أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مكارم ابراهيم - العولمة وتسونامي الازمة المالية














المزيد.....

العولمة وتسونامي الازمة المالية


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3468 - 2011 / 8 / 26 - 09:18
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في مقالتي السابقة الموسومة " واخيراً اليساريون كانوا على حق ". وصلتني رسالة من احد القٌراء يطلب مني توضيح الجملة التالية والتي صرح بها المعلق الانكليزي شارلس مور" إن العولمة هي نهب البنوك للأرباح من خلال المعاملات التجارية الدولية, وتوزيع خسائرها على دافعي الضرائب في جميع الدول".

بادئ ذي بدء علينا ان نوضح تأثير المؤسسات المالية الذي لايشبه تأثيرأي مؤسسة أخرى في الدولة. يعني يمكن للدولة أن تفرغ السوق من السكر والطحين في نفس الاسبوع ولن تتاثر بذلك الدول الاخرى والمواطن سيدبر اموره. ولكن الامر يختلف بالنسبة للبنوك فاي تصرف منه يمكن أن تتضرر به كل الشركات والمؤسسات في الدولة, وربما تتاثر به مؤسسات مالية في دول أخرى. لان النظام المالي مرتبط كله مع بعضه في جميع أنحاء العالم. فمجرد أن حدثت ازمة مالية في ايسلندة أثرت على فرص العمل في الدنمارك. هذه هي العولمة أي الكل يتاثر ببعضه.

هناك من يرى ان سبب الازمة المالية العالمية هي البنوك وهناك من يرى ان سببها هي الانظمة الحكومية في الدول المحتكرة للنفط كونها تتحكم باسعار النفط وهذا يخلق التغييرات المتأرجحة في النظام الراسمالي . وهناك من يرى ان سببها هوعدم تدخل الدولة في التحكم بالسوق. وهناك من يعتقد بان سبب الازمة تقع مسؤوليتها على عاتق رجال الدولة وسياستهم ذات المنهج اللانظامي والغير صحي للسوق وللمؤسسات المالية .والتنافس الضريبي للشركات .

في البداية لنأخذ فكرة موجزة عن خلفية الازمة المالية العالمية والتي يطلق عليها اليوم بالتسونامي المالي والاقتصادي الذي اعلن عنها اول مرة في الولايات المتحدة الامريكية عام 2007 بعد أن انخفضت اسعار العقارات وبدا الناس بشراء البيوت من خلال قروض قدمتها لهم البنوك بكل ممنونية . ولكن فجاة انخفضت قيم العقارات فامتنعوا المالكين عن سداد ديونهم للبنوك. وبعدها قامت البنوك باغراء الناس باخذ قروض منها.

ولكن إذا عدنا قليلا الى الوراء أي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 قام البنك المركزي الاحتياطي الفيدرالي الامريكي والبنك المركزي الاوروبي(ECB ) بتخفيض قيمة الفوائد الى ادنى نسبة1,00 %ولكن بالمقابل كان البنك الياباني ومنذ عام 1995 ثبت قيمة الفائدة بقيمة اقل على 0,50% , وكما اسلفنا انخفاض سعر العقارات والامتناع عن سداد الديون حيث خسر المالكون قيمة اوراقهم المالية المعتمدة اساسا قيمتها على قرض العقار. وهنا قامت البنوك بالشراء والبيع لبعضها الى ان فقدت البنوك ثقتها ببعضها .وبعدها صرح ( Ben Bernanke ) رئيس البنك المركزي الفيدرالي الاحتياطي الامريكي في تلك الفترة بانه بحاجة لمساعدة البنوك العالمية الاخرى. وقبل عامين اي 2008 حدث انهيار البنك ( Lehman Brothers ) وحينها وقف العالم امام ازمة مالية سارع فيها السياسيون كالعادة بتقديم الف مليار مساعدة مالية للبنك. والان يبدو واضحا للجميع عند تعرض احد البنوك لازمة تسارع الدول الاخرى بالضغط على البنك المركزي الفيدرالي الاحتياطي وكذلك الاوروبي بالمساعدة قبل ان يحدث الانهيار.

