أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادريس الواغيش - لعنة (بو سليم ) تطارد القذافي في - باب العزيزية -















المزيد.....

لعنة (بو سليم ) تطارد القذافي في - باب العزيزية -


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 3292 - 2011 / 3 / 1 - 05:12
المحور: المجتمع المدني
    


لعنة (بو سليم ) تطارد القذافي في " باب العزيزية "

إدريس الواغيش / المغرب

ولأن قدر الأخضر أن يكون مطاردا بالحصاد ، أو الصفرة في أحسن الأحوال حتى في الطبيعة ، كان لا بد أن يكون مآل ( الكتاب الأخضر) شبيها بصاحبه ، ولم ينفعه معه مدح ولا مديح بعض وسائل الإعلام طيلة (42 سنة) من الحكم حتى الإشباع . كان ( نيرون) قد أشعل النار في روما ، وجلس يتفرج عليها وهو يتغنى بأشعار هوميروس ، ويستعيد أحداث طروادة . وفي منظر يكاد يكون مشابها ، اعتلى معمر القذافي (جنكيز خان العرب ) بلباسه (الغريب جدا) سورا عاليا في طرابلس ، ليخطب في أنصاره من النساء والأطفال ، الذين جمعوا (وفق شهود) من دور اليتامى أو دفع لهم نقدا لضمان حضورهم بكثافة ، كأي قائد من التتار أو المغول ، وبصوته المبحوح من فوق برجه العالي ، في إشارة لم تعد تحتاج إلى تأويل ، على أنه أصبح عاجزا عن النزول إلى الأرض ، أنذر في خطبته العصماء قبائل وعشائر و (جرذان) خرجت عن طاعته ، وليبشر المؤمنين بأن النهر الصناعي العظيم سيؤمن لهم أحواضا من البترول في الجنة ، وأن " ارقصوا و...غنوا " ولو على رؤوس وجماجم بشرية مرمية في الشوارع ، وقد فصلت عن أجسادها تماما‼. مشهد يذكرنا بعصر تعتصره ذاكرتنا وتحاول نسيانه ، خطب فيه الحجاج نفس الخطاب في شعب العراق : " والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها ، وإني لصاحبها.... ".
كل إنسان سيخلده التاريخ بقدر ما قدمه في مجال تخصصه (سياسة - فن - رياضة - علوم -...) . أما القذافي فلن ينساه التاريخ أبدا ، خصوصا في السياسة التي سيدته زعيما استثنائيا ، سواء بالطريقة الديمقراطية التي اختارها منهاجا لحكمه (اللجان الشعبية) ، أو الطريقة التي أراد أن يفني بها شعبه ، حينما اختار التمرد على ( الأب الخالد ، وعميد الحكام العرب أو ...مجد ليبيا ) وما شاء له من الأسماء (الحسنى) التي يهواها. وهو ليس استثناء رغم ذلك ، كل رؤوس الأنظمة العربية التي سقطت حتى الآن ، أبت إلا أن تجر للهاوية أسماء تورطت معها عن طيب خاطر في جرائم اقتصادية ، إنسانية أو سياسية ، حتى تطمئن إلى أن سقوطهم لن يكون وحدهم .
وأمام هذا الزخم من التساقط السريع للكراسي العربية ، لم يكن الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) محظوظا البتة مع تركة من سبقوه إلى البيت الأبيض ، فقد أبت الفوضى الخلاقة التي روجت لها وزيرة الخارجية (رايس) طويلا ونظرت لها ، إلا أن تأتي بعكس ما كانت تدعو إليه أيام جورج بوش الابن ، فوضى أزعجت ( الأمريكيين على الأقل) .فقد أطاحت ببن علي في تونس ، ومن بعده (حسني مبارك) أكبر حلفائهم في الشرق الوسط. بل أكثر من ذلك ، هددت أمن إسرائيل في العمق ، حين هدد حسن نصر الله باحتلال شمالها بالمباشر لا بالتلميح كما العادة ، إن هي أقدمت على شن حرب جديدة على جنوب لبنان ، ومرور بارجتين حربيتين إيرانيتين إلى سوريا عبر قناة السويس ، في تحد واضح لحليفة الغرب المدللة ، وفتح معبر رفح في الاتجاهين من مصر إلى فلسطين ، حتى لا أقول غزة .
