هل تتوفر امكانات المقاومة الثورية؟

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 17:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قلما يجد الانسان اناس لا يتعلمون من خبرتهم الشخصية ,فالطفل حتى الطفل يتعلم وينمو مستفيدا مما تراكم له من تعليم وخبرة,اما قيادات شعبنا فهم لا يقفون لدراسة ما تحصل ولا يراجعون تجربتهم ولا يتعلمون شيئا .الدرس الوحيد الماثل في اذهانهم دائما هو درس البقاء والتحول لقيادة تاريخية وملهم وكل ما يحلو لهم من اوصاف ,دون ان يكونوا فعليا على مستوى ذلك الا بعضهم القليل
فالالهام غير موجود ولم يتحصل لنا قيادة ملهمة في شيء وهذه تجربتنا مع قيادتنا امامنا ولنراجع في ماذا الهمونا وما هي ابداعاتهم الفكرية والسياسية والثورية
اما التاريخية فهي تاتي مع مرور الزمن ,وعندنا تأتي دون ان نسأل المسؤولين عن التجارب الفاشلة الكثيرة التي حصلت في ظل مثل هذه القيادة ,بل ان الكثيرون يضيفون الوقائع الفاشلة الى ثروة تجارب هذه القيادة التاريخية المجربة والتي لا تزال تجثم على صدر الشعب الفلسطيني منذ ستينات القرن الماضي .
ان وصف قيادتنا بانها تاريخية لا يجب ان يضيف لها في الحقيقة تقييما ايجابيا بل يتوجب ان يعرض امامها مزيدا من الاسئلة عن الخسائر والفشل الذريع الذي عانا ويعاني منه الشعب الفلسطيني في ظل قيادتها التاريخية المأزومة والفاشلة.ان لمبضع الجراح عملا ويجب ان يعمل في جسدنا لازالة الخمج القيادي الذي يكاد يقتلنا ونحن نغني له . نحن نغني دوما للقيادة ويغيب عن بالنا دوما ان نسألها عن مصيرنا, وتلعب به ونحن نيام.
ان شعبنا قد قضى عشرات السنين في مقاومة الاحتلال ,وهو واذا كان وقف في مجابهة الاحتلال الانجليزي والصهيونية منذ ثلاثينات القرن الماضي في كثير من الاحيان بالفزعة والمرجلة وطاب الموت يا شباب وين راحت الرجال ,فقد وقف بهذه الطريقة في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة سنوات انتفاضة الاقصى في بداية هذا القرن وكانه لم يتعلم شيئا من كل التجربة المتحصلة وقام العدو بحصد النشاما واقتحم مناطقهم دون مقاومة الا في موقع واحد تعلم فيه الرجال كيف يصمدون ويقتلون من العدو ويوقعون فيه الخسائر قبل ان يبيدهم.
واليوم في قطاع غزة تصدر البيانات تتوعد العدو الصهيوني بالثبور وعظائم الامور وبنفس طرائق الامس التي تساعد العدو على اقتناصهم ومسؤوليهم بيسر وسهولة فيزيد عدد الشهداء وتتفاخر الاحزاب بما قدمته من شهداء وكانها تاتي بهم لا من شعبنا بل كانها تزرعهم وتستنبتهم ,ثم ويذهبون لاهلهم بالتهاني على هذا الخير العميم بموت اولادهم شهداء قبل ان يضروا العدو بشيء يذكر,او دون ان يردعوه عن شيء او يلقنوه اية دروس كما يتوعدون .
ان القيادات لا تدير امكانيات شعبنا ومقدراته بطرائق ثورية بل بطرائق تظاهرية تقلص الفائدة الى الحدود الدنيا وتجعل العدو اكثر جرأة على الاستمرار في تحقيق اهدافه بأقل الاثمان .
هل تتوفر امكانات المقاومة الثورية ؟الجواب نعم .
يوجد بين ابناء شعبنا من تدرب في فيتنام والصين ومن شارك مع الثورات التي انتصرت ويوجد من تدرب في الجيوش العربية ومع الجيش الاحمر السوفييتي عندما كان من اعظم قوى العالم .
ويجد من راكم خبرات ثوار شعبنا وعملياته الناجحة والمؤثرة .
وتوجد كادرات لديها القدرة على الابداع والاستفادة من تجارب الشعوب وتجربتنا الخاصة.
ولكن لا توجد قيادة جدية تنظم قدرات وطاقات شعبنا في عملية ثورية وذلك جهلا اولا واستمراءا للجهل وخشية من الخرزة الحمراء ورغبة في الجزرة الشهية.
ان مجابهة اسرائيل عسكريا بالوسائل العلنية والاستعراضية انما هي ضحك على الذقون و تعريض الشجعان للموت وتستفيد اسرائيل في النهاية ,فالعمل المكشوف في المناطق وكانها محررة وهي ليست محررة ,انما يجعل الاهداف امامها سهلة .
ان خير ما يفعله هؤلاء الشباب المخلصين لوطنهم والمستعدين للموت في سبيله هو ان يتخفوا نهائيا عن صيد الطائرات والمفخخات والقنص, ويبحثوا وهم في اقصى درجات السرية عن طرائق ثورية ملائمة توقع في العدو اكبر قدر من الخسائر وتقلص خسائرنا الى الحدود الدنيا.
ان العمل العسكري المكشوف .ان التشقلب امام عدسات التلفزيون .ان السير في الشوارع في مجموعات مسلحة .انما هذه اساليب فاشلة وتدل على تهافت القيادات العليا ,ولا تفيد في الحرب ويتحول الشباب الى عصابات في اوقات السلم.
بينما كانت تجربة الشباب قبل ايام مدرسة ثورية وربما يجب ان تكون مفتاحا لاعادة النظر في الساليب الدارجة بل وفي جدية الاحزاب والقوى القائدة الكابسة على قلوبنا وانفاسنا للسير نحو مناهج جديدة واستعادة الروحية الثورية المتقدمة للشعب الفلسطيني وتنظيف البيت الفلسطيني وتثويره من جديد

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل