أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - الأنظمة الشمولية... تعددت الأسباب والموت واحد














المزيد.....

الأنظمة الشمولية... تعددت الأسباب والموت واحد


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 3293 - 2011 / 3 / 2 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكل نظام استبدادي شمولي طريقته في الموت، سواء في صراعه مع شعبه أو القوى الخارجية. ومنذ أن نشأت الأيديولوجيات الشمولية في النصف الأول من القرن العشرين حتى وقتنا الحاضر فقد تتابعت الكوارث التي أحدثتها، بسبب طموحات قادتها، وربما جنون عظمتهم وأوهامهم.
حشدت النازية والفاشية الجماهير في ألمانيا وإيطاليا، وحققت تطورات اقتصادية سريعة، لتريقها في اندفاع مجنون للسيطرة على العالم في الحرب العالمية الثانية، والتي انتهت بهزيمتها الساحقة، بعد أن خسرت أوروبا أكثر من 50 مليون قتيل، في أفدح الكوارث الحربية عبر التاريخ.
وأقامت الأنظمة الشمولية الثورية، وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي السابق، أنظمة بوليسية محكمة أساسها الحزب القائد وعلى رأسها الرفيق القائد. وتحققت في هذه البلدان تطورات اقتصادية مهمة في المراحل الأولى، ولكن بثمن باهظ دفعته الملايين تنكيلا وقتلاً ومعتقلات سرية وعلنية.
وتحولت بنية الاتحاد السوفيتتي في العقود الأخيرة من القرن العشرين إلى مجرد هيكل بلا مضمون، وتطورت فيه بعض نواحي الاقتصاد على حساب أخرى. وجاء غورباتشوف ليحاول إصلاحه، ولفوات الأوان، فقد تكفَّل إيلتسين من بعده بإطلاق رصاصة الرحمة على هذا النظام المتداعي، بعد أن تكشَّفت تلك المفارقة الكبيرة بين الدعاية والنفاق السياسي والحزبي من جهة، والواقع المعاش من جهة ثانية.
وانهارت أنظمة الاستبداد الملحقة بالاتحاد السوفييتي واحدة بعد أخرى كهزات ارتدادية للزلزال السوفييتي. وسقط تشاوشيسكو بثورة عارمة ومفاجئة، بصورة دراماتيكية.
وفي السبعينات انهار نظام فرانكو في إسبانيا بعد موته، وربما كانت تلك حالة استثنائية، وتم التحول التدريجي نحو الديمقراطية. كما سقط نظام بينوشيت في تشيلي تحت وطأة المظاهرات الشعبية، مثله مثل معظم دكتاتوريات أمريكا اللاتينية.
وسقط نظام صدام حسين بالضربة القاضية من الخارج بعد أُنهك مجتمعه بالقمع والعقوبات الدولية. ولاقى نظام طالبان القروسطي المصير نفسه.
وهبت الموجة الديمقراطية الجديدة في منطقتنا، بدءاً من تونس ومصر، والآن ليبيا التي يلفظ نظامها الاستبدادي الفريد أنفاسه الأخيرة. وبدأت الثورات تدق أبواب الأنظمة الأخرى بقوة، أو أنها أضحت شبحاً يحوم في سمائها، ويقض مضاجع مستبديها.
إن أهم ما تتميز به الثورات العربية هذه هو التخطيط المسبق لها على شبكة الإنترنت وإنشاء نموذجها وشعاراتها، ومن ثم الانتقال لتطبيقها على أرض الواقع، ما يقلل من الوقت والكلفة بالنسبة لتحول اجتماعي كبير. وتخطى إلهام هذه الثورات الشرق الأوسط ليبلغ الصين، فهل سيقول الصينيون: "تعلموا الثورات... ولو في بلاد العرب."! ثمة إذن مهنة جديدة هي هندسة الثورات، والتي يمكن أن تتحول إلى فرع يُدرَّس في نطاق هندسة الحاسوب.
عرَّت الثورات كل الأنظمة في منطقتنا كسلطات مستبدة وسارقة لخيرات شعوبها، وأنها تحتمي بالخارج وتستجديه وتفاوضه، ولكنها تواجه شعوبها بالقمع والرصاص. وتستخدم العداء مع الخارج كسياسة متفق عليها، كشكل من أشكال التزييف. فالأنظمة الشمولية الاستبدادية في منطقتنا بشكل خاص، لا يمكن أن تكون وطنيةً، طالما أنها تعادي شعوبها وتسخر خيرات البلدان لحاشية الحكام وأعوانهم، أيا كانت شعاراتها ومبرراتها.
الثورات الجديدة لا ينفع معها جمع المعلومات وتسطير الملفات الأمنية للأفراد أو المجموعات الحزبية أو حقوق الإنسان أو المجتمع المدني، تمهيداً للبطش بها. ولأن التحرك الحالي شعبي، ولكنه واعٍ لأهدافه وليس عفوياً، فلا يمكن الوقوف في وجهه مدة طويلة، وسيشق طريقه كالسيل. وسيبدأ العد العكسي لانهيار أي نظام من اللحظة التي يبدأ فيها هذا التحرك.
وبينما يحاول النظام الليبي الآن فعل المستحيل للبقاء، فإن نهايته تقترب بخطىً متسارعة. وتشعر الأنظمة الأخرى، جميعها، باقتراب هذه النهاية، وبسبب من قصر نظرها وفسادها، لم تجد مخرجاً سوى تقديم أصناف الرشاوى، كشكل آخر من إذلال الناس وإفسادهم.
ومهما تكن التناقضات كبيرة في المجتمع، من دينية وعشائرية وقومية وغيرها، فهي صنيعة الاستبداد؛ فمعه تبدو لعنة، وبدونه غنىً وتنوعاً وحياة، وباستغلاله لها، قد يخيف الاستبداد بعض المكونات ويزيد من تكلفة التغيير، ولكنه لا يستطيع منع ما ليس منه بد. وعندما يقرر الناس تجاوز مخاوفهم، وأخذ مصيرهم بأيديهم، سيكتشفون منبع الخوف الذي كان يقلقهم ويكبلهم ويحرمهم من إقامة علاقات سوية فيما بينهم... إنه نير الاستبداد.
الحقيقة الأكيدة هي موت النظام الشمولي، هذا قدره، ولكن السؤال هو كيف؟ وعلى يد من؟



