أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفيتوري بن يونس - المستحيل ليس ليبيا














المزيد.....

المستحيل ليس ليبيا


الفيتوري بن يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3480 - 2011 / 9 / 8 - 12:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مستهل لابد منه:
هذا المقال وما سيليه من مقالات يمثل صفحات من مذكرة الثورة الليبية كما دونها قلم كاتبها ونشر البعض منها في صحف محلية ولم ينشر البعض الاخر لذا وجب التنويه.

إذا كان أهل تونس الخضراء يفخرون بأنهم أول شعب عربي يجسد واقعا ما جاد به خيال شاعره الشابي من قدرة الشعوب على إرغام قدرها على الاستجابة لها .
و إذا كان المصريون يتيهون بأنهم اسقطوا ديكتاتورهم بأسرع مما فعل التونسيون
فإننا هنا كليبيين – أقولها بملء في وأتيه بها فخرا – نتبختر بأننا حققنا إحدى معجزات الله التي لن تتكرر اتساق مع طبيعة المعجزة أي معجزة وهي أننا جعلنا المستحيل وفقا لمعطيات واقعنا ممكنا .
هذه المعطيات التي لو وجد أخوتنا في القطرين أنفسهم أمام بعضها فقط لما فكروا ربما مجرد التفكير في فعل ما فعلنا ليس تقليلا من قيمة ثورتيهم و لا إنكارا لفضل سبقهم بقدر ما هو تقرير لواقع يعرفه القاصي قبل الداني ، إذ أن لكل منهما دستوره الذي يكفل له تنوع فكري وتعدد سياسي يخلق مهما اتصف بالديكورية نوعا من بلورة الأفكار و صياغة المطالب ووضوح الرؤية ، و ان كان مفصلا على مقاس ما .
هذا التعدد وذاك التنوع يرفده ارث ثقافي عريق في الحالة المصرية و مستوى تعليمي مرتفع و تلاقح فكري وتقني مع الغرب عبر بوابة المحتل السابق جعل من التونسيين أكثر الشعوب العربية استعمالا للشبكة العنكبوتية بلغ 25% من عددهم ، كل ذلك في ظل أنظمة تبقى مهما بلغت سطوة ديكتاتوريتها لها مؤسساتها ذات الكفاءات التكنوقراطية و على رأسها المؤسسة العسكرية المتشبعة بعقيدة الجيوش التقليدية التي يمكن لها أن تراهن عليها في نهاية المطاف وهو ما حدث فعلا هذا من جهة .
ومن جهة أخرى فإن الدولتين التونسية والمصرية وبحكم أن دخلهما يأتيهما من الخارج سياحة تتطلب مرونة اقتصادية أو استثمارا يحتاج حرية أو مساعدات يشترط مانحها الغربي عادة بعض الشروط المتعلقة بالحريات ليس حبا في هذه الشعوب ولكن حرصا على صورته أمام شعبه أولا و أمام المجتمع الدولي ثانيا .
كل هذه المعطيات وغيرها أعطت الشعبين التونسي والمصري حسا بالطمأنينة ونوعا من الضمانات في حركتهما للتغيير .
أما نحن في المقابل فكان كل شيء يجعل من مجرد تفكيرنا في محض التململ مستحيلا ، لأننا وبكل بساطة تعرضنا لعملية تجريف لم يتعرض لها شعب عبر تاريخ البشرية تمثلت في سلخنا عن هويتنا الوطنية ليختفي اسم ليبيا وتحل محله ثورة الفاتح من سبتمبر العظيمة ويكون قسم ولائنا قبل مباشرة مهام أعمالنا (( الدفاع عن ثورة الفاتح العظيمة وحمايتها والدعاية لها والتبشير بمبادئها و أفكارها )) ويضطر المذيع ومقدم البرنامج إلى الاختصار أمام الاسم الطويل المختار عمدا ودائما تكون ليبيا هي الضحية ليختزل الاسم في الجماهيرية والعظمي ، وحتى عندما بدا يظهر اسم ليبيا على ألسنتنا على استحياء كان تاليا لمعمر، الذي أصبح كل شيء ولولا إننا موحدين لأعلن نفسه إلهنا وان فعل على استحياء عندما قرر ألا يرينا إلا ما يرى ، أما النبوة فتلك مرتبة تجاوزها وفقا لمناهجنا التعليمية التي صممت لأي شيء إلا إن تعلمنا شيئا .
أضف إلى ذلك قطيعة مع الماضي ومع الآخر معرفيا وتكنولوجيا وعدم رسوخ ثقافة ماضوية بحكم المدة بين التأسيس المسبوق باستعمار يشهد العالم بأنه الأسوأ على الأقل من جانبه الثقافي والانقلاب الذي بدا يؤسس لثقافته المتمثلة في أن قائده هو قدرنا الذي لا حلم في الفكاك منه مسلحا بثروة نفطية سخرت مليارات عائداتها لتكريس هذا القدر شراء للولاء داخليا والسكوت بل و الدعم خارجيا ، وهو ما يفسر مواجهة حركتنا السلمية بالمرتزقة الأجانب والصمت الرهيب الذي يصل حد التواطؤ من الدول المتشدقة بحقوق الإنسان إزاء ما جرى ويجري لشباب هذه الثورة من تقتيل بالأسلحة المضادة للطائرات و إن بدا في اليومين الأخيرين نوعا من التنديد الخجول ليس من باب الاهتمام بنا و إنما من باب حرصهم على مصالحهم مستقبلا .
وقبل ذلك كله تجريم أي فكر يخالف أو يختلف مجرد الاختلاف مع أفكار القائد الأممي و المفكر الثائر و تخوين أي تجمع فكري لا يتسق و توجهاته ما جعل من الصعب أن لم يكن من المستحيل بلورة أي نوع من الاختلاف .
كل ذلك جعل من العالم بل حتى من بعضنا ينظر إلى ثورتنا – ما أحلى ضمير جمع المتكلمين – على أنها نوع من الانتحار أو على الأقل نحت في صخرة المستحيل .
وعود على بدء أقول ها نحن قهرنا المستحيل وجعلناه ممكنا رغم أميتنا وقلة عددنا وانعدام عتادنا إلا إيماننا بليبيا وحريتها التي لم نكن نحتاج في تعلمها إلى النظريات و الأفكار المعلبة ، بل إيمان العجائز رغم شبابنا غير مثبط لعزيمتنا تأخر النصر – لا قدر الله – لأنه آت فإن لم نذق حلاوته اليوم فلا شك سنفعل أو أولادنا غدا .
ودامت ليبيا حرة أبية ودام أهلها متحدين للمستحيل .



#الفيتوري_بن_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر : فيضان النيل وغثاء السلطة
- ديكتاتورية الاجتثاث واقصائية الحل
- كنيسة القديسين : فتنة قبرها المواطنة
- تونس : سؤال الكيف واجابة العبرة
- الفضائية المقترحة : حوار لاتصادم
- مقاصد الشريعة والعمل المدني
- الانتخابات المصرية : لعبة على المقاس
- لنتحاور بحب
- مؤسسات العمل الأهلي مرة أخري: نظرة استشرافية
- مؤسسات العمل الاهلي في الوطن العربي
- نعم لتقنين الخمر في ليبيا
- نصر حامد ابوزيد : وداعا ايها الفارس النبيل
- غزة - اسطنبول : مأزق الخطاب العربي
- ريال مدريد - برشلونة ومفهوم قبول الاخر
- حديث سياسي بعيد عن السياسة
- نصر حامد ابوزيد : لا لإطفاء الشموع
- مصر – الجزائر المباراة التي أزالت الأقنعة
- استقلالية القضاء في الوطن العربي بين النظرية والواقع
- السنة والشيعة - الإصلاح الممكن
- الاصلاح المستحيل


المزيد.....




- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
- قائد -نوراد-: الولايات المتحدة غير قادرة على صد هجوم بحجم ال ...
- أبرز مواصفات iPad Pro 13 الجديد من آبل
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- الجيش الإسرائيلي: معبر -كرم أبو سالم- تعرض للقصف من رفح مجدد ...
- -يني شفق-: 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفيتوري بن يونس - المستحيل ليس ليبيا