أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ادريس الواغيش - ليبيا التي غيبها عنا القذافي 42 سنة














المزيد.....

ليبيا التي غيبها عنا القذافي 42 سنة


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 3464 - 2011 / 8 / 22 - 21:53
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كل الأصنام العربية قديمها وحديثها هوت بالطريقة نفسها من هبل إلى هنيبعل ، وبنفس السهولة في المنعطف الأخير والحاسم . انهيار مفاجئ وسريع لدكتاتوريات عربية حكمت شعوبها بيد من حديد ونار، عكس ما كانت توحي به كل المعطيات الخادعة ظاهريا. وإلا من كان يعتقد أن تونس / العاصمة والقاهرة أو حتى طرابلس أخيرا كانت ستسقط بهذه السهولة ؟. هو خداع ومكر الإعلام ، وضعف واستسلام الجبروت والظلم أمام الحق مهما طغى. البارحة فقط (20 غشت 2011) انتهت حقبة سوداء من تاريخ ليبيا ، لتبدأ أخرى نتمنى أن تكون مغايرة تماما لما عرفناه عنها من قبل. هي حقبة للنسيان ، لم نكن نرى فيها غير وجوه ألفها الجبروت وسكنها الطغيان ، العقيد القذافي بألقابه العجيبة ونياشينه الغريبة ونظراته التي لم يكن لها معنى ، ونجله سيف الإسلام الذي لم ينسل يوما إلا ليقول فحشا في حق شعب مسالم حد اللين ، أما هنيبعل فحدث ولا حرج عن فتوحاته الجنسية في أي مكان حط فيه ، أو حتى بعض الوجوه السياسية التي استغربت ( وأنا أستمع إليها) لفداحة زلات ألسنتهم ، وكيف لا يعرفون حتى النطق بكلمات قليلة ومعدودة بالفصحى على شاشات الفضائيات.
سقطت الصورة التي كانت تعتلي كل شيء أخيرا وليلا في شوارع طرابلس ، ولغرابة الصدفة ، أمام نفس الأبراج التي كان يعتليها " الزعيم" لإلقاء خطب الوعد والوعيد والتهديد ، داستها أقدام شبان وشابات تنتفض في أجسادهم أرواح شهداء أبو سليم ، وهم متعطشون أكثر من أي وقت مضى للحرية والكرامة ، سلاحهم عدالة السماء والإيمان بقضيتهم ، ولم تكن تلك البنادق الرشاشة التي يحملونها كافية لأن تطيح بأقدم الديكتاتوريات العربية ، وهي مدججة بأعتى الأسلحة ، لولا عدالة القضية والإيمان بها إلى آخر رمق. ربما شمها معمر القدافي ( القائد الأمين الذي تدافع عنه الملايين) كما نقول في العامية (فالسما) ، هو الذي كان يؤلمني أن أراه أحيانا مبتسما مع نيلسون منديلا المناضل في بعض اللقطات ، فلام الشعب التونسي أولا على الإطاحة بحبيبه زين العابدين بن علي ، وكان توجسه من الثورات العربية أكبر من أي زعيم عربي آخر. ولذلك لم يتردد في أن يقول ثانيا لثوار مصر العروبة مستهزئا : " جاوبوني…. لماذا قمتم بالثورة ؟…هل علشان تجيبوا عمر موسى رئيسا لمصر…؟ ما تجيبوا نوال السعداوي أفضل…" قمة الاستهتار والاستهزاء ، أو ربما هي غريزة حب السلطة دفعته لأن يقول ذلك بدون خجل من نفسه ، لأنه كان يعرف أكثر من غيره ، كم حجم البراكين والحرائق التي كان يجلس فوقها.
لم يكن الشاب / العقيد الذي بدأ بثورة بيضاء ، حين أطاح بالملك السنوسي بإيعاز وتخطيط من جمال عبد الناصر، يعتقد أن نهايته ستكون بهذا الشكل الدراماتيكي ، بعد عز وحكم دام لأكثر من 40 سنة ، كان فيها السيد المطلق والآمر/ الناهي / الباطش / القاتل / المهمين / الجبار / المتكبر/ الطاغي/…. وما شاء له أن يكون من الألقاب والأسماء ، من ابن البادية والخيمة إلى المناضل/ المجاهد / الفيلسوف / الزاهد /…، مرورا بملك الملوك الذي خسر كل معاركه خارج ليبيا مع الغرب و مع نفسه التي لم ينتصر عليها يوما ، أو حتى مع دولة تشاد الإفريقية الفقيرة ، ولم تكن انتصاراته الوهمية الوحيدة إلا داخل جماهيريته على الشعب الليبي المسالم ، التواق إلى الحرية والكرامة واستعادة إنسانيته التي اغتصبها فيه حاكم مستبد ، لم يعرف التاريخ مثيلا له.
كانت ليلة سقوط طرابلس أهم ليلة في تاريخ ليبيا الحديثة ، رأينا فيها شبانا وشابات لم نرهم من قبل. مختلفين تماما عن أولاد القدافي (الأوسط والأصغر والأكبر و الما بين- بين) التي ملأت صورهم وفضائحهم صور الفضائيات والمجلات في العالم ، رأينا شبانا مختلفين وشابات مختلفات عما ألفناه على شاشة الجماهيرية ، شبانا يتكلمون الفصحى جيدا (إلى جانب لهجتهم المحلية طبعا) بسحنات أقل تجهما بكثير من سحنات أولاد القدافي ذكورا وإناثا ، التي لا تصلح إلا للتراجيديات. ورأينا وجوها لإعلاميين شبانا وشابات على شاشات الفضائيات يتكلمون جيدا ، يحاورون جيدا ويقنعون بشكل مدهش ، ويمتلكون أيضا رؤى للمستقبل أوضح من وضوح الشمس .
لم يفهم سيف الإسلام الذي لا يسل إلا لارتكاب فضيحة مالية أو أخلاقية ، ولا أبوه دروس الشعوب في مصر وتونس ، واختارا الطريق الصعب (طريق الوراثة) وراثة عرش الجماهيرية (العظمى) ، فخانت الابتسامة وجه سيف ليقول من بين أقواله التي لا تعد ولا تحصى متهكما : " احنا موش تونس أو مصر" ، ونسي لغرابة الصدفة وأيضا لسخرية القدر أن جمال (وريث) مبارك (الذي لم يرث هو الآخر شيئا) رفض الرد على سؤال أحد الشبان ، وقال متهكما ضاحكا : " متردوا عليه انتو…" فجاءه الرد سريعا من ميدان التحرير، ويخرج أبوه بأغرب أمر عسكري لأغرب زعيم عبر التاريخ أو عميد الحكام العرب كما كان يحلو له أن يسمي نفسه أحيانا : "..افتحوا مخازن الأسلحة…لا تموتوا بالتقسيط ... موتوا دفعة واحدة.." ، ونسوا … أو تناسوا الأهم : كان عليهم أن يغيروا أو يتغيروا قبل فوات الأوان ‼.



