أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فادي البابلي - قصة قصيرة : مقهى السعادة














المزيد.....

قصة قصيرة : مقهى السعادة


فادي البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 4 - 17:16
المحور: الادب والفن
    



كراسي خشبية قديمة وطاولات مزخرفة فارسية أباريق ماء تغلي وأقداح الشاي المعلقة وفناجين القهوة والصحون المقلوبة مع أشكال الدخان المبعثر الذي يشكل غيمة بيضاء وهو منفوث من أفواه المدخنين الهاربين من حصار واقعهم الأليم ويحاولوا أن يطيروا على متن الدخان إلى ابعد مكان و زمان يكون فيه.. سعادتهم وفارسة أحلامهم المنشودة الكل يبحث عن ما يريد في المقهى الصغير واحد يسال أوراق الشدة عن مستقبله متناسيا ماضيه وما يكسوه من ستار الظلام الحزين وغير مبالي بالحاضر ولا ما يوجد فيه بل ويكاد يجزم بأنه يعرف مستقبله مقدما لكنه يحاول أن يعطي لنفسه تفاؤلا بما سيأتي..

وأخر يجلس على طاولة وحيدة منفردة خارج المقهى ومعه شيشته وقدحا من الشاي مع النعناع
وهو واضع ساقا على ساق منتظرا امرأة تخلصه من عزوبيته و من وحشة المساء التي لطالما تكابر عليها في شبابه و قال..

مالي بهم الزواج وهم النساء وغيرتهم فسوف ابقى أعزب بلا هم وغم..أدور من مرسى إلى مرسى ومن قلب لقلب بلا حسيب أو رقيب يسألني أين كنت ومع من ولماذا والخ .. لكنما حين فات قطار العمر مسرعا والشيب غزى الرأس شعر بوحدة قاتلة وهو جالس بين أربع جدران بلا أنيس أو ونيس

وهناك في هذا المقهى عشرات الحكايات والقصص التي تتناقلها الكراسي والطاولات عن الذي مروا وكانوا هنا وعن الذين مازالوا يضاجعون الأيام المتبقية في رحلتهم إلى هذه الدنيا ومن بين هؤلاء...
شاب في العشرين من عمره طلق حياته بالثلاثة وجاء مقهى السعادة راميا حقيبته البنية التي يحمل في داخلها أوراق أشعاره وكلماته المملئة بالحزن والدموع بسبب فتاة تكبره سننا أحبها بكل ما يملك وهي رفضته بداعي المحبة التي ترسلها عيناها كالتمثال وقف ساكنا فما عسا يفعل سوى أن يتناسى منذ عدة أعوام ولم يفلح وها هو في مقهانا يجلس والدخان يغرقه..!...

وفي ختام جلستنا عند هذا المقهى المزعوم بمقهى السعادة نصادف بان صاحب المقهى..قد كان من أتعس الأشخاص على الإطلاق فهو من من أقدارهم دائما ما تكون نهايتها الموت..بلا رفيق أو صديق يزور القبر سوى الحزن الذي يهدي نعشه وردا ذبل.....

صاحب المقهى: ولد يتيما وعاش وحيدا إلى أن أحب امرأة وعاش معها قصة حب خيالية لم يشهد لها الزمان مثيل لكنها ولسوء الحظ لم تكتمل .. بعدما قرروا ألقاء أمام الكرسي الوحيد الذي يطل على البحر والشمس عند الغروب هذا المكان الذي تواعدوا أن يجلسوا فيه الساعة السادسة عصرا وكان صديقنا قد جهز نفسه وتعطر و تهندم وخبئ الخواتم لتكون لحبيبته مفاجأة.. دقت السابعة ولم تأتي بعد..أنها تأخرت بدء يقول في نفسه وأفكاره..ولم تهدئ قدماه أبدا فنظر بساعته مرة أخرى إنها الثامنة...فأين هي أين؟؟
قبل أن يكمل جملته رنة هاتفه..فعرف إنها هي لأنه خصص لها نغمة خاصة, تردد بالإجابة يجيب أم لا..

وكأنه يعرف ماذا جرى .. لكن اخيرا أجاب
قالت له.. حبيبي احبك .. وراحت وراح صوتها ولم يبقى سوى صداها في إذنه حبيبي احبك...
فأجابت الممرضة تعتذر فقالت.. أنا آسفة فقد ماتت حين كان قادمة إلى موعدكم..بحادث سير..
وهي تركض كالمجنونة تحاول الوصول أليك فجلس من شدة الصدمة يبكي ويبكي.. وعلبة الخواتم بقربه تبحث عن يدا عاشقين اثنين وفي لحظة غضب و ثورة مسك علبة الخواتم ورماها بالبحر.. وراح يبكي ويسير ما بين الشوارع ويتكئ على القناديل يندب حظه ويشكي لأرصفة الطرقات

فأكمل صاحبنا حياته أيضا حاملا حزنه وكآبته على أكتافه وراح يمشي أربعون عاما فقرر أن يفتح مقهى..يدعوه مقهى السعادة..يأتي إليه كل من له حزن في قلبه يريد أن يلقيه..ويشكي ما جرى له في الماضي والحاضر ويحاول أن يفتح صفحة جديدة..حين يدخل المقهى ويلامس جدرانه المزخرفة بنقوش أكدية.....


كانوا هنا..وكنا هنا..وها نحن كلنا هناك



" مقهى السعادة لصاحبه " ابو يسرى "



#فادي_البابلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الرغيف
- الحكومة العراقية بين مطرقة الثورات العربية,وسندان الفشل السي ...
- استعمار انثوي
- الحكومة العراقية تتستر بالغطاء القانوني للمادة (136) للفساد ...
- شيطان المجاعة الصومالية...وسبات العالم
- رسالة من تحت الماء الى ناجح حمود .. وسيدكا الممل
- الساسة العراقيين في ازمة,وليس العراق في ازمة سياسية
- بين الضغط الامريكي لبقاء قواتها وفشل الحكومة العراقية, امن ا ...
- فصل الدين عن الدولة مطلب شرق اوسطي للنهضة
- الحكومات العربية والشباب .. ما بين الدساتير وكلام الورق
- الثورة العمياء .. والإصلاح السياسي
- مستقبل العراق المظلم .. سيبقى مظلما
- الحكومة العراقية ومجلس النواب أين من ظاهرة الاتجار بالبشر..؟
- - عزف منفرد -
- ما بَينَ الِنساءِ وَالطَبيعَةِ
- - انه الخريف يطرق أبوابنا -
- الحكومة العراقية ساهمت في 200 دولار لأهانة لاجئيها في الأردن
- المرأة العراقية _ وتحديات الإعلام
- انسحاب القوات الأمريكية من العراق..أما بعد..!!
- قصيدة تمرد


المزيد.....




- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فادي البابلي - قصة قصيرة : مقهى السعادة