#منير_شحود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب الليبي يحطم قيوده
- التغيير كعلاج نفسي للشعوب العربية
- في هذه الظروف العصيبة!
- ألسنا جميعاً نحب سوريا!
- فجر الحرية الجديد
- دروس ثورة الياسمين التونسية
- وهم الأبدية العربي
- هل المشكلة في الأقليات أم في الأكثرية؟
- محنة رياض سيف
- البرادعي بين التكفير والتفكير
- أية مصلحة وطنية
- الآفاق المفتوحة للتواصل على شبكة الانترنت
- هل وقعت حماس في الفخ؟
- سر الأرملة السوداء
- في اللغة الفارغة والمعاني الخادعة
- مشهد قطع الرقاب في اللوحة البعثية القاتمة
- الوطنية المسلوبة
- محظوظ شعب سوريا ونظامه!
- جنون عظمة السلطة و-خرف- المعارضة
- تضامناً مع الدكتورة ماري الياس...لأنني خبرت ذلك مراراً


المزيد.....




- السعودية.. الأمير تركي الفيصل يشعل تفاعلا بما قاله عن ضربة إ ...
- -رجل إيمان لا يفترض به الكذب-.. النص الكامل لهجوم ترامب اللا ...
- إسرائيل.. جنود يتهمون الجيش بالتقصير بعد كمين خان يونس
- عاجل | الإذاعة الإسرائيلية: دوي انفجار بمنطقة عراد شرق بئر ا ...
- فيديو مصور يصرخ أمام ترامب بمؤتمر صحفي ورد فعل الرئيس تنشره ...
- حادث المنوفية: وفاة 19 شخصاً غالبيتهم -عاملات قُصّر-، ومصر ت ...
- بول دانز مهندس الثورة الإدارية الأميركية ومنظر -الترامبية- ا ...
- أول تفسير من الجيش الأمريكي لاستثناء موقع إيراني نووي من الق ...
- الرئيس الأمريكي يوقع على اتفاق سلام لإنهاء أحد أقدم الصراعات ...
- بيزنس إنسايدر: قطر أسقطت الصواريخ الإيرانية ببطاريات باتريوت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - الأنظمة الشمولية... تعددت الأسباب والموت واحد