أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - نزيهة ُ حبيبتي - قصة قصيرة














المزيد.....

نزيهة ُ حبيبتي - قصة قصيرة


عبد الفتاح المطلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3465 - 2011 / 8 / 23 - 19:41
المحور: الادب والفن
    



إلى رجل فقد نزاهته من أول رائحة عهر
عبد الفتاح المطلبي
نزيهةٌ رفيقةُ دربي هي مشكلتي الآن هي شيئي الحميم الذي لا يفارقني أبدا والآن صارت نزيهة مشكلة بعد إن سرى بجسدها الغض المرض الخبيث، وطدت العزم على الصمود أمام هذا الواقع الذي يناكدني و يريد كسري والسخرية من وفائي لنزيهة خصوصا وقد سلّط علي جارتي المطلقة اللعوب ميادة التي صارت تزورنا بعد العشاء بحجة الواجب الذي يحتم عليها تفقد نزيهة بعد مرضها العضال كما تقول هي ولطالما سدت علي الطريق غارزة عينيها في عيني تتكلم بلغة العيون الفصيحة والواضحة محرضة نفسي على خيانة نزيهة ولطالما تمنت موتها أو الوقيعة بيني وبينها لكنها لم تفلح أبدا أما الآن بعد داء نزيهة العُضال فقد أمعنت في أحلامها بالاستحواذ علي بعد موت نزيهة المتوقع فارضة علي الأمر الواقع و لطالما ألمحت أثناء مزاحها المستمر معي عندما تنام نزيهة مخدرة في نوبات علاجها أن مصيري في أحضانها بعد نزيهة لا سمح الله ،
صار ديدني مناكدة الواقع بعد إن أعلنت ذلك صراحة لنفسي و حثثتها على تحمل تبعات ذلك وقلت في نفسي ، أنا الأخير الذي يسلم نفسه بتلك الصورة المهينة لهذا الواقع إن مجرد القبول بالإستمرار بمجاراة ما يحصل هو خيانة للسجايا ولملاك روحي نزيهة التي لا تتوقع مني ذلك كان واضحا موقفي المتزمت و المستنكر لكل هذا الفجور رغم أن هناك دائما من يواصل جرك إلى هذا الفجور بحجٍج أكثر فجورا محاولا تعطيل قرارات مهمة عليك إتخاذها على عجل لتدارك تقدم العفن الذي يتسلل نحو مناطقك الهادئة و انتهاك أدغالك النادرة التي تنمو بعيدا في المناطق التي حرصت دائما على صون عزلتها و استقلالها ورغم إعترافي بأن مناكدة هذا الواقع هي من قبيل المغامرة الخطرة فهو كما تشاء ميادة أن تسميه الحتم الذي لابد منه رغم إجتنابي لمسالكه المغوية أحيانا كعاهرة و الخطرة كشفرة سكين مرهفة أحيانا أخرى لا تعرف سوى القطع و التقطيع و تماشيا مع المقولة الفاسدة أيضا التي كانت تنطوي على معنى سوقيٍّ( أن تحصل على شيء لا بد أن تتخلّى عن آخر)، أحيانا يكون هذا الآخر الذي عليك أن تتخلى عنه حميميا لا يقبل الإنفصال عنك ، كيف لي أن أتصور انفصالي عن نزيهة ورحت أقارن بين موقف ميادة اللعوب و أهدافها وبين موقف الكلب الجائع الذي يقعي ليس بعيدا عني أمام خشبة الجزار يهز ذنبه المعقوف غير مبالٍ بي وبغيري يتحين الفرصة بصبر عظيم تميزت به الكلاب وحدها هذه الفرصة التي فندت كل مزاعمي حول حميمية الأشياء التي ليس بالمستطاع التخلي عنها فهي أعني الكلاب بصبرها العنيد قد تخلت عن كثير من شراستها و نباحها و اكتفت بهزّ أذنابها أمام ساطور و خشبة الجزار، لكنني لم أتعلم ولم أتخلّ عن أشيائي الحميمية مقابل تصالحي مع واقع فاسد تعكر رائحة فساده تنفسي في كل مكان ، أكملت طريقي نحو المقهى كملاذ أخير أإدُ فيه هذا المونولوج المتصل في رأسي ولا يريد أن يصمت و إنني أعلم تماما أنه من المناسب أن أقارن بين موقف ميادة مني و موقف الكلب الذي لا زال صابرا صامدا أمام دكان الجزار يضع في رأسه فكرة واحده لعظمة لا زال يلتصق بها بعض اللحم الذي لا يريد أن يتخلى عن عظمه الحميم ، إذن هو درس في الصبر والتواضع و المعلمُ ذلك الكلب الصامد اما تلميذه النجيب فهو ميادة اللعوب جارتي المطلقة ، فساد روحي الذي تجب علي مقاومته على الأقل إكراما لنزيهة التي لم تمت بعد ولكنها بحكم ذلك .
