أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خلدون جاويد - كن زورباويا، كن مع الإيمو ، كن متمردا لا محافظا ! ...















المزيد.....

كن زورباويا، كن مع الإيمو ، كن متمردا لا محافظا ! ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 3514 - 2011 / 10 / 12 - 09:16
المحور: المجتمع المدني
    


طلب نيكوس زوربا من كازنتزاكي أن يذهب معه الى كريت على ظهر الباخرة . ولكنْ بين الطلب والاستجداء فارق . والأناقة تقتضي أن يكون عنده ثمن لتذكرة السفر !وهذا وفق المنطق ومقتضيات العقل . الاّ أن التعقلن شيء والزورباوية شيء آخر . انه قنـّاص فرص الحياة جوّاب تيه جميل يفضي الى فرح أو لا يفضي فالأمر سيان. ان الحياة معنى ولامعنى ! شقاء ومرح ! وربما ضحك جنوني . عبث كامووي ، بل كآبة عميقة كما يقول الفيلسوف سارتر. علينا أن نرد على الكآبة والبكاء بالزوربَوية . بالتحررمن الموجبات والمقتضيات . اذ يمكن السفر الى أي مكان في العالم من دون تحوّط ولا إعداد . الإيمو يسفرّك ! أي اللعب اللخبطة المغامرة الإختلاف الخروج على الخط ! .
عندما قال كازنتزاكي ولماذا آخذك معي الى كريت ؟
قال ولماذا تريدون سببا لكل شيء خذني معك وانتهى !. إنها زوربوية بأصالة وجدارة وشموخ ! .. لماذا هي حياة ؟ ولماذا هو موت؟ ولماذا لا ولماذا نعم . كل هذه الإمور بلامعنى . اعمل أي شيء سواء كان له موجب او لم يكن . كلمة السر الإيمو Emotion .
ولماذا نبكي في المواجع ؟. دعنا نغيّر الأمر . زوربا قام بالتغيير اذ رقص من شدة الألم يوم مات طفله . رقصة زوربا وموسيقى زوربا غدت اليوم مأثرة ً شعبية ، تقليدا للفرح الدامع والتعبير المأزوم . و"الطير يرقص مذبوحا من الألم " والسؤآل لماذا تريدوننا أن نبكي بطريقتكم ونرقص وفق قوالبكم ونقف في طوابيركم ؟ .
زوربا رقص يوم انهار المشروع برمته "المنجم وجسر جذوع الاشجار " نفض كل الأمر كما ينفض ذبابة وراح يعد الطعام ويشرب النبيذ المسكر الذي انتشى به ونهض ليرقص رقصته الهمجية الجنونية التعبيرية التي يسحق الخيبة في كل حركة من حركاته بل يرفس كل شيء تحت كعبيه . دعوا حركة الشباب تثور ثورتها سياسية كانت ام اجتماعية والثانية في مقياس من المقاييس هي الأخطر .
رقص زوربا يوم أخبره رب العمل بأن عملهم هو مجرد من قصدية ما ! انهم يعملون لكي يُشعِروا الآخرين بأنهم اصحاب مشروع مهم ! ولكي لايرمي اهل القرية الطماطم على رؤوسهم. لقد فرح للعبث فراح يرقص مماهاة ًومجاراة ً وبما يُعامد ويُجابه الفعلَ بمعادل موضوعي . وهنا لابُد من القول :عبث الايمو من عبثكم يامن لم تتركوا اي معنى للصدق . ولم تجودوا بأي بديل لسقوط المشاريع .
علينا بالرقص أي الانتفاض اي التشظي برد الفعل التعبيري الجسدي المضاد للتسكين والتحنيط والتسجين والتنميط والتقولب علينا بالقفز والصراخ كالطفل في نفوره وانفعاله . علينا أن نتقافز كالخيول غير المدربة لنسقط من يُلجمنا .
لقد كسر زوربا القاعدة يوم أخذ يفرح مع كل إمرأة وكلما كان ينتهي من الفرح كان يقص خصلة من شعر شريكته في "الفرح" ويلقيها في كيس الى أن امتلأ الكيس فجعل منه وسادة والى أن بللها الشتاء بالمطر ذات يوم فأطلقت رائحة غير مستحبة ولحظتها قام زوربا باحراقها والتفرج عليها وتلك لعمري أيام الحياة في كل خصلة زائلة .
قال أحد أصدقاء الإيمو : عندما لاتتعقلن الحياة بميزان العدالة فلا بد من الرد عليها بالنضال واذا لم يُجد ِ فلا بد من اسقاط كل قيم المهيمنين في مرحلة تاريخية ما . لا بد من الرد بالسخرية والضحك الهستيري والكوميديا السوداء والعربدة والسكر والرقص والمودا والتقليعات والصرعات المغايرة وسريلة الأدب وتهشيم اللغة واسقاط المواثيق الجائرة وتغيير اساليب الحب والجنس والفرح والمأكل والملبس لا بد من التهديم وخيانة السائد والمحافظ . لا تقولوا لي حرام وممنوع ومجتمعنا محافظ أنا لا اصدقكم ولا اؤمن بما تؤمنون انتم كذابون وغشاشون ومنافقون . أنا اعضّد كل حركة احتجاجية كل صرعة كل وثبة كل غضبة لثوار كانت أم لعاهرات .
لابد من تثوير زوربا أيضا . لابد من الرد على الخيبة السياسية والحياتية بطرد كل المباديء العفنة التي أدت وتؤدي الى سرقة الجيل ماديا وروحيا . لابد من تكذيب كل المقولات البلاغية المغشوشة التي استعملت ضد الجيل الجديد . لابد من حرق وسحق ومحق . حرق العقليات الرجعية . سحق صروح الظلم بكل اشكاله . محق اللصوص .
واذا كان زوربا ثوريا في النط والقفز وردم الكآبة فانه محتاج ايضا ان يثور على المجتمع القديم وان يحرض المرأة ضد عقلية الرجل الشرقي السجان الأول والأخير سجان البيت والحزب والايديولوجيا والمجتمع . لقد تياسر زوربا فبعث لنا بنسائم الحرية الليبرالية ولكنه تيامن فسقط في محاورة عجيبة مع كازنتزاكي يوم قال له اذا عملنا على مساواة المرأة بالرجل فاننا نعمل على اغراء الدجاجة ان تصبح ديكا . انه يطلب ان لانفتح عيون الناس على التحرر والتساوي . وانه يرى أن تظل عبودية الرجل للمرأة هي السائدة والرأسمالي أن يمارس دوره باعتباره انا ربكم الأعلى انا المدير ولا رفقة بين الطبقتين .
ان المجتمعات التي تعاني آثار الحروب والصراعات السياسية والنهب والقتل والسرقات ، هي أول من يتفجر ضد كل المبادئ العاهرة والداعرة التي أدت الى تحويل الحياة الى جحيم لايوصف . وإن مجتمعنا هو أحد أفجع هذه المجتمعات .
زوربا ضرورة لحركة شبابية عرفت وايقنت كم المحيط حرامي وغشاش . رامبو ضرورة في ثورته . حسين مردان في عريه . نزار قباني في نزغاته وغزلياته عبد الأمير الحصيري في صراخه وعقوقه ، النؤاسي والخيام في الكأس والنغم والفرح الذاتي .
لابد من كسر الجرار جميعا لأنها تعفنت بماء آسن لايصلح للشرب .
نحيي حركة الإيمو ونتمنى لها أن تتغذى لا بالتمرد فقط بل بالتعبير الاعلامي عن نفسها وعن ضرورتها الرافضة والمتمردة . وندعو كتـّاب الحرية الى الكتابة عنها وتعضيدها .
إن الذي ورد في بعض الكتابات عن شبابنا الطالع من جحيم الحروب والاختلاسات قد أساء الى الشباب الإيموي وذلك لأنه يريده أن ينضوي تحت أوامر الشرطي والمحافظ ورجل الدين . لا ألف لا . الشعار الجديد هو " أنا إيمَوي ولن أنضوي ".

