أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مكارم ابراهيم - معاداة الماركسية















المزيد.....

معاداة الماركسية


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 15:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


شخصياً لم استغرب ظهور مواطن ارهابي من قلب مجتمع اسكندنافي حضاري متقدم كالارهابي النرويجي اندرس بريفيك وهذا لن يستغربه اي شخص متابع لسياسة حكومات الدول الاوروبية المتمثلة بالانظمة الليبرالية الحديثة والتي اتسمت بسيطرة الاحزاب اليمينية المتطرفة منذ مطلع عام 2000 وسيطرت على اصدار القوانين المناسبة لعنصريتها وحقدها على الاجانب واللاجئين وبالاخص المسلمين.والتي تجاوزت وبكل صلافة اهم المعايير الحضارية الانسانية المتقدمة كالعلمانية بفصل الدولة عن الشؤون الدينية للمواطنين. والارهابي النرويجي اندرس بريفيك ماهو الا برهان على السياسة العنصرية التي تتبعها الحكومات الغربية. فالعلمانية في الغرب مازلت غير متحققة حالها حال الشرق الاوسط والتي خلقت بدورها الجماعات الارهابية . فامريكا ربما نجحت باستخدم ورقة الاسلام السياسي في القضاء على الشيوعية وغزوالعراق وافغانستان . الا ان الغرب لم يدرك بان خلقه للجماعات الاسلامية سوف يخلق تيارات دينية معاكسة كالتيار السلفي السعودي والتيار الاسلامي في ايران. وكالمنظمة العالمية المناهضة للاسلام التي ينتمي اليها الارهابي النرويجي اندرس بريفيك (لكل فعل رد فعل)
ولم استغرب ان يخرج ارهابي اوروبي يمثل اليمين المتطرف من قلب هذه المجتمعات الاوروبية الليبرالية الحديثة ويدعو ليس فقط لمحاربة المسلمين بل يدعو لمحاربة الماركسيين الذين يدعون الى نشرالعدالة الاجتماعية والقضاء على الفقرو الاستغلال بكل وجوهه. والجدير بالذكر هو ان الارهابي النرويجي دمج بين المسلمين الذين يؤمنون بالله والماركسيين الملحدين كعدو واحد فماذا يعني هذا لبقية الاديان؟

لقد اخترت لكم مقالة بقلم الكاتب الدنماركي هانس ايريك افلوند فرانسن كي اسلط الضوء على احد اسباب ظهور شخص ارهابي مثل اندرس بريفيك في هذه المجتمعات الاوروبية المتقدمة وذلك نتيجة صعود شخصيات سياسية معادية للاجانب وللانسانية وتستقبل افكارهم بكل ترحاب من قبل العنصريين .

المقالة عبارة عن نقد كتاب عنوانه "على درب المفقودين", حول الانسانية والمعاداة للانسانية في السياسية المعاصرة والعمل والاخلاق 1976 كتاب للسياسي الدنماركي بيير ستي موللرمن حزب المحافظين كتاب يهاجم فيه الماركسية ونصوص ماركس وانجلز في مجلد 1ـ الى المجلد 41 وذلك لاثبات انها لاانسانية ومعادية للانسانية وقد زور في النصوص بما يتناسب وراسه البرجوازي.

