أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - جنون الحل الأمني لن يقهر إرادة التغيير في سوريا














المزيد.....

جنون الحل الأمني لن يقهر إرادة التغيير في سوريا


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 3455 - 2011 / 8 / 13 - 13:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يصارع النظام السوري مخاوفه الوجودية بالإمعان في قمع التظاهرات والاحتجاجات بالنار في معظم أنحاء سوريا، في محاولة يائسة للبقاء، لعله يستعيد شرعيته في الخارج، ومن ثم يعيد ترتيب أوراقه الداخلية على مهل، مع أن ذلك صار أشبه بالمحال.
وتتسارع خطوات الحل الأمني في سباقٍ مع الزمن، بعد أن صارت المواقف الخارجية، سواء منها العربية أو الأجنبية، تضغط على النظام أكثر فأكثر، ما أفقده صوابه بالفعل، ودفعه لاستخدام كل ما لديه تقريباً لقمع الاحتجاجات السلمية، وهي الخطر الحقيقي على وجوده بالفعل، وليس "المجموعات الإجرامية المسلحة" التي يمكن تبرير التعامل معها بالقمع العاري.
لقد تعرض الشعب السوري إلى أكبر مهانة تمثلت بتوريث السلطة في عام 2000 وتحول سوريا إلى جملوكية. ومع ذلك وضع هذا الشعب بعض الأمل في أن يثمر العهد الجديد عن بعض التغيير في المياه السورية الراكدة. ولكن التغييرات التي حصلت كانت بمعظمها في غير صالحه، إذ تركزت على إعادة توزيع السلطة والثروة في أوساط النخبة الحاكمة، وتركت معظم الشعب في وضع أسوأ.
وفي الوقت نفسه، استمر النظام باختراع أغطية أيديولوجية لاستمراره، من مثل دعم "المقاومة" و"الممانعة"، في مفارقة مؤلمة انطلت على البعض، في الوقت الذي يتثاءب جنود العدو على أرض جولاننا العزيزة.
وما أن بدأت الانتفاضة السورية مستلهمة الشجاعة من ثورتي مصر وتونس، بعد أن هبت رياح التغيير على المنطقة، حتى صارت الأغطية الأيديولوجية الزائفة تتكشف لتظهر للعالم سلطة مطلقة وشعب مستلب في حريته وكرامته، وهذا لا ينفي وجود من يساند النظام ويرتبط معه بالمصالح ولا يفهم معنى الحرية.
وبدأت المظاهرات في المدن الصغيرة والضواحي أولاً، حيث البؤس أكبر والسلطة الشمولية أقل حضورا، لتنتشر تدريجياً إلى مناطق كثيرة، وساهم التخويف الطائفي الحالي أو المستمر منذ عقود في تخوُّف البعض من التغيير والمشاركة في صنعه، ومحاولة تصوير الأمر وكأنه يخص الأغلبية من طائفة معينة وحسب.
ورغم كل محاولات تحويل مسار الثورة الشعبية إلى العنف والطائفية بقيت الأمور ضمن الحد الطبيعي الذي يمكن أن يشوب أية ثورة من حيث استخدام الوسائل المتوفرة للدفاع عن النفس في بعض الحالات، أو ظهور بعض التوجهات الطائفية بسبب الاستفزازات المتكررة من شبيحة النظام والمتعاونين معه.
يدفع النظام الأمور في سوريا إلى حافة الهاوية، ويحرض أبناء البلد بعضهم على بعض، في محاولة لزرع الفتن في حاضر سوريا ومستقبلها. كما يفضي زج الجيش في قمع التظاهرات إلى مخاطر كبيرة على وطنيته ووحدته، وقد صار أبعد ما يمكن عن مهمته الأولى المتعلقة بتحرير الأرض السورية المحتلة. ويعمل استخدام القوى غير النظامية، المعروفة بالشبيحة، على فقدان الثقة نهائياً بالقوى الأمنية، باعتبار أن هؤلاء لا يتحملون أية مسؤولية عن تصرفاتهم، فضلاً عن خضوعهم لقوى أمنية غير خاضعة للمحاسبة هي أيضاً.
وعلى صعيد المواقف الخارجية، تثير التصريحات السياسية التركية منذ بداية الأزمة السورية كثيراً من الجدل، ويحاول الأتراك تحقيق مصالحهم في سوريا مع النظام إن بقي، ومع سوريا المستقبل بدون هذا النظام إن زال، فتنوس مواقفهم بصورة أربكت الشارع السوري أكثر من مرة.
وكسوري فإنني أتحفظ كثيراً على التصريحات التركية حول أن ما يحدث في سوريا يعتبر قضية تركية داخلية. يمكن أن أتفهم أن ذلك يؤثر على الأمن القومي التركي، أما أبعد من ذلك فهو غير مقبول، وفي كل الأحوال يجب على الأتراك توضيح مواقفهم أكثر للشعب السوري.
واستمرار الثورة السورية حتى تحقيق أهدافها في التغيير الديمقراطي وبناء الدولة المدنية التي تحقق مصالح جميع أفراد الشعب، مرهون بعدم الوقوع في المحظورات الثلاثة: العنف والطائفية واستدعاء التدخل الأجنبي. فالعنف هو ملعب النظام، والطائفية آخر أسلحته، والتدخل الأجنبي نتيجة حتمية لاستمراره بالحل الأمني ضد شعب يتوق للحرية.
وتوحيد المعارضة السورية أصبح أمراً في غاية الأهمية لتشكيل بديلٍ سياسي مقنع في هذه المرحلة الانتقالية، وخطوة لم تعد تحتمل الانتظار، وتحتاج من الجميع التحلي بالروح الوطنية العالية والتعالي فوق كل الاعتبارات الشخصية، ريثما تفرز الثورة قياداتها المنشودة التي تستطيع العمل والتواصل مع الداخل والخارج.
قدر الثوار السوريين أن يدفعوا ثمناً غالياً بحجم التحولات التي ستحدث في سوريا ومن حولها جراء عملية التغيير المنشودة. كما أن تعقيد المشاكل التي راكمها هكذا نظام منذ عقود يتطلب نبلاً وأخلاقيةً وتفهماً من قوى التغيير على الأرض، وسيكون لذلك بدوره الأثر الإيجابي البالغ في بناء سوريا المستقبل.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين عايشت ولادة سوريا الجديدة على الأرض
- الدم السوري يسيل ..وسوريا تستغيث!
- الأنظمة الشمولية... تعددت الأسباب والموت واحد
- الشعب الليبي يحطم قيوده
- التغيير كعلاج نفسي للشعوب العربية
- في هذه الظروف العصيبة!
- ألسنا جميعاً نحب سوريا!
- فجر الحرية الجديد
- دروس ثورة الياسمين التونسية
- وهم الأبدية العربي
- هل المشكلة في الأقليات أم في الأكثرية؟
- محنة رياض سيف
- البرادعي بين التكفير والتفكير
- أية مصلحة وطنية
- الآفاق المفتوحة للتواصل على شبكة الانترنت
- هل وقعت حماس في الفخ؟
- سر الأرملة السوداء
- في اللغة الفارغة والمعاني الخادعة
- مشهد قطع الرقاب في اللوحة البعثية القاتمة
- الوطنية المسلوبة


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - جنون الحل الأمني لن يقهر إرادة التغيير في سوريا