أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - الكأس ممنوع ياحسين مردان ! ...















المزيد.....

الكأس ممنوع ياحسين مردان ! ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 3421 - 2011 / 7 / 9 - 15:09
المحور: الادب والفن
    


بعيدا عن يُسْر المعالجة بالداء ! : " وداوِني بالتي كانت هي الداء ُ" وجراء صعوبة الوصول الى خمارة البلد ، أي بالضد مما يُقال : " عاج الشقي على رسم يسائله ... ورحت أسأل عن خمارة البلد " وجراء الحرمان من الحرية النسبية التي كان يتمتع بها أبو نؤآس ، قمت َ يا شيخ وجوديي العراق يا شاعرنا الكبير حسين مردان ، برفع مَظلمة دامعة العين دامية القلب ، رفعتها إلينا نحن القراء المساكين ،ضحايا قوانين كل حقبة تاريخية ، مع نسخة من هذه المَظلمة الصادرة عن معامل العرق والبيرة المغلقة ، الى كل أنواع المدمنين وعشاق السمر الليلي وعلى رأسهم العملاق الشاعر عبد الأمير الحصيري صاحب : " أنا الإله وندماني ملائكة ٌ ... والحانة الكون والجلاس من خلقوا " ، تقول فيها : عندما تختنق الروح وتضطك بين جدران سجنها تميل الى إطلالة خارج كل أنواع الأسر فتحلم بأجنحة إيكاروس ـ بن فرناس . وتحاول عبر " والنؤآسي عانق الخيّاما " أن تمزج الحال المتدني بفرفشة خارج النص أي بمستكي من جبهة النهر و أثلاج من شريف وحداد وفساتق من الانتعاش ونديم من بار الخيام ، ودمبلة في نادي العلوية ورقصة في النادي الإجتماعي السرياني ودردشات في مقاهي شارع أبي نؤآس و تعتعات في الكورنيش ، ودغدغات فوق السطح أمام هلال ابن المعتز . أن في مزج الحال بالفرفشات والنعنشات هدنة من عذاب يومي واختناق مؤبد ! .
رسالتك يا أبا علي ، كانت قاسية متفجرة متجاوزة للحدود تفـّـهَتْ كل شيء وزادت على الخلاعات إنها إتخذت من إبنة التمر حلا ً ! وهذا ما أغاظ الملأ ! أي كان عليك أن تتعفف عن أن تثور وتصرخ في بلدان تريدك أن تسكت حتى الموت أو أن تصوم عن الرغبات .!
إن السياسيين المحنكين المتشددين يرون بالنضال والنضال وحده ياصديقنا حسين مردان فرفشة ً وانتشاءا . وهل أروع من أن تكرس طاقاتك لانؤآسيا بل جيفاريا من أجل إسقاط دولة الظالمين وأدمغة الفكر المذهبي الواحد ؟ . دعا الشاعر في دفاتر فلسطينية ، السجين سيد قطب وهو في أحد طوابق السجن ، الى إضراب تضامني بصدد قضية منع السجائر عن السجناء ، جاءت إجابة سيد قطب : عليك بالصوم ! .
علينا ياشاعرنا الجميل حسين مردان بالصوم عن الموبقات فالسجائر في بعض المعتقدات حرام . والمشروبات ! علينا بتقبل نسف دكاكينها !!!. والحلاقة غير مستحبة وارتداء الملابس بألوان ليس فيها وقار وحزن واحترام لموتانا وشهدائنا ولا يجدر أن نشكو أو نتبرم أو نكتب شعرا ضد الفتوى والنهي عن المنكر . يجب أن يتأسلم كل شيء حتى لو كنا من الأديان الاخرى التي يفجرون أماكن عباداتها ويؤسلمون بعض أتباعها على طريقة البعثنة .. كل شي سيكون إصوليا وقورا .. حتى النظرات يجب أن تكون متعففة لصيقة الأرض والخجل الخجل علينا به ! لقد قالوا سابقا وهم يمتدحون الخجول : " إنه يستحي من خياله ".
دعك من إحتجاجاتك في كونهم لم يذكروا لنا كم ملغوم هذا الخجول ومسكون بحب الفرح والنظر والتغزل والإنطلاق والعربدة والرقص والحب والغرام والمشاكسة إذ لايهمهم الإنسان أن يكبت حد المرض أو يمرض جراء الكبت . لايهمهم جراء كبته أن يستحيل الى حيوان خطير ! لو مسك بضالته سرا ً لتحول تماما الى كائن حقير يشبههم ، أقصد بعض اُولئك الدعاة المترعين بالجنس الى حد العهر الحلال ـ الحرام ، أقصد عندما يغتنون بالأفراح السرية وسواهم مذبوح على الطريقة الإسلامية وفي بناء مذعور من التربية الإرهابية في أن كل شيء ممنوع" .
وهنا أيضا ً قد تجاوزت ياحسين مردان الحد لكن هناك من يجيبك : عليك بالصوم !!! . يعني أن شعرك الذي تتنفس من خلاله حرية التعبير لم يعد يصلح لهذا الزمان العاقلانة ! لقد قالوا لك إن شعرك حرام من التداول أو َ ليس حراما أن تقول :