يقول موللر بان الماركسية تدعي بان مفهوم الانسان يحتل اكبر مساحة في الفلسفة المعاصرة والسياسة وهذا شئ ليس جيدا لان هذا يعني بان الانسان إختفى. فالانسان يعتبر في الماركسية هو "صدفة"او هو موجة تتحطم عندما ترتطم بالشاطئ اي ان الفرد محكوم عليه بالاختفاء تحت تاثير قوة الموجات في البحر اي الاهتمامات والمصالح العامة . ولكن في اللحظة الاخيرة من هذا الكلام ياتي المنقذ موللرللدفاع عن "التنوع البشري الانساني" و"القيم الانسانية"و " احترامه للفردية" واعترافه بان" للفرد تاثير فعال على عالمه " الخ... وتنتهي قصته بنهاية سعيدة حيث يقول بان الانسان لايختفي في البحر كالموجة التي ترتطم بالشاطئ بل يولد ويظهر من جديد خلال فترات المد والجزر". ص8
تمثل الماركسية في نظر بييرستي موللر اللانسانية, وذلك لانها مستعدة للتضحية بارواح الآلاف بل الملايين من البشر مقابل تحقيق هدفها وهو انتفاء الصراع الطبقي . كما ان الماركسية لاتنظر للفرد على انه يستطيع ان يخلق نفسه ومجتمعه بل ان علاقات الانتاج الغير شخصية هي التي تخلقه. ولايدعو ماركس للاستقطاب من اجل مصلحة العمال بل من اجل اثبات بناء فكره الفلسفي. إن رؤية موللر للماركسية لاعلاقة لها بماركس ولكنها تمثل الرؤية الماركسية السوفيتية الرخيصة التي ركزت في السنوات الاخيرة على نقد مكثف للماركسية. فحسب ماركسية موللر لايوجد اقتصاد لسياسي وازمة ونظرية الدولة وهولايعرف سوى التوسير حتى انه لم يتناول نصوص ماركس الاولى في كتابه.
وبدلا من ان يوثق فرضيات ماركس من نصوص ماركس نفسها نراه يكتب علم مبتذل خاص به علم في الديماغوجية المناهضة للشيوعية والحرب الباردة .في البداية يعرض اقتباسات منفصلة من نصوص ماركس بانه ادعى كذا وكذا ثم ياتي باثباتات لجرائم تعود لعصرستالين. فهو يعتبر ستالين نتيجة منطقية وحتمية لماركس وهذا من غير الممكن اثباته بالعودة الى الاتحاد السوفيتي بشكله العادي او الى ستالين بشكله الاستثنائي. وحسب موللر فان الديكتاتورية واللاانسانية في الماركسية يستدل عليها بان ماركس لم يتناول حكومات لها برنامج اصلاحية اجتماعية وطبقية وهذا واضح لان الحكومة استبدلت بعد اشهر قليلة بحكومة ديكتاتورية رئيسية تبتغيها جماعات التطرف اليميني . ورغبة النفوذ لديهم جعلتهم يثيرون الطبقة العاملة للاضطرابات بدلا من ان يعملوا معهم على بناء مجتمع اشتراكي. فرضية موللر لاتنطبق مع ماركس ولامع الاحداث ولا مع القوى الراسمالية . واعتمد على رسائل ومذكرات انتقائية لماركس التي يلاحظ فيها بان ماركس لم يؤمن بوعود المواطنة الذهبية للطبقة العاملة بل كان يؤمن بان الثورة والتي تكون بيد الطبقة العاملة هي الكفيلة بالقضاء على البرجوازية اللاانسانية في المجتمع . نحن نتحدث عن كتابة تاريخية وتحليلات على مستوى اخر يقع اسفل واعمق من هذا المستوى ذلك المستوى تواجد فيه المؤرخ. اعتمد.
في ص 23 يقول موللر بان عدم نضوج الشعوب كان سببا في تبني مبدا الاممية الذي اختاره ماركس وذلك لانه ليس الجميع صوت لليمين المتطرف الا ان الحقيقة يه ان ماركس قال العكس تماما حيث راى بان الانتخابات قد بينت قدرة الشعب على تحطيم الاوهام والان وبهذه الفئات البشرية المتنوعة حددوا اهتماماتهم الموضوعية الحقيقية.
(MEUS I. s. 152) كما يعتبرموللر مباركة ماركس هي اشتراكية حقيقية في كتابه عن الصراع الطبقي في فرنسا ثورة دائمية وهل مرحلة ديكتاتورية البروليتارية ضرورية ضد البروليتاريا.
يهدف موللر الى ابراز ماركس على انه من المتعطشين للنفوذ وللديكتاتورية ودليله على ذلك هو استبعاد Bornstedt من اللجنة المركزية للعصبة الشيوعية عام1848 وقد اعتمد موللر على الملاحظات في نفس الرسالة ليصل الى نتيجة انه كان ضد ماركس وانجلز رغم ان الحقيقية هي ان Bornstedt استبعد بسبب خططه الجنونية للقيام بثورة في المانيا وذلك من خلال مساعدة مهاجرين المان مسلحين. (MEWالمجلد 27ص119وص638).

