أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - حوار مع د عبدالمنعم تليمة















المزيد.....

حوار مع د عبدالمنعم تليمة


عبدالنبي فرج

الحوار المتمدن-العدد: 3503 - 2011 / 10 / 1 - 00:26
المحور: الادب والفن
    



حوار مع د عبدالمنعم تليمة عن النقد والمشهد الثقافي العربي ومدى تأثره بجملة المتغيرات التي تجتاح واقعنا على شتى المستويات.
* منذ فترة طويلة، انتشرت ظاهرة الكتابات المدرجة تحت يافطة «النص»، وهي أبعد ما تكون عن هذا المفهوم بمعناه الجمالي. فما هو النص حقاً؟
ـ في الحقيقة ان عصرنا يشهد انتقالة هائلة في تاريخ الابداعية البشرية في طريق تدوينها وتسجيلها وتصويرها ورؤاها المتنوعة، بعبارة محددة، نحن اليوم في عصر تآزر الأنواع الأدبية، بل تآزر كل الفنون، ذلك ان تقنيات الاتصال والتوصيل قد أتاحت لأول مرة في التاريخ امكانات هائلة غير مسبوقة، لنرى الأنواع الأدبية يدخل الواحد منها في الأنواع الأخرى، وهذا النوع نفسه الذي يدخل في غيره يغير من أساليبه وتشكيلاته، فنجد القصيدة في القصة القصيرة، ونجد القصة القصيرة في الشعر ونجد الشعر في الرواية، بل اننا اذا مددنا الأمر على خط مستقيم نجد ان الأمر في غالب الأحوال، يشمل الفنون جميعا فنجد القصيدة في الموسيقى، ونجد القصة في العمارة ونجد الرواية في اللوحة، وهكذا. وأعتقد انه لن يمضي وقت طويل حتى يغيب لأول مرة وإلى الأبد، منظر الشاعر الذي يقف بين أيدي جمهوره على
منصة معزولة عن هذا الجمهور ليلقي قصيدة، ولا دور لهذا الجمهور في تلك الحالة سوى
التصفيق. وسنجد قصيدة الشاعر مصحوبة بموسيقى وغناء وديكور ورقص، لن يسمى هذا
العمل قصيدة، بل يسميه أساتذة النقد في العالم اليوم «نص»، فكلمة نص الآن في الوقت الراهن تعني عملا تتآزر في انجازه جملة الفنون. وفي هذا الأفق الجديد لن تجد فنا يتقدم وآخر يتوارى أو ينقرض، بل يشي ان الابداعية البشرية تتبدى في تجليات من النصوص تعكس تآزر الفنون. والسؤال الآن هل ورات السينما منذ أكثر من قرن الرواية والقصة القصيرة؟ العكس تماما تطورت القصة والرواية تطورا ملحوظا لا أحد يستطيع انكاره، فالتقنيات الحديثة والمعاصرة تدفع آفاق ازدهار الأنواع والفنون بشكل غير مسبوق، يزدهر التلفزيون والسينما وحضارة الصورة، وفي نفس الوقت تزدهر كل الفنون والأخرى.
* قبل فترة دعا د. عبد العزيز حمودة إلى صياغة نظرية عربية، بعيدا عما سماه متاهة النقد الحديثة، وتنظيرات ما بعد الحداثة. كيف تنظر لمثل هذه الدعوات؟
ـ يجب أن نلفت النظر الى أمر ذي أهمية في الحضارة الانسانية، فقد كانت المجتمعات القديمة والوسيطة مغلقة على ذاتها أو شبه مغلقة، كما في الحضارات القديمة، الفرعونية، والفارسية، والهندية، والصينية، واليونانية اللاتينية. وفي العصور الوسيطة نجد أن الأمر تجاوز ذلك الى حضارة عالمية ذات خصائص ومنجزات باقية وهي الحضارة العربية الاسلامية التي صبت الحضارات القديمة في مجراها. أما اليوم فلا يمكن القول بأن هذه حضارة هندية أو مصرية أو عربية. إننا اليوم ازاء ما يسمى تاريخيا الحضارة العالمية حضارة التصنيع، وما بعد التصنيع والعقلانية، هذه الحضارة لا يمكن أن تنتسب الى مجتمع من المجتمعات، وانما تنتسب المجتمعات اليها. والفيصل في بقاء الهويات القومية والوطنية هو مشاركة كل مجتمع في تأسيس هذه الحضارة وتطويرها، فالهنود دورهم محفوظ بعد مشاركتهم المتميزة في هذه الحضارة الواحدة، كذلك العرب والصينيون والاميركيون والافارقة والأوروبيون.
وانطلاقاً من ذلك،لا يجوز اليوم ان يقال ان هذه نظرية هندية، أو اميركية، أو عربية، اننا نقول هذه مشاركة هندية أو اميركية أو عربية في تأسيس علم للفن وأدوات واجراءات ومناهج لنقد الابداعات الإنسانية.
* لكن اذا صح ذلك، الى أية هوية إذن تنتسب النظريات والفلسفات؟
