فواز قادري
الحوار المتمدن-العدد: 3494 - 2011 / 9 / 22 - 08:29
المحور:
الادب والفن
سماء
كلّ يد مبتورة شهيدة
كلّ إصبع شهيد
كلّ قدم وكلّ عين
كلّ زهرة قصلها الجلّاد
كلّ حنجرة ولسان
كل سنبلة وكلّ طير
يا سوريّة التي بحجم قلب
و قلب بحجم كوكب
يا أم الشهداء
كيف له أن يطال
طيور سمائك العالية؟.
بكاء
قالت الأرض
من يبكي في جواري؟
أجاب شهيد
في دمي عويل قديم لحليب الأمّهات
وقال: أمّي هل أنتِ معي؟
صرخت الأرض: يا ولدي
وتدثّرا معاً
بمزنة من غيوم البلاد.
صلاة
الأرض كلّ فجر
على الشهداء تصلي
وتقرأ سورتين
للماء والمطر
يرتّل خلفها عشب نضير
آياته الخضر
فتحار السماء
بأيّ أذنيها تصغي
إلى هديل حمام حزين
وإلى خرير جدول دائخ في الحقول.
غيوم
قال الفرات:
بعد أن توضّأتُ بالشهداء مراراً
رأيتُ جسدي صافياً
في مرايا الينابيع
وقال: هذه الغيوم التي تركض
من دمائي صعودها
والتي تقف
من دموعي الغزيرة على الشهيد.
صالح
بقدم واحدة يمشي
وتمشي وراءه الغيوم
يمشي الفرات
متأبّطاً زلّه وطينه وأرواح غرقاه
تمشي مياه الآبار الحبيسة
يمشي العشب على أثرله
أعلمتْه الطيور بمناقيرها
تمشي الغدران إلى صحراء كسيحة
وإلى شقوقها وأثلامها
يمشي وتمشي كلّ ذي روح
الأعضاء المبتورة
الأيدي الأقدام الأعين تمشي
إلى كرنفال الشهداء.
#فواز_قادري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