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة جدا : إصرار الديك وعناد الدجاجة
- النقابة الوطنية للتعليم (فدش) تهدف إلى خلق مغرب خال من تشغيل ...
- - ظلال حارقة -.... جديد الصحفي والأديب المغربي إدريس الواغيش
- - انتباه ... أطفال في أشغال خطيرة -... شعار النقابة الوطنية ...
- شعر : على امتداد البياض
- عبد العزيز إيوي الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم (ف.د. ش ...
- مليكة مستظرف حاضرة بروحها ...، ومحمود الريماوي ضيف شرف من ال ...
- قصة قصيرة جدا : تواضع
- النقابة الوطنية للتعليم (فدش) تنظم : دورة تكوينية لفائدة أس ...
- قصة قصيرة : دوامة
- قصص ق جدا :
- الملتقى الوطني الأول للقصة القصيرة جدا بخنيفرة / المغرب
- شعر : يسكنني همسك
- سمية البوغافرية في إصدار روائي جديد
- لعنة (بو سليم ) تطارد القذافي في - باب العزيزية -
- شكرا لعناد حسني مبارك
- خوض إضراب احتجاجي لمدة 48 ساعة بقطاعي التعليم المدرسي وموظفي ...
- قصة ق. جدا : اعتراض
- عودة الروح إلى متعة القراءة في - رقص على الجمر- لسمية البوغا ...
- الشاعر محمد بودويك... في حوار مع : إدريس الواغيش / المغرب - ...


المزيد.....




- مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس ...
- فيديو- مشاهد مؤثرة لطفل فلسطيني يركض حاملاً كيس طحين وسط واب ...
- رقم قياسي - هامبورغ تشهد أكبر مسيرة في تاريخها لدعم -مجتمع ا ...
- ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزي ...
- -واشنطن بوست- تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل ال ...
- المبعوث الأمريكي ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإس ...
- -ما وراء الخبر- يناقش أهداف زيارة الرئيس الإيراني لباكستان
- والد الطفل عاطف أبو خاطر: أولادنا يموتون تجويعا أو تقتيلا عن ...
- مصادر إسرائيلية: أسبوع حاسم ستتخذ فيه قرارات تغير وجه الحرب ...
- رئيسها زار باكستان.. هل بدأت إيران ترتيب الميدان لحرب جديدة؟ ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ادريس الواغيش - ليبيا التي غيبها عنا القذافي 42 سنة