أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - أسلمة بيوت الدعارة ...















المزيد.....

أسلمة بيوت الدعارة ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 3446 - 2011 / 8 / 3 - 23:22
المحور: الادب والفن
    


يجري العمل على تشغيل " ميكانزم الروح " في بيت دعارة كبير ، بدلا من " ميكانزم الكيس ! " أي تلك القطعة من الجسد ! مالئة الدنيا وشاغلة الناس ! والعمل مقدّس ! إذ تـُفرَد في المأخور غرفة للصلاة ... ينطلق فيها صوت عبد الباسط ويُرفع صوت الآذان لخمس مرات ، وتـُدعى الى الصلاة العاهرات والإمامي من إياهم ! والعياذ بالله ... لماذا الإمامي لواط فتلك لحكمة لايعلم بها الاّ علاّم الغيوب .
يتولى حزب الله المهمة وكذلك اللوّاط "قمر المأخور" هكذا هو اسمه ! وهو القحبون المفضل في بيت الدعارة لدى جنرالات وشخصيات اجتماعية مرموقة وبارزة يأتون سرا ليمارسوه بدلا من أجمل الجميلات في المأخور ! .
هذا هو الحراك الأول لإسلوب العمل السياـ مومسي ! أثناء الثورة ! يُفصّـِلُ فيه شاعريا وروائيا الأديب الروائي أمين الزاوي في روايته الغزوة . ويكشف من خلاله عن غرائب مشوّقة . الملفت للنظر الشخصية اللواطية المحنكة قمر المأخور وتاريخه الفذ في هذا الإختصاص وآراؤه النوعية في الجنس والدين والسياسة : " من ينجح بعمله في المأخور يستطيع وبسهولة أن ينجح في مهنته في ـ السياسة ـ ، ليست السياسة الاّ دعارة من نوع آخر . إنشاء وتسيير دار بغاء أعقد وأصعب من تأسيس حزب سياسي ، الذي يمكنه بلا أي عرقلة أن يقدمكم كمرشحين للإنتخابات . "ص 115 .
يدبّج أمين الزاوي أجمل الكلام عن هذه الشخصية المثيرة للإهتمام : ص 94 " رجل يعيش كباقي المأجورات . كان يتكلم بصوت اُنثوي ويتقاسم مع النساء المراحيض نفسها . كان يتجمل وكان يرتدي سروالا لصوقا يعصر ردفيه . كانت تسميه المأجورات خـَيْتي . " خيّه أوصي الماي مايقبل وصيّه" جملة اعتراضية عفوا ! ، مع أن ثمن لواطه مرتفع بالنسبة الى ثمن النساء الاخريات ، كما تقول الواشمة ، مئآت الزبائن يأتون خصيصا ، مساء يوم الجمعة ليمارسوا الجنس معه .
وبتفصيل أشوق عن هذه الشخصية يقول الزاوي :" النجاح الباهر لقمر المأخور بعمله في المأخور يثير غيرة كبيرة شرسة عند النساء المأجورات . أمام غرفته خيط صف الإنتظار يطول أكثر فأكثر يوما بعد يوم خاصة ً أيام الجمعة . بعض النساء في العقد الثالث من عمرهن لايعملن طيلة اليوم . وبما أن المدير الجهوي للثقافة قد خرق القانون ، فقد خفضن سعر المضاجعة ".
المذهل هو ليس العدد الوارد أعلاه ! مئات .. عـَزَهْ ! المذهل هو كيف يمكن الربط بين الإيمان والدعارة ! لكن الجواب قد يقول : ماالذي يمنع أن تكون عوالم الروح مرتبطة وطقوس الجسد متورطة ! الروح مُسبـّحة والجُعـْمُقـّة منبطحة ! .. اللعنة على قمر المأخور .. لواط محنك وسياسي محنك وحشاش وعربيد خمر .. إيسي جنوبا دي سي شمالا مثلّج صيفا ساخن شتاءا . قال أمين الزاوي ص 94 : " كان قمر المأخور مؤمنا جديا ، ربما بدا هذا غريبا نوعا ما . يُتِمّ ُ بإنتظام صلواته اليومية . بين صلاتين لايتردد في تدخين سبتي حشيشة الذي لايغادر فمه الاّ ليترك المكان لبعض الآيات القرآنية القصيرة للصلاة ، ويشرب بعض الكؤوس من غرّافته المملوءة على الدوام بالخمر الأحمر المجلوب مباشرة من الخزانات القديمة لحقبة الاستعمار الموجودة في ضواحي المدينة .
