أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الفيتوري بن يونس - مقاصد الشريعة والعمل المدني














المزيد.....

مقاصد الشريعة والعمل المدني


الفيتوري بن يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3205 - 2010 / 12 / 4 - 17:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وقفت في إحدى مقالاتي السابقة حول المجتمع المدني في الوطن العربي إلى أننا نحتاج إلى تأصل ثقافة المجتمع المدني أولا وقبل الحديث عن مؤسساته .
وفي هذه المقالة سأحاول أن أتحسس طريقي نحو هذه الثقافة من خلال مقاصد الشريعة الإسلامية – من باب أن معظم المجتمع العربي يدين بالإسلام – وكيف إن الفقه الإسلامي ، بل والثقافة الإسلامية عامة لم تتعامل مع هذه المقاصد لتأسيس بنية ذات مرجعية إسلامية للمجتمع المدني ، بل جنحت إلا فيما ندر لتأصيل الفردانية بالحديث عن المقابل المؤجل دون أن يناقش المقصد وبالتالي التضارب مع فكرة المجتمع المدني التي تقوم أصلا على الجماعية وظل الحديث عن المجتمع المدني وفقا للثقافة الغربية التي ولد فيها المصطلح .
فزكاة المال وزكاة النفس والصدقات و الكفارات من وجهة نظر مقصدية نوع من البذل المادي من اجل الجماعة دون مقابل دنيوي و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و إماطة الأذى – إزالته – عن الطريق نوع من العمل الفكري والمادي من اجل هذه الجماعة بمقابل أخروي .
والبذل المادي والعمل الفكري والمادي من اجل هذه الجماعة تطوعا – أو على الأقل بمقابل مؤجل – تمثل الركائز الأساسية للعمل المدني كما افهمه .
ولكن ضاعت هذه الفلسفة واختفت ملامحها خلف النزعة الفردية التي أصلها الفقه الإسلامي معذورا بهيمنة الحاكم ، و أصبح العمل الفكري و والبذل المادي مالا وعملا يتم بشكل فردي منبت عن غيره مما جعله غير ذي اثر على الجماعة ، وحتى تنظيم الزكاة من قبل الدولة بدفعها للصندوق الذي خصصته لها لم يلق قبولا من المسلم من جهة باعتباره غير مقتنع أصلا بتحصيل الدولة لها وفقا للخطاب الموجه إليه مباشرة وبالتالي يتهرب من دفعها لصندوق الزكاة الذي تهيمن عليه الدولة وان اجبر على دفعها لهذا الصندوق فإنه يفعل مكرها وبالتالي زيادة في التحوط وامتثالا للأمر يدفعها مرة أخرى لمن يرى انه يستحقها ومن جهة أخرى فإن الصندوق الذي تديره الدولة غالبا ما يذهب بهذه الأموال إلى غير مصارفها الشرعية ، بل قد يصرفها الحاكم على محاربة الهدف منها أو ملذاته و أسرته .
وبعد ماذا لو نظرنا إلى الأمر بمنظور الجماعية وجمعنا صدقاتنا و زكواتنا و كفاراتنا في صندوق أهلي يقوم عليه من نثق في نزاهته وصرفنا أموال هذا الصندوق على من هم في حاجة إليها أو أقمنا لهم بها مساكن تأويهم وتحل كثيرا من مشاكلهم التي هي في الوقت ذاته مشكل للجماعة بدل أن يدفعها كل منا منفردا إلى من يرى انه يستحقها ولا تحل له مشكلة.
ماذا لو فهم المسلمين فلسفة التضحية و قرروا في عام ما أو أعوام أو سنويا وقرروا التبرع بثمن أضاحيهم إلى هذا الصندوق ، أليس ذلك حفاظا على ثروتهم الحيوانية من باب وحل لمشاكل المحتاجين من أخر ، ومن باب التوضيح نقول لو أن نصف مليار مسلم يضحون سنويا في عيد الأضحى وان معدل ثمن الأضحية هو مائتي دولار أمريكي ، فإن الأموال المتحصلة من هذا الباب تبلغ مائتي مليار دولار ومبلغ كهذا لو جمع سنويا فإنه سيحل كثيرا من مشاكل المجتمعات الإسلامية .
وماذا لو عرف المسلم الذي يبحث عن قصر في الجنة ببناءه أو مساهمته في بناء مسجد يكلف على الأقل ربع مليون دينار أن الله لا يسعه مكان ويعبد في أي مكان وبالتالي ليس في حاجة إلى أن نبتي له بيتا وان تكلفة هذا المسجد ستحل إلى الأبد مشكلة خمس اسر السكنية .
و أمر كهذا يلعب فيه الفكر الديني المستنير دور محوري باعتباره أمر الهي من وجهة نظر العوام بل وحتى الخواص .



#الفيتوري_بن_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات المصرية : لعبة على المقاس
- لنتحاور بحب
- مؤسسات العمل الأهلي مرة أخري: نظرة استشرافية
- مؤسسات العمل الاهلي في الوطن العربي
- نعم لتقنين الخمر في ليبيا
- نصر حامد ابوزيد : وداعا ايها الفارس النبيل
- غزة - اسطنبول : مأزق الخطاب العربي
- ريال مدريد - برشلونة ومفهوم قبول الاخر
- حديث سياسي بعيد عن السياسة
- نصر حامد ابوزيد : لا لإطفاء الشموع
- مصر – الجزائر المباراة التي أزالت الأقنعة
- استقلالية القضاء في الوطن العربي بين النظرية والواقع
- السنة والشيعة - الإصلاح الممكن
- الاصلاح المستحيل


المزيد.....




- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الفيتوري بن يونس - مقاصد الشريعة والعمل المدني