ادريس الواغيش
الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 02:02
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة جدا : جنات
جاء الأول يهرول على رجليه ، بعد سماعه لآذان الصلاة . وصل الثاني على متن سيارة رباعية الدفع ترتعد من تحت عجلاتها الأرض ، وتلتهم الإسفلت في جنون ، كي تطوي ما تبقى من مسافة ، في تناغم ميكانيكي - إلكتروني ياباني الصنع.
بسط الأول سجادة عن يميني ، ذبلت ألوانها وتآكلت نقوشها ، ولم يعد يظهر منها غير بقايا مآذن شرقية. ثم أخذ يردد أدعية بصوت خافت ، أغلبها غير مسموع . ويغمض عينيه بين الفينة والأخرى ، عله يرى بصيصا من نور أو وجها لأحد المبشرين بالجنة ... ‼.
بسط الثاني عن يساري سجادة فارسية الملامح ، أنعشت من تحت أقدامه ومن فوق رأسه شيئا من حرارة ظهيرة فصل الصيف ، برطوبتها وجمالية نقوشها. كان يغمض عينيه بالطريقة نفسها ، لكن بالتأكيد في اتجاه جنات أخرى .
انتهى الإمام من خطبة الجمعة ، فقمنا للصلاة . كانا يرددان معا بعد التسليم نفس الدعاء :
- اللهم سترك... اللهم عفوك... ، اللهم لا تحرمنا من جناتك... ‼
#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