*******
ـ توْق ٌ أخير ٌ : هناك مظاهرة من نوع آخر قد ظهرت للعيان ... هناك خطيب شاب جديد نادى بأعلى صوته : لاتتدخلوا في مأكلي ومشربي وتصرفي وطريقة تفكيري كفى كفى كفى هيمنة على الجيل . بالحرية وحدها سننتصر . ولتعلموا أننا لسنا ارقاما مبرمجة لصالحكم ولا أحذية تحتذونها . نحن لسنا عبيدا لكم . نحن جيل خارج على التقاليد العفنة الدموية الموتورة المتهارشة الحاقدة على بعضها المتحزبة والمتحاصصة . نحن فراشات النسيم نريد أن نفرح رغم الدموع والجراح التي خلفتموها في عيوننا وقلوبنا . نحن إيمو المتمرد ، وزوربا المشاكس !
12/11/2011



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ضريح السرو- للقاص العراقي محمود يعقوب ...
- إعلان الى القرّاء وتحذير وانتباه !!!!
- طريقة نكاح تدعى الإتجاه المعاكس ! ...
- - خوطوا ولوطوا - السمفونية الثامنة ! ...
- في الرافدين عمائم ٌ تتبخترُ ...
- اُهدي القصيد الى صباح الساعدي ...
- قصيدة سخرية من أوضاع هندية ! ...
- - ألآ هبّي دمشقَ ، وأصبِحينا - ...
- - آمنت ُ بالله إيمانا ً عرفت ُ به ِ - ...
- - ثار الأرقّاء فاهتز الصدى لجِبا ً - ...
- كشْ وزيرا ً وقلعة ً وحصانا ...
- يبقى الشعب الليبي هو عرّاب القرار التحرري ...
- الخوف من حفيد سيرن كيركجارد ...
- كلمات أدوارد شلدون ووعود عرقوب مدينتنا ...
- كُتّاب لا اُحبهم ، لا أقرأ لهم ! ...
- ذكريات طفولية قرب جسر الصرافية ...
- ياليتني موظف ٌ فاسدٌ ياطاهر بن جلون ! ...
- شاعر في جامعة بغداد السبعينات ! ...
- لن أختار الاّ قحطان العطّار ! ...
- أسلمة بيوت الدعارة ...


المزيد.....




- فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي أثناء اعتقال شاب في الضفة الغر ...
- فيتو أميركي يفشل مشروع قرار منح فلسطين العضوية في الأمم المت ...
- مساعد وزير الخارجية الأسبق: عرقلة منح فلسطين عضوية بالأمم ال ...
- اعتقال أكثر من 100 شخص خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة كو ...
- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خلدون جاويد - كن زورباويا، كن مع الإيمو ، كن متمردا لا محافظا ! ...