أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - البرادعي بين التكفير والتفكير














المزيد.....

البرادعي بين التكفير والتفكير


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 3227 - 2010 / 12 / 26 - 02:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست الفتوى التي أطلقها أحد المشايخ المصريين بحق الدكتور البرادعي في خارج السياق، بل إنها في السياق الذي ارتضت بعض الجماعات الإسلامية أن تكونه في الصراع ضد الأنظمة الاستبدادية، ومعها ضد متنوري شعوبها. فعندما ينطلق بعض الذين ينطقون باسم الدين من حرفية نصوص لا يفقهون بُعدها أو ما بعدها، لا يبقى لديهم سوى التكفير، في غياب التفكير. وهنا سيخرجون للقتال، بطريقتهم المفضلة، خبط عشواء، كونهم شجعان إلى حد التهور، بما يحلمون به كمراهقين، بلغوا سن الحلم، ولكنهم لم يبلغوا سن الرشد.
وتقاتل جماعات الإسلام السياسي الحاكم المستبد وتكفِّره، قبل أن تتوب إليه في سرها، بينما تطلق الفتاوى المميتة بحق أعدائه/أعدائها. وقد أبصرت في لحظة عابرة، ما يبصره المستبدون دوماً، ذلك القاع الذي يختمر فيه الجهل والفقر والقهر واليأس والكبت، من حيث يحصلون على المدد، هو وهم. ومن هذا القاع ينطلقون إلى أهدافهم، فرادى وجماعات.
وهي تقاتل أعداءه نيابة عنه, عندما تكتشف فيه وجهها الآخر، فلا تضنُّ عليه بالفتاوى التي تحميه، كولي أمر يجب أن يطاع، من أولئك الذين يدعون إلى ولاة أمر بالمفهوم العصري للكلمة؛ يأتون بإرادة من الشعب عن طريق صندوق الانتخابات، ليرحلوا عن طريقه أيضاً، بذكرى طيبة أو بدونها، دون أن يُنحروا، فيتفرغون لكتابة مذكراتهم.

ويتموضع البرادعي الآن في نقطة التقاطع التي تجمع الأخوة الأعداء: الأنظمة الاستبدادية والجماعات التكفيرية، فأصابه شيء من طيشها، كما أصيب غيره من قبله، وكما سيصاب غيره من بعده و...كلنا، طالما بقي التكفير حجاب التفكير.
في هذه اللحظة يصل التواطؤ إلى ذروته، فما لا يمكن للاستبداد أن يفعله، يحيله إلى ممثلي هذه الجماعات. هذه هي اللعبة الدموية التي يكتوي بنارها كل من يحاول أن يكون وسيطاً بين أهله والعالم، فيحمل إليهم مشعل النور، ليس في مصر فقط، بل وفي جميع أرجائنا.
وحين يقاتل التكفيريون الأعداء، فإنهم يطبقون على الأوطان، وفي أوجهم يسقطون في الخراب الذي أبدعوه، ويتشبثون به، حتى لا يبقى لضحاياهم سوى الاستنجاد بأعدائهم/أعدائنا!
وحين أخرجوا الدين من عقولهم، صار لعبة في أيديهم، وصاروا معه لعبة في أيدي الغير، الذين يخيفون بهم وبه كلَّ متنور حر.
يتناقل الناس في منطقتنا تصنيفَ شيخٍ جليلٍ خيِّر لمشايخ عصره، وقد وضعهم في ثلاث درجات: الشيخ والشويِّخ والشيخ وشت! ومات شيخنا هذا في الطريق، بينما كان يحمل حفنة من القمح إلى عائلة معدمة، ولم ينسَ، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، أن يوصي من جاء إليه بإيصال القمح إلى مستحقيه.
وقال أحدهم ما مفاده أن أشراراً كثراً يبدون كخيِّرين تحت عباءة الدين.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أية مصلحة وطنية
- الآفاق المفتوحة للتواصل على شبكة الانترنت
- هل وقعت حماس في الفخ؟
- سر الأرملة السوداء
- في اللغة الفارغة والمعاني الخادعة
- مشهد قطع الرقاب في اللوحة البعثية القاتمة
- الوطنية المسلوبة
- محظوظ شعب سوريا ونظامه!
- جنون عظمة السلطة و-خرف- المعارضة
- تضامناً مع الدكتورة ماري الياس...لأنني خبرت ذلك مراراً
- في التمييز بين المقاومة والإرهاب
- حين تبكي ذرى القدموس
- قطع لوصل ما انقطع
- مؤتمر البعث والفساد والحوار مع أمريكا
- ماذا بعد الانسحاب السوري من لبنان؟
- شيء من الحب
- تحقيق الذات الفردية بين الممكنات والمعيقات
- هل يتحقق إصلاح الفرصة الأخيرة في سوريا؟
- الثوري بن لادن يدفع عجلة التاريخ قدما!
- أيها اللبنانيون...لقد فعلتموها بنا!


المزيد.....




- الجيش الهندي يعلن تنفيذ -ضربة دقيقة- في باكستان
- فيديو متداول لـ-انفجار طائرات في مطار صنعاء- جراء غارات إسرا ...
- المستشار الألماني الجديد يطالب إسرائيل بإدخال المساعدات إلى ...
- الجيش الباكستاني يرد على الهجمات الصاروخية الهندية بالمثل
- أوربان: هنغاريا لا تعتزم الانسحاب من الاتحاد الأوروبي
- في خطوة فاجأت إسرائيل... اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحوثيين ...
- فريدريش ميرز يؤدي اليمين الدستورية مستشارا لألمانيا بعد تصوي ...
- كارني يؤكد من البيت الأبيض أن كندا ليست أبدًا للبيع وترامب ...
- عاجل: دوي انفجارات قوية في منطقة كشمير الباكستانية، والجيش ا ...
- مستشار ألمانيا ميرتس يعقد أول جلسة لوزرائه ثم يتجه إلى باريس ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - البرادعي بين التكفير والتفكير