و بين آخر رصاصة لكتائب القذافي ، وآخر قطرة دم للمتظاهرين في شرق وغرب ليبيا ، يبقى التحدي قائما بين الشعب الليبي وملك ملوك إفريقيا ‼. ليزيد من ثقل الغيوم وسوداويتها في سماء الشرق الأوسط خصوصا والمنطقة العربية عموما ، لن تكون تبعاتها مضمونة العواقب ، على الكثير من الأطراف العربية والغربية على السواء ( نزوح جماعي / لاجئين / المصالح / النفط ) وأخيرا ( لا قدر الله) أزمة إنسانية على الحدود الليبية / المصرية / التونسية.
وتبقى ذمة الغرب في مثل هذه الظروف ، غير بريئة اتجاه العرب عموما في السلم كما في الحرب ، وأن حقوق الإنسان (كما تعودنا عليها دائما) ورقة حاضرة وضاغطة في علاقتنا بالغرب . لكن ظهر جليا هذه المرة أنها ورقة زائفة ، وأن الانتهازية هي من يحكم علاقة الغرب بنا كعرب ، عرتها الانتفاضات الشريفة التي كانت أولاها في تونس ، مرورا بمصر واليمن . وأن الدم العربي ، أرخص من قطرة بترول في محطات الوقود الأوروبية والأمريكية‼.
حين أطلت علينا صور الفضائيات من ليبيا ، التي ظلت دائما غامضة كعادتها في عهد العقيد ، الذي أصر أن يكون أولها وآخرها وعنوانها ، تبين كم هو الغبن الذي عاشه الشعب الليبي ، لأكثر من (42 سنة ) من الاستبداد وتبذير ثروات تقدر بالمليارات ، من أجل نزوات شخصية تافهة . شوارع ، ساحات وبنايات تخلو من أي بنية تحتية عصرية ، ومظاهر تبدو أقرب إلى ما نراه في دول إفريقية فقيرة ، وليس لدولة بترولية ، كما تعودنا على ذلك في دول الخليج البترولية ( قطر - الإمارات العربية - ...) رغم كل ما قد يذكر من شبهات .
البداية كانت في 1996 ، حين قتل القذافي بدم بارد ، أكثر من (1200) سجين في سجن ( أبو سليم) بمدينة بنغازي شرق ليبيا . من يومها وإلى الآن ، لازالت لعنته تطارد (ملك الملوك) إلى يومنا هذا . مجزرة سجن(بوسليم) من أكثر المجازر بشاعة في القرن العشرين ، لكن أموال البترول كانت حاضرة دائما كعادتها ، من أجل التضليل وتكميم الأفواه وتجفيف الأقلام التي تحاول إماطة اللثام عن الحدث المأساوي. من يومها هناك في ( بنغازي / مدينة عمر المختار) وإلى يومنا هذا ، بدأ ربيع الثورة و ملامحها يطارد القذافي الفيلسوف / الزعيم / القائد / الثائر /المفكر/ المجد ... ، قبل أن يدق ناقوس القيامة و يخطب العقيد في (الجرذان/ الشجعان) منذرا ومحذرا ، ونسي أن قبضته الحديدية بدأت في الارتخاء القسري : " أنا حاميكم وأنا قاتلكم / أنا محييكم وأنا مميتكم / أنا مجدكم وأنا خذلانكم . أخيرا وبمعنى أصح : " لا خيار لكم معي.....أحكمكم أو أقتلكم .......".
تعددت أسماؤه ( الحسنى‼ ) أمام ما يقوم به من دناءة في مدن ليبيا وشوارعها. (نحن لسنا تونس... ولا مصر) قالها القذافي وأصر عليها نجله (سيف الإسلام / البتار) في خطبه التهديدية ، ومن قبله قالها صاحبه مبارك ، إذ هما معا في مزبلة التاريخ ( نحن لسنا ....تونس) ولم تنفع بعد أن تجاوزت صلاحيتها ، وها هو خليلهم علي عبد الله صالح يكررها مشروخة في اليمن : " نحن لسنا تونس ولا مصر....ولا ليبيا ...‼) يا سلام على البديهة ‼.
مد شعبي عارم يعيشه العالم العربي ، وسحابة ثورية أخرى تنذر بمطر ثوري في ربوع الوطن العربي ، يخلخل أنظمة حكم عربية لم تتزعزع كراسيها لمدد طويلة : ( البحرين - الأردن - وآخرها وليس أخيرها..... لبنان ) الذي يطالب شبابه بتغيير من نوع آخر : " الشعب يريد تغيير.... النظام الطائفي ".
قد تختلف المطالب هنا أو هناك ، لكن يبقى المطلب واحد ووحيد : ( التغييييير). وهذا يدفعنا إلى التساؤل : " هل صحيح أن التاريخ كاذب ؟ وأن أصل العرب فرعوني ؟ ".
بيل غيتس المسكين كان واهما ، حين صدق أنه الملياردير الشهير في العالم ، ولم يعتقد للحظة واحدة أن الحكام العرب ينامون على أكوام من الدولارات . لنتأمل هذه اللائحة التي قد توحي لنا بأشياء كثيرة :