أفاد أمين الزاوي ، ولو بلغة تقريرية ، من توثيق حيثيات هذا الفنان بعمله والمبدع في مسيرة حياته إذ رسم لنا صورة نادرة عن شخص مهم سيقود الحراك الثاني في عمل الرواية التي نحن بصددها رواية " الغزوة " .
إنها غزوة حزب الله التي ستفلح بمساعدة قمر المأخور الذي تبؤأ موقعا مرموقا في السلطة بأن تؤمم المأخور وترسل بالعاهرات الى الجبال ليتزوجن المقاتلين هناك فاولئك بلا نساء .
وكما يبدو ـ من خلال الرواية والواقع ـ فان لواطا قحبونا عاهرا داعرا مؤمنا أفضل من فنان وشاعر وأديب ومثقف .
" حزب الله كان يستعد للإنتخابات البلدية بمضاعفة الحملات والاجتماعات والتجمعات في الملاعب والمساجد والأسواق الاسبوعية ، في المدن والقرى والأكفار وفي المقاهي . والحانات والحمامات والمواخير . الدعاة والمناشير يضاعفون الفتاوى ضد الفنانين ،الأطباء والكتاب والنساء والصحفيين ". ص120.
حقا فإن حزبا ما ، وراء كائن ٍ من كان ، يصعد به ـ تحاصصيا وانحيازا ـ الى مصاف القرار الإداري والسياسي .. يمكن لأي من هؤلاء الصعود الى سدة الحكم لا بعقله الراجح بل بعجيزته الراجحة . هذا زمان إسقاط المثقف والتكنوقراط وتصعيد ـ عفوا ـ البلغم والمخاط ! إقرأ ص 138 : " القاعة مكتظة بالكاميرات ، آلات التصوير بعدسات مرئية كبيرة ، السيد الوزير ل.ب ،وزير الداخلية ، يقرأ بعربية مكسرة نتائج الانتخابات المحلية ، معلنا في نصه الموجز ، انتصار لوائح قمر المأخور . السيد وزير الداخلية والتنظيم الإداري وإعداد التراب الوطني كان يعرق ..."
إن الزاوي لينهي حراك الرواية الأول والثاني ، بالحراك الأخير الذي يختم إقفال المأخور " لاك . دوك " وفي لقطة سينمائية قابلة للتنويع التصويري أكثر لو كان أمين الزاوي قد فصّل بالشرح الجمالي لما يخدم دور الإخراج السينمائي . اللقطة الأخيرة التي تناولها إضافة الى حادثة إختطاف "مليك" لتمنح الرواية تصاعدا دراميا مؤثرا حقا .
إقرأ جانبا من خاتمته الروائية الإبداعية : " هذا الصباح المتآمر ، كانت السماء في الأسفل مملوءة بالفراغ على الفراغ . بمجرد الآذان لصلاة الفجر ، عاهرات على شكل عقرب سامة تقترب ببطء من مأخور لاك دوك . لقد كن محروسات من قبل عربات الشرطة التي كانت تأخذ واقعها شيئا فشيئا حول العمارة الغارقة في الظلام في كآبة سوداء . مرتدين زي الشرطة والجيش كان الملتحون يقتحمون العمارة ، ثم غادروا المكان بالأسلحة في الأيدي يسوقون أمامهم حوالي عشر نساء من المأجورات تحت تهديد الأسلحة البيض والنارية ، كدّسُوهنّ وهُنّ معصبّات ، في عربتين لشرطة البلدية . بمجرد أن اُغلقت الأبواب بقوة ، اُخذت السيارات باتجاه الأدغال حيث يعيش ويتدرب الجيش والاستشهاديون لكي يوزعن على الأمير والمجاهدين كأول غنيمة للنصر .
أمير يستعمل جمجمة صحفي منفضة : الصورة لا أدري هل تسخنني أم تبردني . تقيأت . " .....) .
وأخيرا .. كان الشيخ خالد محمد خالد يطلق على المومسات أسم " أخواتنا المنحرفات " رفقا بهن وعطفا على ظروف انحرافهن . لابد أن يشار بأن للوضع الإقتصادي عاملا حاسما في ممارسة هذا العمل المأساوي . وان الرواية لتلقي الضوء على مأساة اعتقالهن وارسالهن مخفورات الى زواج بالإجبار أي الى إضطهاد آخر . وبدلا من معالجة وضع المومس عبر تحريرها من ربقة هذا العمل وتوفير حياة صحية ونفسية مناسبة مع عمل تضمن خلاله كرامتها ولقمة عيشها يجري اعتقالها وارسالها الى الجبل . ولا ندري كيف يكون حالها في الآخرة ، يقينا واحدا من اثنين إما في نار جهنم ، وإما حورية لاشغل لها سوى ........ ! .
لا حول ولا قوة الاّ بالله ! .

