أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مكارم ابراهيم - الدعم الغربي الى ليبيا وافريقيا














المزيد.....

الدعم الغربي الى ليبيا وافريقيا


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3465 - 2011 / 8 / 23 - 14:12
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بعد انعقاد اجتماع الدول المانحة في مونتييري المكسيك عام 2002 تم الاتفاق على اهمية وجود راس المال وخلق الاستثمارات في القارة الافريقية. وماحدث انه خلال خمس سنوات فقط استطاعت الصين ان تتجاوز امريكا واوربا وتحرز المركز الاول في السيطرة الاقتصادية ليس فقط على انغولا التي تغطي 15% من الحاجة النفطية للصين بل استطاعت الصين السيطرة على كل القارة الافريقية حيث تحمل سفنها بالنفط والالماس والمواد الطبيعية.

واليوم اصبح المصرف المركزي الصيني قادرا على ان ينقذ امريكا من ازمتها المالية متى يشاء .فالصين تمثل اليوم القوة الاقتصادية العالمية ولهذا تحاول امريكا منافسة الصين بكل الوسائل, ولكن بالتاكيد بطريقتها العسكرية(غزو, اطاحة ديكتاتوريات, نشر ديمقراطيات).


فاليوم هناك منافسة حادة بين الجبهة الامريكية ـ الاوروبية من جهة جهة وجبهة الصين من جهة أخرى على القارة الافريقية باعتبار القارة الافريقية قاعدة اقتصادية مهمة لهم .
ولهذا نجد امريكا وحلفائها من دول الاتحاد الاوربي تتسابق لعرقلة الصين من الاستمرار في شراء اراضي وارسال العمال والمختصون الى القارة الافريقية الغنية بالموارد الطبيعية, وبالاخص الى السودان حيث تبلغ الاستثمارات الصينية في السودان 20 مليار دولار وتملك نصف حصة النفط وتملك اراضي واسعة فيها فالمعروف ان السودان يعتبر من اهم مصادر الثروة الحيوانية حيث يوجد 24 مليون هكتار للمراعي وأكثر من 128 مليون رأس ماشية (37 مليوناً من الابقار، و38 مليوناً من الماعز و46 مليوناً من الاغنام، و3 ملايين من الإبل و 4 ملايين حصان او من فصيلة الخيول)ويحتوي السودان على 64 مليون هكتار من الغابات . اما في ليبيا فان الصين لديها 5 ملايين عامل ومختص.

ولكن دعونا نلقي نظرة على سبب دعم الغرب لاحدى دول القارة الافريقية وهي ليبيا بالذات. فالغرب لم يتخيل في يوم من الايام ان يثور الشعب الليبي على القذافي الذي يركع له سيليفيو بيرلسكوني رئيس وزراء ايطاليا وتركع له سويسرا التي طلبت منه الغفران عندما اودعت ابنه في السجن لرعونته وتركع له كلا من فرنسا وامريكا التي اغلقت ملف لوكربي الطائرة الامريكية التي فجرت من قبل ليبيا مقابل صفقة نفطية لشركة «بريتش بتروليوم» في أعماق السواحل الليبية الغربية. إن كل مايفعله القذافي وابنائه يغفر لهم, المهم ان لايتوقف القذافي عن تصدير النفط والغاز للغرب .

فبعد اندلاع الثورة في ليبيا كان لابد للغرب من تغيير موقفه في المساندة والوقوف الى جانب الثوارليس حبا بهم وبالعدالة الاجتماعية ونشرالديمقراطية أومن اجل الاطاحة بالصديق الديكتاتور القذافي . بل كان لابد للغرب من الوقوف الى جانب المخزون النفطي الهائل. فليبيا تعتبر ثالث منتج أفريقي للنفط مع احتياطي يصل إلى حوالى 42 مليار برميل. وهي رابع منتج أفريقي للغاز الطبيعي مع احتياطي يتجاوز 1500 مليار متر مكعب، بالاضافة الى توقعات بأرتفاع الاحتياطي إلى أكثر من 3،2 مليار متر مكعب. وفي العام الماضي بلغت إيرادات ليبيا النفطية 35 مليار دولار نتيجة بيع 1،474 مليون برميل وكان من المقرر رفع نسبة التصدير إلى 2،9 مليون برميل يوميا ورفع الانتاج من خلال انفاق 6 مليارات دولار.