" كل ما في الكون شيءٌ تافهٌ
كل ما في الكون لايعجبني
أنا في ذاتي َ سر ٌ مغلقٌ
لا أرى في الناس من يفهمني
أنا شيء ٌ أنا لاشيء ٌ أنا
صرخة الأرض بناي الزمن ِ
بعت للشيطان روحي ، فالذي
لم يرَ الشيطان لايعرفني
مات في اعماقيَ الله ُ فلا
أعرف الخير ولايعرفني
فاترع الكأس فقد لانلتقي
في غد ! فاشرب وغن ِ ، واسقني
كلما فكرت بالدنيا وما
مر بي من عابسات الزمن ِ
لاح لي خلف ابتسامات المنى
شبح القبر ولون الكفن ِ.

إن هذه القصيدة ، لو حفظت عن ظهر قلب ، من قبل الشباب الرافض المتمرد في هذه الأيام ، لقامت لوحدها بثورة . إنها لو ظهرت ومعها بقية قصائد الديوان في طبعة جديدة في السوق الثقافي لتلقفها الشباب وأصبح أصحاب المطابع مليونيرية .
إنه من حسن حظك ياشاعرنا أن قصائدك تنتشر عبر الانترنيت والأ ّ اختفيت من لوحة القراءة أي كما أراد ويريد نفر من أعداء الخلاعة في ـ مثلا ـ ألف ليلة وليلة ، والجمال في الشعر الجاهلي والفلسفة لدى أبي العلاء .
قال لي أحد أتباع حسين مردان الجدد: نحن نعرف لماذا يقمع هؤلاء الفكر ! ، لكن هل لهم بعض الحق في ذلك ؟ يجب أن نعطيهم كما يجب أن يعطونا فرصة للتعبير . لايمكن أن تتقولب الامور وفقهم وأن تتحرر الى مالانهاية وفقنا . حقا حقا إنهم يخافون من نزغنا مشاكساتنا دلعنا تحررنا العلني ! " هم يمارسون ذلك بالسر لابأس " ونحن نخاف عسكرة الحياة دينيا وتفجير أماكن لقائنا وفرحنا . السؤآل هل يمكن أن لاينسفوا وأن لايفجروا ؟ .
لقد قيل بأن طفلا تذمر شاكيا لأهله أثناء القصف الكيمياوي على الأنصار وهم في الخنادق : يقولون إنهم سيرموننا هذه المرة بالعنقودي والعرموطي . والسؤآل هو : لماذا الحوار بالعبوات الناسفة ضد الخصم الديني .. لماذا الدين مسلح وعرموطي الى هذا الحد ؟ . لماذا لاتعبر الظواهر عن نفسها بسلام ؟ ... أين " لكم دينكم ولي دين " ؟ أم أن الحقد حضاري أكثر مما هو ديني ؟ أنه إبادي مضاد للوجود والعادات والفولوكلور والتقليد وحق العيش بالإختيار الحر . إنه إدلائي أوامري ثيوقراطي .
قال لي أحد المخضرمين أنه كتب رسالة الى أحد أتباع حسين مردان تقول : إغسل يدك في هذه الأرجاء بعد الآن من الأكل والشرب والتعبير حسب ما تريد بل كُلْ كما يأكلون إشربْ مما يشربون إبك ِ مع الباكين ! . إضحك ... عفوا لايوجد ضحك .. إذا ضحكت كثيرا قد يَمْلـَخـُكَ ! أحدهم باسم ميليشيا الدفاع عن المآسي التاريخية بصلـْيـَة أو خرطوش رصاص ، ويقضي عليك قضاءا مبرما .
نصح مخضرمٌ آخر شابا ً من شباب اليوم بالآتي : ثبّت ْ من الآن قدميك على السكة . ماجئت لهذه الحياة لتلعب بذيلك معلوم ؟ إعمل بما تؤمر والاّ يقطعون لك عزيزك . وبعدها تبقى بلا عزيز ولن تنفع الحياة وقتها بشيء . فهمت ؟ إذا أردت أن تعمل شيئا ما نسميه باللغة الدراجة " قارش وارش " فافعله تحت الطاولة ... البلاد التي فيها رعب كثير فيها نفاق كثير .

