أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفيتوري بن يونس - غزة - اسطنبول : مأزق الخطاب العربي














المزيد.....

غزة - اسطنبول : مأزق الخطاب العربي


الفيتوري بن يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3036 - 2010 / 6 / 16 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمثل العقلية العربية نموذجا فريدا في تعاطيها مع الأشياء بتطرفها الموقفي اتساقا مع قول شاعرها نحن قوم لا توسط عندنا فهي إما مغرقة في الخيال قافزة فوق كل الحقائق والواقعات أو راكنة إلى الاستسلام حد أن لا فعل بداعي العقلانية ومن المؤسف حقا أن التطرف الخيالي يفضي بها دائما إلى التطرف الاستسلامي وطبيعي أن يكون خطابها – الموجه إلى آخر لا يمثل الخيال في منظومته الفكرية إلا نوعا من التسلية يملأ به جزء من وقت فراغه المحدود أصلا و لا يقيم وزنا للأصوات الواهنة المستجدية – غير ذي اثر
وكي لا اذهب بعيدا بقارئ يعيش نفس المأزق سأتخذ من احد أهم القضايا التي واجهت هذه العقلية في العصر الحديث وهي قضية الصراع العربي الإسرائيلي مثلا على صدقية عدم الأثر بل و الأثر العكسي .
فالخطاب العربي مع بدايات هذا الصراع بدا جانحا في خياليته درجة أن حدد البحر مكانا لرمي إسرائيل المسكينة قافزا فوق حقيقة أن إسرائيل أصبحت دولة تعترف بها كل دول العالم الفاعلة وعلى رأسها العظميين و بقية الدائمين بل أن هذا الخطاب ساهم بطريقة أو بأخرى في اعتراف آخرين بل ودعمهم لدولة ضعيفة وشعبها الذي يوشك أعداءه أن يلقوا بمن نجا منه من هولوكست الفوهرر المهزوم إلى البحر المتوسط حتى من باب الحفاظ على هذا البحر من التلوث .
و في ظل هذا الجنوح كان من الطبيعي أن نخسر حربنا الأولى ونمنى بهزيمة منكرة في الثانية ويقتنع فريق منا بأن ما حقق في الثالثة هو أقصى من يمكن تحقيقه ومن هنا حاول التعقل الذي سرعان ما أفضى به ضغط الجنوح الخيالي مدعوما بفردية القرار إلى مهاوي الاستسلام وهذا الفريق أصبح يزداد يوما اثر يوم حتى انضم إليه صاحب القضية المباشر في أوسلو .
الخطاب الأول خلق وضعا دوليا معاديا أو على الأقل متعاطفا مع إسرائيل ضد العرب القافزين فوق الحقائق بتجاهل وجود إسرائيل حقيقة واقعية وقانونية بل لا يهم هذا الخطاب أن يمارس طريقة ولا تقربوا الصلاة وقد تملكني الأسى و إنا استمع إلى الطريقة الفجة التي تعامل بها مقدم نشرة الأخبار في قناة الجزيرة الفضائية مع المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية عندما مارس معه سياسة القفز والمصادرة بدل الرد عليه بالعقل والمنطق عندما قال هذا المتحدث إن من حق إسرائيل كدولة محاصرة – بكسر الصاد – أن تقوم بما قامت به عندما أنزلت جنودها على متن سفن ما عرف بأسطول الحرية المتوجه إلى غزة بهدف كسر الحصار عليها وفقا للقانون الدولي ذاكرا نص إحدى مواد اتفاقية دولية
والخطاب الثاني نظر إليه على أساس انه خطاب لا ينم على الاعتراف بالآخر من مصدر القوة بل لا يعدو أن يكون خطاب مهزوم لا يحق له في عرف الحرب وفقا للرئيس بوش الأب أن يقترح حتى مجرد الاقتراح ، وقد ساهم في ضعف هذا التيار انه صادر عن حكام يفتقدون إلى الشرعية لا يهمهم شيئا قدر ما يهمهم بقاءهم في سدة الحكم بدليل التضارب المتطرف بين موقف الشارع الجانح وموقف الحاكم المستسلم الذي ينظر له إعلام دعائي يمارس كذبا لا ينطلي على احد.
مقارنة بخطاب عربي على هذه الشاكلة نجد خطابا ثالثا يصدر عن دولة أوروبية مسلمة هي تركيا يحرك العالم بمؤسسات مجتمعه المدني والرسمي حد أن اخلص أصدقاء إسرائيل تحدثوا عن وجوب إيجاد حل لفك الحصار عن غزة – طبعا الموقف التركي له أهدافه الخاصة وغير المتعلقة بنصرة العرب – والعالم لم يستجب له حبا في أحفاد أتاتورك بل لأنه خطاب عقلاني يستوعب كافة الحقائق صادر عن طرف قوي .



#الفيتوري_بن_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ريال مدريد - برشلونة ومفهوم قبول الاخر
- حديث سياسي بعيد عن السياسة
- نصر حامد ابوزيد : لا لإطفاء الشموع
- مصر – الجزائر المباراة التي أزالت الأقنعة
- استقلالية القضاء في الوطن العربي بين النظرية والواقع
- السنة والشيعة - الإصلاح الممكن
- الاصلاح المستحيل


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفيتوري بن يونس - غزة - اسطنبول : مأزق الخطاب العربي