ـ الأفكار والنظريات والفلسفات لا تنتسب الى مجتمع اليوم، انما ما ينسب الى هذا المجتمع أو ذاك هو وعيه بموروثه الجمالي، والتأسيس على هذه الموروثات بمشاركات مميزة تضيف الى العلم الانساني الذي ينتقل من فلسفة الفن التأملية الى علم الفن المنضبط. هنا نقول إننا، نحن عرب اليوم، لدينا موروث هائل من الفن خاصة الشعر والسير والملاحم. وعلينا درس هذا الموروث وعلى استخلاص جماليات العربية، هنا تكون مشاركتنا في تأسيس الدرس الأدبي والفن في عالم اليوم، ندرس خصائص العربية وجمالياتها مقدمين إضافات إلى جهود الأمم الأخرى.
* في هذا السياق برأيك كيف يمكن تفعيل دور المثقف في المجتمع والشأن العام، خاصة في ظل سلبية وانسحاب المثقف؟
ـ الثقافة هي مواقف نقدية من الحياة ودور المثقف هو دور نقدي للحياة في مجتمعه وعصره. لكن مجتمعاتنا العربية التي تخرج في هذه اللحظة التاريخية من العلاقات الكلاسيكية شبه الاقطاعية الى العلاقات الحديثة المعاصرة، العقلانية والديمقراطية، لا تحتمل الدور النقدي للمثقف فتحاصره وتصادر عمله ولا تقر له بحرية التفكير وابداء الرأي.
تفعيل المثقف يتأتي بأن ينهض المثقفون للنضال من أجل تحرير العقل وحماية حرية النقد. ولا يكون ذلك محصوراً على أحاد وأفراد من المثقفين العرب، بل في جماعات وجمعيات ونقابات واتحادات ترفع دور المثقف، ليتحقق ناقدا طبيعيا في مجتمعه وعصره. هذه الأوعية الديمقراطية تحمي الحرية وتحمي المثقف وتضمن حقه في التعبير والتفكير.
* هل تتفق مع الرأي القائل بأن كثيرا من الكتابات النقدية فقدت قيمتها كفعل ايجابي فاعل بسبب نخبويتها وعدم اكتراثها بالقارئ؟
ـ نعم، فقد النقد فاعليته لأن النقد ضرب من الفكر، وأول شيء تفعله أنظمتنا الراهنة هو الذعر من الفكر ولذلك تلجأ الى الطرق البوليسية والى اغراء المثقفين وتخويفهم، أي انها تلجأ الى سياسة «ذهب المعز وسيفه». النقد فكر بل انه في الدرجة الأعلى من الفكر، لأنه يفكك ويفسر ويوجه، وهذا كله في واقعنا الراهن مؤثم ومحرم. ولما كانت كل أجهزة الثقافة والاعلام مملوكة للأنظمة الحاكمة فإن الناقد يبدو معزولا عن الحماهير. ومع ذلك فإننا نفرق بين ضربين عن النقد:
الأول النقد الاكاديمي الذي ينتجه متخصصون لمتخصصين، وهذا النقد بطبيعة الحال بعيد عن
الجمهور العريض من القراء والمتعلمين. والضرب الآخر هو نقد أقرب ما يكون الى التعريف الخارجي بالأعمال الابداعية والفكرية، وهذا يوجد في المجلات والصحف السيارة وقنوات البث المسموعة والمرئية، هذا الضرب الثاني لا يعتد به العلماء وأهل الاختصاص، وهو جماهيري ولكن الكثير منه ضار بالذائقة والعقل، لأنه لا ينهض على تخصص ودراسة.
* علاقتك مع التراث علاقة طويلة ومتنوعة.. أي الكتب التراثية أثرت في تكوينك ووعيك النقدي؟
ـ قبل ذلك، كانت قراءتي للقرآن الكريم شيئاً أساسيا في مسيرتي، إذ أخذت من القرآن علم العربية في أصوله، أو العلم القديم من ينابيعه. ثم بعد ذلك أعمال ابن جني، بخاصة عمله الخالد «سر صناعة الإعراب»، والذي افتتحه بحوالي ثلاثين صفحة كان يوازن فيها بين كل حرف من ألف باء وبين آلة موسيقية، وبهذا فإن ابن جني وضع أساسا مكينا للدرس الأدبي المنضبط والمقارن، وكذلك كتابه العظيم «الخصائص» في فلسفة اللغة ودقائق تشكيلاتها النحوية والبلاغية، ويأتي بعد ذلك إمام العربية الأكبر الشيخ عبد القادر الجرجاني في كتابيه الخالدين «دلائل الاعجاز» و«أسرار البلاغة». لقد كان الإمام الجرجاني فيلسوف اللغة حقا،
خبر أسرارها وتراكيبها الجمالية والبلاغية والنحوية بمحبة واقتدار نادرين.



#عبدالنبي_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الروائي المصري ادوار الخراط (2)
- الحرِّيق
- حوار مع الروائي المصري يوسف ابوريا
- شجرة تين جافة
- حوار مع الروائي المصري يوسف القعيد
- حرائق
- حوار مغ الروائي مصطفي ذكري
- شذوذ
- حوار مع الروائي المصري ادريس علي
- الشاعرفتحي عبدالله روح إنسانية تفيض بالألم
- حوار مع الروائية المصريه سلوي بكر
- حوار مع الروائي المصري محمود الورداني
- حال الثقافة المصرية .. جريمة وزير
- : العاهرة الصغيرة
- اتجاهات مهتزة
- الكائن 
- حوار مع الروائي الكبير / أدوار الخراط
- الولع بالأساطير في الحروب الأخيرة
- العلم
- الشاعر محمد عفيفي مطر في ديوانه معلقة د خان القصيدة


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - حوار مع د عبدالمنعم تليمة