أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مكارم ابراهيم - أمريكا وحقوق الانسان/شِعاروتطبيق















المزيد.....

أمريكا وحقوق الانسان/شِعاروتطبيق


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 20:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كثيرا مانستمع الى تصريحات الحكومة الامريكية بأهمية الدفاع عن حقوق الانسان, وإحترام انسانية الانسان بمنع التعذيب اثناء الاعتقالات. ولكنها في نفس الوقت تسمح لنفسها بتعذيب سجنائها شرط ان لايكونوا على ارض امريكا.
ففي عام 2008 وعد باراك اوباما ناخبيه باغلاق سجن غوانتانامو الموجود في كوبا, لكنه لم يفعل بل صرح بالاحتفاظ به الى جانب اقامة محاكم عسكرية فيه. وهذا ماخيب ظن اليساريين الامريكان في اوباما. فقد اتهم انتوني ريمورو مدير الاتحاد الليبرالي المدني الامريكي ( ACLU ).اتهم اوباما بانه غيٌر سلوكه بشكل جذري وإن قراره بعدم اغلاق سجن غوانتانامو يعتبراجراء غير قانوني . والمصادر تقول بان اوباما اضطر الى ابقاء سجن غوانتانامو لان الغالبية في الكونغرس رفضوا نقل السجناء الى الولايات المتحدة ورفضوا وضع ميزانية مالية لتكلفة اغلاق السجن. (1)

ورغم تصريحات البيت الابيض باحترام حقوق الانسان فانها في نفس الوقت تقوم باسقاط التهم الموجهة اليها بتعذيب السجناء.فقد اغلقت الحكومة الامريكية ولعدة مرات عام 2007 وعام 2011القضية التي وجهت اليها من قبل مؤسستين مدنيتين امريكيتين تتهم المخابرات المركزية الامريكية( السي اي ا) بنقل سجنائها المتهمين بقضايا الارهاب الى سجون في دول اوروبية ودول اسلامية حيث يتعرضون للتعذيب هناك بدلا من الاحتفاظ بهم في سجن غوانتانامو .

فقد تدخلت الحكومة الامريكية في القضاء الامريكي واغلقت القضية التي رفعها كلا من ( Cori Crider) مدير مؤسسة خيرية قانونية أمريكية ( Reprieve ) وانتوني ريمورو مديرمؤسسة( ACLU ). حيث قدموا وثائق سرية ( فواتيرالرحلات)تكشف عن سجون امريكية خاصة متوزعة في دول اوروبية ومنها مدينة بوخارست تمتلكها ( السي اي ا) حيث ينقل السجناء من غوانتانمو اليها او يتم اعتقال الاشخاص من مدن مختلفة وينقلوا بواسطة شركة طيران( Sportsflight ) التي يملكها (Don Moss ) الى تلك السجون وتعذيبهم لسحب الاعترافات منهم .(2,3)

وتكشف هذه الوثائق نقل المصري ابو عمر الذي اختطف في شباط فبراير 2003 من قبل السي آي أ في مدينة ميلانو في وضح النهار ونقله الى سجون مصر ليتم تعذيبه هناك اي خارج سجون الولايات الامريكية .
ونقل زعيم الجماعة الاسلامية الاندنوسية انسب نورومان ( المعروف باسم الحنبلي) في رحلة استمرت ثمانية ايام متواصلة عبر الاسكا وتايلاند وافغانستان وسريلانكا .
وعملية نقل خالد شيخ محمد المتهم باعتداء 11 سبتمبر اعتقل عام 2003 ونقلته( السي اي ا ) 183 مرة خلال نفس الشهر. وهناك طائرة ( Dyn Corp ) يملكها (Richmor) قدمها الى شركة امريكية عسكرية يتم نقل السجناء فيها. وقدم ريشمور وثائق يتهم الحكومة البريطانية باحتجازها شخصين بصورة غير قانونية على اراضيها .حيث تؤكد الوثائق عن اقلاع طائرا ت في سبتمبر 2002 من دياغو غارسيا في المحيط الهندي البريطاني لنقل السجناء الى المغرب ثم البرتغال. وفي كابول تم استلام كلا من الشرقاوي وحسن بن عطاش الذين تم تعذيبهم سابقا في سجون الاردن قبل ان يتم نقلهم الى افغانستان ثم تم نقلهم الى غوانتانامو.(3)

وهنا علينا أن نشير الى العلاقة الثنائية الحيوية بين الحكومة الامريكية وبين الاسلاميين على مدى التاريخ. فمن جهة تم استخدام الإصوليون الاسلاميون من قبل (السي آي أ ) أثناء الحرب الباردة للقضاء على الشيوعيين. وهناك العديد من التقارير تبين أن أمريكا والغرب أنفقت المليارات في دعم الحركات الإسلامية الجهادية والانظمة الديكتاتورية . ومن جهة اخرى تعلن أمريكا حربها على الارهاب .

