أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - رسالة من خلدون جاويد إليه !...














المزيد.....

رسالة من خلدون جاويد إليه !...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 3424 - 2011 / 7 / 12 - 21:20
المحور: الادب والفن
    



عندما قرأتَ للشاعر ريلكه أحسستَ بأنين مُنـَغـّم ، بعذرية فجر من يوتوبيا نائية ، " بمحبرة تنتحب " .. ويقينا بأن تململ أهداب الفجر هو ليس مثل رأد الضحى وشواظ الظهيرة .
الشاعر ريلكه هناك ! فهناك إذا ً ممرات مخملية في فراديس ملتون المفقودة .. دهاليز في وادي عرائش الجواهري أيام لبنان ! عوالم ليس فيها سيوف عنترة الذي هو أيضا شاعر عظيم .
اُنظر مليا ً! تجد فارقا لو تغزل ريلكة ولو تفولذ بالبطولات عنترة . نعم لكل ٍ ظروفه ، وكلٌ إنعكاس لواقع . لكن كم فينا نحن من هذا وذاك . أرى في البعض ، وأنا ربما منهم ، غبار صحارى لانعيش في فيافيها ! .
البعض يعيش في اوروبا منذ عقود . ولا يرى تماهيا بريلكه وأضرابه ، الاّ في النزر القليل منه .
فتشنا يا أيها القاريء الناقد ، تجد في بعضنا شيئا من نزار القباني وبكائيات السياب لكن ستجد فينا أيضا الرصافي والجواهري يجلجلان بديباجة ودوي خطابي عمودي جماهيري يصلح للإلقاء من على كتف مظاهرة .
أين الشعر الذي يُعنى بالحالم والناعم من سندس الطبيعة الفاتن الذي يدعونا الى الحُب. الى ماتهمس به ضفاف الأنهار ، الى جنائن معلقة ومنبسطة للسلام والتأمل بل التآخي بين الشعوب . الى الدير الحاضن للروح لسكينتها ولذاذاتها . إن الطبيعة مدرسة للعواطف السامية . إنها تأتلق برباعيات الفاليزان التي دبّجها ريلكة والورقة الذاوية المتهاوية على التراب في قصيدة لعمر النصر مطلعها " اُواه من حطك فوق التراب .... واستلب النضرة من وجنتك " ، عاطفيّات "مهرا لعينيها" لمحمد علي الخفاجي ، الآلهة وعشتروت لفؤآد الخشن " يابيتها في آخر الدنيا" لنزار وعشرات من ستائر الرومانس والأضواء الخافتة ، حيث يبتعد المكان عن الصخب والعنف بل عن الأضواء الساطعة التي تسبب أمراض العين . لتقول لنا كم فاتن وآسر هو الجمال هيّا إهرعوا اليه .
هل السياسي والأيديولوجي يريدنا أن نسمي الأعداء بأسمائهم في القصيدة بالذات ؟ ، وإنه يغتال براءتنا من أجل ارسالنا شعراءاً وطنيين حد الفداء دعما لقضيته وانتصارها التاريخي المرحلي . أي اغتيال يسينين آخر الشعراء القرويين ووضع ماياكوفسكي بدلا منه .
طبعا هناك ضرورات لم ينسها الشاعر محمود درويش على سبيل المثال عندما كتب " عن الورود ادافعْ .... شوقا الى شفتيك ِ .... وعن تراب الشوارعْ ... خوفا على قدميك ِ " وهذا هو أجمل الشعر وأنبل الوعي . وعنترة عندما يعشق وهو في دوامة الدم " ولقد ذكرتك والرماح نواهل ٌ... مني وبيض الهند تقطر من دمي " " وودت تقبيل السيوف لأنها ... لمعت كبارق ثغرك المتبسم ِ " . لذلك ترابطات منطقية ... لكننا أيضا بحاجة الى القصيدة الحسية والشاعرية التي تستنطق موجودات الطبيعة المحرومة من الكلام والأنسنة وإسباغ الطابع الحلمي عليها بما يفجر جماليات السلام شعرا والشعر سلاما ، بما يكرس لغة الروح التي لانلتفت لها ونحن بين السيوف وفي حالات من الدفاع ضد الخصم السياسي أي أن هناك عوالم شاعرية لها لغة خاصة تفجر الطاقات الحالمة بمجتمع أخلاقي سعيد هو حب الحياة والحسن ، الوردة ـ على سبيل المثال ـ عند ريلكة .. وقصيدة ـ عيناك غابتا نخيل ـ عند السياب ، والطائر والحَبّة عند مولانا جلال الدين الرومي . " لقد صار قلبي ..." عند شيخ المتصوفة الأكبر محيي الدين بن العربي . " شوف الورود وتعلم " لبيرم التونسي . دعوات العشق الخيامية ، حب الإنتشاء النؤآسي .. حب بايرون للسفر . الفنانة طروب في أروع اُغنية ذات مغزى " ياصبابين الشاي " ! إبراهيم ناجي و هل رآى الحب سكارى مثلنا . أعطني الناي وغن ِ لجبران الترافة والحسية المفعمة بالوجد ... صوفيات إيليا أبي ماضي وجديات ميخائيل نعيمة . وعشرات الأمثلة كلها تدعوك الى المناغاة والمناجاة بلغة الشعر بعيدا عن سيوف عنترة ومباشرة الرصافي سياسيا للخصم وفي مفردات لاشاعرية في عمومها وسواه من إسلوب عمل مجايليه .
قال فنان " اذا أردت أن تكون ثوريا فليس بالضرورة أن ترسم مدفعا رشاشا بل تفاحة ولكن على هيأة ٍ ما . ونقول ليس بالضرورة أني لو تغزلت بالهدأة والسلام الذهني وهما أعلى مبدأ بوذي فهذا معناه أني خائن للصراع الطبقي . أو أني أتغزل بالورد معناه أني تخليت عن العمل الشعبي في إزاحة الأشواك . أو أني استعملت قاموس المفردات الرومانسية أني تخليت عن الفكر الواقعي . كلا ألف كلا . إن في دعواتي وصلواتي للسلام بلغة الشعر الشاعرية وبالبحث عن ملاذ آمن من الأشرار هو لوحده ذو مغزى . إنه إشارة الى نضال ، أنه نـَمْذجة ودعوة الى خلق عالم مسالم وحالم بعيدا عن المهارشة بمفرداتهم القتالية التي قاموسها اقتل اذبح إسلخ إنسف دمّر ، جيّش لهم الجيوش , العبوة الناسفة السيف الرمح الدرع الليل والخيل إلخ .
آن للغة أن تسمو شاعريا في فضاءآت الشعر لترسم أحلام الناس وأشواقهم للسعادة بعيدا عن الحزبيات والمذهبيات التي تريد لنا أن نعيش في قضاياهم ومفرداتهم وإلا فنحن خونة ولاتاريخيون ولا نعنى بآلام وأوجاع عصرنا .
قصائد المحبة بين الناس ودعوات السلام على الأرض لها قاموس خاص ومفردات جُبرانية ، لاصلة لها بالدماء والدمويين . إنها معزة للإنسان وتعزيز لروح الصداقة وهي بانتشار معانيها وسيادة مبادئها تشكل إطلالة منيفة وجماهيرية عالمية على عالم جديد .
راسلتك ياخلدون جاويد لكي اُلفت إنتباهك الى مالاتراه أحيانا ! فاخرجْ من رصافيّاتك وجواهريّاتك وعموديّاتك واذهب الى همس الروح وعمق الذات وغموض الطبيعة ، وابتعد وابتعد لتجد أنك قريب جدا .

