أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - ألسنا جميعاً نحب سوريا!














المزيد.....

ألسنا جميعاً نحب سوريا!


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 18:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى متى سيستمر واقع الحال السوري كما هو؟
وهل ما يبدو من استقرار ظاهر دليل على أن الأمور تسير على ما يرام؟
الإجابة على السؤال الأول لا يعرفها أحد، والإجابة على السؤال الثاني تنقسم إلى إجابتين:
إذا كانت الإجابة بنعم فمن المفترض أن الشعب السوري هو الذي يقرر ذلك، وبما أن الشعب لا يمتلك حرية التعبير، ولا تعبر وسائل إعلامنا إلا عن وجهة نظر واحدة، لا نعرف مدى تطابقها مع الواقع، فهذه الإجابة تفقد معناها في الوقت الحاضر.
وإذا كانت الإجابة بلا، فيجب أن نبحث عن الأسباب:
أولاً، لا تختلف الحالة السورية عن مثيلتها التونسية والمصرية إلا بالتفاصيل، فالمظالم موجودة، وبمختلف الدرجات، والحرية شبه معدومة، وخاصة في تعبيرها السياسي، والحزب الحاكم موجود، والفساد على أشده، ومستوى العيش قد يكون في منزلة بين منزلتي تونس ومصر. وبالتالي فالمطالب ستكون هي نفسها من إصلاح ديمقراطي ومكافحة الفساد...الخ.
وثانياً، إن أهم درسين من تونس ومصر هما سقوط خرافتي الاستقرار والخطر الإسلامي. فالاستقرار كان القصد منه تغطية كل ما تكشف عنه الوضع من فساد ونهب، والخطر الإسلامي هو رسالة موجَّهة إلى الخارج للبقاء في السلطة إلى ما شاء الله، من أجل المحافظة على الثروة المنهوبة. إن الانتفاضات الشعبية ديمقراطية بطبيعتها، إن لم تستول عليها جهة ما بصورة انقلابية، وهي تسمح للجميع بالمشاركة في إدارة شؤون البلاد، إسلاميون وغيرهم، في إطار اللعبة الديمقراطية، وتحت سقف القانون.
وثالثاً، ثمة عوامل خاصة بسورية، منها الأحداث الدامية في الماضي، والتي لم تجر عليها أية مصالحة، وما زالت تثقل الذاكرة والمشاعر. ومنها أيضاً الدور السوري في الصراع العربي الإسرائيلي. وأعتقد أن حذر الشعب السوري بهذا الخصوص يدل على حالة من الوعي والوطنية، مخافة على بلده من الضياع، مع أن تأجيل الإصلاحات المنتظرة كنوع من اللعب على الوقت هو الضياع بعينه.
ورابعاً، لا أحد ينكر أن ثمة مؤيدين للنظام والرئيس، ويمكن حشدهم في أي وقت، مثلما أن هناك معارضين، كما ظهر على صفحات الإنترنيت. ولنتصور أن هذا الصراع انتقل إلى الشارع، أفلا يكون بداية لحرب أهلية؟ وكان من المفترض أن لا تدخل السلطة طرفاً في هذا الصراع، لأن ذلك يفقدها دور الحكم، وما قد ينجم عنه من مخاطر على الأمن الوطني. ولم يعد من الممكن اتهام كل من يعارض بالخيانة والعمالة، هذا منطق بائس، فضلاً عن خطورته.
عندما تفقد السلطة دورها الريادي للحكم واقتراح الحلول، فلا يمكن التنبؤ بما قد تؤول إليه الأمور في حال حدوث ثورات شعبية. أما الحل الأمني والبلطجي فقد لا يكون ناجعاً في هذه الحالات، كما أثبت نجاعته في قمع الأفراد والتجمعات الصغيرة الحزبية والحقوقية. وربما لا يمكن أن تتحمل سوريا، كوطن للجميع، قمعاً على نطاق واسع، في الوقت الذي تحتاج فيه لترميم ما لم يجر ترميمه.
الفرصة المنطقية التي يمكن أن تنقذ سوريا على المدى البعيد هي المباشرة بإصلاحات متدرجة وحقيقية، ومع أن ذلك ليس سهلاً، ويحتاج لشجاعة استثنائية، فإنه من الأفضل أن يحدث في ظروف أقل ضغطاً، انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية الوطنية. وهذه الإصلاحات أصبحت معروفة، ولعلها تبدأ بإلغاء حالة الطوارئ، بما فيها محكمة أمن الدولة، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتحرير الإعلام لمناقشة مشاكل سوريا، والعمل على إشاعة جو من الاطمئنان والمصالحة.
ولا تكفي الإصلاحات الاقتصادية على أهميتها، بسبب الارتباط الوثيق بين السياسة والاقتصاد كانعكاس للعلاقة الموجودة بين السلطة والثروة في بلداننا العربية. والجهة الوحيدة التي يمكن أن تقوم بذلك في الوقت الحاضر هي السلطة نفسها، وهي أيضاً التي تتحمل مسؤولية عدم قيامها بتلك الإصلاحات. الأمر يحتاج إلى تضحية من الجميع، في ظروف تخيف الجميع، ومن كل حسب انتفاعه من سوريا، ألسنا جميعاً نحب سوريا!
لا يعقل أن ننتظر عقوداً حتى نبدأ بالإصلاح الحقيقي، أو أن نؤجله إلى الأجيال القادمة، فالأمور أكثر إلحاحاً، والأحداث تتسارع، بعد انفتاح ثغرات في جدار الاستبداد العربي. وحتى لو كان احتمال حدوث هذه الإصلاحات المنشودة واحداً بالمليون فإننا يجب أن نتمسك بتلابيبها، ربما كآخر أمل، لأن البديل مرعب، وفترة السماح محدودةً، قبل أن ندخل في قلب العاصفة.
ثمة الكثير من المستشارين الأمنيين من الحرس القديم والجديد، وبخبرة لا أحد ينكرها أو ينساها! ولكن أين عقلاء سوريا وحكماؤها؟



#منير_شحود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فجر الحرية الجديد
- دروس ثورة الياسمين التونسية
- وهم الأبدية العربي
- هل المشكلة في الأقليات أم في الأكثرية؟
- محنة رياض سيف
- البرادعي بين التكفير والتفكير
- أية مصلحة وطنية
- الآفاق المفتوحة للتواصل على شبكة الانترنت
- هل وقعت حماس في الفخ؟
- سر الأرملة السوداء
- في اللغة الفارغة والمعاني الخادعة
- مشهد قطع الرقاب في اللوحة البعثية القاتمة
- الوطنية المسلوبة
- محظوظ شعب سوريا ونظامه!
- جنون عظمة السلطة و-خرف- المعارضة
- تضامناً مع الدكتورة ماري الياس...لأنني خبرت ذلك مراراً
- في التمييز بين المقاومة والإرهاب
- حين تبكي ذرى القدموس
- قطع لوصل ما انقطع
- مؤتمر البعث والفساد والحوار مع أمريكا


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - ألسنا جميعاً نحب سوريا!