أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد منصور - الكساندرا تحتفل بميلادها على شجرة زيتون فلسطينية














المزيد.....

الكساندرا تحتفل بميلادها على شجرة زيتون فلسطينية


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 3516 - 2011 / 10 / 14 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكساندرا واليزا وروبيرتو مجموعة من الشباب الطليان ضمن فريق اكبر من المتطوعين، أرسلتهم مؤسسة يولا الايطالية إلى فلسطين للوقوف على حقيقة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولمعرفة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اضطهاد وانتهاك لحقوقه على أيدي جيش الاحتلال ومستوطنيه.. شبان مفعمون بالحيوية والنشاط تملأ الابتسامة وجوههم بشكل دائم وضعوا أنفسهم فور وصولهم رهن إشارة مستضيفيهم الفلسطينيين، ولم يطلبوا إلا أن يكونوا دائما بين الناس وفي خدمة الناس في فلسطين..
وكان أن وجهت لهم الإغاثة الزراعية دعوة للمشاركة في حملة ( إحنا معكم )، لمساعدة المزارعين الفلسطينيين في قطف ثمار زيتونهم، في القرى والبلدات الفلسطينية المنكوبة بجدار الفصل العنصري، وبغول الاستيطان الزاحف لنهب ما تبقى من الأرض الفلسطينية، وبالطرق الالتفافية التي تخنق الأرض والشعب في فلسطين.. واتفقت الإغاثة الزراعية مع أولئك المتطوعين الطليان-- الذين انضم إليهم عدد آخر من المتطوعين البريطانيين—ليشاركوا جميعا في أولى فعاليات حملة إحنا معكم في بلدة دير استيا..
ومنذ ساعات الصباح الباكرة كانت الكساندرا وأصدقائها الأجانب ينتظرون في بلدة دير استيا، وهم يلبسون ملابس العمل الخفيفة، ويحملون أدوات العمل من أمشاط وسلالم ومفارش.. وعندما وصل المتطوعون الفلسطينيون الذين جندتهم الإغاثة الزراعية توزع المتطوعون في مجموعات، لتذهب كل واحدة منها لمساعدة أسرة من اسر المزارعين.. وكان نصيبي أنا أن أكون مع الكساندرا واليزا وروبيرتو في مجموعة واحدة، ومعنا عدد آخر من المتطوعين الفلسطينيين.. وانتقلنا فورا إلى كرم زيتون يجاور الطريق الالتفافي الواقع غربي بلدة دير استيا-- وهو طريق يستخدمه المستوطنون بكثرة، ويمارسون أثناء مرورهم شتى أشكال الاعتداءات على الشجر والحجر والبشر، ويروعون السكان كي يجبروهم على ترك أراضيهم..
وفور وصولنا كروم الزيتون فوجئت بنشاط المتطوعين الطليان وبجديتهم في العمل-- رغم أن مظهرهم ناعما ولا يدل على أنهم مزارعين-- وهو ما أكدوه لي لاحقا بأنهم لم يقطفوا الزيتون سابقا حتى في بلادهم.. وبدأنا نقطف الزيتون ونتنافس على أيّنا أسرع، وعلى أيّنا اقدر على الصعود إلى أعلى الشجر.. حدثتهم عن فلسطين وشرحت لهم الأوضاع بعد أن عرفت أنها الزيارة الأولى لهم إلى فلسطين.. أسمعناهم أهازيجنا وأغانينا الوطنية والفلكلورية، وأشعنا جوا حماسيا زاد من إنتاجيتنا جميعا، غنينا معهم لحن كاتيوشا الاممي، واكتشفنا أنهم من أنصار اليسار الايطالي وخاصة الشيوعي، وابتسموا لنا عندما عرفوا أن جزء كبيرا من متطوعينا هم من أعضاء وأنصار حزب الشعب الفلسطيني.. أخذنا قسطا من الراحة وشربنا الشاي المعمول على النار، وتناولنا فطورا خفيفا مكون من الحمص والفلافل والبندورة وأكلنا بعض حبات الجوافة ثم عدنا للعمل من جديد أكثر نشاطا..

