أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مكارم ابراهيم - المتمردون الشباب والرأسمالية















المزيد.....

المتمردون الشباب والرأسمالية


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19 - 18:42
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مقالة للكاتبة الدنماركية رونة لوكة بيرغ
بعنوان" والآن بعد أن أصبحنا كلنا رأسماليون"
ترجمة بتصرف... مكارم ابراهيم

ماذا حصدنا بعد أن زرعنا الرأسمالية ؟ نطرح هذا السؤال بعد مرور اسبوع واحد على الفوضى التي إجتاحت المواطنين والاسهم في بريطانيا, وبعد أن تبين عجز رجال السلطة في السيطرة على هذه الفوضى؟

قال المعلم الكهل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بوردو عام1990 موجه حديثه للشباب المتمرد في باريس "اياكم ان تحرقوا السيارات دعكم من هذه التخريبات لان هذا لن يساعدكم ولن يخدم قضيتكم". وقال حينها للاعلام "بان هذه الفوضى أظهرت هؤلاء الشباب أمام الرأي العالمي على انهم شباب مستهتر ومجرم, ولايمكن السيطرة عليه الا بقوة الشرطة ونظام العنف للدولة. فحرق السيارات لن يضر الا المالكين القاطنين في تلك الاحياء الشعبية الفقيرة حيث المالك لايقدرعلى دفع فاتورة التامين للحصول على التعويض في حال وقوع الضرر".

إن اعمال الشغب هذه تعتبر شكل من الحراك الا انه لم يصيب اؤلئك الافراد الذين يقررون على الاخرين, بل أصابت اؤلئك الافراد الذين يقررعليهم كل شئ ولاحول ولاقوة لهم في شئ. ولهذه فان هذا الحراك هو طريقة غبية استراتيجياً واجتماعياً".

لقد اقترح عالم الاجتماع الفرنسي بيير بوردو على الشباب الفرنسي المتمرد خطة إستراتيجية اخرى. وذلك بتحديد ثلاث مطالب سياسية تكون واضحة للجميع, ولايمكن أن يعارضها أحد. وعندما يفعلون ذلك يمكنهم الخروج للشارع وحرق السيارات.

لقد شاهدنا جميعا وفي كل انحاء أوروبا سيارات محروقة, تخريبات كل ذلك كان يمثل الطاقة والغضب الكامن في نفوس هؤلاء الشباب المتمرد والتي للاسف لم يحولونها الى ورقة عمل سياسية. فهذه الاعمال التخريبة لم يعتبرها الناس انها حراك ولم تعتبر في يوم من الايام على أنها حركة إحتجاجية .
بل اعتبرها الجميع على انها أفعال شباب غير مقتنع بشئ, وغير راضي على وضعه, وأنه خارج السيطرة ,ولا يستطيع ان يطرح ازمته على شكل مطلب سياسي. بل إن حراكه على هذا النحو اعطى لقضيته بعد فاشل وسلوكه على هذا النحو أظهر مدى عجزه في طرح قضيته .

هناك اسباب إجتماعية وراء احتجاجات هؤلاء الشباب في انكلترا. فهم يرون الحياة المترفة التي يعيشها الاثرياء وانعكاسات ثرائهم وافكارهم بانهم صنعوا ثروتهم بجهدهم, ولكن غالبية الشباب يدرك أيضاً بانهم انجزوا واجباتهم المنزلية على اكمل وجه, ويمارسون الرياضة, ويتبعون نظام صحيا في حياتهم, ومع هذا فهم يعلمون جيدا بانه من المستحيل ان يدخلوا هذه الجنة التي يعيشها هؤلاء الاثرياء.

حراك الشباب بهذه الطريقة من خلال تخريب وحرق وسرقة يدل على علاقتهم الثنائية بالنظام الاستهلاكي الرأسمالي. فهم استطاعوا تكسير واجهات المحلات الزجاجية, لانهم يكرهون الحدود بين مايشاهدونه وبين مايستيطيعون امتلاكه, وفي نفس الوقت فان سرقتهم لتلك البضائع تبين على اهمية تلك الحياة الجيدة بالنسبة لهم
أذا هم لايكرهون الغنى ونمط حياة الاغنياء ولكنهم يكرهون المسافة التي تبعدهم عن تلك الحياة. وبالتالي فهذا ينطبق تماما مع تهديد المجتمع لهم : لقد تعلموا ان يحتقروهم , لم ينجحوا في الحياة ولم يتمكنوا من شئ".
وهناك شباب تورط باعمال الشغب هذه لاسباب اخرى وهم من ابناء الطبقة الوسطى يشربون الكحول الى درجة السكر ويتوغلون في االحراك الشعبي للناشطين الشباب وكانهم في حفلة سارة .
وبالنسبة لهم هو من اجل تحقيق العنف من خلال معايشة اليوتوبيا الخيالية في النظام الراسمالي من خلال هذه الاحتجاجات . فابناء الطبقة المتوسطة ينجذبون دوما الى الحياة الخطرة الموجودة على الجانب المقابل للطمئنينة التي يشعرون بها وهم يعلمون متى ينسحبون.
ومن خلال عمليات التخريب والسرقة فان الاسباب الاجتماعية لخلفية هذه الاحتجاجات اختفت كمطلب سياسي لهم.
فالدراسات الميدانية بينت ان غالبية الانكليز ينظرون للشباب المتمرد على انه شباب فاشل مجرم والشرطة هم الحل الوحيد لهم وان هؤلاء الشباب هم خارج الايطار التربوي.

