أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - هل تحافظ الثورة السورية على سلميتها؟














المزيد.....

هل تحافظ الثورة السورية على سلميتها؟


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 3465 - 2011 / 8 / 23 - 01:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بينما تضع الثورة الليبية أوزارها محققة النصر على طاغية من طغاة العرب، تدخل الثورة السورية شهرها السادس وهي ما زالت تقدم التضحيات يومياً، وقد أحرقت مراكب العودة إلى شاطئ الاستبداد، مصممة على الانتصار مهما بلغت التضحيات. فما هي التباينات التي يمكن إيجازها بين الثورتين؟
لم تمض أسابيع قليلة على استخدام النظام الليبي القمع الوحشي ضد شعبه في بنغازي خاصة حتى عمَّت الانتفاضة شرق ليبيا كله، وسيطر الثوار على معسكرات الجيش الليبي، وتحرك الضمير العربي والعالمي بسرعة، والذي أدى في نهاية المطاف لاتخاذ مجلس الأمن قرار ينصُّ على حماية المدنيين. وتقدم ثوار ليبيا ببطء وبثبات، بمساعدة حلف الأطلسي، حتى وصلنا إلى معركة طرابلس التي تدور رحاها الآن. وهكذا فقد تمت عسكرة الثورة الليبية منذ أيامها الأولى وأخذت تلك الخط الذي أصبح يدعى بالنموذج الليبي.
أما الانتفاضة السورية التي بدأت بدرعا فقد واجهت منذ البداية القمع الممنهج، ما أطاح بالمطالب التي رفعتها، وعلى رأسها الحرية والكرامة، ودفع بها إلى تصعيد انتفاضتها لتكون قدوة المد الثوري الذي اجتاح معظم مدن وبلدات سوريا، وفي ظل المناخ الثوري الذي يخيم على المنطقة العربية ككل.
وفي غياب شبه مطلق لردود الأفعال المستنكرة عربياً وعالمياً، شقت الثورة السورية طريقها، حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، وما زالت سلمية بشكل عام. بيد أن النقاشات بدأت تعلو حول إذا ما كان الاستمرار بالطريقة نفسها يمكن أن يفضي لإسقاط النظام الاستبدادي، وتعززت هذه الآراء بعد وصول الليبيين إلى قرب النهاية المظفرة.
يغفل مؤيدو عسكرة الثورة السورية طبيعة النظام السوري وقدرته اللامحدودة على استخدام القمع، واستخدام خلطة مبتكرة من الجيش والقوى الأمنية والمتعاونين معها (الشبيحة). وقد دأب منذ البداية على اختراع فكرة العصابات المسلحة بمختلف الأسماء والتوصيفات لتبرير استخدام كل هذه القوى، وعينه في الواقع على التظاهرات السلمية التي لم يعتد التعامل معها، ويعرف مدى خطورتها عليه، عكس مواجهة المسلحين الذين يبررون له اللعب بطريقته وفي ملعبه.
وعمل التلويح باستخدام الورقة الطائفية بإصرار من قبل النظام على إثارة بعض الردود المقابلة، مع أن الثورة كانت لها بالمرصاد في معظم الحالات. ومع كل ذلك، رفض السوريون كلهم التدخل العسكري الأجنبي، وقد عرفوا مخاطره في العراق، وما يجره من خراب على مستوى البنى التحتية على أقل تقدير.
فهل من مصلحة الثورة السورية التحول إلى ثورة مسلحة؟ من المعروف أن التضحيات لا بد منها، ولكن العبرة هي في الوصول إلى الهدف بأقل الخسائر، واعتماد الخيار غير السلمي سيضعف من إمكانية التظاهر، ويترك الساحة للعنف، ما يزيد من عدد الضحايا، ويمكن الوقوع في الحرب الأهلية بسهولة، مع أن ذلك يتوقف على استعداد الطرفين، تلك الحرب التي قد تؤدي إلى تفكيك البنيان السوري برمته. وتساعد الانشقاقات الفردية في الجيش، في حال قررت حماية المتظاهرين، في تعزيز نزعة العسكرة، وتقدم تبريراً لفرضية وجود "العصابات المسلحة".
وأما احتمالات التدخل العسكري الأجنبي فهي موجودة في الحالتين، أي عند استمرار قمع المظاهرات السلمية بحيث يصل العالم إلى نقطة لا يمكنه تقبلها، أو عند تحول الثورة إلى أعمال مسلحة على نطاق واسع.
في المرحلة الحالية، من الأفضل أن تحافظ الثورة السورية على سلميتها، وخاصة بعد أن سحبت معظم الدول الفاعلة الشرعية من النظام، وصارت تضغط عليه أكثر فأكثر، وبدأ العد العكسي لنهايته، ولن يطول الوقت قبل أن تفعل هذه الضغوط الخارجية فعلها على بنية النظام، إلاَّ إذا حدثت مفاجآت داخلية أو خارجية لا يمكن التكهن بها.
كبيرة هي تضحيات السوريين، وطريقهم قد تكون طويلة، ولكن نتيجتها محتومة في التغيير الوطني الديمقراطي المنشود. ويلقي ذلك على كاهل المعارضة السورية التقليدية مهام جسيمة لتكون على مستوى هذه التضحيات، فعليها التحضير لمتطلبات المرحلة الانتقالية التي لن تكون سهلةً على الإطلاق، عوضاً عن انتظار سقوط النظام. ولا ننسى بالطبع أن هذه المعارضة قدمت تضحيات جسام في مواجهة نظام استبدادي لا يرحم طوال عقود.
إذا كانت الثورة السورية قد صمدت حتى الآن، متعالية على جراحها، ومازالت شعاراتها وطنيةً صرفة، فمن المرجح أنها ستصل إلى النهاية المرجوَّة، مكللة بوعي الثوار، ذلك الوعي الذي صقلته الآلام والتضحيات.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنون الحل الأمني لن يقهر إرادة التغيير في سوريا
- حين عايشت ولادة سوريا الجديدة على الأرض
- الدم السوري يسيل ..وسوريا تستغيث!
- الأنظمة الشمولية... تعددت الأسباب والموت واحد
- الشعب الليبي يحطم قيوده
- التغيير كعلاج نفسي للشعوب العربية
- في هذه الظروف العصيبة!
- ألسنا جميعاً نحب سوريا!
- فجر الحرية الجديد
- دروس ثورة الياسمين التونسية
- وهم الأبدية العربي
- هل المشكلة في الأقليات أم في الأكثرية؟
- محنة رياض سيف
- البرادعي بين التكفير والتفكير
- أية مصلحة وطنية
- الآفاق المفتوحة للتواصل على شبكة الانترنت
- هل وقعت حماس في الفخ؟
- سر الأرملة السوداء
- في اللغة الفارغة والمعاني الخادعة
- مشهد قطع الرقاب في اللوحة البعثية القاتمة


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - هل تحافظ الثورة السورية على سلميتها؟