ويقدم موللراثبات اخر على ان ماركس ينظر للفرد على انه مخلوق سلبي مثل النبتة التي يعتمد نموها على طبيعة التربة وظروف المناخ ص96 نص مقتبس من Grundrisseص439.ولكن الواقع ان ماركس يشبه نمو قاعدة المجتمع بنمو النبتة ثم يقول اعتمادا على انتقاد Lukacs للكاتب الروسي Aleksandr Solsjenitsyn بانه لم يقدم انتقادا شيوعيا لفترة ستالين والماركسية لم تاخذ بعين الاعتبار جرائم ستالين. ومها كان الامرسئ فلايهتم له الماركسيون للوصول الى اهدافهم ص73 في انتقاد Lukacs قصور كبير .
يقدم موللر اثباتا على ان الماركسية ترى الفردعلى انه منتج ناتج عن علاقات الانتاج وهو عاجز بلاارادة .فرضية فيورباخ حيث يقول ماركس "بان مخلوق الانسان في حقيقته هو مثال للعلاقات الاجتماعية ولكن هذه الجملة اؤلها موللر الى مفهوم اخر حاله حال اي شخص يجهل ادبيات هيغل وفيورباخ . والمعروف ان ماركس اعتمد على فرضيات هيغل وفيورباخ. فلقد تجاهل موللر نصف صفحة قبل هذه الصفحة حيث يقول ماركس عكس ماقاله موللر يقول ماركس" بان الافراد هم نتاج الظروف والتربية, وتغيير الافراد هم نتاج ظروف اخرى وتربية اخرى ونسي بان تغير الظروف كانت من قبل الافراد انفسهم وان وحتى المربي يمكن ان يثقف.
في الوقت الراهن هناك هجوم شديد غير شريف ضد الماركسية. ومشكلة اعضاء الحزب الديمقراطي الاشتراكي ليست بنفوذ الماركسيين لان مشكلتهم واضحة . مشكلتهم انهم يرتعبون من انتقادات الماركسية لخط حزبهم وسياستهم الفعلية من وان يتردد صدا هذه الانتقادات الماركسية بين افراد الطبقة العاملة. ولهاذ يجب معاداة الماركسية. يفتقد الاشتراكيون الى الان السلاح النظري ولهذا السبب فان معاداتهم للماركسية اخذت شكلا مختلفاً. فاما تجدهم يصرون على مهاجمتهم للماركسية على انها موضة قديمة لاتصلح للتطبيق في مجتمع عصري معقد أو يتبنون بعض الاصطلاحات الماركسية والنقاط الحساسة وبهذا يسحبون قطعة الخبز من فم اليسار الماركسي.
(Se Politisk Revy nr. 288, s. 10.: Se rettelsen i nr. 289, s. 15)
ان جوهر وهدف الاختلافات هذا هو محاولة اقناع الطبقة العاملة قبول فكرة ان المجتمع الراسمالي ليس مجتمع طبقي بل ان المجتمع الراسمالي الحالي وكما يحاول ان يثبت بيير ستي موللر انها مجتمع تنتفي فيه الطبقات ولهذا فاين الطبقات التي يمكن لها ان تمنح للاخرين رحمة المسيحية او الاشتراكية او المصالحة؟ص 22 ولهذا السبب فمن الخطا الاصغاء الى الماركسيين الذين سيعملون بلاهوادة على تحقيق الشيوعية التي فيها خسر راس المال حقه ص47. ولهذا على الفرد الاصغاء الى بيير ستي موللر الذي يدعو الى حكومة مصالحة ص22 ويؤكد بان هناك رضا عن ساعات العمل حقيقة. فالعمال يعيشون نوع من تظاره جهودهم بحيث يحصل كل منهم على معنى للحياة ليس فقط ضمن ساعات العمل بل حتى بعد انتهاء الدوام ص278 وهذا يكفي"فليس من حاجة ان يبرز الفرد هويته اثناء الدوام .... موعظة من المبشر الاشتراكي " فليس مآساة اذا أبرز الفرد هويته خارج اوقات العمل"ص97.

مكارم ابراهيم
31/7/2011
ترجمة مقالة الكاتب هانس بتصرف ...مكارم ابراهيم
المصادر:
صحيفة المعادلة
http://modkraft.dk/spip.php?page=mobilarticle&id_article=12945
Politisk Revy, nr. 297, 15. oktober 1976
Indskannet fra tidsskriftet Politisk Revy, nr. 297, 15. oktober 1976, s. 5-6 (med forfatterens tilladelse).
نبذة مختصرة عن السياسي بيرستي موللر
http://en.wikipedia.org/wiki/Per_Stig_M%C3%B8ller
نبذة مختصرة عن اندرس بريفيك
http://en.wikipedia.org/wiki/Anders_Behring_Breivik



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوس الجنسي أسبابه !
- هل الخليج عربي أم فارسي؟
- الجذور الدينية للماركسية!
- تخلفنا من منظور مهدي عامل
- تناقضات الكاتبة نوال السعداوي
- من الأدب الماركسي 2
- نظام إشتراكي أم ليبرالي أم رأسمالي ؟
- من الأدب الماركسي (1)
- مفهوم السلام وجائزة السلام!
- الصينيون قراصنة السوق !
- ماهي الماركسية ؟
- الدومينو اليونانية والانهيار الاقتصادي
- لا رسائل للسفاح بشار الاسد
- إنتبهوا الى الجرائم بحق أطفال اليوم!
- تحيا الرأسمالية
- ديمقراطية أم بلوتوقراطية لا إنسانية ؟
- الإسلام أم الحكٌام أم الاقتصٌاد العام؟
- بن لادن وجيرانيمو!
- مؤامرة أم مسرحية !
- محاكمة بن لادن حسب القيم الغربية!


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مكارم ابراهيم - معاداة الماركسية