في مقالة للكاتب توماس بونه بعنوان بعد مرور سنتين :لاتغيير في السياسة الخارجية (4) يقول " الكل في امريكا وافريقيا فرح بوصول رجل ملون الى الحكم لكن للاسف لم يحقق اي تغييرات كما عد بها اثناء حملته الانتخابية. ففي 2002 في خطابه مع الجيش في شيكاغو قال: يجب ان نحارب الى ان نضمن ان مايطلق عليهم حلفاؤنا من السعوديين والمصريين ان يتوقفوا عن قمع شعوبهم وينشروا العدل والمساواة ويسمحوا بحرية التعبير. وفي حزيران عام 2009 في لقاء معه في قناة البي بي سي ساله المذيع هل تعتبر مبارك ديكتاتور فاجاب اوباما : كلا. فكما نرى أن اوباما إعتبر مبارك ليس ديكتاتوريا على الرغم من الحقائق الموجودة في تقرير منظمة حقوق الانسان التي قدمت الى وزارة الخارجية الامريكية عام 2008 حيث تصف الوضع السئ في ظل حكم مبارك وتصف مبارك بالديكتاتور, وتصف سوء اوضاع السجون واستمرار قوات الامن بتعذيب السجناء, واعتقالات للراي, ولاتوجد حرية للجمعيات, ولا للاديان, ولاتعبير ".
وفي تقريرللكونغرس بتاريخ 16 سبتمبر 2010" يبين ان الحكومة المصرية ومنذ عام 1979 تستلم 3 مليار دولار سنويا كمساعدات, ولكن خفضت عام 2009 الى 200 مليون دولار مساعدات اقتصادية اما الجيش المصري فيستلم 1,3مليار دولار ". وللعلم 80% من الدعم العسكري الامريكي لحلفائهاهو بتوفير السلاح(4).
اما العلاقة الوطيدة بين امريكا والسعودية فتعود الى 1930 باعتبار السعودية الممول الرئيسي للنفط لكل العالم على الرغم من تقرير منظمة حقوق الانسان العالمية الامنستي التي تكشف عن الاعتقالات بالالاف والتعذيب لكل ناشطي حقوق الانسان والراي في سجون السعودية, قمع المرأة عمليا وقانونيا, استغلال الايدي العاملة الاجنبية, عدم حماية طالبي اللجوء واللاجئين, مشروعية عقاب الابناء الصغار, واعدام 102 شخصا ظلما من النساء والفقراء . فعلى الرغم من كل هذه الحقائق التي قدمها تقرير الامنستي لم تساعد الى ايقاظ ضمير اوباما ولم يخجل من تصريحاته بمساندة الثورات في منطقتنا ودعمه لنشر الديمقراطية .

لانه في نوفمبر 2010 وقع على عقد بيع اسلحة الى السعودية بلغت 60 مليار دولار. تتضمن طائرات وهليكوبترات ثقيلة وخفيفة وصواريخ, بحجة ان السعودية تدافع عن نفسها ضد ايران. وهناك وثائق سرية من الويكيليكس تؤكد على ان السعودية تضغط كثيرا على امريكا للهجوم على ايران".

يقول البروفيسور والمختص بشؤون الشرق الاوسط ستيفن زونيس" لن يغيير الديكتاتور مبارك من سياسته مادام يضمن المساعدات الامريكية له مهما تجاوز لبنود معاهدات حقوق الانسان العالمية. ويضيف ستيفن " ان الدعم الامريكي للديكتاتور مبارك والدعدم الامريكي لاسرائيل قد خلق العداوة لامريكا من قبل كل الشعوب . وكلما زادت امريكا بتسليح مصر ودول اخرى كلما زاد التهديد على شعبها, ولن استغرب كراهية الملايين في الشرق الاوسط لنا".
بعد هذا العرض الموجز يطرح السؤال نفسه,الى متى تبقى الولايات المتحدة تمثل الصورة المثالية للديمقراطية و الدفاع عن حقوق الانسان. لقد اثبت باراك اوباما بانه مجرد رئيس امريكي عادي .
مكارم ابراهيم

المصادر:
(1)
http://www.information.dk/261932
(2)
http://www.guardian.co.uk/world/2011/aug/31/us-firms-torture-flights-rendition&usg=ALkJrhhqIUlTL0iuF_qXFRPSy4HjEQ4BrA
(3)
http://www.guardian.co.uk/world/2008/mar/10/ciarendition.terrorism%3FINTCMP%3DILCNETTXT3487&usg=ALkJrhjwRJXWcYYSZiwzs42c4HQGcdgibg
(4) مقالة توماس بونة
http://modkraft.dk/sektion/kontradoxa/article/to-ar-efter-ingen-fornyelse-i
مقالة باللغة الانكليزية حول عمليات النقل الجوية لسجناء السي اي ا
http://www.theglobeandmail.com/news/world/americas/us-firms-profited-from-cia-rendition-flights-documents-show/article2151106/



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الطبقي في الدول الاسكندنافية
- المجد لأبطال مريرت في المغرب
- الإغتصاب في الغرب بالأرقام
- العولمة وتسونامي الازمة المالية
- وأخيرا اليساريون كانوا على حق!
- الدعم الغربي الى ليبيا وافريقيا
- الى نوري المالكي
- المتمردون الشباب والرأسمالية
- حوار مع الكاتبة العراقية مكارم إبراهيم
- الليبرالية الحديثة!
- تحقيرالطبقة العاملة وراء أحداث لندن
- احداث شغب في لندن!
- (الماسونية)وحكومة عالمية واحدة/ الجزء5
- (الماسونية) والحرب على العراق/ الجزء 4
- (الماسونية) علاقة المصارف بالحروب /جزء2
- الماسونية وصنع الاقتصاد من الدّين والفوائد
- معاداة الماركسية
- الهوس الجنسي أسبابه !
- هل الخليج عربي أم فارسي؟
- الجذور الدينية للماركسية!


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مكارم ابراهيم - أمريكا وحقوق الانسان/شِعاروتطبيق