- بن علي / حكم تونس 23 سنة // ثروته........ 35.-40 مليار دولار( وفق التقديرات)
- مبارك / حكم مصر23 سنة // ثروته .......... 70- 100 مليار دولار( وفق التقديرات)
- القذافي / حكم ليبيا 42 سنة // ثروته....... 100- 130 مليار دولار (وفق التقديرات)

من هنا نستنتج أن الثروة تتضخم وتتراكم كلما طال حكم (الزعيم الخالد) ، وهو تعاظم له ما يبرره في عالمنا العربي ، نتيجة ما يمارس من احتكار ونهب وسلب دون حسيب أو رقيب ، في حق ثروات الشعوب العربية. لن تكون آخر الثورات المنهوبة في وطننا العربي ، ولن تكون آخر فضائحها (هم) بكل تأكيد ، لكن نرجو أن لا يكون المستور في البنوك الغربية أعظم.
تبقى الإشارة واجبة إلى نقطة أخيرة وضرورية في هذه الورقة ، وهي عدم التركيز على المرتزقة من جنسيات إفريقية معينة والاكتفاء بالتعميم ، كما ألح على ذلك المفكر العربي عزمي بشارة ، حتى لا يفسر ذلك أو يترجم ، وأيضا لكي لا يستغله الأعداء المتربصين بنا ، ويسعوا جاهدين إلى دق إسفين آخر في علاقتنا (كعرب) بإخواننا الأفارقة ، الذين هم أولا وأخيرا إخوان لنا في الانتماء الجغرافي على الأقل.



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا لعناد حسني مبارك
- خوض إضراب احتجاجي لمدة 48 ساعة بقطاعي التعليم المدرسي وموظفي ...
- قصة ق. جدا : اعتراض
- عودة الروح إلى متعة القراءة في - رقص على الجمر- لسمية البوغا ...
- الشاعر محمد بودويك... في حوار مع : إدريس الواغيش / المغرب - ...
- الفيدرالية الديمقراطية للشغل تصنع الحدث بفاس : كرنفال... للم ...
- قصة : جسد واحد ....، أمكنة متعددة
- تخليدا لليوم العالمي لمحاربة تشغيل الأطفال(12يونيو) ، تنظم ا ...
- شعر : طقطوقة
- مشرع بلقصيري ، مملكة القصة..في ملتقاها السابع ، تحتفي بالأست ...
- بين أن تجلس الممرضة بين أقدامك في اليابان ..…وفوق رأسك في ال ...
- قصة : خيانة
- قمة أدبية مصغرة بين العرب.... في مدينة بن أحمد المغربية
- قصة : اللعبة
- النقابة الوطنية للتعليم (ف د ش) تحارب الهدر المدرسي تجربة ان ...
- نقاء الجنس القصصي في (تسونامي) مصطفى لغتيري
- الجمعية المغربية للغويين والمبدعين تحتفي بالمترجم والمبدع حس ...
- قصص قصيرة جدا :
- قصة : ارتواء
- قصة قصيرة : ضيافة


المزيد.....




- مظاهرات حاشدة في إسرائيل وتحذيرات بشأن تهديد حياة الأسرى بتو ...
- عائلات الأسرى الإسرائيليين: تصعيد القتال لن يقتل المحتجزين ف ...
- دعوات في موريتانيا لإلغاء قانون حماية الرموز الوطنية لـ-تضيي ...
- الاحتلال يستهدف آخر ملاذ للحصول على الطعام ويكثّف قتل المدني ...
- اعتقال أبرز قادة الفصائل المقاومة الفلسطينية في سوريا
- الأمن العراقي : اعتقال متهم بتهريب الأموال بحوزته 113 بطاقة ...
- مصدر يؤكد اعتقال طلال ناجي في سوريا
- -الأغذية العالمي-: هناك -حاجة ماسّة- لدخول المساعدات إلى غزة ...
- قضى 8 ساعات فوق شجرة.. شاهد عملية اعتقال رجل من قبل إدارة ال ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطنين -تعزيرا- بالمنطقة الش ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادريس الواغيش - لعنة (بو سليم ) تطارد القذافي في - باب العزيزية -