والجدير بالذكر أن غالبية الدول الاوروبية مثل فرنسا, ايطاليا, والمانيا وكذلك الصين تعتمد بصورة رئيسية على الطاقة الليبية ولهذا من الضروري ان نشير الى ان 85% من صادرات ليبيا تذهب الى هذه الدول .

ولهذه الاسباب كان من الضروري على الغرب ان يوافق حتى على وجود الجني او الشيطان في المجلس الانتقالي الليبي ولاتوجد اي مشكلة لديهم من وجود الاخوان المسلمين في المجلس الانتقالي رغم انه في اجهزة اعلامهم يعتبرون الاسلام هو سبب الارهاب.

فحسب الويكيليكس فان امريكا باركت التعاون مع الاخوان المسلمين وكذلك قطر والكويت والسعودية وتركيا . لقد ادركت امريكا بانه لابد لها من تضع يدها بيد الاخوان المسلمين فهم التيار الوحيد المسيطر في المنطقة منذ اندلاع الثورات . ولهذا كان الطريق الوحيد امام امريكا والدول الاوروبية المتحالفة بهدف الاستمرار في هيمنتها على المنطقة وحماية اسرائيل باعتبارها اهم القواعد العسكرية المتقدمة كان لابد من مباركة جماعة الاخوان المسلمين .فقد باركت أمريكا والدول الاوربية المتحالفة حركة النهضة بقيادة الشيخ راشد الغنوشي في تونس وباركت حزب الحرية والعدالة للاخوان في مصر وباركت حزب الاصلاح والشيخ حميد الأحمر و اللواء علي محسن الأحمر والشيخ عبد المجيد الزنداني في اليمن . وباركت المراقب العام للإخوان السوريين رياض الشقفة.
والاهم من ذلك هو مباركة هذه الثورات من قبل الفيلسوف اليهودي ببرنار هنري ليفي فقد بارك ثورة ليبيا وبارك ثورة سوريا وبارك تقسيم السودان وبارك شاه مسعود ولكنه نسي سهواً مباركة ثوار فلسطين .

من الواضح أهمية الهيمنة الامريكية والصينية على القارة الافريقية. وقد اظهرت الصين جرئتها وقتها حيث صرح رئيس وزرائها علناً في منتدى التعاون الصيني - الأفريقي في أديس أبابا عام 2003 «إن هدف التعاون مع أفريقيا هو مناهضة الهيمنة الأميركية، ذلك إن هذه الهيمنة بدأت تبرز وجهها القبيح" فالمعروف أن واشنطن أنشأت قيادة أفريقية مسلحة (افريكوم). معاهدة شراكة عسكرية مع الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا. وبهذا تكون واشنطن قد سيطرت تماما على القارة الافريقية .


اتمنى بعد هذا العرض السريع للمصالح الغربية ـ الصينية في القارة الافريقية ان يعي الثوارالاحرار في شمال القارة الافريقية وكذلك في سوريا واليمن والبحرين ان ثورتهم قد سرقت منهم للاسف من قبل الاخوان المتحالف مع الغرب, ولكن مازالت امامهم فرصة لاستراجعها من هذه القوى الانتهازية وذلك باعادة تحشيد صفوفهم من جديد وبآليات ثورية مزودة بالوعي السياسي حول أبعاد تدخلات هذه القوى العظمى في ثوراتهم.



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى نوري المالكي
- المتمردون الشباب والرأسمالية
- حوار مع الكاتبة العراقية مكارم إبراهيم
- الليبرالية الحديثة!
- تحقيرالطبقة العاملة وراء أحداث لندن
- احداث شغب في لندن!
- (الماسونية)وحكومة عالمية واحدة/ الجزء5
- (الماسونية) والحرب على العراق/ الجزء 4
- (الماسونية) علاقة المصارف بالحروب /جزء2
- الماسونية وصنع الاقتصاد من الدّين والفوائد
- معاداة الماركسية
- الهوس الجنسي أسبابه !
- هل الخليج عربي أم فارسي؟
- الجذور الدينية للماركسية!
- تخلفنا من منظور مهدي عامل
- تناقضات الكاتبة نوال السعداوي
- من الأدب الماركسي 2
- نظام إشتراكي أم ليبرالي أم رأسمالي ؟
- من الأدب الماركسي (1)
- مفهوم السلام وجائزة السلام!


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مكارم ابراهيم - الدعم الغربي الى ليبيا وافريقيا