*******
8/7/2011

توق ٌ أخير :

ـ قرأت لك قصيدة " سيد الحب " هل ستفرح بها أم تغتاظ منها بإعتبارها إباحية ! أنا لو قـُرأت علي ّ وأنا شاب فيقينا أني سأستحرم . لكنك تعلم أن الشيطان يوسوس أحيانا ! والوسوسة تعزف على وتر الرغبة وأنين الرغبة يحرق الكلاوي ويخرج دخانا من الأنف والاُذن والحنجرة ! ويتـَرَسَم كالمخالب المنقضّة على التلافيف ويرش على الجروح الفلفل والأملاح بنوعيها الصوديوم وإينو ، تتبخر عنها أشباح وطناطل تتزرنخ مع طرَقات المِحْيَة وتتحشّى في جُعْمُقـّة ْ الطحال تؤدي الى إنفجار الزائدة :

ياحبيبي والليل قد شاخ فاشربْ
واسقنيها صرفا ، وعينيك تسلم ْ
كم توسدتُ فخذها ولساني
لاحسا ثغرها ـ المصون ـ المنمنم !
ولكم دغدغت أنامل كفي
ظهرها الأبيض العريض المُقسّمْ
وهي مفتونة تصيح بصوت ٍ
شهوي الرنين ينصبّ ُ في الدمْ
انت في الحب سيدي وإلهي
فاعتصر مهجتي ولاتتكلم ْ .

ـ هذا كلام ، بالعربي الفصيح ، يقشعر له البدن . وبالعامية " إيكزبر الجلد " ولاخير فيما يقشعر ويكزبر ، هكذا قال الشيخ أبو حِلبة شبـِـنـْـت كرّاث الشلغمي والمفتي أبو شحّاطه نـُعَيْل كالوش القباقيبي .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحذروا معاداة الشاعر ! ...
- بك َ من عناق الغانيات ِ جراحُ ! ...
- يومياتي 3 ...
- تطبيقات شِعرية على حياة الشبيبة العاطفية ...
- الشاعر حسين مردان يصرخ بوجه الله ...
- تعالوا نشتم الشعب والوطن ! ...
- هل من فتوى لتحريم خلوة الإبن باُمهِ ؟
- - إن النساء َ بذيئآتٌ حقيرات ُ - للشاعر حسين مردان !.
- - على غرار قصيدة أحمد شوقي - ...
- إحتقار المرأة أم دعوتها للتحرر ؟
- - سلوا قلبي غداة َ سلا وثابا - ...
- شاعر يشتهي الرضاعة من ثدي اُمه ِ !!! ...
- يوميّاتي 2 ...
- التغزل بجدار قديم ...
- صورة - سيدتي الجميلة - ...
- إهدأ يا اُستاذ ! ...
- رحيم الغالبي وعجالة الرحيل المفجع !!! ...
- قصيدة غزلية لم اُمزقها ! ...
- منحة لراحة وإستجمام العراقيين !!! ...
- مدخل ومخرج الى أدونيس والأدنَسة ...


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - الكأس ممنوع ياحسين مردان ! ...