الذي حققته تركيا في عهده، بعد كساد وتضخم وفساد طوال أكثر من عقدين، ففي السنوات الأربع الماضية ظلت نسبة النمو تتراوح بين 7 و10%، وزادت صادرات تركيا أربعة أضعاف، وارتفع متوسط الدخل للفرد من 1500 دولار إلى ستة آلاف دولار،
من المعروف عن إردوغان أنه يستخدم أسلوب خاص يساعده في تحقيق أهدافه داخل تركيا وخارجها أيضا، فمن مغادرة مقعده في أوسلو احتجاجا على العدوان في غزة، إلى طرد السفير الصهيوني من أنقرة نلمس أن اردوغان يتلمس مواضع قدمه قبل أن يضعها على الأرض وهذا يكسبه شعبية كبيرة داخل وخارج .
نرجع ألان إلى موضوعنا الاساسى

بعض الحركات الإسلامية هاجمت تصريحات اردوغان واعتبرته خروجاً غير مقبولا عن النص، خصوصا وأن تصريحاته جاءت في وقت احتدم فيه الجدال داخل مصر بين الإسلاميين وبين العلمانيين حول طبيعة الدولة الجديدة المنتظرة ورأى فريق آخر أنَّ تصريحات أردوغان محاولة للالتفاف على الفخ الذي نصبه الإعلام المصري إذ خيّر بين أمرين إمَّا أن يبشر بالفكر الإسلامي الذي يعمل به حزبه منذ 8 سنوات داخل تركيا، وحينها سيواجه مشكلات كبيرة بسبب مخالفته الدستور التركي الذي يؤمن بعلمانية الدولة وهذا حدث سابقا عندما غلبه الحماس وكان حينها عمدة اسطنبول عام 2002فقال مقولته الشهيرة ( ان قباب المساجد خوذاتنا وان مأذن المساجد حرابنا وان اهل المساجد جنودنا وإننا ندافع عن قلعه الإسلام ) فسجن لان هذا مضاد لقانون الدولة العلماني الذي هيمن على الساحة التركية، والذى زج قبل أردوغان صديقة ومعلمه أربكان ،والخيار الثاني أن يدافع عن العلمانية لكن في الشق المتعلق بالاقتصاد وإدارة الحكومة بعيداً على أن يتهرب عن الحديث عن الشق الديني في الموضوع .
زاد من الجدل الذي خلقه أردوغان احتفاء العلمانيين المناهضين للمنهج الإسلامي بهذا الطرح، واستخدامها في حالة الصراع السياسي المحتدم بين أبناء المنهج الإسلامي من ناحية، واليسار والليبراليين من ناحية أخرى، فحاولوا أن يقرنوا العلمانية بالتقدم والديمقراطية، وأن ما دون ذلك من دعوات إسلامية تدفع نحو التخلف، وكأننا لم نسمع ولم نفهم ما قال فكل يسمع ما يحلو له ويحرف الكلم عن مواضعه
قد حاول اردوغان أن يؤكد خلال حضوره في مصر أن الدستور التركي يعرف العلمانية بأنها تتعامل مع أفراد الشعب على مسافة متساوية من جميع الأديان، وأن الدولة العلمانية لا تنشر اللا دينية داعياً الشعب المصري ألا يكون قلقاً من العلمانية، مشيراً إلى أنَ الدولة العلمانية لا تعنى دولة اللادين، متمنياً وجود دولة مدنية تقوم على احترام جميع الأديان والشرائح في المجتمع في مصر، وهو المعنى نفسه الذي يؤكد عليه الإسلام، إذ يؤكِد الإسلام على المساواة في الحقوق بين جميع أبناء الدولة الواحدة.
وهذا المفهوم الجديد للعلمانية الذي يحاول أردوغان أن يعرضه كحل وسط يختلف تماماً عن العلمانية الموجودة في تركيا، حيث ينكر دعاتها البعث والنشور، وهو التيار الذي يقاومه أردوغان منذ وصوله إلى السلطة.
تأتي تصريحات أردوغان في مصر التي قال فيها إن تركيا دولة علمانية وأنا مسلم، بل استشهد خلال محاضرته في الأوبرا 7 مرات بالقرآن الكريم، ومن ثم لابد من التعاطي معه وسط هذه المعطيات جميعها، وأن يكون التقييم موضوعياً مع الوضع في الاعتبار أن لكل جواد كبوة، ولكل عالم هفوة، وأن أردوغان ليس منزهاً عن الخطأ، وليس نبياً مرسلاً من الله ليس له أخطاء.



#عبدالله_الدمياطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية والحروب الدينية
- مفهوم العلمانية وسبب الانتشار
- ماذا عن القانون
- التسامح
- استقلال الجامعات
- الإبداع والابتكار
- الحرب العادلة
- الغرب وثورة مصر
- الديمقراطية و الأديان
- التربية الإعلامية
- التربية الاخاقية
- الفتنة الطائفية
- الهوية الحضارية
- الديمقراطية في عالمنا 2
- الديمقراطية في عالمنا 1
- الفساد 1
- أيها المثقفون ماذا انتم فاعلون
- مشكلة
- الأعلام حقوق وواجبات
- الاصلاح والقيم الاخلاقية


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - اسلام اردوغان وعلمانية تركيا