أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الفيتوري بن يونس - مصر : فيضان النيل وغثاء السلطة














المزيد.....

مصر : فيضان النيل وغثاء السلطة


الفيتوري بن يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 11:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بالنسبة لي وعلى عكس الكثيرين لم أفاجأ أن تكون مصر ثاني محطات الثورة الشعبية في الوطن العربي بل أن المفاجئ في نظري أنها لم تكن محطة الانطلاق الأولي .
طبعا هذا التوقع لم يكن رجما بالغيب مني أو رمية من غير رام كما يقولون بل كان مبنيا على قراءة للتاريخ لا تحتاج إلى التعمق ونظرة إلى الواقع ليست في حاجة إلى التمعن ، فمصر عبر تاريخها الطويل كانت منارة للإشعاع الحضاري ومركزا للحراك الفكري والثقافي في محيطها الجغرافي على الأقل ما جعلها مهدا لحركات الإصلاح فكريا واجتماعيا وسياسيا ودينيا وموئلا للثورة والثوار حتى من خارجها وتمثيلا وبغير داع للذهاب في التاريخ بعيدا ، نجد إن المصريين هم القادة الحقيقيين لأول ثورة شعبية في الإسلام ضد الاستبداد السياسي أدت إلى إزاحة الخليفة عثمان بن عفان أو على الأقل كان رفضهم لظلم واليهم الشرارة التي قادت إلى إنهاء خلافته .
و مع بدايات القرن العشرين كانت مصر أول من وصل إليه أو من تفاعل مع الثقافة الأوربية وما وصلت إليه إعلاء للإنسان وحقوقه الأساسية فسياسيا ظهر احمد عرابي وسعد زغلول وكان الشيخ على عبدالرازق أو من تجرأ في العالم الإسلامي على نسف نظرية الخلافة نافيا عنها صفتها الدينية في كتابه الإسلام ونظام الحكم وثقافيا بزغ نجم طه حسين خاصة بعد كتابه الشهير مستقبل الثقافة في مصر واجتماعيا كانت دعوات قاسم أمين لتحرير المرأة تؤتي أكلها لتكون القاهرة أول عاصمة عربية تعلن نساءها التمرد على الحجاب بحرقه علنا وفي ميدان عام ، أما الإصلاح الديني فقد كان أشهر أعلامه الشيخ محمد عبده وتلميذه جمال الدين الأفغاني وغيرهم .
هذا الزخم جعل من مصر أول الديمقراطيات النيابية في محيطها ليكون الوفد بنحاسه وخطيبه مكرم عبيد أول حزب عربي أن لم أكن مخطئا وهو بكل تأكيد أكثر الأحزاب العربية في عصره شهرة وتأثيرا ومعه تشهد مصر أيضا أول فصل حقيقي بين السلطات ثم أتت ثورة يوليو التي لها ما لها وعليها ما عليها وتجري كثيرا من المياه تحت الجسر لنجد أنفسنا أمام كفاية وشباب 6 ابريل والجبهة الوطنية .
في ظل هكذا معطيات وواقع مرير انتهكت في حقوق الناس بل مات كثير منهم تحت جلد سياط رجال البوليس وبطالة متفشية وفقر مدقع يعيش فيه السواد الغالب من أبناء الشعب المصري في الوقت الذي يرى فيه قلة من رجال الأعمال و أصحاب السلطة ينهبون أمواله في وضح النهار وبحماية الشرطة أحيانا نتيجة سفاح السلطة والثروة وتزوير فاضح للانتخابات لا يبدو أن مرتكبيه يعبأون بأحد وتعديلات دستورية تجيز الرئاسة مدى الحياة وتمهد في الوقت نفسه للورثة .
كل ذلك جعلني أتوقع أن تكون كما قلت أن تكون محطة بداية الثورة الشعبية من مصر وربما كانت كذلك بالفعل باعتبار أن اعتصامات كفاية ومظاهرات 6 ابريل سبقت ثورة تونس الخضراء .
