أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الفيتوري بن يونس - ريال مدريد - برشلونة ومفهوم قبول الاخر














المزيد.....

ريال مدريد - برشلونة ومفهوم قبول الاخر


الفيتوري بن يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2974 - 2010 / 4 / 13 - 16:38
المحور: المجتمع المدني
    


بقلق وتوتر وقبل أن تبدأ المباراة الحدث التي تجمع المتنافسين التقليديين – الغريمين كما يصر الإعلامي العربي – ريال مدريد وبرشلونة بساعة كاملة تسمرت وأبنائي أمام شاشة التلفاز بعد أن وضعت السيدة وزيرة الداخلية أمامي إبريق الشاي الأحمر و أكوابه إضافة إلى منفضة أصر على أن ارمي رماد سجائري خارجها قبل أن تغادرنا إلى منزل جارتها تجنبا لأي رد فعل عنيف قد يصدر عنها بحقي أو بحق احد من أبناءها المتعصبين في حال ما إذا حطمت قطعة من أثاثها البائس أصلا فرحا جراء تسجيل فريقنا – هكذا نسميه – أو غضبا على فرصة أضعناها أو هدف دخل في مرمانا .
وما كاد السيد الحكم – الذي نال لاحقا كثيرا من سخطنا نتيجة تغاضيه عن خطأ لصالحنا نراه واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار أو منحه آخر لغريمنا نجزم انه لم يوجد إلا في خياله المتعصب – يطلق صافرة بداية المباراة حتى بلغ تشنجنا – الذي عبرنا عنه بكل الأشكال و أشدها هستيرية من عناق مجنون فرحا بهدف سجلناه إلى ضرب الجدار المسكين غضبا وحسرة على فرصة ضاعت منا وبينهما فاصل من السباب والشتائم التي نسينا معها أحيانا أننا أب وأبناء – أشده والذي لم تنقذنا من براثنه سوى صافرة نهاية المباراة – المعركة – لنبدأ بعدها حربنا الخاصة متصلين بخصومنا المهزومين شامتين بهم ولكنهم لفرط فطنتهم وذكاءهم يكونون قد اقفلوا هواتفهم هربا من شماتتنا مما يجعل منا انتظارا للقاءهم في الغد نتحول إلى جهابذة في فن التحليل باذين السادة الذي يجلسون في الاستديو التحليلي – نكاية في هواة التعريب – ليحللوا لنا بدورهم مباراة ليست التي شاهدناها .
هكذا هو حالنا نحن العرب و إنصافا حال الكثير منا نتكلم عن مباريات تجري بعيدا عنا و ليس لنا بها أي علاقة بصيغة نحن وهم ونسب ونشتم ونرقص فرحا ونبكي حزنا وربما نضرب أطفالنا ونصرخ في وجوه زوجاتنا تعبير عن الغضب والحزن ، أما إذا كانت المباراة بين فريقين عربيين فقد يصل الأمر إلى توتر العلاقات الدبلوماسية ناهيك عن الحرب الإعلامية الشعواء التي نعلنها على بعضنا البعض وفي كل الأحوال فإن هزيمتنا دوما بفعل فاعل وغالبا ما يكون السيد الحكم إن لم تتجاوزه إلى غيره .
أما هم – واعني من ليسوا نحن وفي مثالنا الريال وبرشلونة – واخترتهم عمدا لكثرة مناصريهم في القارات العجوز والسوداء والصفراء وبقية القارات التي ليس لها ألوان من جهة ومن جهة ثانية لوجود ارث تاريخي من العداء بينهما إذ يدعو سكان مقاطعة كتالونيا التي ينتمي إليها برشلونة إلى الانفصال عن اسبانيا ويمثل رئيسه الحالي السيد لابورتا احد ابرز رموز الدعوة إلى هذا الانفصال وقد بلغ الأمر حد أن الصحف الصادرة في كتالونيا تعنون صفحاتها حال فوز برشلونة بعناوين من قبيل هزمنا الأسبان أضف إلى ذلك اغتيال احد رؤساءه على يد المدريديين و لا ننس أخيرا أن نتيجة المباراة تكشف إلى حد كبير ملامح بطل اسبانيا .
رغم كل ذلك فقد شاهدت من خلال شاشة التلفاز لاحقا أن هذه المباراة كانت كرنفالا حقيقيا أطفال وشبان وكهول وحتى شيوخ من الجنسين يستمتعون بوقتهم ضحكا وسرورا أكلا وشربا حتى أنصار الريال الذي فقد فريقهم نتيجة المباراة على أرضه .
أما على أرضية الملعب فرغم الالتحامات القوية بين اللاعبين أحيانا فقد خرجوا من الملعب متصافحين بعد أن تبادلوا غلالاتهم .
أما أصداء المباراة إعلاميا فقدت اتهمت صحيفة ماركا الناطقة شبه الرسمية بلسان النادي الملكي في عنوان رئيسي لها حكم المباراة بأنه كان متسامحا مع الريال و إلا لطرد اثنين من لاعبيه ومنحه منافسه ركلة جزاء .
وتركت الريال وبرشلونة لحالهما واتجهت إلى ما يسمى ديربي الكرة الليبية بين الأهل والاتحاد وهما ليس بينهما على الصعيد الواقعي إلا الاشتراك في الانتماء إلى ذات المدينة وما كدت استقر مشاهدا حتى اكتشفت إن ما بينهما حقيقة هو نفي كل منهما للآخر ولو أدى الإعلان عن هذا النفي إلى الخروج عن الآداب العامة .
ومنهما انتقلت إلى الزوبعة المثارة بين الإمارات والسعودية والحملات المتبادلة بينهما جراء ما صاحب لقاء الوصل الإماراتي والنصر السعودي على صعيد الإعلام الرسمي بل وصل الأمر بتهديد السعودية بالانسحاب من بطولات الخليج حفاظا على كرامة أنديتها ! أما على صعيد الناديين فقدح بلغ الفحش في موقعيهما الرسميين .
وبعد
اعرف أن كثيرا منكم سيرون في هذا الموضوع التفاهة بعينها خاصة أولئك الذين لا تستهويهم المستديرة التي يصفها أهلها بالساحرة ولكنه من وجهة نظري على الأقل لا يعتبر كذلك إذ انه يجسد على ارض الواقع مبدأ عدم القبول بالآخر ، بل يكشف أن عواطفنا هي المحرك الرئيسي لنا و أننا قوم نفتقد إلى العقلانية و لا نعترف بشيء اسمه الحقيقة .



#الفيتوري_بن_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث سياسي بعيد عن السياسة
- نصر حامد ابوزيد : لا لإطفاء الشموع
- مصر – الجزائر المباراة التي أزالت الأقنعة
- استقلالية القضاء في الوطن العربي بين النظرية والواقع
- السنة والشيعة - الإصلاح الممكن
- الاصلاح المستحيل


المزيد.....




- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى
- إسرائيل تمنع مفوض الأونروا من دخول غزة
- برنامج الأغذية العالمي: إذا لم ندخل شمال غزة سيموت آلاف الأط ...
- تقرير أممي يحذر: المجاعة أصبحت وشيكة في شمال غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الفيتوري بن يونس - ريال مدريد - برشلونة ومفهوم قبول الاخر