أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فادي البابلي - الثورة العمياء .. والإصلاح السياسي














المزيد.....

الثورة العمياء .. والإصلاح السياسي


فادي البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 3323 - 2011 / 4 / 1 - 18:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




بعد أن انحسرت نزوة الثورات العربية قررت أن أتطرق قليلا لما جاء من قبل الشعوب العربية باتجاه هذه الثورات ولا بد أن نشير الى بداية هذه الثورات التي انطلقت بشكل مفاجئ أدهش الجميع وكانت من شمال أفريقا

وتحديدا تونس حيث ثار شعبها على زين العابدين بن علي الذي كان فوق عرش الرئاسة التونسية لعقود طويلة

فقلب الطاولة عليه وقلبها أيضا فوق رؤوس الحكام العرب الذين مكثوا طويلا فوق كراسيهم وأرادوا توريثها لأبنائهم لكن هذه الثورة جاءت لتوقف هذا القمع الدستوري ثم تلتها الثورة المصرية التي كانت أشبه بمعجزة ضعف التي حصلت في تونس لما سيكون لها من اثر حول دول الهلال الخصيب والأثر الأقوى داخل مصر حيث هناك تشعيبات كثيرة في الخليط الاجتماعي المصري وجاءت الثورة وأطاحت بحسني مبارك وحزبه الحاكم ليقول الشعب كلمته ومن هنا بدأت تنجرف الشعوب العربية وراء هذه الثورات لكن بقي السؤال معلقا هل هذه الشعوب تتشابه مع الشعب التونسي والمصري ..؟



بكل تأكد هناك شبه في اللغة العربية وبعض العادات والتقاليد ولكن هناك اختلافات كثيرة في الدساتير والخطط الإستراتيجية السياسية لكل دولة وهناك ممالك أيضا يصعب تطبيق الثورات المصرية والتونسية فيها لما لها من

نظام معين يصعب تغيره أو نقده والمعروف أن النظام الجمهوري هو خليط من الشعب يتدرج على حسب المناصب ويصل السلطة بعد الترشيح والمنافسة على مقعد الرئاسة وهناك من يترشح من الأحزاب وهناك من يكون مستقلا كما حدث في العراق بعد عام 2003 حيث شغل الرئاسة العراقية عدة رؤساء منهم من كانوا متحزبين ومنهم من كان مستقلا, أما النظام الملكي فهو غير قابل للترشيح أو الاختيار ينصب الملك نفسه ملكا ثم يورث هذا الملك لأبنائهم وهكذا والشيء الوحيد القابل للتغير هو الحكومة التي تتكون من رئيس وزراء ومجموعة وزراء يشغلون عدة مناصب وهناك أيضا مجلس الأمة البرلمان الذي عادة يكون من أفراد الشعب أو في بعض الأحيان يكونون سياسيين وأحزاب يحملون أصوات الشعب ليوصلوها إلى الحكومة..



كانت هذه البداية التفصيلية شرح بسيط لما هناك من فروق بين الأنظمة العربية " الممالك .. والجمهوريات "

والرابط بين الشرح وما سنتناوله هنا هو سهولة حدوث ثورة وسهولة لمس المطالب الشعبية حيث يستطيع الشعب أن يثور على الجمهورية بكل سهولة والمطالبة بإسقاط النظام واستبداله بنظام أخر وهذا غير ممكن وليس مستحيلا أن يحدث مع الممالك خصوصا في المنطقة العربية التي تتجذر في السلطة إلى ابعد الحدود ومن هذا المنطلق جاءت الثورات العربية تباعَ من تونس لمصر ثم ليبيا واليمن,عمان,البحرين.العراق.الأردن.سوريا

واختلف الثورات في كل دولة واختلفت أيضا المطالبات التي ناد بها الثوار أو ما يطلقون على أنفسهم معارضة

الثوار أيضا انقسموا على بعضهم في كل دولة هناك من طالب بإصلاحات سياسية وهناك من قال أن الاقتصاد أهم وهناك من شمل كل شيء في أن واحد وما زاد الطين بله من كان يتظاهر ضد الحكومة أصبح اليوم يطالب بالتروي والعقلانية بناء على ما شاهدة في دول أخرى قريبة وأكاد اجزم أن الخوف سيطر على البعض وهناك من برر هذا بأن الوطن ووحدته أهم من كل شيء وبقية الآراء متضاربة إلى هذا الوقت ولا يعرف البعض ما هو المصير الذي ستؤول إليه الأمور وأتصور أن الشعوب العربية ستعود إلى ما كانت عليه الجلوس والانتظار فقط