********
12/7/2011

ـ " كلما لا أبتغي سوى الغناء , اُمنـَـح شرف الحياة " ريلكه.
ـ لاتنس َ ياخلدون أن الشاعر والأديب الراحل عبد الغني الخليلي اُستاذك الكريم قد قال لك مرة : " تغزّلْ بالوردة لتغيظ الشوكة " .
ـ وجهت ُ الرسالة إليك لأني لااُريد أن تكون الكلمات أعلاه ضد أي تنوّع آخر مُغاير لما قلتُه . وأنتَ ذاتك قد تحتاج الى عودة لمواقف أنت ضدها اليوم ومعها غدا والعكس صحيح . أقصد إياك من مسطرة واحدة تقيس عليها ! .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَهرا ً لعينيها ومحمد علي الخفاجي ...
- الكأس ممنوع ياحسين مردان ! ...
- إحذروا معاداة الشاعر ! ...
- بك َ من عناق الغانيات ِ جراحُ ! ...
- يومياتي 3 ...
- تطبيقات شِعرية على حياة الشبيبة العاطفية ...
- الشاعر حسين مردان يصرخ بوجه الله ...
- تعالوا نشتم الشعب والوطن ! ...
- هل من فتوى لتحريم خلوة الإبن باُمهِ ؟
- - إن النساء َ بذيئآتٌ حقيرات ُ - للشاعر حسين مردان !.
- - على غرار قصيدة أحمد شوقي - ...
- إحتقار المرأة أم دعوتها للتحرر ؟
- - سلوا قلبي غداة َ سلا وثابا - ...
- شاعر يشتهي الرضاعة من ثدي اُمه ِ !!! ...
- يوميّاتي 2 ...
- التغزل بجدار قديم ...
- صورة - سيدتي الجميلة - ...
- إهدأ يا اُستاذ ! ...
- رحيم الغالبي وعجالة الرحيل المفجع !!! ...
- قصيدة غزلية لم اُمزقها ! ...


المزيد.....




- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - رسالة من خلدون جاويد إليه !...