جلستُ في المقهى أحتسي شايا باردا حسب طلبي وأنظر لتلك الأصابع المعروقة التي تحمل قطع الدومنو البيضاء دون شعور بالموت الذي بدا يدب في عروقها تلك اليد التي تمسكت بقطع الدومنو كآخر خيط واهٍ قبل التردي ألى الهاوية ،الرجل حامل قطع الدومنو التي تبدو بيضاء للرجل الذي يقابله ومشوبة بنقاط سود كثيرة من جهته، كنت أفعل ذلك هروبا من فكرة احتمال موت نزيهة ومحاولات ميادة المستمرة لأغوائي، و هكذا رحتُ أراقب عضلات وجهه بين دور دومنو و آخر ولشد ما بهرني أن أساريره تنفتح كلما ازدحمت النقاط السود على قطع الدومنو بعد فترة وجيزة تخللتها ضربات بقطع الدومينوعلى سطح المنضدة الأملس صاح الرجل الذي يقابل ذا الكف المعروقة:
ـ مات الدوشيش،* فعل ذلك وهو يصفق قطعة الدومينو بشدة على سطح المنضدة اللامع ويرفع عجيزته بنصف قفزه إلى الهواء ، تقلص وجه رفيقه ذي الكف المعروقه ووجم وجوم من فقد عزيزا لتوه و هنا ربت على كتفي أحدهم قائلاً:
ـ امرأة بباب المقهى تناديك!
كانت ميادة التي تنتطر ، بادرتها ، ها هل ماتت نزيهة ، و أمام بعض المارة ولجلالة الموقف احتضنتني ميادة ووضعت رأسها فوق كتفي وراحت تنشج ، في تلك اللحظة شممت رائحتها التي تختلف تماما عن رائحة نزيهة حبيبتي التي كانت تطغى عليها رائحة المرض الخبيث كلما اقتربت منها ، عند ذاك ازداد التصاقها بي وكانت رائحتها المغوية شديدة فاستسلمت لها وضحكت بداخلي كثيرا إذ تذكرت كلب الجزار وصبره وتخليه عن كثير من شراسته ونباحه الحميم ودوّى في رأسي صوت فرقعة قطعة الدومينو وصدى الصوت وهو يصرخ مات الدوشيش .............................
ماتت نزيهة و كنت قد نفضت كل شيء على مرضها والآمال بشفائها وقد أنفقت كل ما أملك بل وكنت مدينا للكثيرين إذ أن راتبي البائس لا يكفي ثمنا لجلسة علاج كيمياوي أو ذري في المشافي التي لا يرتادها أمثال نزيهة وكانت ميادة أكثر الدائنين ، ولقد عدّت أمامي خمس وصولات دين بعد مواراة نزيهة التراب بقليل ، تقدم الكلب قليلاً نحو خشبة الجزار وراق للجزار هزّالكلب المستمر لذيله الملتوي وراحت يد الجزار تواصل إلقاء العظام للكلب الصابر
صار لزاما علي تحت ضغط الفاقة ودين ميادة الكبير أن أترصدها لا لشيء إلا لطأطأة رأسي لها وهز عطفي بالطريقة التي تعلمتها من الكلب لعلها تدخلني إلى حيث أشم رائحتها النفاذة التي يتشممها الكثيرين غيري إذ إنني وجدتُ أن لا مناص من ذلك.



#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- `ذاكرة خريف
- أيها القمر
- قَتَلة- قصة قصيره
- يا سيد النخل
- طقوس مختلفة
- سقوط مريع -قصة قصيرة
- طوقان- قصيدة
- دم......دمة نص مدور
- ظننتك لي أخا
- شرفة تطل على جهات أربع-قصة قصيرة
- وصايا- تهويمات
- حلم وردي- قصة قصيرة
- سراب- تهويمات
- براعة الماء-قصة قصيرة
- يا نون يونس- قصيدة
- يانديمي-قصيدة
- صرصار- قصة قصيرة
- شيطان الآن-نص تهويمي
- أخدود النار
- يا خليّ الفؤاد-قصيدة


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - نزيهة ُ حبيبتي - قصة قصيرة