أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الفيتوري بن يونس - تونس : سؤال الكيف واجابة العبرة














المزيد.....

تونس : سؤال الكيف واجابة العبرة


الفيتوري بن يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 19:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لم أعر ما حدث في تونس بداية كثير اهتمام انشغالا بهموم أخرى منها ما كنت اعتبره أكثر أهمية عائدا إلى الغوص في التاريخ بحثا عن أسباب انفجار طائفي بلغ أشده في جريمة كنيسة القديسين بالإسكندرية تمهيدا للكتابة فيه ومنها ما هو إقليمي أملته علي واجبات المواطنة وفلسفة مهنة المحاماة التي أمارسها ومنها ما تفرضه علي هذه المهنة تجاه موكلي هذا من جهة ومن جهة أخرى وهو الأهم فقد كان أكثر ما أتوقعه من هذه الأحداث اتكاء على أحداث أخرى مشابهة إن في تونس ذاتها أو في غيرها من الدولة العربية هو أن تجهض مقابل وعود عرقوبية أو تقمع بقوة الحديد والنار خاصة في الحالة التونسية المحكومة بقبضة بوليسية هي الأشرس على الإطلاق كما يقول البعض .
ولكن مع يوم الثاني عشر من يناير وجدتني مستغرقا في الأمر تماما وتسقط كثيرا من قناعاتي بدء بقدرة الشعوب العربية على الفعل مرورا بدور مؤسسات المجتمع المدني انتهاء بدور الحماسيات في تحريكنا وعلى رأسها ((إذا الشعب يوما أراد الحياة )) بسبب تزايد سقف المطالب المتناسب طرديا مع عدد الشهداء الذين كانوا يسقطون ليبلغ الأمر ذروته مع فرار بن علي في أروع انتصار تحققه الجماهير العربية عبر تاريخها ولينال الشعب التونسي بكل فخر لقب صاحب أول ثورة شعبية في الوطن العربي تطيح بحاكم وضع نفسه في مصاف الآلهة ورابع ثورة من هذا القبيل في العالم بأسره بعد الثورة الفرنسية والبلشفية و الإيرانية بغض النظر عما ستؤول إليه الأمور بعد ذلك لان تونس أبدا لن تنتكس لتعود إلى حظيرة الحاكم الإله .
والسؤال الذي يفرض نفسه هو كيف حدث ما حدث والى ماذا سيؤدي على المحيط العربي القريب والبعيد أما سؤال اللماذا فمعروف الإجابة .
و إجابة أقول إن كيف سؤال ملتبس قد تكون إحدى إجابته أن ذلك معروف أيضا مثل إجابة سؤال اللماذا و إجابة أخرى هي التي ارمي إليها من خلاله تتمثل في أن الشعب التونسي كون رغم بطش حاكمه مؤسسات مجتمع مدني فاعلة تمثلت في أحزاب وطنية قامت بدورها شعبيا وان كانت محظورة رسميا ونقابات مهنية وجمعيات أهلية حقوقية كانت على رأس التحرك السلمي وكلمة حق يجب أن تقال وهي أن الرئيس الفار ساهم طائعا أو مكرها في نجاح هذه الثورة بفراره المبكر وهو أمر يحسب له على كل حال ولو من باب عدم تكبيده شعبه مزيدا من التضحيات التي كان يمكن أن يدفعها لو استمر بن علي متشبثا بكرسي الإله .
أما اثر هذه الثورة على المحيط العربي فاعتقد أنها تحمل رسالة واضحة وسهلة الفهم للشعوب وللحكام على حد سواء مفادها فيما يخص الشعوب أن الحكام ليسوا قدرا وحتى لو كانوا كذلك فإنها أذا أرادت الحياة فلا بد أن يستجيب هذا القدر ولو مكرها ، أما شطرها الموجه للحكام فمؤداه أن عصر الآلهة قد ولى وبالتالي كونوا مجرد موظفين لدى شعوبكم و إلا فإنها ستستبدلكم بموظفين آخرين ولو كلفها ذلك ما كلفها من تضحيات و إياكم أن تفكروا مجرد التفكير في قمعها لأن ذلك لن يطيل بقاءكم بقدر ما يزيد أيديكم تلوثا بدماء الأبرياء وبالتالي تزدادوا فقط أوزارا فوق أوزاركم.



#الفيتوري_بن_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضائية المقترحة : حوار لاتصادم
- مقاصد الشريعة والعمل المدني
- الانتخابات المصرية : لعبة على المقاس
- لنتحاور بحب
- مؤسسات العمل الأهلي مرة أخري: نظرة استشرافية
- مؤسسات العمل الاهلي في الوطن العربي
- نعم لتقنين الخمر في ليبيا
- نصر حامد ابوزيد : وداعا ايها الفارس النبيل
- غزة - اسطنبول : مأزق الخطاب العربي
- ريال مدريد - برشلونة ومفهوم قبول الاخر
- حديث سياسي بعيد عن السياسة
- نصر حامد ابوزيد : لا لإطفاء الشموع
- مصر – الجزائر المباراة التي أزالت الأقنعة
- استقلالية القضاء في الوطن العربي بين النظرية والواقع
- السنة والشيعة - الإصلاح الممكن
- الاصلاح المستحيل


المزيد.....




- طيور وأزهار وأغصان.. إليكم أجمل الأزياء في حفل -ميت غالا 202 ...
- حماس تصدر بيانًا بعد عملية الجيش الإسرائيلي في رفح وسيطرته ع ...
- التعليم حق ممنوع.. تحقيق استقصائي لـCNN عن أطفال ضحايا العبو ...
- القاضي شميدت يتحدث عن خطر جر بولندا إلى الصراع في أوكرانيا
- فيتنام تحتفل بمرور 70 عاماً على نهاية الاستعمار الفرنسي
- نشطاء مؤيدون للفلسطينيين يحتلون باحة في جامعة برلين الحرة
- الأردن: إسرائيل احتلت معبر رفح بدلا من إعطاء فرصة للمفاوضات ...
- باتروشيف: ماكرون رئيس فاشل
- روسيا.. الكشف عن موعد بدء الاختبارات على سفينة صاروخية كاسحة ...
- الإعلام العبري يتساءل: لماذا تسلح مصر نفسها عسكريا بهذا الكم ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الفيتوري بن يونس - تونس : سؤال الكيف واجابة العبرة