أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد منصور - ستون عاما ولم تنسوا أم الزينات














المزيد.....

ستون عاما ولم تنسوا أم الزينات


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 3357 - 2011 / 5 / 6 - 16:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الذكرى الثالثة والستون للنكبة
ستون عاما ولم تنسوا أم الزينات
قرر الحاج أبو منصور اللاجئ الزيناتي الأصل المقيم في مخيم الفارعة والبالغ من العمر 77 عاما أن يقوم بزيارة لابنته المتزوجة في بلدة بيت فوريك، كان ذلك في العام 2008 ، فاستأجر سيارة واخذ معه زوجته وبعضا من أبنائه، وكان لابد له أن يمر عبر حاجزين إسرائيليين-- الأول على مدخل نابلس من جهة منطقة الباذان، والثاني على الطريق الموصل لبلدتي بيت فوريك وبيت دجن.. كان الجو صيفيا ودرجات الحرارة مرتفعة بشكل مميز في ذلك اليوم.. وقفت سيارة أبو منصور عند الحاجز الأول، وكان أمامه طابور من السيارات العربية، وانتظرت السيارة ما يقارب النصف ساعة بانتظار المرور، ومع الحرارة تحولت السيارة إلى أشبه بفرن النار، وتصبب العرق مدرارا من أبو منصور وجماعته، وازداد حنق أبو منصور وبدأ يسب ويلعن الاحتلال، ويرسل الشتائم لكل الزعماء العرب المتخاذلين عن نصرة فلسطين، والساكتين عن جرائم المحتلين، ووصلت السيارة أخيرا إلى الحاجز حيث يقف خمسة جنود تحت مظلات وبأيديهم زجاجات مياه، يتمازحون ويبدوا أنهم يتنافسون في أيّهم سيلحق الاهانة والإذلال أكثر بكل سيارة تمر عبر الحاجز.. وفعلا عندما وصلت سيارة أبو منصور أمرهم جندي-- لا يزيد عمره عن عشرين عاما-- جميعا رجالا ونساء بالنزول من السيارة، والوقوف بعيدا تحت الشمس، وان يتقدموا واحدا واحدا منه حاملين بطاقات هويتهم وهي مفتوحة، فيأخذها الجندي وينظر فيها ثم يلقيها على الأرض، ويطلب بعدها من صاحبها التقاطها والعودة إلى السيارة، واستمرت العملية أكثر من 10 دقائق، وبعدها صرخ الجندي بوجه السائق وكان جميع الجنود مثله يصوبون بنادقهم باتجاه السيارة قائلا : ( سا خمور ) أي امشي يا حمار..

واصل أبو منصور سفره إلى أن وصل إلى الحاجز الثاني المؤدي إلى بيت فوريك.. وهناك كان طابور السيارات اقل اكتظاظا، وعندما جاء دور سيارة أبو منصور تقدم منهم عسكري إسرائيلي في الخمسينات من عمره-- ويبدو انه برتبة ضابط-- لم يطلب بطاقات الهوية من أبو منصور وركاب السيارة بل اخذ يتفحص وجوههم، واهتم كثيرا بالحاج أبو منصور الذي كان يلبس كوفية وعقال وسأله بالعبرية ( من ايفو اتا زكين ) أي من أين أنت يا عجوز.. وكان أبو منصور يفهم اللغة العبرية لكنه اظهر عدم فهمه للسؤال، وطلب من الضابط التحدث بالعربية أو حتى بالانجليزية.. فعجب الضابط كيف أن رجلا فلسطينيا مسنا قادر على التكلم بالانجليزية.. ولان الضابط لا يتحدث الانجليزية، بدا يتحدث بالعربية ووجه لابو منصور سؤالا بالعربية ( وين تعلمت العربية يا شيخ ) فأجابه أبو منصور: أنا تعلمتها بمدرسة البرج في مدينة حيفا قبل قيامكم باحتلال بلادنا في العام 1948.. وهنا يبدو أن الضابط اغتاظ جدا من إجابة أبو منصور، وأدرك انه يواجه فلسطينيا على درجة كبيرة من الثقافة والوعي.. فأعاد سؤاله الأول باللغة العربية ( من وين انت ).. وبطلاقة وصوت جهوري وبنبرة تحد أجاب أبو منصور: أنا من منطقة حيفا من بلدة اسمها أم الزينات.. فظهرت علامات الانزعاج أكثر على وجه الضابط الذي من المؤكد انه سمع باسم بلدة أم الزينات وحتما انه زارها، كيف لا وهي اليوم تقام على أراضيها أجمل وأروع المتنزهات الطبيعية، وأراد بغرور المحتل وعنجهيته تحطيم معنويات الحاج أبو منصور قائلا : ما في بلد اليوم اسمها أم الزينات.. فرد أبو منصور فورا: انتم تقولون هذا.. وانتم من قمتم بتجريف بيوتها.. لكنها مازالت موجودة في عقولنا وقلوبنا، ومازال صبرها وتينها وزيتونها يقول أنها موجودة.. فاستشاط الضابط غضبا وقال (انتم العرب ما تنسون، ستون سنة وبعدكم بتحكوا انو الكم بلد اسمها أم الزينات ).. فرد أبو منصور: ما راح ننسى وأولادنا وأحفادنا ما راح ينسون.. وبعصبية أشار الضابط لسائق السيارة أن يسرع بالخروج من الحاجز.
مخيم الفارعة – 6/5/2011



#خالد_منصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب يفتك فينا
- صمودا يا غزة .. حراكا يا ضفة
- لا مستقبل للمعارضة التقليدية
- وللطلاب حق في الضريبة يا فياض
- الموت على حاجز الحمرا
- يسألونك عن الغلاء
- انجازات الحملة الشعبية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية في العام
- ادفنوا أوهامكم وانهضوا
- نحب الكرمل ونكره مغتصبيه
- اشتباك بالأيدي وتدافع بالأجساد بين الفلسطينيين وجنود الاحتلا ...
- لن نبكي ولن نتوسل
- حي على الزيتون
- فتوى لاهاي والدور المطلوب من منظمة التحرير الفلسطينية
- بورين في مواجهة المستوطنين
- دوافع معارضتنا للمفاوضات
- يوم انتهك حقنا في الاختلاف
- 27 عام على تأسيس الإغاثة الزراعية – ولدت لتقاوم
- من رحم المعاناة ولدت
- لنلتقي ايها السادة
- قهوة عربية بنكهة أمريكية


المزيد.....




- ما الذي عطّل الإعلان عن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- الاتحاد الأوروبي: لا نزال نريد اتفاقا مع أمريكا وسندافع عن م ...
- مغامر يحطم الرقم القياسي للمشي على أطول حبل معلق في النمسا
- الجيش السوداني يصد هجوما لقوات الدعم السريع في الفاشر
- 141 قتيلا في غزة خلال 24 ساعة في هجمات إسرائيلية
- هروب سجين فرنسي من محبسه بحيلة لا تخطر على البال
- تحذير طبي من تأثير جانبي -غير متوقع- لحقن التخسيس
- إصابة بزشكيان في محاولة اغتيال خلال هجوم إسرائيل على إيران
- الإعلام الإسرائيلي يرجح استقالة بن غفير إذا تم التوصل لاتفاق ...
- كيم يؤكد للافروف دعم كوريا الشمالية الكامل لروسيا في حرب أوك ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد منصور - ستون عاما ولم تنسوا أم الزينات