وسماع أغنية " في أمل أيه في أمل.. أوقات بيطلع من ملل " للسيدة فيروز.. والبعض الأخر اقتنع بفكرة أن هناك يد خارجية وراء هذه الثورات والمفارقة هذا ما اتفق عليه الرؤساء والملوك العرب في خطاباتهم ولا اعلم

ثورة مصر أو تونس هل كانت ورائها يد خارجية يبقى السؤال مفتوحا لكن سأضطر لغلقه بحادثة الدولة العثمانية التي سادت واجتاحت معظم الدول العربية كيف كانت وكيف انتهى بها الأمر لتصبح دولة علمانية بحتة في عام 1924 على يد مصطفى كمال أتاتورك الذي صال وجال بسنه دستورا جديدا وعدد كبير من الإصلاحات التي طالت التعليم والثقافة والاجتماع ومن ابرز الإصلاحات هي الإصلاحات السياسية التي جعلت من تركيا دولة كبيرة ويحسب لها حساب..




وفي الختام سأتناول موضوع هام جدا شغل الأوساط العربية وهو الإصلاح السياسي هذه الذي كثرت عليه المطالب وهنا أوجه رسالتي إلى الحكام والملوك العرب كيف تعدون شعوبكم بإصلاحات سياسية وانتم لا تمتلكون تمنية ولا مراحل نمو لدولكم فالإصلاح السياسي يحتاج إلى تغيرات ديموغرافية,وقاعدة اجتماعية واسعة بما معناه أن كنت لا تمتلك قاعدة كبيرة من المثقفين كيف تريد أن تبني مكتبة ومن هم الذي سيجلسون فيها ويديرون الحلقات الثقافية الإصلاح السياسي يحتاج إلى عوامل أخرى مساعدة مثل تمنية الفكر الإنساني لدى المواطن وهيكلة الفئات الاجتماعية منذ الصغر وليس الاكتفاء بما لدينا من نماذج أصبحت مستهلكة الشارع العربي متعطش لاكتساب هذه الثقافة لكن تقع المسؤولية على من ينميها وباعتقادي أن اغلب الوعود التي أطلقت من قبل الحكام والملوك العرب هي ابر تخدير للمواطن على الأقل في الفترة الحالية إلى حين انقضاء هذا الوباء الثوري ويجب عدم إطلاق فكرة الإصلاح بكل التغير في كل شيء وإعادة هيكلة لجميع المؤوسسات وتشكيل أحزاب ذات أهداف واقعية في تنمية المجتمع أولا ومن ثم المطالبة بهذه المطالب..



#فادي_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل العراق المظلم .. سيبقى مظلما
- الحكومة العراقية ومجلس النواب أين من ظاهرة الاتجار بالبشر..؟
- - عزف منفرد -
- ما بَينَ الِنساءِ وَالطَبيعَةِ
- - انه الخريف يطرق أبوابنا -
- الحكومة العراقية ساهمت في 200 دولار لأهانة لاجئيها في الأردن
- المرأة العراقية _ وتحديات الإعلام
- انسحاب القوات الأمريكية من العراق..أما بعد..!!
- قصيدة تمرد
- مجلس النواب العراقي مثل باب النجار المخلوع
- نهاية العالم على يد الإنسان..انتبه قبل فوات الأوان.!
- ملامح الحكومة العراقية المقبلة مع من نوري المالكي أم أياد عل ...
- مسلسل فشل الحكومات العراقية هل سيستمر)?
- - لِلنِساءْ فَقَطْ -
- الصراع بين المالكي وعلاوي إلى أين..؟
- هل يعيد التاريخ نفسه..عراق أما بعد
- - قصة حب شرقية -
- - الثامن من اذار -
- - حوار عصري بين رجل وامرأة -
- ” رسالة الى رئيس الجمهورية العراقية ”


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فادي البابلي - الثورة العمياء .. والإصلاح السياسي