وبالتاكيد كان هذا هو ايضا رد فعل حكومة المحافظين على اعمال الشغب هذه": بان الموضوع لايتعلق بالفقر او القمع بل يتعلق بالثقافة, استخدام العنف وانعدام الاحترام لابائهم وللسلطة الحاكمة واخيرا لها علاقة بالتربية.
وحسب تصريح ديفيد كاميرون " يقول هناك حل واحد لهذه المسالة وهي تحشيد 16,000 شرطي لمواجهة شباب البلد .لقد استخدم كاميرون كل اسالييب التخويف والترهيب ضد هؤلاء الشباب في وطنهم ورفع مسؤوليته من اي عمل يقوم به هؤلاء الشباب وهو يعتبرهؤلاء الشباب قوة غريبة عن هذا المجتمع ويجب ايقافهم وكانه يعلن عن بداية لحرب أهلية .
إن سلوك رئيس الوزراء الانكليزي ديفيد كاميرون هو نفس سلوك هؤلاء الشباب فهو يستخدم العنف ايضا. لقد استبدل الحوار السياسي بالشرطة.
كل هذا حدث بعد عمليات فصل رؤساء بسبب الفضائح العديدة التي لحقت بالشرطة الانكليزية حول عمليات التنصت وبعد اعمال الشغب التي اندلعت بسبب العنف الذي استخدمته الشرطة الانكليزية. واليوم وبعد هذه الفوضى تم انشاء مقرات امنية في المناطق التي يتوقع فيها حدوث أعمال الشغب . وهذا السلوك المبالغ فيه لرئيس الوزراء الانكليزي ديفيد كاميورن يدل على عجزه الكامل امام ما يحدث في البلد.

إن احتجاجات الشباب هذه المشلولة من القعر قوبلت مع نظام سياسي مشلول من القمة .والجدير بالاشارة الى ان احداث الشغب في انكلترا تزامنت مع احداث الفوضى في الدورة الاقتصادية المالية للنظام الرأسمالي, فقد تبين ان الاثنين خارج نطاق السيطرة من قبل رجال السلطة في انكلترا. فلقد تم تأجيل كل مايتعلق بازمة البطالة والمؤسسات الحكومية والاصلاحات السياسية لاجل غير مسمى, بسبب عجز الحكومة على السيطرة عليها .
ويعترف المحللون السياسيون بانهم لايستطيعون التنبئ باي شئ في الوقت الحالي . اما المعلقون السياسيون يقولون بانهم يستطيعون التنبئ حول ماذا سيفعلون عندما يستيقظون صباحا, وماذا سيفعلون عندما يذهبون للفراش.

اما رجال السياسة والدولة فهم يصرحون بانهم يفعلون الصواب وان كل شئ سيسير على مايرام, ولكن الشعب لايثق بكلامهم ولايصغي لهم ,حتى اسعار الاسهم المالية لاتصغي لهم.

المواطنون في بريطانيا يستقرون في قعر النظام الراسمالي, وفي نفس الاسبوع نجد أن اسعار الاسهم المالية في فوضى, والحكومة اثبتت عجزها في السيطرة على الشباب وعلى الاسهم المالية.

أما الماركسيون لطالما حلموا ومنذ زمن بعيد باندلاع أزمة في النظام الرأسمالي, ولكن الازمة اندلعت في وقت اصبح فيه الجميع رأسماليون, ولايوجد احد يقدم بديل لهذا النظام الرأسمالي. والجميع يمكنهم ان يحرقوا السيارات, ولكن لم يستطع أي أحد أن يشكل حراك إجتماعي من ثلاث مطالب لاجل عالم أفضل .

ترجمة بتصرف... مكارم ابراهيم

المصدر
جريدة الانفورماشون الدنماركية
http://www.information.dk/275746



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الكاتبة العراقية مكارم إبراهيم
- الليبرالية الحديثة!
- تحقيرالطبقة العاملة وراء أحداث لندن
- احداث شغب في لندن!
- (الماسونية)وحكومة عالمية واحدة/ الجزء5
- (الماسونية) والحرب على العراق/ الجزء 4
- (الماسونية) علاقة المصارف بالحروب /جزء2
- الماسونية وصنع الاقتصاد من الدّين والفوائد
- معاداة الماركسية
- الهوس الجنسي أسبابه !
- هل الخليج عربي أم فارسي؟
- الجذور الدينية للماركسية!
- تخلفنا من منظور مهدي عامل
- تناقضات الكاتبة نوال السعداوي
- من الأدب الماركسي 2
- نظام إشتراكي أم ليبرالي أم رأسمالي ؟
- من الأدب الماركسي (1)
- مفهوم السلام وجائزة السلام!
- الصينيون قراصنة السوق !
- ماهي الماركسية ؟


المزيد.....




- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مكارم ابراهيم - المتمردون الشباب والرأسمالية