كانت الكساندرا واليزا تحملان وشاحا على إحدى جهتيه علم فلسطين وعلى الجهة الأخرى الكوفية الفلسطينية، انتبهت لهما وهما تتصوران بين أغصان الزيتون، فسألتهما عن أسباب الفرح الظاهر على وجهيهما، فأجابت الكساندرا ( اليوم 10/10 وفي مثل هذا اليوم وقبل 25 سنة جئت أنا إلى هذه الدنيا .. انه يوم ميلادي ).. فهنأتها بميلادها، وقلت لها: لو كنت اعرف لأحضرت لك باقة ورد فلسطينية كهدية لك في هذا اليوم الجميل.. ضحكت الكساندرا وقالت أنها تشعر أن هذا اليوم لن يمحى أبدا من ذاكرتها، لأنها احتفلت بعيدا عن وطنها الأصلي ايطاليا، ولكن في بلاد ستعتبرها من الآن فصاعدا وطنها الثاني.. واستمرت الكساندرا بالعمل، بل وضاعفت من مجهودها، وصعدت إلى أغصان الشجرة، لكنها وللأسف الشديد تزحلقت وكادت تسقط، لكن الحظ حالفها وتمسكت باللحظة الأخيرة بغصن قوي، وكان أن أصيبت بخدوش في ساقها سالت منه بعض الدماء، لتختلط دماءها الايطالية بتراب فلسطين، ولتبقى بعض قطرات دمها على بعض الأغصان، كشاهد على العمل العظيم الرائع الذي يقوم به أصدقاء شعبنا الموجودين في كل أصقاع الأرض..
انهينا يوم عملنا وودعتهم عائدا إلى مخيمي ( مخيم الفارعة للاجئين ) وأنا احمل ذكريات يوم جميل.. وشاءت الظروف أن التقي مرة أخرى بنفس المجموعة من المتطوعين الطليان، وبالكساندرا واليسا وروبيرتو في يوم عمل تطوعي آخر في بلدة سنيريا يوم 12/10/2011 وفي إطار نفس الحملة التي اعمل بها حملة ( إحنا معكم ) مع الإغاثة الزراعية.

مخيم الفارعة – 14/10/2011



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل ان يبرد الشارع الفلسطيني
- قتلوه بدم بارد
- الشعب يريد تنفيذ الاتفاق
- الإغاثة الزراعية وبدائل العمل في المستوطنات
- اوباما رئيس ومستوطنة
- بنقول ثور .. بقولوا احلبوه
- اعيدوا عظامي لام الزينات
- وأخيرا اصطلحوا
- ستون عاما ولم تنسوا أم الزينات
- الإرهاب يفتك فينا
- صمودا يا غزة .. حراكا يا ضفة
- لا مستقبل للمعارضة التقليدية
- وللطلاب حق في الضريبة يا فياض
- الموت على حاجز الحمرا
- يسألونك عن الغلاء
- انجازات الحملة الشعبية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية في العام
- ادفنوا أوهامكم وانهضوا
- نحب الكرمل ونكره مغتصبيه
- اشتباك بالأيدي وتدافع بالأجساد بين الفلسطينيين وجنود الاحتلا ...
- لن نبكي ولن نتوسل


المزيد.....




- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: وحدات كوماندوز برية عملت سرًا ف ...
- موافقة على سداد قرض محطة الضبعة النووية في مصر بالروبل.. ماذ ...
- رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق لـCNN: هدف إسرا ...
- إنفاق دفاعي غير مسبوق: الناتو يقر رسميًا رفع السقف إلى 5% رغ ...
- غزة.. شهادات ناجين من طوابير الموت أمام مراكز المساعدات في غ ...
- مقتل فتى فلسطيني في الضفة الغربية خلال عملية للجيش الإسرائيل ...
- إيران تؤكد مقتل قائد عسكري بارز وتنظم جنازة لقادة وعلماء
- الناتو - ترامب: الخوف مما لا يمكن توقعه.
- مجموعات -كوماندوس برية- إسرائيلية -تحركت سرا في قلب- الأراضي ...
- مليون ونصف مهددون بالموت عطشا بغزة والاحتلال يمعن بتدمير الم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد منصور - الكساندرا تحتفل بميلادها على شجرة زيتون فلسطينية