عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3450 - 2011 / 8 / 8 - 09:41
المحور:
الادب والفن
أيّها القمَـــرُ - قصيدة
عبد الفتاح المطلبي
ما زالَ قلبيَ غراً أيها القمــــرُ
ما روّضَتهُْ تجاريبٌ ولا حـــذرُ
ضلَّ الفؤاد إذا ظلّ الوجيبُ بـــه
يرفُّ مثلَ جناح الطيرِ إن ذُكِــروا
وَضلَّ إذ لم يزلْ قلبي لوصلِهــِمُ
شوقاً يُصَفِقُ إن غابوا وإن حضروا
وضلّ سمعي َ إن أ صغى إلى خبرٍ
عنهم ولو كان يحيي الميِّتَ الخبــرُ
علمتهُ رغمَ غيٍّ فيهِ أو عمــــهٍ
إن يرعوِ ينجُ مهما تدّعي النــُذُ رُ
لم يبقَ إلا قليلاً ثم نلحقهـــــم
من خلفونا حيارى بعدما عبــروا
وخلفونا بُغاثاً لا جناحَ لنـــــا
يحومُ من فوقنا البازيُّ ينتظِــــرُ
وذي الثعالبُ بالتْ فوقَ رايتنـــا
حتى الأرانبَ ظنت أننا جَــــزَرُ
صاحَ النخيلُ أما من ناصرٍوبكــتْ
ذات الهديل وقالت شحّتِ الغيُـُــرُُ*
وولولتْ أن( وادي الرافدين) غــدا
بلاقعا لا به ماءٌ ولا شجـــــرُّ
إنّ المحبين شحّوا بعد كثرتهــــم
أمّا القـُلاة فقد عاثوا وقد كثــروا
جنسيتين بجيب الثوبِ قد حــرزوا
حرزاً لحفظهمُ إن مسّهم خطـــرٌ
يا آخر الناس إيماناً بموطنـــــه
وأول الناس من باعوا به وشــروا
ظُنُّوا ولو لحظةً أن الشعوب تــرى
وإن ترَمّدَ جفنٌ أو سَها نَظَـــــرُ
ضلّ الفؤادُ فمن يهديه إذ وشَلَـــتْ
وغادرونا نثارا بعد ما غــــدروا
نهارنا قـَتــَرٌ والليلُ ذو دجـــنٍ
كإننا في بلاد ما بها بشــــــرُ
أيامنا الموت يمشي في دقائقــــها
يغتال ُ أفراحها فينا وينتصـــــرُ
وهيأوا لعراق الخير ألفَ يـــــدٍ
لطعنهِ من قريبٍ وهو يُحتضــــرُ
وإن بغداد ساغت لقمةً لهــــــمُ
و إنهم بالعوها ساءَ ما ضمَـــَروا
وظَنّ من ظنّ أن اليوم يومُهــــمُ
و إنهم ملهبوها كيفما سَجَــــروا
لقد نسوا أنها العنقاء حقّ لهـــــا
من الرماد انتفاضاً إنهُ القـــــدَرُ
وهل نسوا كم أشاحت عنهمُ كرمـــاُ
وهل دروا أنهم في قدرها وَضَـــرُ
همُ الزرازيرفي ريش البزاة أتـــوا
واستنسروا قدر ما طاروا فما قـدَروا
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الغُيُرُ بضم الغين والياء = الغيارى
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