*******

3/8/2011

توقٌ أخيرٌ : " أمير يستعمل جمجمة الصحفي منفضة ! " هذا شيء طبيعي إذ لابد من التنافر ما بين إيمان الأمير وحزبه الواحد الوحيد والمثقف المتعدد الأفكار والرؤى ، الأول عقائدي جزئي إنتقائي والثاني كوني كُليّاني يتعامل مع أية فكرة معروفة وغريبة بل هو الباحث عن كل ماهو جديد يتناسب مع العصر ليلائم ويُوائم ويكتشف . بينما الأول ملتزم بالثوابت والمثقف لاثوابت له حزبوية أو اقليموية أو قومانية . الأول إذن وبتلخيص أكثر ـ قديم وعقائدي وجزئي والثاني جديد وكوني ولا متناه ٍ . المثقف الحقيقي خطر على السائد . جمجمته منفضة ؟ كان يجب أن تكون حذاءا ! لو قدر لهم أن يحتذوها ! .
الثقافة تأتي من 359 نقطة بالنسبة الى نظرية الدائرة ، إنها خطر على حزب يقود السلطة بمفرده أو يؤدلج لرؤية دون سواها ! ولذا من البديهي أن يضع النازي غوبلز يده على مسدسه كلما سمع كلمة ثقافة ! .

ـ آخر التوْق : تريد أن تكون مثقفا حرا لا جزئيا ؟ تريد أن تحترم نفسك ؟ .. تريد أن تكسر الجمود العقائدي ؟ أن تخطو في عالم فكري حر ؟ إترك الحزب ! .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إكسرْ المحيط وحرر المُحاط ...
- نشيد موطني موطني بالمقلوب ِ ...
- نشيد موطني بالمقلوب ِ ! ...
- يسلمُ النخلُ ويحيا الأشرسي ! ...
- يوميّاتي 4 ...
- مَنْ يتذكر أبا كاترين حسين جابر ؟ ...
- نص محاكمة الشاعر الخطير حسين مردان !
- رسالة من خلدون جاويد إليه !...
- مَهرا ً لعينيها ومحمد علي الخفاجي ...
- الكأس ممنوع ياحسين مردان ! ...
- إحذروا معاداة الشاعر ! ...
- بك َ من عناق الغانيات ِ جراحُ ! ...
- يومياتي 3 ...
- تطبيقات شِعرية على حياة الشبيبة العاطفية ...
- الشاعر حسين مردان يصرخ بوجه الله ...
- تعالوا نشتم الشعب والوطن ! ...
- هل من فتوى لتحريم خلوة الإبن باُمهِ ؟
- - إن النساء َ بذيئآتٌ حقيرات ُ - للشاعر حسين مردان !.
- - على غرار قصيدة أحمد شوقي - ...
- إحتقار المرأة أم دعوتها للتحرر ؟


المزيد.....




- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - أسلمة بيوت الدعارة ...