بعد 2001 لم تكن البنوك مسيطرة على القروض وقيمة الاوراق النقدية . والذي حدث بالضبط أنه بدات البنوك برفع قيمة الاوراق المالية الى 3A في قروض الرهان العقارية وبدأ الافراد يضعون أموالهم في هذه الاوراق المالية التي تاخذ البنوك عليها ارباحا . المعلوم ان البنوك تاخذ ارباحا على كل المعاملات التي تقوم بها بالنيابة عن الزبون مثل الاسهم التي يشارك بها الزبون في البورصات ياخذ البنك أرباحا عليها وعلى كل المعاملات . ولكن اذا خسر البنك فانه يبيع هذه الاوراق المالية لبنك اخر, او نرى ان الدولة تسارع في اعطاء تعويضات للبنك منعى من حدوث انهيار . او كما حدث في الدنمارك فان شركات التأمين للمتقاعدين كانت تضع اموال التوفير للمتقاعدين في اوراق مالية ليست لها قيمة وتبيعها لبنوك اخرى وبالتالي تنقل الافلاس لبنوك اخرى ويخسر المتقاعد الاموال التي تصور انها تكبر.
والجدير بالاشارة عندما فاز باراك اوباما على منصبه كرئيس للولايات المتحدة الامريكة, فان أول شئ قام به هو انه قدم قروض مالية ضخمة للبنوك لمساعدتها للخروج من ازمتها المالية, ولم يقدم القروض المالية للمواطنين المتضررين او للمؤسسات الحكومية المتضررة من الازمة الاقتصادية. وبالتاكيد لانلومه اذا عرفنا السبب وهو ان هذه البنوك ساعدته اثناء حملته الانتخابية بمبالغ ضخمة فكان عليه رد الدين لهذه البنوك بكل تاكيد.

المهم إن اعلان الازمة المالية عام 2008 في أوروبا كان له اثركبيرعلى الاقتصاد الحقيقي للدولة ,كانخفاض في الانتاج. ارتفاع معدل البطالة من 7,1 الى 9,1 اي مايعادل 25 مليون اوروبي, وتضخم في العجز وارتفاع ديون الدولة ومضاربات كبيرة على قيمة العملة الحساسة. وبالمقابل انخفاض في خدمات الرفاهية في دول الرفاه الاجتماعي مثل الدول الاسكندنافية وفي كل دول الاتحاد الاوروبي والجدير بالاشارة الى ان هناك 84 مليون اوروربي يعيش اليوم على وتحت خط الفقر. (1) صحيفة الانفورماشون الدنمارية 25 اغسطس 2011.

مايهمنا ومايجب ان نقف عنده حقيقة هو كيف ان البنوك رغم الازمة المالية الا ان مدراءها مازالوا يحتفظون بمناصبهم وربما رفعوا الى مناصب اعلى ورواتبهم خيالية !
اعتقد ربما عليكم مشاهدة الفيلم الوثائقي الامريكي الحاصل على جائزة أوسكار للعام 2011( inside job ) للمخرج Charles H. Ferguson لفهم اسباب الازمة المالية العالمية.

مكارم ابراهيم



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيرا اليساريون كانوا على حق!
- الدعم الغربي الى ليبيا وافريقيا
- الى نوري المالكي
- المتمردون الشباب والرأسمالية
- حوار مع الكاتبة العراقية مكارم إبراهيم
- الليبرالية الحديثة!
- تحقيرالطبقة العاملة وراء أحداث لندن
- احداث شغب في لندن!
- (الماسونية)وحكومة عالمية واحدة/ الجزء5
- (الماسونية) والحرب على العراق/ الجزء 4
- (الماسونية) علاقة المصارف بالحروب /جزء2
- الماسونية وصنع الاقتصاد من الدّين والفوائد
- معاداة الماركسية
- الهوس الجنسي أسبابه !
- هل الخليج عربي أم فارسي؟
- الجذور الدينية للماركسية!
- تخلفنا من منظور مهدي عامل
- تناقضات الكاتبة نوال السعداوي
- من الأدب الماركسي 2
- نظام إشتراكي أم ليبرالي أم رأسمالي ؟


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مكارم ابراهيم - العولمة وتسونامي الازمة المالية