أما المحصلة التي ستؤول إليها هذه الثورة فعلى عكس الكثيرين أيضا أتوقع أن لا تنتهي نهاية تونسية وان كانت حتى اللحظة قد حققت 90% من هذه النهاية وفقا لما تم الإعلان عنه من وعود ، ذلك أن العشرة في المائة الباقية وهي إسقاط مبارك يبدو أمرا صعبا لعدة أسباب أولها إن كثيرا من الثوار رأوا في الخطوات التي أعلن عنها مبارك تحقق مطالبهم وبالتالي لا يرون داعيا للمواصلة حتى النهاية.
وثانيها انتماء مبارك للمؤسسة العسكرية مما يجعل منها تكن له نوعا من الولاء الذي لا يتعارض مع مواقفها المعلنة أضف إلى ذلك أن نائب مبارك ورئيس حكومته ينتمون إليها أيضا بما يجعل هذه المؤسسة هي الحاكم الفعلي لمصر ومن هنا يبدو انقلابها على نفسها أو تخليها عن سلطتها أمرا صعبا حال لم يتعارض مع موقفها .
والى جانب هذين السببين داخليا هناك سبب ثالث ولكنه إقليمي خارجي مرده إلى ثقل مصر العربي وموقعها الاستراتيجي وموقفها وموقعها من الصراع العربي الإسرائيلي وما قد يؤدي إليه رحيل مبارك من آثار سلبية على المصالح الإقليمية حال إتباع خلفه خطا سياسيا مغايرا له خصوصا فيما يتعلق بالعلاقات مع أمريكا و إسرائيل وتحديدا من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ، أضف إلى ذلك الخوف من وصول التيار الديني للسلطة أو على الأقل لعبه دورا بارزا فيها متمثلا في جماعة الإخوان المسلمين المسنودة بقاعدة جماهيرية تمكنها من لعب هذا الدور وبالفعل حاول مبارك في أول كلمة له بعد اندلاع الثورة العزف على هذا الوتر عندما اتهم الجماعة بوقوفها وراء ما يجري .
ومن هنا فإن أمريكا و إسرائيل تحديدا لا يمانعان في رحيل مبارك ولكن شرط أن يكون خلفه امتدادا سياسيا له وهو ما يبدو أنهما و مبارك نفسه اتفقوا عليه بدليل اختيار مبارك لعمر سليمان المعروف بإخلاصه لشخصه وعلاقته الوثيقة بإسرائيل نائبا له هذا المنصب الذي ظل شاغرا طيلة حكمه لإكمال مسيرته إذا اضطر تحت أي ظرف من الظروف إلى التنحي وفقا للدستور وتمسكه بإكمال ولايته وعدم تطرقه لتعديل دستور يجعل من القضاء مشرفا على الانتخابات الرئيسية فيما اعتبره بعض المراقبين إعدادا لتزوير هذه الانتخابات لمصلحة المرشح الذي يسير وفقا لسياسته الخارجية .
عموما وعلى أي حال وحتى لو لم يسقط مبارك مثل بن على تكون ثورة شعب مصر قد حققت أهدافها على صعيد مصر وعلمتنا و آلهتنا أن الشعوب قد تصبر على الظلم والقهر كثيرا لكنها في النهاية ستعلن كفرها وتفجر براكين غضبها لتحرق اخضر الآلهة و يابسهم .



#الفيتوري_بن_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديكتاتورية الاجتثاث واقصائية الحل
- كنيسة القديسين : فتنة قبرها المواطنة
- تونس : سؤال الكيف واجابة العبرة
- الفضائية المقترحة : حوار لاتصادم
- مقاصد الشريعة والعمل المدني
- الانتخابات المصرية : لعبة على المقاس
- لنتحاور بحب
- مؤسسات العمل الأهلي مرة أخري: نظرة استشرافية
- مؤسسات العمل الاهلي في الوطن العربي
- نعم لتقنين الخمر في ليبيا
- نصر حامد ابوزيد : وداعا ايها الفارس النبيل
- غزة - اسطنبول : مأزق الخطاب العربي
- ريال مدريد - برشلونة ومفهوم قبول الاخر
- حديث سياسي بعيد عن السياسة
- نصر حامد ابوزيد : لا لإطفاء الشموع
- مصر – الجزائر المباراة التي أزالت الأقنعة
- استقلالية القضاء في الوطن العربي بين النظرية والواقع
- السنة والشيعة - الإصلاح الممكن
- الاصلاح المستحيل


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الفيتوري بن يونس - مصر : فيضان النيل وغثاء السلطة